عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" يوم 7 أكتوبر، تشرين الأول 2023، ستؤدي إلى تبعات وتغيير في المنطقة بشكل واضح وكبير، كما يجمع كثير من المحللين.
تبعات هذه العملية غير المسبوقة في تاريخ إسرائيل ستكون له تداعيات، ليس فقط على شكل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه يمتد إلى الجبهة الداخلية لإسرائيل وصورتها الخارجية من جهة، ويمتد إلى كامل منطقة الشرق الأوسط التي ستتغير فيها بعض قواعد الصراع.
هذا عن التبعات، والتي سنذكرها بالتفصيل في هذا التقرير، لكن ماذا عن البدايات؟ لم تكن عملية طوفان الأقصى وليدة تصاعد الأحداث في القدس الضفة الغربية والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى، ربما تكون هذه الفعال سببت في تسارع حدوث العملية، لكن فكرة "طوفان الأقصى" تعود لما هو أبعد من هذا، إنها تعود للفكرة التي تأسست عليها حركة حماس، التحرر من الاحتلال.
من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبالتحديد يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 1987، وُلدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنَّ أحداً لم يُلقِ لإعلان تأسيسها كحركة تحرُّر وطني بالاً وقتها. وشاركت الحركة في الانتخابات الفلسطينية وفازت بها، لكن الاحتلال والغرب رفضوا احترام إرادة الشعب الفلسطيني، وفرضوا حصاراً غير إنساني على القطاع. أيقن قادة حماس أنه لا سبيل لتحرير الأرض والوقوف في وجه محتل مغترّ بقوته، ولا يقيم وزناً للاتفاقيات، ولا للقرارات الدولية، إلا باللغة الوحيدة التي يفهمها وهي لغة القوة.
سنوات طويلة وثقيلة مرت على الفلسطينيين المنكوبين بالاحتلال والتواطؤ معه من جميع الأطراف، بنت خلالها المقاومة قدراتها العسكرية، من عمليات طعن ودهس منفردة، إلى تفجيرات محدودة وصواريخ سَخِرت منها أغلب الأطراف في بدايتها، وسمَّاها البعض "صواريخ عبثية"، وصولاً إلى ذلك اليوم المشهود، وهو السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين أطلقت حركةُ المقاومة الوطنية (حماس) عملية "طوفان الأقصى"، التي زلزلت الاحتلالَ بصورةٍ لم تحدث منذ النكبة، ليعلن حالة الحرب للمرة الأولى منذ 50 عاماً!
"طوفان الأقصى" قصة بدايتها الأصلية تعود إلى سنوات عديدة مضت. لذلك سنتتبع هنا متى بدأت قصة هذا الطوفان؟ وإلى أين ستتجه إسرائيل والمنطقة بعده؟ التفاصيل من هنا.