اجتياح بري فلسطيني لمستوطنات الغلاف المحاذية لقطاع غزة، هذا ما استيقظت عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي صباح السبت، السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في صدمة عسكرية واستخباراتية هي الأكبر في تاريخ الاحتلال منذ حرب عام 1973؛ حيث اقتحم آلاف المقاتلين من كتائب عز الدين القسام البلدات المتاخمة للقطاع، بغطاء جوي من آلاف الصواريخ التي أطلقت من غزة باتجاه تل أبيب والقدس ومدن الجنوب.
هذا المشهد الصادم وغير المسبوق منذ احتلال فلسطين عام 1948 أطلق شرارته القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، بإعلانه -في رسالة صوتية- بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها، قائلاً إن الضربة الأولى من عملية "طوفان الأقصى" تجاوزت 5 آلاف صاروخ استهدفت إسرائيل.
"طوفان الأقصى".. مقاتلو القسام في قلب المستوطنات وأسر وقتل لعشرات الجنود
في تمام الساعة السادسة من صباح السبت، وفي ذكرى حرب أكتوبر 73، اقتحم مئات من مقاتلي كتائب القسام، مستوطنات ومواقع عسكرية لجيش الاحتلال في "غلاف غزة"، وذلك عقب اقتحامهم الحدود واجتيازهم السياج الأمني شرق قطاع غزة، بحسب ما أعلنت الكتائب.
ووفق معلومات أولية وصور وفيديوهات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية، فقد اقتحم المقاتلون المستوطنات والمواقع العسكرية، وقتلوا العشرات من الإسرائيليين وجنود الاحتلال، قبل أن يسيطروا على جيبات عسكرية ومدرعات للاحتلال، ويعودوا بها إلى داخل قطاع غزة، بالإضافة إلى أسر عدد غير معلوم من الإسرائيليين وجثث لجنود الاحتلال وجيبات عسكرية.
وبثت كتائب القسام صوراً أولية من عمليات الاقتحام يظهر فيها جنود القسام وهم يقتحمون مواقع العدو العسكرية ويدوسون جثثاً لجنود الاحتلال، كما أظهرت صوراً وفيديوهات نشرها إسرائيليون تجول عربات دفع رباعي لكتائب القسام داخل المستوطنات الإسرائيلية.
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال عملية الاجتياح البري الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة مستمرة، فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، حالة التأهب استعداداً للحرب.
من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن كتائب القسام أسرت نحو 35 جندياً إسرائيلياً، دون إبداء المزيد من التفاصيل. فيما أعلنت القناة 12 العبرية مقتل رئيس المجلس الإقليمي شاعر هنيغف، خلال اشتباك مع عناصر كتائب القسام في الغلاف.
وأعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن (الكابينت) سيعقد اجتماعاً عند الساعة الواحدة بعد الظهر في مقر وزارة الجيش بتل أبيب. دون إبداء أي تصريح آخر، مما يدلل على حالة الصدمة التي تتعرض لها القيادة السياسية الإسرائيلية.
الضيف: "ابدأوا بالزحف الآن نحو فلسطين"
خلال خطابه الذي أعلن فيه بدء هذه المعركة، قال محمد الضيف إن "العدو دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول محمد، واعتدوا على المرابطات، وسبق أن حذرناه من قبل".
وتابع الضيف أن "الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، واليوم يتفجر غضب الأقصى، وغضب أمتنا، ومجاهدونا الأبرار، وهذا يومكم لتفهموا العدو أنه قد انتهى زمنه".
وأكد القائد العام لكتائب القسام: "بدءاً من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها". وشدد الضيف على أن قيادة "القسام" قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، "وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب".
وقال: "ابدأوا بالزحف الآن نحو فلسطين، ولا تجعلوا حدوداً ولا أنظمة ولا قيوداً تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى".
ووجه رسالته للمقدسيين وأهالي الداخل المحتل، وقال: "أهلنا في القدس اطردوا المحتلين واهدموا الجدران، ويا أهلنا في الداخل والنقب والجليل والمثلث أشعلوا الأرض لهيباً تحت أقدام المحتلين".
هنية: "هذا الطوفان بدأ من غزة"
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في بيان رسمي، إن "المقاومة الفلسطينية تخوض في هذه اللحظات التاريخية ملحمة بطولية عنوانها الأقصى ومقدساتنا وأسرانا إذ إن سببها المركزي والأساس العدوان الصهيوني الإجرامي الذي تم على المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف هنية أن "العدوان بلغ ذروته خلال الأيام الماضية، حيث قام الآلاف من المستوطنين المجرمين الفاشيين بتدنيس مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، وأداء صلواتهم فيه تمهيداً لفرض السيادة الصهيونية عليه، وهي الخطوة التي كان لدينا المعلومات بأنه ذاهب نحوها بفرض السيادة على المسجد الأقصى ولو سكت العالم ما كنا لنسكت على هذا التدنيس وعلى هذه النية للعدوان".
وختم هنية بيانه بالقول: "إننا نخوض معركة الشرف والمقاومة والكرامة للدفاع عن المسرى والأقصى تحت العنوان الذي أعلنه الأخ القائد العام أبو خالد الضيف طوفان الأقصى، هذا الطوفان بدأ من غزة وسوف يمتد للضفة والخارج، وكل مكان يتواجد فيه شعبنا وأمتنا. هذا يومكم ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".