كيف انحدرت الأمور حتى صارت إسرائيل تستطيع أن تأمر نصف سكان غزة -أكثر من مليون شخص- بالانتقال من شمال سجنهم الصغير إلى جنوب سجنهم الصغير، في أحد أكثر الأماكن اكتظاظاً على وجه الأرض؛ وأن تمنح الفلسطينيين في غزة 24 ساعة لفعل ذلك وإلا واجهوا العواقب الوخيمة، الواقع إن هذه المأساة تحدث أمام العالم دون رد فعل يذكر وذلك بسبب دور الإعلام الغربي.
هكذا يقول الكاتب والصحفي البريطاني جوناثان كوك، الذي له ثلاثة كتب متعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مقال نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
كل من بقي في شمال غزة معرضون للإبادة
ويقول كوك إن أوامر إجلاء السكان الفلسطينيين صارت تُعامل على أنها "إنذار مسبق"، وهو مفهوم تلاعبت به إسرائيل سنوات طويلة لتفسيخ إلزامات القانون الدولي، وإضفاء الشرعية على استهدافها المدنيين.
وهكذا فإن كل من بقي في شمال غزة -من أطفال ومرضى ومسنين ومعاقين- يواجهون مصيراً مرعباً: إما وابلاً من القنابل وإما غزواً برياً يحتشد فيه مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين الساعية للانتقام لمقتل أكثر من 1300 إسرائيلي خلال هجوم المقاتلين الفلسطينيين على مستوطنات غلاف غزة نهاية الأسبوع الماضي.
الدول الغربية تشاهد عملية التهجير في غزة على شاشة التلفاز فيما قد يصبح نكبة أخرى
يشير الكاتب البريطاني إلى أن الزعماء الغربيين كثيراً ما يتحدثون عن الفاجعة التي كابدها اليهود في القرن الماضي والصدمة الناتجة عنها -على الرغم من أن هذه الفاجعة كانت دولهم من أوقعتها بهم في معظم الأحيان- وما يترتب على ذلك من ضرورة عدم الإساءة إليهم بانتقاد إسرائيل. وقد حظرت فرنسا وألمانيا مظاهرات التضامن مع غزة، وبريطانيا على وشك أن تحذو حذوهما.
ويرى كوك أن أياً من زعماء الدول الغربية لا يبدو مهموماً بما يتعرض له أهالي غزة الآن من تهجير تبثه الشاشات بثاً مباشراً، ولا بالصدمة الناجمة عن إجبار إسرائيل إياهم على ترك بيوتهم تحت تهديد السلاح عدة مرات من قبل، أبرزها في نكبة عام 1948، وأثناء حرب عام 1967. وإن أمر النزوح الذي أصدرته إسرائيل في الأيام الماضية والرعب الذي يعيشه الأهالي في ظل القصف، يجعلان الفلسطينيين يعيشون تلك الصدمة ليس فقط في مخيلتهم، بل في واقعهم. فهم يتعرضون للتطهير العرقي مرة أخرى على يد عدوهم الذي عذبهم مراراً من قبل.
ويقول كوك إن مسألة التهجير لا تُطرح من قبيل المبالغة، بل إن سكان غزة لديهم كل الأسباب الوجيهة التي تدعوهم للخوف من أن هذا ليس "ترحيلاً مؤقتاً"، وهذا إنْ افترضنا أنهم يستطيعون الوصول إلى مناطق "الإجلاء" وأن هذه المناطق آمنة حقاً. ومن ثم فإن واقع الحال يشهد بأن ما يحدث ربما يصبح نكبة أخرى، إلا أنها ستُعرض على الشاشات هذه المرة بصورٍ عالية الدقة والألوان.
تعاون الزعماء الإسرائيليون سراً مع الحلفاء الغربيين طيلة سنوات للضغط على مصر من أجل السماح بأن تصبح صحراء سيناء المجاورة لغزة دولةً فلسطينية صورية. وهذه المكايد أحد الأسباب التي جعلت القاهرة تُبقي حدودها البرية القصيرة مع غزة مغلقة بإحكام. والآن ستدفع إسرائيل 2.3 مليون فلسطيني دفعاً للجوء إلى هذه الحدود للخروج من مناطق الفتك بهم.
الإعلام الغربي وزعماء الحكومات يمهدان لتنفيذ الإبادة الجماعية
يذهب المقال إلى أن الطريق الذي أوصل الأمور إلى ما آلت إليه طريقٌ مهَّده الساسة الغربيون ووسائل الإعلام الكبرى الغربية، فهم من أعطوا إسرائيل الضوء الأخضر لتفعل ما يحلو لها.
ويستشهد المقال هنا بما فعله كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض والمرشح القريب من رئاسة الوزراء، إذ حشدَ الإجماع السياسي لأكبر حزبين في بريطانيا الأسبوع الماضي بإخبار المحاورين في لقاءاته التلفزيونية بأنه يدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وفرض "الحصار الكامل" على قطاع غزة، أي أن ستارمر أعلن صراحةً عن تأييد حزب العمال البريطاني لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ومنها جرائم الإبادة الجماعية.
وفي يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، ذهب غرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، إلى أبعد من ذلك، بتشديدِه في كل بادرة أبداها على أنه يدعم حق إسرائيل في التطهير العرقي للفلسطينيين في شمال غزة، بدعوى الدفاع عن نفسها.
في غضون ذلك، أشار كلايف بالدوين، المستشار القانوني لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إلى أن أمر الإخلاء لشمال غزة صدر بينما "الطرق مهدمة، والوقود شحيح، وأكبر مستشفى في القطاع يقع في المنطقة التي يفترض إخلاؤها"، ومن ثم، قال بالدوين: "على زعماء العالم أن يعترضوا الآن قبل فوات الأوان".
وسائل الإعلام الغربية تطارد من يشجب إسرائيل
لكن أحد أبرز الأسباب في أن زعماء العالم لا يواجهون أي ضغوط من أجل "الاعتراض على ما يحدث" هو أن الإعلام الغربي لم يبذل أي جهد للضغط عليهم، حتى وإن كانت إسرائيل تدعس جميع بنود القانون الدولي، وتستهين بها علناً.
ويُدلل المقال على ذلك بما حدث مع جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال السابق، الذي ذكَّر الناس بأن المدنيين من الجانبين لديهم حقوق وأن الواجب حمايتهم جميعاً، ومنهم الفلسطينيون في غزة، فما كان من فريق القناة الرابعة البريطانية إلا أن طارده في الشارع ليطلب منه "إدانة" حماس، وكان التلميح المراد من هذا التضييق عليه أن يُصور أمام الناس مرة أخرى على أنه معادٍ للسامية.
قطعوا رؤوس الأطفال.. مؤسسات كبرى تتعامل بسذاجة وقحة مع التضليل الإسرائيلي
يذهب المقال إلى أن وسائل الإعلام البريطانية قد تكون خففت من حدة هجومها بعض الشيء لما جهر السياسيون البريطانيون بتأييدهم دعوات إسرائيل إلى إخلاء نصف قطاع غزة من سكانه، إلا أن هذا التغير تأخر كثيراً، لا سيما أن وسائل الإعلام الكبرى تداولت بسذاجةٍ وقحة الادعاءات الإسرائيلية بأن حماس قطعت رؤوس 40 طفلاً في هجومها. فهذه الادعاءات غير العادية كانت تتطلب أدلة موثوقة، إلا أن وسائل الإعلام يبدو أنها لم تعبأ كثيراً بذلك ما دام الأمر يتعلق بتشويه سمعة الشعب الفلسطيني.
وعلى الرغم من أن مزاعم قطع رؤوس الأطفال كان من السهل دحضها بأهون تحقُّق منها ومن مصدرها، فإن هذه الادعاءات تصدرت الصفحات الأولى لكثيرٍ من الصحف البريطانية.
بايدن يردد أكاذيب إسرائيل والبيت الأبيض يتنصل منها
ولم يلبث الصحفيون الذين حضروا الجولة التي أشرفت عليها السلطات من الإسرائيلية في الكيبوتس الواقعة بالقرب من غزة، أن دحضوا هذا الادعاء، وقالوا إنهم لم يروا أي جثث مقطوعة الرأس، وإن جنوداً إسرائيليين هم من رموا هذا الادعاء. لكن لما تزايدت الضغوط في المطالبة بأدلة على هذه المزاعم، تمسك الجيش الإسرائيلي بالصمت المطبق، خلافاً للمعهود عنه.
وبث الرئيس الأمريكي جو بايدن مزيدا من الحياة في الخبر المزعوم بادعائه أنه شاهد صوراً للضحايا الذين قطعت رؤوسهم، لكن البيت الأبيض سرعان ما اعترف بأن بايدن لم ير أياً من هذه الصور واعتمد على معلومات -معلومات مضللة بالأحرى- من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هذه المزاعم الإسرائيلية لم تصدر بطريق الخطأ
ومع ذلك، يقول المقال إن أي شخص يظن أن هذه المزاعم صدرت بطريق الخطأ حقاً، عليه أن يراجع بعض أساسيات الصحافة، إذ سيدرك حينها أن حملات التضليل إحدى أبرز ساحات القتال في أي حرب، وهو أمر يدركه أي صحفي جاد. والقوى الغربية وحلفاؤها لديهم تاريخ حافل بالكذب على وسائل إعلامهم، ويكفي هنا الاستدلال بكذبة أن صدام حسين كان يخفي أسلحة دمار شامل، وهي الكذبة التي استخدمت لتسويغ غزو العراق عام 2003.
وجرت العادة أن تركز هذه الأخبار الملفقة على المسائل التحريضية التي تستثير عواطف الناس وتستفزهم لقبول الفظائع المرتكبة في مواجهة العدو. ومن أبرز الموضوعات التي يستعين بها أصحاب التلفيقات المضللة هي المزاعم عن إيذاء الأطفال والنساء.
وجديرٌ بالذكر أن الصحافة الغربية نشرت اتهامات أخرى لا أساس لها في الهجوم على حماس، مثل المزاعم بأن بعض مرتادي الحفل قد تعرضن للاغتصاب، إلا أنهم اضطروا أيضاً للتراجع عن هذا الادعاء بعد تبيُّن كذبه.
صحيفة بريطانية تعرض صوراً لأطفال فلسطينيين مشوهين على أنه إسرائيليين
أما الصورة التي نشرتها صحيفة "التايمز" البريطانية في صدر صفحتها يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، فكانت دليلاً آخر على شدة تواطؤ وسائل الإعلام في التلاعب بمشاعر الناس. إذ كتبت الصحيفة في العنوان: "إسرائيل تعرض رضعاً مشوهين" . إلا أن هذا العنوان ذاته مضلل، فإسرائيل لم تعرض هذه الصورة. والحقيقة أن الأطفال الملطخين بالدماء في الصورة لم يكونوا إسرائيليين، بل أطفالاً فلسطينيين، يغطيهم غبار الركام ودماء القصف الإسرائيلي على غزة.
وانضمت صحيفة "التلغراف" إلى المعركة كذلك، فنشرت صورة مشوشة عرضها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وزعم أنها صورة لطفل ميت. إلا أن الصورة لم يكن فيها أي علامة واضحة على أن الطفل قد قطعت رأسه.
لم يتوقف الأمر عند نشر الادعاء الفارغ من الأدلة بأن حماس قطعت رؤوس الأطفال، بل تستخدم الحكومة الإسرائيلية الآن هذا الادعاء في خدمة أغراضها وعقد تشابهاً يُنافي المنطق بين حماس وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي يقطع رؤوس أعدائه.
وانساقت وسائل الإعلام الغربية أيضاً إلى هذه الخديعة، وشاركت في نشر هذا الانطباع المضلل في أذهان الشعوب الغربية بأن حماس وتنظيم الدولة الإسلامية متشابهان، ومن ثم بات من اليسير لإسرائيل وحلفائها تبرير الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي في غزة والتهوين من شأنها.
يركزون على تصنيف حماس كحركة إرهابية ويتجاهلون تصنيف المنظمات الحقوقية لإسرائيل كدولة عنصرية
ولكن هذه الأكاذيب ليست هي المثال الأكثر تطرفاً على التضليل الذي يروجه الإعلام لتبرير العنف الإسرائيلي أمام الشعوب الغربية، إذ إن هناك مشكلة أعمق من ذلك فيما تتعمَّده وسائل الإعلام الغربية من تأطير للأحداث، وتقديمها ما يحدث للجمهور بصورة شديدة التشويه.
فبدعوى الحياد المفترض، تتجنب هيئة الإذاعة البريطانية الإشارة علناً إلى حماس بأنها منظمة إرهابية. ولكن الهيئة لا تنفك تردد في كل مرة تذكر فيها اسم حماس أن الحكومات الغربية تصنفها مجموعة إرهابية.
في المقابل، لن تصف أي مؤسسة إعلامية الحكومة الإسرائيلية بأوصاف من هذا القبيل، على الرغم من أن منظمات حقوق الإنسان العالمية تصنف إسرائيل دولةَ فصل عنصري، وقد اتهمتها مراراً بانتهاك القانون الدولي.
ويرى المقال أن هذا التلاعب يدل على أن هذه المؤسسات لا تهدف إلى تقديم تقارير متوازنة -كما تدعي- وإنما نشر الدعاية الرسمية للدولة.
ويتحدثون عما يحدث في غزة كأنه نتيجة زلزال
كذلك فإن وسائل الإعلام الليبرالية حين تتحدث عن الكارثة في غزة، تحصرها دائماً في إطار الخطاب الإنساني.
فعلى سبيل المثال، قالت مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية، ليز دوسيه، إن أهل غزة يواجهون "أزمة إنسانية رهيبة"، وكأنهم تعرضوا لزلزال، وليس أنهم يخضعون لحصار بري وبحري وجوي تفرضه عليهم إسرائيل منذ 16 عاماً، وأنهم يتعرضون للتجويع والحبس في أقفاص تحيط بها الأسوار ويحرسها القناصون الإسرائيليون.
الكل يطالب السلطة الفلسطينية بإدانة حماس ولا يفعلون ذلك مع إسرائيل
يتعرض المقال بعد ذلك للمصاعب الجليَّة التي يواجهها المتحدثون الرسميون الفلسطينيون في عرض مواقفهم خلال المناسبات القليلة التي يمُنحون فيها منبراً لتمثيل بلادهم في وسائل الإعلام الغربية، والتي لا يحصلون عليها غالباً إلا حين تتصدر "حماس" عناوين الأخبار في سياق المقاومة العنيفة للاحتلال.
ففي كل مقابلة صحفية أجراها حسام زملط، السفير الفلسطيني لدى بريطانيا، الأسبوع الماضي، كان اللقاء يبدأ بالتضييق عليه كي "يدين" حماس. وكان المعنى الضمني الواضح للجميع أنه إذا رفضت إدانة حماس، فإنك توافق على العنف.
ويدرك زملط هذا الفخ، فلا يُستدرج إليه، فالهدف من هذه الأسئلة صرف الانتباه عن المساعي الرامية إلى التعبير عن الفلسطينيين، وتأطير القضية في المسار الذي تريده وسائل الإعلام الغربية، أي تجاهل العنف المكثف الذي سلطته إسرائيل على الفلسطينيين طيلة عقود.
ويذهب المقال إلى أن الغاية من هذه الدعاية هي نسب إسرائيل إلى القيم الغربية، ونسب الفلسطينيين إلى البدائية الهمجية، فلا أحد في هيئة الإذاعة البريطانية يخيل له أن يطلب من سفير إسرائيل لدى بريطانيا إدانة نتنياهو لموافقته على القصف العشوائي لغزة، وذلك على الرغم من أن السفير الإسرائيلي يمثل الحكومة التي تفعل هذه الأمور.
ولأن زملط يرفض الوقوع في الفخ الذي نصبته له هيئة الإذاعة البريطانية ووسائل الإعلام الأخرى، يبدو أن الصحفيين بات يحلو لهم أن يكتبوا سيناريو معيناً له، فهم يضعون على لسانه كلمات لم يقلها قط، ولكنهم يرغبون في أن يقولها ليسهل عليهم نشر دعايتهم.
إنها مخلفات الأفكار الاستعمارية التي تهيمن على المؤسسات الغربية
يرى المقال أن المشكلة هنا لا تكمن في جهل الصحفيين بقدر ما تكمن في عجزهم عن تجاوز بقايا الأفكار الاستعمارية التي تربوا عليها في نشأتهم ذات الامتيازات وفي مدارس التعليم الخاص. فهم غير مستعدين من الأصل لتعاطي التفكير من وجهة نظر المحتلين والمضطهدين، وإن تمكنوا من ذلك بمعجزة ما، فلن يبقوا طويلاً في هيئة الإذاعة الحكومية البريطانية، ولا في المؤسسات الصحفية الكبرى ذات الأرباح المليارية والصحافة القائمة على استجلاب الإعلانات.
ولذلك فإنه من المحتم على هؤلاء الصحفيين أن يتمسكوا بهذا الادعاء: نحن، في الغرب، "الأخيار، أما أولئك الذين يرفضون الإذعان لامتيازاتنا المفروضة عليهم، والإخضاع الذي نمارسه، فهم "الأشرار" بلا جدال.
ويحذر المقال من أن هذه الأفكار ليست خاطئة فحسب، بل فادحة الخطر، فهي تنشر الجهل بين الشعوب الغربية، وهو الجهل الذي يستغله الزعماء الغربيون بعد ذلك لمنح إسرائيل الدعم المطلق أثناء ارتكابها الفظائع بحق الشعب الفلسطيني.
ويشير المقال إلى أن الرأي العام الغربي ربما لا يعرف معظمه ما يحدث حقاً في غزة، إلا أن جيران إسرائيل يعرفون جيداً. وقد صورت وسائل الإعلام هناك الرعب الشامل الذي بثته إسرائيل، والذي لا يؤدي فقط إلى إثارة غضب الجماهير العربية، بل يدفع كذلك إلى مزيد من الضغوط على زعماء تلك الدول لكي يفعلوا شيئاً لمساعدة الشعب الفلسطيني وحمايته.
كل ذلك سوف يشعل الثأر في صدور سكان المنطقة
في المقابل، يرسل الغرب السفن الحربية إلى المنطقة لضمان أن ترتكب إسرائيل جرائمها بلا عائق يمنعها، وتزودها الدول الغربية بالأسلحة التي تحتاج إليها لارتكاب هذه الجرائم.
والمحصلة من ذلك أن رغبة الثأر لهذه الجرائم لن تنفك تعتمل في صدور الناس في المنطقة حتى تتمكن قوى أخرى -حزب الله مثلاً- من الرد.
ومن ثم، يخلص المقال إلى أن الكارثة تلوح في ساحات مختلفة. ويزيد من فرص وقوعها أن وسائل الإعلام الغربية تقاعست مراراً عن محاسبة إسرائيل وحكوماتها، ليس على ما يجري الآن فقط، بل ما يحدث منذ عقود طويلة.