قلق بالغ يساور الهند على ما يبدو بسبب احتمال انضمام باكستان لبرنامج المقاتلة الشبحية التركية "قآن"، مما قد يهدد بأن تسبق إسلام أباد نيودلهي في هذا المضمار، ودفع ذلك وسائل إعلام هندية لمقارنة برنامج المقاتلة الشبحية التركية بنظيره الهندي، اللذين بدأ في نفس التوقيت تقريباً، فمن منهما سيحلق في السماء أولاً ويلتحق بنادي الدول المصنعة للطائرات الشبحية؟
وفي الوقت الحالي، لا يوجد سوى ثلاث دول تمتلك طائرات شبحية هي الولايات المتحدة عبر الطائرة الشبحية الأقوى في العالم إف 22، والتي دخلت الخدمة في عام 2005، لتكون أول مقاتلة شبحية من الجيل الخامس في العالم، ولكن إنتاجها توقف بسبب تكلفتها العالية، وهناك المقاتلة الشبحية الأمريكية إف 35 التي تعد المشروع العسكري الأكبر في التاريخ، ولكنها تواجه مشكلات بالنسبة للتكلفة والصيانة وتساؤلات حول قدراتها في المناورات القريبة.
ولدى الصين المقاتلة الشبحية الكبيرة الحجم J-20 التي دخلت الخدمة ويسود الغموض حول قدراتها، ولكن بعد أن كان الغرب يسخر منها وينظر لها على أنها تقليد فاشل للمقاتلات الأمريكية، بات يخشى من قدراتها، خاصة في القتال البعيد في المسرح الآسيوي الواسع، وهناك المقاتلة الصينية الشبحية المتوسطة J-31 التي هي مشروع خاص لشركة صينية حكومية ولم تدخل الخدمة بعد ويعتقد أنها يمكن أن تخصص للانطلاق من حاملات الطائرات.
ولدى روسيا المقاتلة الشبحية سوخوي 57، التي دخلت الخدمة بشكل محدود ولكن يعتقد أنها تواجه مشاكل في التصنيع والتطوير وخاصة إدماج المحركات الملائمة للجيل الخامس من الطائرات.
لماذا تقلق الهند من انضمام باكستان لمشروع المقاتلة التركية الشبحية "قآن"؟
وأطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم قآن (Kaan) على المقاتلة التركية الشبحية بناء على اقتراح حليفه رئيس الحركة القومية دولت بهتشلي، وهو اسم تركي قديم يعود استخدامه لتاريخ القبائل التركية في آسيا الوسطى.
وأعرب موقع Eurasian Times الهندي المتخصص في الشؤون العسكرية عن قلقه من تفوق باكستان والهند في مجال الطائرات الشبحية، إذا التحقتا ببرنامج المقاتلة الشبحية التركية، الذي قد يكون أسرع من برنامج طائرة القتال المتوسطة المتقدمة الهندية (AMCA).
وأعلنت تركيا مؤخراً أنها بدأت مفاوضات مع باكستان لجعلها شريكاً رسمياً في تطوير الطائرات المقاتلة، حسبما ورد في Eurasian Times، الذي يقول إنه في المقابل، أضاعت مؤسسة الدفاع الهندية وكبار الضباط في سلاح الجو الهندي (IAF) على مر السنين عقدين من التقدم التكنولوجي في مشروع "AMCA"، عبر سلسلة من الأخطاء الفادحة، حسب تعبير الموقع الهندي.
أدى التأخير في الاستحواذ على مقاتلات جديدة والتطور البطيء للطائرات الهندية المصنعة محلياً إلى تضاؤل وحدات القوات الجوية الهندية.
لدى سلاح الجو الهندي الآن عدد من وحدات صواريخ أرض – جو أكثر من الطائرات المقاتلة، وفقاً لما أوردته صحيفة EurAsian Times.
مشروع المقاتلة الهندية الشبحية بدأ قبل 15 عاماً ولكنه تأخر بسبب موسكو
بدأ بحث الهند عن الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة منذ ما يقرب من 15 عاماً عندما تعاونت مع روسيا لتطوير الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة (FGFA).
ولكن في عام 2018 بعد 11 عاماً من إطلاق هذا المشروع الذي يعد أحد أكثر برامج الدفاع الهندية الروسية المشتركة طموحاً وإثارة للجدل، انسحبت القوات الجوية الهندية، وذلك بعد أن اختلف الجانبان على خطط تقاسم التكاليف، نقل التكنولوجيا، والقدرات التكنولوجية للطائرة من بين أمور أخرى.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق أول AMCA في عام 2026، بشرط أن تمنح لجنة مجلس الوزراء للأمن موافقتها وتمويلها لمنظمة البحث والتطوير الدفاعية (DRDO) لهذه الطائرة الشبحية ذات المحركين.
يقول الموقع الهندي إنه استناداً إلى سجلاتهم الحافلة وميلهم للإفراط في التفاؤل، لا يمكن أن يكون هناك شك في أن قيادة DRDO والشركة الهندية المنتجة للطائرة HAL Hindustan Aeronautics Limited ستضطر إلى تأجيل الجداول الزمنية والسعي للحصول على تنازلات في الأداء بسبب النقص التكنولوجي في مشروع AMCA.
كتب قائد السرب Vijaindra K Thakur في مقال لصحيفة EurAsian Times."في عام 2009، تم التخطيط لطائرة AMCA في البداية كطائرة مقاتلة في جميع الأحوال الجوية وذات أدوار متنوعة قادرة على القتال الجوي والضربات الأرضية وقمع الدفاع الجوي للعدو والحرب الإلكترونية.
بعد أربع سنوات، في عام 2013، تم وضع أول نموذج ممكن للطائرة، والذي تم قبوله من قبل القوات الجوية الهندية.
ولكن بعد ذلك، بدأ المشروع المشترك مع روسيا لتطوير FGFA. بدعم من نجاح مشروع صاروخ BrahMos المشترك الروسي الهندي المضاد للسفن، لذا قررت القوات الجوية الهندية المضي في هذا المشروع المشترك مع موسكو لإنتاج مقاتلة شبحية، ولكنها انسحبت منه في عام 2018. وقد أدى ذلك إلى تأخير مشروع AMCA ، ولكن الآن قررت القوات الجوية الهندية المضي قدماً مع المشروع مقاتلة الجيل الخامس الأصلي.
شكوك في قدرة نيودلهي على الالتزام بالجدول الزمني الذي وضعته
وفقاً للمشروع الذي قبلته القوات الجوية الهندية، ستعمل محركات GE-F414 الأمريكية على تشغيل أول النماذج الأولية من الطائرة AMCA، وهو المحرك المستخدم في طائرة البحرية الأمريكية إف 18 سوبر هورنيت، حيث ستشتري من نيودلهي محركات لـ40 طائرة، من الفئة الأولى لطائراتها "Mk1″، أما الفئة الثانية التي تسمى Mk2 فيفترض أن تعمل بالمحرك "الهندي"، الذي يُقترح أن يكون أكثر قوة ويتم تطويره بالتعاون مع شريك أجنبي.
غالباً ما تم انتقاد مكتب DRDO لوضعه جداول زمنية طموحة فقط لتفويتها.
صرح مدير مشروع AMCA، الدكتور AK Ghosh، في عام 2022 بأنه بمجرد تسلم موافقة المشروع، يمكن طرح النموذج الأولي في غضون ثلاث سنوات وأول رحلة في غضون عام إلى عام ونصف بعد ذلك. ومع ذلك هناك شكوك في ذلك.
حتى القوات الجوية الهندية تتشكك في الموعد
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نصح رئيس الأركان الجوية الهندي، قائد القوات الجوية المارشال في آر تشودري، بـ"الحذر". وأوصى بإقامة روابط أجنبية كإجراء احتياطي لتطوير "أنظمة وأجهزة استشعار بديلة" في حالة انزلاق المشروعات المحلية عن الجدول الزمني.
بعد هذه التصريحات، أعلن رئيس DRDO سمير كامات عن جدول زمني تمت إعادة تجديده في 14 فبراير/شباط 2023. وفقاً لذلك، قد يستغرق إطلاق الرحلة الأولى لـ AMCA "سبع سنوات.
تم بالفعل تأجيل الجدول الزمني لأول رحلة من عام 2027 إلى عام 2030، وتم تحديد موعد دخول الخدمة في عام 2035.
ويضيف ثاكور، قائد السرب: "أثناء إعطاء الضوء الأخضر للمشروع، من الضروري أن يكون مركز التعاون الأمني على دراية بالمزالق وأن يظل متيقظاً لتأثير تأخيرات المشروع على القدرة القتالية للقوات الجوية الهندية".
لماذا تريد تركيا ضم باكستان إلى مشروع المقاتلة قآن؟
في حين أنه من غير الواضح متى ستتمكن باكستان من الانضمام إلى برنامج الطائرات المقاتلة التركية، أشارت تركيا إلى أنها تخطط لبدء مفاوضات مع باكستان في أقرب وقت ممكن.
وقال نائب وزير الدفاع التركي جلال سامي توفيكجي خلال زياته لباكستان في 2 أغسطس/آب 2023: "قريباً جداً، في غضون هذا الشهر، سنناقش مع نظرائنا الباكستانيين إدراج باكستان رسمياً في برنامج الطائرة الوطنية المقاتلة قآن".
جاء هذا الإعلان بعد أيام فقط من انضمام أذربيجان إلى مشروع المقاتلة التركية الشبحية.
شركة الطيران التركية، التي تقود تطوير مشروع قآن، لديها علاقة وثيقة مع مجمع الطيران الباكستاني (PAC) كامرا، شركة صيانة وإصلاح الطائرات العسكرية المملوكة للحكومة الباكستانية.
تنتج باكستان حالياً بالتعاون مع الصين مقاتلة تدعى JF-17، وهي مقاتلة جيل رابع يقال إنها تصميمها مستمد من المقاتلة السوفييتية العتيقة ميغ 21، ولم يتم شراؤها من قبل القوات الجوية الصينية، وينظر لها كطائرة بسيطة ورخيصة تصل للجيوش الفقيرة، ولكن تفيد تقارير بأن البلوك 3 منها يستعد لدخول الخدمة متطور نسبياً عبر تزويده برادار صيني من طراز "إيسا"، وقدرته على حمل صواريخ صينية متطورة.
كما أن عدد ما تم إنتاجه من الطائرات من قبل باكستان أكبر بكثير من مما أنتجته الهند من طائراتها المحلية هيل تيجاس التي يفترض أنها أكثر تقدماً، ولكنها نيودلهي استغرقت عقوداً في تطويرها ودخلت الخدمة للتو.
من غير الواضح كيف ستؤثر مشاركة باكستان في مشروع المقاتلة التركية الشبحية "قآن" على جهود إسلام أباد لتطوير طائرة محلية مستقبلية، الذي يسمى مشروع الطائرات المقاتلة من الجيل التالي – التي بدأت من خلال مشروع عزم في عام 2017.
لدى باكستان بعض الخبرات في إنتاج وتطوير المقاتلات وطائرات التدريب، اكتسبته من التعاون مع الصين، كما أن لديها سجلاً حافلاً في تحديث وصيانة المقاتلات القديمة، وطياروها مشهورون بالكفاءة.
يعكس اهتمام تركيا بجعل باكستان شريكاً رسمياً في المشروع طموح أنقرة لتعزيز الموارد والخبرات لإنضاج البرنامج.
رغم أن تركيا لديها خبرات كبيرة جراء مشاركتها في مشروع إنتاج الطائرة الأمريكية إف 35 التي ما زالت تصنع أجزاء مهمة منها رغم إخراجها من المشروع، كما قامت المصانع التركية بتجميع وصيانة أعداد من المقاتلة إف 16 بعضها صدر لمصر، بالإضافة لخبرات في صناعة الطائرات المدنية بالتعاون مع إيرباص وغيرها.
ولكنها قد تستفيد من الخبرات الباكستانية، كما أن انضمام باكستان يعني ضمان سوق للطائرة قآن، ومشاركة في التمويل، خاصة أن بناء طائرة شبحية عملية مكلفة، وقد سعت كوريا الجنوبية لأن تشارك إندونيسيا معها في مشروع طائرتها الشبحية "KF-21 – بوراما".
مشروع قآن بدأ بعد الطائرة الهندية بنحو عام، ولكنه تقدم عليها
الأمر المثير للإعجاب في المقاتلة قآن، حسب الموقع الهندي، هو أن تطويرها بعد عام من مشروع الطائرة AMCA الهندية، إذ تم تشكيل المجموعة الأساسية لتطوير المقاتلة الشبح الهندية في عام 2009، في حين قررت اللجنة التنفيذية للصناعات الدفاعية التركية (SSIK) تطوير مقاتلة التفوق الجوي من الجيل التالي في ديسمبر/كانون الأول 2010.
بينما لا يزال المشروع الهندي على لوحة الرسم، تهدف صناعة الطيران التركية إلى طرح مقاتلتها بحلول عام 2023، على الرغم من أن المحركات في هذه المرحلة ستكون قادرة فقط على المشاركة في اختبارات المدرج فقط (Taxiing).
وفي 18 مارس/آذار 2023، أكمل النموذج الأولي للطائرة المقاتلة من الجيل التالي من طراز TF-X التركي بنجاح سلسلة من اختبارات الطيران الأرضية، مما يمثل حدثاً تاريخياً لصناعة الطيران في البلاد، حسب وصف موقع Eurasian times الهندي في ذلك الوقت.
الطائرة تحركت بشكل مستقل خلال الاختبار، حسبما ذكر موقع الدفاع التركي SavunmaSanayiST، مما يشير إلى أن المحركات قد تم دمجها في الطائرة بنجاح.
قد تحلق في أول رحلة جوية لها هذا العام
وقال تيميل كوتيل، الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الطيران التركية، في يناير/كانون الثاني 2023، إن الطائرة قد تقوم بأول رحلة لها هذا العام.
ثم قال على شاشة التلفزيون أواخر الشهر الماضي إن الشركة اختارت 27 ديسمبر/كانون الأول لإطلاق الطائرة لأول مرة في الأجواء التركية، قبل خمس سنوات من الموعد المحدد.
أي أن الطائرة التركية قد تحلق قبل سبع أو ست سنوات من الموعد المتوقع لتحليق الطائرة الهندية.
وتأمل الشركة المصنعة، شركة الصناعات الفضائية التركية (TUSAS) في دخول الطائرة إلى الخدمة بحلول عام 2030.
تصميم المقاتلة التركية الشبحية أقرب إلى المقاتلة الأسطورية "إف 22″ منه لـ"إف 35"
تظل التفاصيل المحددة حول أداء وقدرات الطائرة التركية "قآن"، بما في ذلك مدى شبحيتها، محدودة.
كان الهدف المعلن للمشروع هو تطوير مقاتلة متطورة ببصمة رادار منخفضة، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران عالية الأداء وأحدث الأنظمة وأنظمة أخرى.
كان يتوقع أن تكون الطائرات متأثرة بشدة بالمقاتلة الأمريكية إف 35 التي تشارك تركيا في تصنيعها، وسبق أن قالت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) إنها قادرة على إنتاجها لو أنها تمتلك التراخيص اللازمة.
ولكن اللافت أن المقاتلة التركية الشبحية تتمتع بمظهر يشبه المقاتلة الشبحية الأمريكية F-22 Raptor أكثر من F-35.
وهذا ما يمكننا رؤيته حتى الآن، فهي تحتوي على تكوين أساسي وخط عمود فقري مشابه لارابتور. كما أنها تحتوي على ما يبدو أنه قنوات سحب عميقة تحجب وجوه مروحة التوربينات بدلاً من المداخل الأسرع من الصوت الموجودة في الطائرة F-35.
قد تكون هذه ميزة؛ لأن الإف 22 أكثر قدرة على التخفي والمناورة من إف 35، والأخيرة تحديداً هناك انتقادات حادة لقدراتها على المناورة.
كما أنه يعتقد أن أنقرة منذ بداية تصميم المقاتلة TF-X تركز على تطوير قدراتها في القتال الجوي، لمعالجة النقص المتوقع للإف 35 في هذه الميزة، عندما كانت تركيا تنوي شراءها.
حسب آخر ما تم الإعلان عنه، سيتم تنفيذ أنشطة مراجعة التصميم الحرجة (CDR) للمقاتلة الشبحية التركية في عام 2024، وسيتم الانتهاء من إنتاج أول طائرة، Block-0، في عام 2025، وستكون الرحلة الأولى للإنتاج المتسلسل في عام 2026.
يطلق على قآن لقب "أول مقاتلة" في العالم الإسلامي، ومن المخطط أن تبلغ سرعتها، سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ على ارتفاع 40.000 قدم (12192 متراً) وسقف خدمة يبلغ 55000 قدم.
في المقابل، يفترض أن تبلغ سرعة المقاتلة الهندية الشبحية AMCA القصوى حوالي 2.15 ماخ مع مدى قتالي يبلغ 1.620 كم. تم تصميم الطائرة للتعامل مع كل من العمليات جو – جو وجو – أرض وسيتم تزويدها بصواريخ Brahmos-NG (الجيل القادم) جو – أرض وصواريخ Astra جو – جو وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ رودرام المضادة للإشعاع والقنابل الموجهة بالليزر والذخائر الدقيقة.
المحركات لعنة حلم الطائرة الهندية
كانت تكنولوجيا المحركات لعنة حلم الهند لبناء طائرات مقاتلة.
بينما كانت الهند مترددة في قبول فشلها في تصنيع المحركات محلياً والتعاون مع الشركات الأجنبية للحصول على محرك، فإن تركيا تحاول تنويع خياراتها في ظل تضييق غربي عليها.
ترددت الهند في مسألة التعاون مع شريك أجنبي لتصنيع محرك لطائراتها، وحاولت في البداية الاعتماد على الذات، ولكنها أخفقت، ثم تعاونت بشكل جزئي مع شركتي جنرال إلكتريك الأمريكية وسافران الفرنسية لتصنيع محركات لطائراتها المقاتلة.
وفي النهاية ستعمل محركات GE F414 الأمريكية على تشغيل الفئات الأولى من الطائرة الهندية الشبحية، وسط شكوك في إمكانية أن يوفر الأمريكيون عملية نقل حقيقية لتكنولوجيا المحركات للهند في الفئات اللاحقة من الطائرة.
إضافة للمحركات الأمريكية في الفئة الأولى من الطائرة الهندية، يتم أيضاً استيراد مقاعد إخراج الطيار في حالة الطوارئ، بينما سيتم الاعتماد على الإنتاج الهندي في جميع أجهزة الاستشعار وإلكترونيات الطيران وأنظمة التحكم في الطيران. هذا يعني أن أكثر من 70% من الطائرات محلية.
لا يرغب العلماء في توسيع نطاق المحتوى الأصلي أكثر؛ لأنه لن يكون مجدياً اقتصادياً. ولكن بمجرد تطوير محركات Mark-2، سيرتفع المحتوى الأصلي إلى 90%.
ماذا ستفعل تركيا في مشكلة المحرك؟
الصعوبات التي تواجهها تركيا في محاولة تطوير محرك لطائراتها لا تقل عن الهند.
ويقول الخبراء إن الأتراك اكتسبوا خبرة كبيرة في إنتاج معظم أجزاء المقاتلات عبر مشاركتهم في تصنيع الطائرة الشبحية الأمريكية إف 35، وتجميع المقاتلات إف 16 محلياً، ولكن مشكلة تركيا الأساسية هي المحركات.
إن المشاهد المحدودة المتاحة للجزء الخلفي لنموذج الطائرة TF-X الأولي الذي أصبحت تسمى "قآن"، جنباً إلى جنب مع الاختبار الأرضي المبلغ عنه، تثير مرة أخرى سؤالاً طويل الأمد: ما هي المحركات التي يتم استخدامها لتشغيلها؟
تُظهر الصور فوهات العادم التي تبدو متماشية إلى حد كبير مع تلك التي تظهر في المتغيرات من سلسلة جنرال إلكتريك F110 الأمريكية، وفقاً لما يقوله موقع The War Zone.
كانت أحدث خطط شركة TUSAS هي استخدام محرك توربوفان F110 لتشغيل الطائرة TF-X.
هذا المحرك الأمريكي، تم تجميع وحدات منه بموجب ترخيص في تركيا بواسطة شركة TUSAS Engine Industries -TEI، حيث تزود به طائرات إف 16 التركية التي كانت تجمع محلياً.
وهذا المحرك تبلغ قوته 131 كيلونيوتن، ويفترض أن تزود المقاتلة التركية الشبحية باثنين منه على غرار الطائرة الأمريكية إف 15، وهو ما سيوفر لها قوة كبيرة، بالنظر إلى أنه من المرجح أن تكون أصغر وأقل وزناً من الإف 15.
ولكن الهدف النهائي لتركيا هو التحول في النهاية إلى محرك منتج محلياً وهناك مشروع قائم بالفعل لتحقيق ذلك.
وأثار الانهيار الواسع في العلاقات الأمريكية التركية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إخراج تركيا من برنامج F-35 Joint Strike Fighter بسبب شرائها أنظمة صواريخ أرض – جو روسية الصنع S-400، تساؤلات حول ما إذا كانت ستتم الموافقة على شراء محركات إضافية أمريكية الصنع لهذا المشروع.
كما أدت تداعيات هذه الأزمات إلى تركيز تركيا على أنظمة الأسلحة المطورة محلياً، بشكل عام، بما في ذلك مشروع TF-X.
على الرغم من كل هذا، كانت هناك تقارير غير مؤكدة عن عمليات تسليم جديدة من محركات F110 خصوصاً للمقاتلة TF-X العام الماضي. كما حدث تحسن في العلاقات بين أنقرة وواشنطن مؤخراً.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته يضغطون من أجل الموافقة على بيع جديد لطائرات F-16 Viper المقاتلة للقوات الجوية التركية. ومع ذلك، لا يزال هذا يواجه مقاومة من بعض أعضاء الكونغرس.
وفي السابق، أشار المسؤولون الأتراك إلى أنهم قد يبحثون عن مصدر بديل غير أمريكي لمقاتلات إضافية للمساعدة في تعزيز قواتهم على المدى القريب.
ولكن العلاقات مع أمريكا شهدت مزيداً من التحسن بعد موافقة الرئيس التركي على انضمام السويد لحلف الناتو، وهي الخطوة التي قوبلت بإشادة كبيرة من نظيره الأمريكي جو بايدن، لا يعرف إلى أي مدى قد ينعكس ذلك إيجابياً على احتمال توريد أمريكا للمحركات للطائرة التركية قآن.
ولكن هذا ليس خيار تركيا الوحيد، إذ ظهرت شراكة محرك محتملة بين تركيا وشركة Rolls-Royce في المملكة المتحدة.
في يناير/كانون الثاني 2015، وقعت مذكرة تفاهم مع Eurojet، الشركة المصنعة لمحرك EJ200 الذي يعمل على تشغيل Eurofighter Typhoon.
ولكن تعطلت صفقة أولية بسبب قضايا نقل التكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية. وقد أثيرت احتمالية استخدام محرك روسي سابقاً أيضاً. يبدو أن هذا لا يمكن حدوثه الآن عملياً وسياسياً بسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والذي أدى إلى عقوبات شديدة على الصناعات العسكرية والطيران في البلاد، من بين أمور أخرى.
كما بين تركيا وأوكرانيا شراكة في مجال محركات الطائرات؛ حيث تشتري أنقرة محركات لطائراتها المسيرة من كييف، واشترت شركات تركية دفاعية ربع أسهم الشركة المصنعة للمحركات الأوكرانية Motor Sich، وهي شركة تنتج محركات نفاثة بنظام الحارق اللاحق، لطائرات التدريب، ولكنها تطوِّر محركاً يصلح للمقاتلات.