بايدن سيرسلها إلى أوكرانيا.. ما هي القنابل العنقودية وما الخطر الذي تشكله على المدنيين؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/08 الساعة 09:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/08 الساعة 09:28 بتوقيت غرينتش
تمتلك الولايات المتحدة مخزونات كبيرة من القنابل العنقودية التي طورتها خلال الحرب الباردة/ Wikimedia Commons

أعلن البيت الأبيض يوم الخميس، 6 يوليو/تموز 2023، أن الولايات المتحدة تدرس فكرة إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا. ويأتي التصريح وسط مطالبات جماعات حقوق الإنسان لكييف وموسكو بالتوقف عن استخدام هذه الأسلحة المثيرة للجدل. فما هي القنابل العنقودية وما الخطر الذي تشكله على المدنيين؟

ما هي القنابل العنقودية؟

القنبلة العنقودية هي سلاح ينفجر في الهواء، مطلقاً العديد من الذخائر المتفجرة الصغيرة أو "القنابل الصغيرة" على مسافة ممتدة. ويمكن إلقاء تلك القنابل بواسطة الطائرات، أو المدفعية، أو الصواريخ، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبعد إسقاطها على أهداف من الجو قد ينتهي الأمر ببعض القنابل الصغيرة إلى عدم الانفجار، ما يحولها فعلياً إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع.

ما مدى خطورة القنابل العنقودية؟

يجري تصميم القنابل الصغيرة لتنفجر عند اصطدامها بالأرض، ومن المرجح للغاية أن يموت أي شخص في تلك المنطقة، أو أن يتعرض لإصابة خطيرة. وعلاوةً على الضرر الأوّلي الناتج عن الذخائر عند اصطدامها، لا تنفجر العديد من القنابل الصغيرة على الفور، إذ فشلت 40% من القنابل الصغيرة في الانفجار خلال بعض الصراعات الأخيرة بحسب الصليب الأحمر.

ونتيجةً لذلك، تمثل القنابل العنقودية خطراً على حياة المدنيين بعد وقتٍ طويل من استخدامها، مثل الألغام الأرضية بالضبط، وتستطيع الذخائر غير المنفجرة للقنابل العنقودية أن تقتل أو تشوّه الناس بعد مضيّ سنوات- أو حتى عقود- على إطلاقها.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن استخدام القنابل العنقودية في المناطق المأهولة يمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، لأن تلك القنابل تسبب دماراً عشوائياً. ونقلت وكالة Reuters البريطانية أن 60% من ضحايا القنابل العنقودية هم أشخاص أُصيبوا أثناء ممارسة أنشطتهم اليومية، بينما يمثل الأطفال ثلث جميع الإصابات المسجلة بالذخائر العنقودية.

وقد وقّعت أكثر من 120 دولة على اتفاقية الذخائر العنقودية التي تحظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين هذه الأسلحة. بينما رفضت روسيا، وأوكرانيا، والولايات المتحدة التوقيع على تلك الاتفاقية. فيما يقول تحالف الذخائر العنقودية إنه قد تم تفكيك 99% من مخزون الأسلحة العنقودية عالمياً منذ توقيع الاتفاقية عام 2008.

أين استُخدِمَت القنابل العنقودية؟

تقول صحيفة The Guardian البريطانية، إنه بدأ استخدام هذه الأسلحة للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، واستخدمتها 15 دولة على الأقل خلال السنوات التالية للحرب بحسب رويترز. وتضم هذه القائمة إريتريا، وإثيوبيا، وفرنسا، وإسرائيل، والمغرب، وهولندا، وبريطانيا، وروسيا، والولايات المتحدة.

بينما أسقطت الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 260 مليون ذخيرة عنقودية في لاوس بين عامي 1964 و1973. وتقول Reuters إنه تمت إزالة أقل من 400,000 ذخيرة حتى الآن- أي ما يعادل 0.47% من الإجمالي. فيما قتلت تلك الذخائر 11,000 شخص على الأقل.

وفي 232 غارة بين أكتوبر/تشرين الأول 2001، وأوائل عام 2002، ألقت الولايات المتحدة 1228 قنبلة عنقودية تحتوي على 248056 قنبلة صغيرة في مواقع في جميع أنحاء أفغانستان. أما في العراق، فقد استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا ما يقرب من 13000 ذخيرة عنقودية، تحتوي على ما يقدر بنحو 1.8 إلى مليوني ذخيرة صغيرة في الأسابيع الثلاثة من القتال الرئيسي، وفقاً لتحالف الذخائر العنقودية.

كما استخدمت إسرائيل هذه القنابل في مناطق مدنية في جنوب لبنان، بما في ذلك أثناء غزو عام 1982، الذي شهد وصول القوات الإسرائيلية إلى العاصمة بيروت، وكذلك في عام 2006.

اتهمت الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش إسرائيل بإطلاق ما يصل إلى أربعة ملايين ذخيرة عنقودية على لبنان، تاركةً قنابل غير منفجرة تشكل خطراً على المدنيين اللبنانيين.

وتعرّض التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لانتقادات لاستخدامه القنابل العنقودية في حربه هناك. في عام 2017، صنفت الأمم المتحدة اليمن كثاني أكثر الدول فتكاً بالذخائر العنقودية بعد سوريا. قُتل الأطفال أو شوهوا بعد وقت طويل من سقوط الذخائر في الأصل، ما يجعل من الصعب معرفة العدد الحقيقي للقتلى.

لماذا تريد أوكرانيا القنابل العنقودية؟

استخدمت قوات روسيا الذخائر العنقودية ضد المناطق المأهولة في أوكرانيا، بحسب ما توصل إليه تحقيق صحيفة The Guardian البريطانية، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. وتقول هيومن رايتس ووتش إن أوكرانيا استخدمت تلك الذخائر في عملياتها لاسترداد الأراضي المحتلة من روسيا.

وتضغط كييف من أجل الحصول على القنابل العنقودية. وتجادل أوكرانيا بأن تلك الأسلحة ستساعدها في هجومها المضاد عن طريق تمكين جنودها من استهداف المراكز الروسية المحصنة، والتغلب على أوجه قصورها في الرجال والعتاد.

وقاومت واشنطن مطالب كييف حتى وقتٍ قريب، بحجة مخاوفها حيال استخدام هذه الأسلحة التي تقول إنها غير ضرورية، لكن المسؤولين الأمريكيين لمّحوا إلى تحول في المواقف مؤخراً. حيث قال مسؤول بارز في البنتاغون الشهر الماضي إن الجيش الأمريكي يؤمن بأن الذخائر العنقودية "ستكون مفيدة، وخاصةً في مواجهة المواقع الروسية المحفورة في الأرض".

لكن الجماعات الحقوقية دعت روسيا وأوكرانيا إلى التوقف عن استخدام القنابل العنقودية، وحثت الولايات المتحدة على عدم إمداد كييف بتلك الذخائر "العشوائية بطبيعتها". إذ قالت ماري ويرهام، القائمة بأعمال مدير شؤون الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "تقتل الذخائر العنقودية التي تستخدمها روسيا وأوكرانيا المدنيين الآن، وستواصل فعل ذلك لسنوات طويلة قادمة. ويجب على كلا الجانبين أن يتوقفا عن استخدامها فوراً، وألا يحاولا الحصول على المزيد من هذه الأسلحة العشوائية".

فيما زعم المسؤولون الأمريكيون أن أي ذخائر ستحصل عليها أوكرانيا ستكون ذات "معدل فشل" منخفض. وسيؤدي ذلك إلى تقليل عدد الذخائر غير المنفجرة بنسبةٍ كبيرة، ما يعني تقليل عدد الوفيات المدنية غير المقصودة لاحقاً.

تحميل المزيد