"جواسيس من الميكروبات"، مشروع يعمل عليه البنتاغون قد يغير شكل الحروب وعالم التجسس تماماً.
إذ يستكشف قسم البحوث والتطوير في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، المعروف بوكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا)، استخدام الميكروبات لتعقب أنشطة العدو بصمتٍ، وتنبيه القوات الأمريكية في حال اكتشاف هذه الأنشطة، حسبما ورد في تقرير لمجلة Popular Mechanics الأمريكية.
من الحشرات إلى جواسيس من الميكروبات عالم الاستخبارات يصل لمستويات صادة
سوف يتيح هذا البرنامج Tellus تصميم مستشعرات ميكروبية، وهي عبارة عن جواسيس من الميكروبات غير مرئية، ترقد خامدة وتبعث إشارة خفية إذا نفّذ الخصوم نشاطاً محدداً.
قد تتضمن هذه الأنشطة عبور الدبابات حدوداً ما، أو تدشين محطة طاقة نووية، أو أكثر من ذلك.
في الوقت الحالي تريد وكالة داربا، وهي المؤسسة التي تقف وراء تقنيات وابتكارات كبيرة، مثل لقاحات الحمض النووي الريبوزي والإنترنت، أن تكون لديها القدرات المطلوبة كي تطور بسرعة جواسيس من الميكروبات قادرة على تتبُّع قوات العدو.
تجدر الإشارة إلى أنه قد أفادت تقارير بأن الجيش الأمريكي يطور ما يعرف باسم النظام الميكانيكي الكهروميكانيكي الهجين للحشرات (HI MEMS)، هو نظام أمريكي مستوحى من الخيال العلمي، يعتمد على استغلال وتجنيد الحشرات، يتضمن غرس التقنيات في الحشرات في مرحلة اليرقة والشرانق، بحيث يمكن تزويد الحشرات بالكاميرات وأجهزة التتبع التي توفر إمكانات تجسس مثالية لا يتوقعها أحد لمراقبة العدو، حسب موقع Pocket-lint.
جواسيس الميكروبات سوف ترسل إشارات لتحذير الجيش الأمريكي، لكنها غير مفهومة للعدو
يقول البيان الصحفي الخاص بالوكالة إن مشروع Tellus "يسعى لإنشاء مجموعة من الإشارات الكيميائية والفيزيائية، التي تستطيع الأجهزة الميكروبية تتبُّعها، والظروف البيئية التي تستطيع تحملها، وأنواع إشارات المخرجات التي يمكنها توليدها".
وبحسب الوكالة، تتضمن الإشارات الكيميائية المواد السامة أو المشعة، أو الملوثات المعدنية الثقيلة. ويمكن أن تتضمن الإشارات الفيزيائية الضوء والتيار الكهربائي والمجالات المغناطيسية.
وثمة ميزة إضافية تتمثل في أن الميكروبات يمكنها أن تزود نفسها بالطاقة، فلا تحتاج إلى مصدر طاقة خارجي، أو حتى أي نوع من الرعاية والعناية.
بمجرد أن تكتشف الميكروبات أي نشاط تستطيع حينئذ أن ترسل إشاراتها الكيميائية والفيزيائية الخاصة، التي تتضمن "الضوء، أو المركبات العضوية غير السامة، أو التيار الكهربائي". ستكون الإشارات واضحة لكنها دقيقة في طبيعتها، أي أنها ستكون ملحوظة بما يكفي لإرسال التحذيرات وحسب لمشغّليها، ولكن مع منع الخصوم من معرفة أنهم مراقبون.
إليك أنواع الميكروبات المرشحة لهذا المشروع
تتضمن القائمة المرشحة للانضمام إلى مشروع Tellus البكتيريا والفطريات والطحالب الدقيقة. يعتمد المشروع على أن الميكروبات قادرة على العيش في البيئات المتنوعة، وبعضها تكون بيئات قاسية، بما في ذلك في العراء، عند مستوى البحر وتحت الأرض وتحت سطح المياه، بل وأيضاً في درجات حرارة متنوعة للغاية، وعند التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة، والعناصر الأخرى، وليس هناك الكثير من الجواسيس القادرة على التباهي بهذه القدرات.
كيف سيرسل الجاسوس الميكروبي النشط تحذيرات إلى القوات الأمريكية تتعلق بنشاط العدو؟ على المستوى التكتيكي قد تصمم الولايات المتحدة ميكروباً يُظهر ضوءاً حيوياً عند المرور من أمامه، وزرعه على الحدود بين أحد حلفاء الولايات المتحدة ودولة أخرى معادية. فإذا غزت الدولة المعادية الحليف، لاسيما في إحدى المناطق النائية، سوف تضيء الميكروبات الطريق الذي يمر العدو من خلاله، وهو الأثر الذي سيقود مباشرة إلى القوة الغازية.
كذلك ستكون تكنولوجيا Tellus مفيدة على المستوى الاستراتيجي، لنتخيل مثلاً أن بلداً ما بنى مفاعلاً نووياً بنيّة إنتاج وقود لامتلاك أسلحة نووية. يبني هذا البلد المفاعل النووي بجوار مسطح مائي، بهدف استخدام المياه لتبريد المفاعل، يمكن لاستخدام مياه المسطح المائي في التبريد أن ترفع من درجة حرارته، ويمكن للبنتاغون أن ينثر في البحيرة ميكروبات تبدأ في ضخ غاز الميثان إلى الخارج إذا ارتفعت درجة حرارة المسطح المائي. وتستطيع أقمار الاستشعار عن بعد المنتشرة في الفضاء اكتشاف انبعاثات غاز الميثان هذه.
تريد وكالة داربا أن تحوز نموذجاً مبدئياً من هذه "الأجهزة الميكروبية"، بعد سنتين ونصف السنة من جهود التطوير، بالإضافة إلى تقدير زمني حول السرعة التي يمكن أن تسير بها جهود تصميم أجهزة جديدة ونشرها.
وتكمن الفكرة في امتلاك القدرات اللازمة لصنع أجهزة جديدة بسرعة، للاستجابة للمواقف الجديدة التي لا يمكننا تخيلها في الوقت الحاضر.