أعلن عدد من كبار شركات شحن الحاويات في العالم عن تعليق رحلاتهم البحرية في البحر الأحمر حتى إشعار آخر، بعد استهداف جماعة الحوثي السفن العابرة لمضيق باب المندب التي ترتبط بإسرائيل أو تتجه نحوها. حيث تتوالى الهجمات الصاروخية ضد هذه السفن بشكل شبه يومي، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات عملاقة لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر والبحث عن طرق بديلة.
كبرى شركات الشحن تبحث عن طرق جديدة بعيداً عن البحر الأحمر
أبرز هذه الشركات، التي تصنف على أنها من أكبر شركات شحن الحاويات عالمياً، هي: شركة MSC، وشركة إيه.بي مولر-ميرسك، إلى جانب شركة CMA-CGM وغيرها من الشركات التي سنسردها في التقرير التالي.
وتتصاعد حدة المخاوف العالمية من احتمالية إعلان شركات أخرى تعليق حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب، ما يعني تذبذباً في سلاسل الإمدادات العالمية بين الشرق والغرب، وبالتالي عودة التضخم مجدداً.
وتوعدت جماعة "الحوثي" مراراً باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "تضامناً مع فلسطين" لا سيما قطاع غزة الذي يتعرض لقصف وتدمير متواصل، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وفيما يلي تشكّل الشركات التالية أكثر من نصف سوق شحن الحاويات عبر البحار حول العالم، بحسب بيانات موقع "STATISTA"، ولديها مئات السفن التجارية العاملة:
1- شركة MSC السويسرية
تملك شركة MSC السويسرية، شبكة عالمية تضم أكثر من 675 مكتباً محلياً في 155 دولة، تمكنها من تسهيل التجارة الدولية بين الاقتصادات الكبرى في العالم، وبين الأسواق الناشئة في جميع القارات.
وبحسب بيانات الشركة على الإنترنت، يبلغ إجمالي عدد موظفي الشركة 200 ألف حول العالم، وتختص بتجارة كافة أنواع السلع، بما فيها تلك الحساسة "الأدوية، المواد القابلة للانفجار".
وتشغل الشركة نحو 800 سفينة متعددة، ولديها أكثر من 300 طرق تجارية حول العالم، وتنشط في 155 دولة، وتملك 5 طائرات تجارية، و675 مكتباً، ولديها قدرة على نقل 22.5 مليون حاوية سنوياً.
وتنقل الشركة عبر البحر الأحمر إلى جانب السلع التجارية، النفط الخام والمشتقات من الشرق إلى الغرب، مروراً بمضيق باب المندب إلى قناة السويس، ومنها إلى البحر المتوسط وصولاً إلى أوروبا والأمريكتين.
إلا أن الشركة أعلنت، السبت، تعليق خدماتها التجارية عبر الأحمر الأحمر حتى إشعار آخر، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، ممراً لها خلال الفترة المقبلة.
2- شركة ميرسك الدنماركية
الجمعة، أعلنت شركة ميرسك الدنماركية تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر، "حفاظاً على سلامة موظفيها وتجارتها"، إلى حين انتهاء التوترات على مضيق باب المندب.
يقع المقر الرئيسي لشركة ميرسك في كوبنهاجن، بالدنمارك، وتأسست عام 1904 على يد أرنولد بيتر مولر ووالد زوجته الكابتن بيتر ميرسك مولر؛ وبدأت كشركة شحن صغيرة ونمت منذ ذلك الحين لتصبح قوة عالمية.
وبحسب بيانات الشركة على موقعها الإلكتروني، يسمح أسطولها بنقل البضائع إلى كل ركن من أركان العالم تقريباً، وبسعة تزيد على 4 ملايين وحدة مكافئة.
وتعمل شركة ميرسك في أكثر من 130 دولة، ولديها شبكة مكاتب وعمليات في جميع أنحاء العالم، وتشغل أكثر من 300 سفينة تنشط في مجالات نقل الحاويات والبضائع الحساسة، إلى جانب نقل النفط والغاز المسال والمشتقات.
وتتولى الشركة أكثر من 20% من التجارة العالمية، كما أنها تمتلك شركات تابعة تعمل في مجال الحفر وإنتاج النفط وإدارة الموانئ والخدمات اللوجستية.
وتقول الشركة إنها تتعامل مع أكثر من 12 مليون حاوية سنوياً، كما تمتلك حصة سوقية تبلغ حوالي 17% في صناعة شحن الحاويات، وتوظف أكثر من 80 ألف شخص.
3- شركة CMA-CGM الفرنسية
والسبت، أعلنت شركة CMA-CGM الفرنسية تعليق خدماتها التجارية عبر الأحمر الأحمر حتى إشعار آخر، واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، ممراً لها خلال الفترة المقبلة.
والشركة الفرنسية تتواجد في 160 دولة من خلال 400 مكتب و750 مستودعاً و155 ألف موظف، إلى جانب أسطول واسع مكون من 593 سفينة، تخدم 420 من أصل 521 ميناءً تجارياً في العالم، وتدير 257 خط شحن.
4- شركة هاباج لويد الألمانية
من جهتها، قالت شركة شحن الحاويات الألمانية هاباج لويد يوم 15 ديسمبر/كانون الأول إنها تدرس ما إذا كانت ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر بعد ساعات من الإبلاغ عن تعرض إحدى سفنها لهجوم. وأصاب مقذوف يعتقد أنه طائرة مسيرة سفينتها "الجسرة" أثناء إبحارها بالقرب من الساحل اليمني. ولم يصب أي من أفراد الطاقم.
وتعتبر "هاباج لويد إيه جيه" خامس أكبر ناقل للحاويات في العالم من حيث قدرة السفن. وتأسست الشركة في عام 1970 باندماج شركتين ألمانيتين للنقل البحري/البحري هما هامبورغ أمريكا لاين التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1847، وشركة "نورث جيرمن لويد" الذي تم تأسيسها في عام 1856.
5- شركة "أورينت أوفرسيز كونتينر لاين" (OOCL) الدولية
أعلنت شركة "أورينت أوفرسيز كونتينر لاين" (OOCL) وهي من أكبر شركات الشحن، الأحد 17 ديسمبر، عن وقفها الفوري لشحن البضائع الإسرائيلية، بكافة أنواعها، وفي كافة الوجهات، سواء كانت للتصدير أو للاستيراد. وقالت الشركة التي يقع مقرها في هونغ كونغ وعملت مع إسرائيل على مدى 25 عاماً، في بيان: "لأسباب تشغيلية، ستتوقف شركة (OOCL) عن استلام وتسليم البضائع من وإلى إسرائيل على الفور وحتى إشعار آخر".
واشنطن تقول إنها تستعد لمواجهة هجمات الحوثيين بمشاركة عربية
من جهة أخرى، كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، عن أن الولايات المتحدة تستعد للإعلان عن قوة حماية بحرية موسعة تضم دولاً عربية، لمكافحة هجمات الحوثي المتزايدة.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، من المتوقع أن يعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن القوة التي تحمل اسماً مؤقتاً "عملية حارس الرخاء"، خلال زيارته المرتقبة للشرق الأوسط.
وكما هو الحال مع فرقة العمل 153 التي تعمل بالفعل من البحرين، فإن قوة الحماية الأكبر حجماً مصممة لتوفير الطمأنينة لشركات الشحن التجارية بأن هجمات الحوثيين سيتم إيقافها، وأن البحر سيظل آمناً للشحن التجاري.
وتم الاستيلاء على أول سفينة يعتليها الحوثيون، وهي سفينة جالاكسي ليدر، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، ولا تزال في ميناء الحُديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وحتى الآن، أسقطت البحرية الفرنسية والبريطانية والأمريكية عدداً من الطائرات المسيرة والصواريخ في البحر الأحمر التي استهدفت عدداً من السفن التجارية التي تسعى للوصول إلى إسرائيل، كان آخرها ما أعلنته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن تلقيها تقريراً عن حادث بالقرب من مضيق باب المندب، على بعد 30 ميلاً بحرياً إلى الجنوب من ميناء المخا اليمني.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقارير عن انفجار وقع في المياه على بعد ميلين بحريين من إحدى السفن. وأضافت في تغريدة على منصة "إكس"، أن "السلطات تجري تحقيقات"، لكشف حقيقة ما يحدث، وختمت بيانها بالقول: "ننصح السفن بالعبور بحذر وإبلاغ هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن أي نشاط مشبوّه".