“حصار مطبق” وقصف لا يتوقف.. هل يمكن أن تسيطر إسرائيل على قطاع غزة برياً؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/22 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/28 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
جنود الاحتلال الإسرائيلي في غلاف غزة / الأناضول

للأسبوع الثالث تواصل إسرائيل قصفها الهمجي على قطاع غزة المحاصر بشكل "مطبق"، فكيف ومتى يمكن أن تبدأ اجتياح القطاع برياً؟ وهل يمكن أن تنجح في السيطرة عليه فعلياً؟

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريراً يقول إن "السيطرة على قطاع غزة ممكنة، لكن مقابل تكلفة باهظة"، مستشهدة في ذلك بسيطرة الجيش الأمريكي على مدينة الموصل العراقية، وحصار مدينة ماريوبول الأوكرانية خلال الحرب الجارية حالياً بين روسيا وأوكرانيا.

والأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول، قال فلسطينيون إنهم تلقوا تحذيراً جديداً من جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمر بالتحرك من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وأضاف التحذير أن من يظل في مكانه قد يتم اعتباره متعاطفاً مع ما تصفه دولة الاحتلال وداعميها الأمريكيين والغرب بأنه "تنظيم إرهابي"، والمقصود حركات التحرر الوطني التي تقاوم الاحتلال.

إسرائيل تكثف قصف غزة

يجري إيصال التحذير عبر منشورات تحمل شعار جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السبت، وعبر رسائل صوتية على الهواتف المحمولة في أنحاء قطاع غزة، وجاء في المنشور "تحذير عاجل إلى سكان غزة، وجودكم شمالي وادي غزة يعرّض حياتكم للخطر، كل من اختار ألّا يخلى من شمال القطاع إلى الجنوب من وادي غزة من الممكن أن يتم تحديده على أنه شريك بتنظيم إرهابي".

والأحد أصدر جيش الاحتلال بياناً قال فيه إنه ليس "لديه أي نية لاعتبار أولئك الذين لم يقوموا بالإخلاء… أعضاء في التنظيم الإرهابي"، متابعاً أنه "لن يستهدف المدنيين"، ومضيفاً أنه "من أجل تقليل الأضرار في صفوف المدنيين، أرسل الجيش الإسرائيلي طلباً إلى سكان المنطقة الشمالية من قطاع غزة للإخلاء إلى جنوب وادي غزة".

لكن الرد على أكاذيب جيش الاحتلال جاء هذه المرة من شبكة CNN الأمريكية، التي نشرت تحقيقاً استقصائياً قامت به، عنوانه "صدقوا أوامر الإخلاء، ضربة جوية إسرائيلية قتلتهم في اليوم التالي"، رصد كيف أن بعض الفلسطينيين في شمال غزة، الذين صدقوا أوامر الإخلاء التي صدرت عن الجيش الإسرائيلي، ظنوا أنهم سيكونون آمنين.

لليوم الـ 14.. استمرار القصف إسرائيلي على غزة
يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها – الأناضول

"بعض الإسرائيليين الذين نفذوا أوامر الإخلاء وهربوا من بيوتهم في شمال غزة، باحثين عن الأمن والسلامة، تعرّضوا للمصير ذاته الذي هربوا منه: قتلتهم ضربات جوية إسرائيلية في منطقة الإخلاء"، هذا ما خلصت إليه الشبكة الأمريكية، التي تعمل شأنها شأن باقي المؤسسات الإعلامية الغربية على الترويج للرواية الإسرائيلية طوال الوقت، والواضح هنا أن وجود شهود كثر على الكذب المفضوح أجبر الجميع هذه المرة على الإقرار بالحقيقة.

وتصدر إسرائيل تحذيرات للفلسطينيين تأمرهم فيها بإخلاء شمال القطاع والتوجه جنوباً منذ أكثر من أسبوع، لكن هذه هي المرة الأولى التي تلقوا فيها تهديداً صريحاً بأنهم إذا لم ينفذوا أوامر الإخلاء سيتم استهدافهم باعتبارهم متعاطفين مع المقاومة.

والنقطة الأخرى هنا هي أن قطع الرحلة من شمال إلى جنوب القطاع أمر بالغ الخطورة، في ظل ضربات جوية لا تتوقف، وفي ظل استهداف الجيش الإسرائيلي لجنوب القطاع أيضاً بضربات جوية مكثفة، وقالت الكثير من الأسر التي تركت مدينة غزة إلى جنوب القطاع إنها فقدت ذويها في ضربات جوية إسرائيلية على الجنوب.

وأعلنت إسرائيل الأحد أنها ستكثف من قصفها على القطاع، فيما يراه البعض مؤشراً على اقتراب الاجتياح البري، الذي يهدد به جيش الاحتلال منذ أسبوعين، فهل يمكن أن تسيطر إسرائيل فعلاً على قطاع غزة برياً؟

ماذا فعلت أمريكا في الموصل؟

رصد تقرير وول ستريت جورنال كيف أنه في الوقت الذي تخطط فيه إسرائيل لشن عملية برية في قطاع غزة، بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يشير التاريخ الحديث في أماكن أخرى إلى أنَّ هذا الهدف حتى وإن كان قابلاً للتحقيق من الناحية النظرية، نظراً لفارق الإمكانيات الهائل لصالح جيش الاحتلال، إلا أن التكلفة ستكون باهظة على قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسيدفع المدنيون الفلسطينيون المحاصرين في القطاع ثمناً باهظاً أيضاً.

فمن الطبيعي أنَّ حرب المدن، وخاصة ذات التضاريس الكثيفة والمباني الشاهقة المتعددة -إذ تمتلك غزة العديد من المباني التي تزيد على ستة طوابق- تصب في صالح المُدافعِين. إضافة إلى ذلك، فإنَّ القتال من مسافة قريبة عادةً ما يقلل من المزايا التي يتمتع بها الجانب الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية، وهو الأمر الذي سيمنح غزة توازناً جزئياً أمام التفوق العسكري للاحتلال.

إلا أنه على مدى السنوات العديدة الماضية وقعت مدن كبرى تحت السيطرة، ورصدت وول ستريت جورنال بعض الأمثلة، منها استيلاء قوات التحالف الدولي التي كانت تقودها أمريكا على مدينة الموصل العراقية في 2016-2017، وكانت الموصل، ثاني أكبر مدن العراق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت مماثلاً لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.

وقال مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة Le Beck لاستشارات إدارة المخاطر: "إذا فعلت إسرائيل ما تقول إنها تريد فعله؛ وهي إطاحة حماس وتدمير قدراتها العسكرية، فإننا نتحدث عن سيناريو مماثل للموصل في جميع أنحاء قطاع غزة؛ ما يعني خسائر فادحة في صفوف المدنيين وأضراراً بالغة الجسامة".

كانت معركة الموصل، التي استمرت 277 يوماً، حملة عسكرية دامية وطويلة ولم يُعترَف بحصائلها الحقيقية بالكامل. وخلُص تحقيق أجرته وكالة The Associated Press، استناداً إلى سجلات المقابر والبيانات التي جمعتها المنظمات غير الحكومية، إلى أنَّ ما بين 9000 إلى 11000 مدني قُتِلوا في الموصل. وتحول جزءٌ كبير من المركز التاريخي للمدينة العراقية إلى أنقاض.

إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن – رويترز

وفي تقييم بعد الحملة، أشارت مجموعة دراسة الموصل التابعة للجيش الأمريكي إلى أنَّ تنظيم داعش استخدم جهود التحالف للالتزام بقانون النزاع المسلح "سلاحاً ضده"، من خلال خلق مواقف يتعين فيها على الولايات المتحدة إما أن تبطئ العمليات؛ ما يمنح داعش ميزة، أو يزيد من خطر قتل المدنيين.

لكن إذا كان هذا الالتزام بقوانين النزاع المسلح حاضراً بصورة ما من جانب قوات التحالف الدولي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يعير تلك القوانين وزناً، إذ استشهد أكثر من 4500 فلسطيني في القطاع، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء خلال أسبوعين من القصف الإسرائيلي، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، وهو عدد أثار احتجاجات ودعوات لوقف إطلاق النار من جميع أنحاء العالم.

لا يأخذ تحليل الصحيفة الأمريكية ومَن استطلعت رأيهم بطبيعة الحال اختلافات جوهرية أخرى بين حملة الموصل تلك وبين ما يتعرض له قطاع غزة، الذي كان تحت الحصار منذ أكثر من 17 عاماً، وزاد الاحتلال من ذلك الحصار بشكل وُصف بأنه "عقاب جماعي" للمدنيين، من خلال قطع الماء والكهرباء والوقود واستهداف المستشفيات والطواقم الطبية وعربات الإسعاف وليس فقط المباني السكنية ومراكز الإيواء. كما لا يأخذ في الاعتبار كون المقاومة في القطاع حركات تحرر وطني تدافع عن أرضها في وجه محتل يسعى إلى محو الشعب الفلسطيني بأكمله من الوجود.

الحصار الروسي لماريوبول في أوكرانيا

اللافت هنا هو اعتماد تحليل الصحيفة الأمريكية على مثال آخر لحصار مدينة من جانب جيش أقوى وأكثر تسليحاً على مدينة ماريوبول الأوكرانية. فأوكرانيا، طبقاً للرواية الغربية التي تتبناها الصحيفة بطبيعة الحال، تصد "غزواً روسيا غير مبرر"، وهو ما وصفته وول ستريت جورنال بأنه "ظروف سياسية أكثر اختلافاً في أوكرانيا".

لكن من وجهة نظر تكتيكية بحتة، فإنَّ الحصار الروسي لمدينة ماريوبول في العام الماضي يشير أيضاً إلى الصعوبات الهائلة التي قد تواجهها إسرائيل في غزة. وعلى عكس أي مكان آخر في أوكرانيا، تمتعت روسيا بالتفوق الجوي على ماريوبول، حيث قصفت المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة لعدة أشهر. وبلغ عدد القتلى المدنيين، وفقاً للتقديرات الأوكرانية، عشرات الآلاف، وكثيراً ما كان ينجرف الموتى ببساطة تحت الأنقاض.

أوكرانيا الناتو ألمانيا أسلحة
مدينة ماريوبول الأوكرانية تسيطر عليها روسيا / GettyImages

وعلى عكس حماس، التي أمضت سنوات في إعداد شبكة واسعة من الأنفاق والتحصينات، واختارت توقيت حربها الحالية مع إسرائيل، لم تكن القوات الأوكرانية في ماريوبول تتوقع الغزو الروسي، ولم تعمل على تخزين الأسلحة أو الذخيرة أو الوقود، وعُزِلَت عن بقية الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا بعد ثلاثة أيام فقط من الحرب.

ومع ذلك، تكبد الجيش الروسي خسائر فادحة في معركة ماريوبول- حيث فُقِد جنرالان على الأقل- ولم يتمكن من الاستيلاء على المدينة إلا بعدما أمر الرئيس فولوديمير زيلينسكي القوات الأوكرانية الباقية بالاستسلام بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر.

قال روب لي، وهو زميل بارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية "إنَّ المعارك في المناطق الحضرية بطيئة للغاية، وطويلة الأمد، ومكلفة. لا توجد طريقة سهلة لخوضها. عندما تواجه خصماً يدافع عن منطقة حضرية، وخاصةً الخصم الذي كان لديه الوقت لإعداد دفاع جيد، والذي لن يستسلم بسرعة، فإنَّ الأمر يستغرق وقتاً".

إسرائيل تواجه ظروفا أكثر صعوبة لاجتياح غزة

الوقت هو أحد الأمور التي من المحتمل ألا تمتلكها إسرائيل؛ لأنَّ الاهتمام العالمي بغزة يغذي الضغوط السياسية من أجل وقف إطلاق النار، ولأنَّ استدعاء أكثر من 300 ألف جندي احتياطي يلحق الضرر بالاقتصاد.

وقال مايكل نايتس، الخبير في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الذي أجرى أبحاثاً مكثفة حول الحملة العسكرية في الموصل، إنَّ المفارقة العسكرية هنا هي أنه كلما اضطرت إسرائيل إلى التحرك أسرع، احتاجت إلى استخدام القوة الغاشمة؛ ما يزيد من الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي تلحق بالبنية التحتية في غزة.

وأضاف نايتس لوول ستريت جورنال: "عندما يدفع شخص نحو تسريع العملية تسريعاً مصطنعاً، كما فعلنا في الموصل إلى حد ما، ويقول: أسرعوا، أنجزوا المهمة أسرع، عندها تتضمن تسريعات القتال الخاصة بك تسوية المدينة بأكملها بالأرض. لو كنت مكان الإسرائيليين لقلت للمجتمع الدولي: أعطونا 180 يوماً وسنفعل ذلك بأقل عدد من الضحايا، وإذا جعلتنا نحاول فعل ذلك خلال 30 يوماً، فمسؤولية ما يحدث تقع على عاتقك".

في القتال في الساحات الحضرية، يسهم تدريب القوات وتجهيزها وتحفيزها بدور حاسم، أكثر بكثير من البيئات الأخرى. ورغم الفشل الإسرائيلي الذريع يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإنَّ الخبراء العسكريين الغربيين لا يزالون مصرّين على أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تتمتع بقدرات عسكرية أكبر بكثير من القوات الروسية في ماريوبول.

من جانبه، أكد العقيد بالجيش الأمريكي المتقاعد، جويل رايبورن، مستشار الاستخبارات الاستراتيجية السابق للقيادة المركزية الأمريكية الذي عمل مبعوثاً أمريكياً خاصاً لسوريا في الفترة 2018-2021، أنه ليس لديه أدنى شك في أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سيكون قادراً على تحقيق أهدافه في غزة، وأنه في بعض النواحي، سيواجه معركة أسهل من معركة التحالف في الموصل.

وأضاف: "إنها نتيجة مفروغ منها. ستتعرض حماس للهزيمة تكتيكياً في غزة، ولن تتمكن من الدفاع عن غزة بطريقة مستدامة. من الناحية العسكرية، غزة مثل الجزيرة. لا يمكن أن يكون هناك دفاعٌ فعال عن غزة لأنَّ حماس ليست لديها وسيلة لإعادة إمداد نفسها ولا توجد منطقة خلفية لدعم عمليات الخطوط الأمامية".

غزة فلسطين
المقاومة في غزة حطمت أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يُقهر/ رويترز

ولكن الواقع يقول إن إسرائيل خاضت بالفعل تجربة شن عمليتين بريتين في غزة، في الفترة 2008-2009 و2014، كانتا تهدفان إلى ردع فصائل المقاومة، وبخاصة حماس، لكن الهدف هذه المرة هو استئصال المقاومة بالكامل، وهو تحدٍّ أصعب بكثير، رغم فشل إسرائيل في التحدي الأسهل من قبل.

ونجحت حركة المقاومة الإسلامية حماس في تطوير قدراتها العسكرية بشكل مذهل رغم الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عاماً، إذ تمتلك الآن أسلحة أكثر تطوراً بكثير، بما في ذلك الصواريخ المُوجَّهة الحديثة المضادة للدبابات، والطائرات المُسيَّرة الصغيرة التي إما تلقي ذخائر أو تصطدم بالدبابات أو المركبات المدرعة، وستشكل هذه الأسلحة نقاط قوة للمقاومة في مواجهة قوات الاحتلال إذا ما قررت فعلاً تنفيذ الاجتياح البري.

وفي حين أنَّ الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية الأكثر تقدماً تمتلك دفاعات التفوق العسكري الحديثة ضد الطائرات المُسيَّرة والصواريخ الموجهة، إلا أنها لا توفر بالضرورة حماية مضمونة.

وقال كوبي مايكل، زميل أبحاث كبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية: "حماس تنتظر، وقد أعدت نفسها للغزو البري، وستكون هناك خسائر، لا شك في ذلك. لكننا نفهم جيداً أيضاً، بعد هذه الهجمات المروعة، أنه في هذا الحي عليك أن تكون قادراً على التضحية من أجل البقاء هنا، وإلا حزم أمتعتك والرحيل".

أما المارشال الجوي المتقاعد إدوارد سترينجر، رئيس العمليات السابق في وزارة الدفاع البريطانية، الذي أشرف على الحملة الجوية في ليبيا في عام 2011، فقال للصحيفة الأمريكية: "عليهم أن ينتصروا في هذه الحرب، لكن عليهم أن يثبتوا أنهم يفعلون ذلك من خلال تصميم عملياتي ذكي للغاية، وقدرات عسكرية مثيرة للإعجاب حقاً، تعتمد على الاستخبارات. فمن غير الذكاء استخدام كل الأسلحة الثقيلة التي لديك لتسوية غزة بالأرض كعمل انتقامي، تاركاً حلفاءك يفكرون: كيف يمكننا أن ندافع عن هذا؟ وفي الوقت نفسه سيجعل هذا أعداءك أكثر اتحاداً".

تحميل المزيد