أُعيد إنتاج صاروخ يُطلق من على الكتف، يمكنه الانطلاق بأكثر من 3 أضعاف سرعة الصوت بعد أن أدى نشره في أوكرانيا إلى إحياء الاهتمام بهذا السلاح.
تستأنف تاليس، شركة الدفاع والتكنولوجيا الفرنسية العملاقة، إنتاج ستارستريك لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث تستخدم أوكرانيا نظام الدفاع الجوي الفائق السرعة للمساعدة في صد الهجمات الروسية.
كيف أعادت الحرب في أوكرانيا الزخم للأسلحة القديمة؟
تقول صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، إن هذه الخطوة هي أحدث مثال على كيفية قيام الطلب على الأسلحة من أوكرانيا، إلى جانب زيادة الإنفاق العسكري من قبل الحكومات الغربية، بإحياء خطوط الإنتاج المحتضرة.
لكن إعادة إنتاج النظام الصاروخي ستارستريك قد تستغرق أكثر من عام، كما تقول شركة تاليس، التي أكدت أن تعقيد تصنيع الأسلحة وقضايا سلسلة التوريد على مستوى الصناعة يؤدي إلى إبطاء إعادة التسلح الغربي في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
سوف يُصنَّع نظام ستارستريك في مصنع تاليس في أيرلندا الشمالية، والذي يعمل بالفعل على زيادة إنتاج سلاحين مهمين آخرين لأوكرانيا. من بينها صاروخ مضاد للدبابات احتل عناوين الصحف بعد تدمير عشرات من قوافل الدبابات الروسية في وقت مبكر من الحرب.
كُلِّفَ نظام ستارستريك من قِبَلِ بريطانيا وصُمِّمَ في الثمانينيات، خلال الحرب الباردة، قبل أن يدخل الخدمة في العقد التالي. منذ ذلك الحين، صُدِّرَ السلاح، الذي صنعته في البداية شركة حصلت عليها تاليس لاحقاً، حول العالم من بلفاست، وكانت آخر جولة إنتاج لها في عام 2012.
في العام الماضي، أرسلت حكومة المملكة المتحدة مجموعة من الصواريخ من مخزوناتها إلى أوكرانيا، كجزء من حزمة أوسع من آلاف الأسلحة الأرض-جو.
وقال المسؤولون التنفيذيون في الشركة إن تاليس تعيد الآن إنتاج ستارستريك وسط اهتمام متزايد بهذا السلاح، مع طلب أولي لعدد غير معلوم من الصواريخ لتجديد إمدادات المملكة المتحدة. ورفضت كل من شركة تاليس ووزارة الدفاع البريطانية التعليق حول تكلفة السلاح.
يُعَد نظام ستارستريك فريداً من نوعه بين أنظمة الدفاع الجوي المحمولة. الصاروخ، الذي يمكن إطلاقه من الكتف، يتسارع إلى أكثر من 3 ماخ في جزء من الثانية قبل إطلاق 3 سهام موجّهة بالليزر نحو الهدف. ويمكن أن يصيب أهدافاً على بُعد أكثر من 4 أميال.
قذائف الهاون وصواريخ مضادة للدبابات قديمة تبرز في أوكرانيا
الصاروخ البريطاني الصنع أسرع من البديل الرئيسي لصاروخ ستينغر، الذي تنتجه شركة رايثيون تكنولوجيز، وهو صاروخ أمريكي محمول مضاد للطائرات، يمكنه الوصول إلى سرعات تصل إلى 2.9 ماخ، وفقاً لشركة الاستخبارات الدفاعية Janes.
وفي حين أن صاروخ ستينغر هو ما يسمى بصاروخ البحث عن الحرارة، فإن ستارستريك يوجهه المشغل إلى هدفه. قال إيان ويليامز، الخبير في تكنولوجيا الصواريخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز بحثي، إن هذه الطريقة تضع عبئاً أكبر على المشغل، لكنها تعني أن الصاروخ أقل عرضة للتدابير المضادة، مثل المشاعل، ويمكن أن يضرب أهدافاً أصغر تنبعث منها حرارة أقل.
تدفع حرب أوكرانيا باتجاه إعادة التفكير في برامج الأسلحة المختلفة. تبحث تاليس أيضاً في إعادة تشغيل خط إنتاج ذخيرة 120 ملم، تُستخدَم في قذائف الهاون والدبابات، وقد ظل الخط خامداً لمدة 10 سنوات. استنزفت أوكرانيا مخزون قذائف المدفعية التي كانت بحوزة الولايات المتحدة وحلفائها.
على صعيد آخر، قالت شركة بي أيه إي سيستمز البريطانية إنها تدرس استئناف إنتاج مدفع هاوتزر إم-777، الذي أدى استخدامه في ساحات القتال الأوكرانية إلى إحياء الاهتمام بصنعه.
وحذرت الشركة البريطانية من طول الجدول الزمني لذلك. تحتاج الشركة إلى العثور على مورد جديد للتيتانيوم، بالإضافة إلى المكونات المختلفة. وقالت متحدثة باسم الشركة إنها لا تزال تستكشف إمكانية إعادة التشغيل.
إعادة تصميم الأسلحة يتطلب تجاوز بعض التحديات
تقول شركات صناعة الأسلحة إنها لا تزال تواجه نقصاً في العمالة ورقائق الكمبيوتر ومحركات الصواريخ والوقود، فضلاً عن ارتفاع التكاليف.
أُجِّلَ أكثر من نصف برامج الاستحواذ الدفاعية الرئيسية في الولايات المتحدة العام الماضي بسبب تعطل الموردين ومشكلات أخرى، وفقاً لتقرير صدر الخميس، 15 يونيو/حزيران 2023، عن مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية.
واضطرت شركة رايثيون لتصنيع الأسلحة الأمريكية إلى إعادة تصميم بعض أجزاء صاروخها من طراز ستينغر، بعد تلقي الطلبات الأولى من هذا السلاح بعد ما يقرب من عقدين في عام 2021. لم تعد الأجزاء المستخدمة في الإصدارات السابقة من النظام المحمول المضاد للطائرات تُنتَج.
وتواجه شركة تاليس أيضاً تحدياً يتمثل في التأكد من أن عملية التصنيع الخاصة بها تتبع اللوائح الحالية. قال أليكس كريسويل، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في المملكة المتحدة، إن عملية تصنيع ستارستريك، على سبيل المثال، استخدمت في السابق بعض المواد الكيميائية المحظورة الآن.
من المقرر أيضاً صنع نسخة من ستارستريك في الهند، كجزء من صفقة تم التوصل إليها قبل حرب أوكرانيا.
وفي موقع تاليس في بلفاست، سيزيد استئناف إنتاج الصاروخ من ازدحام الجدول الزمني المكتظ بالفعل.
وقال متحدث إن الشركة تعمل على استبدال بعض مخزونات بريطانيا من نظام الصواريخ خفيفة الوزن متعددة المهام. وأرسلت المملكة المتحدة الصاروخ قصير المدى إلى أوكرانيا العام الماضي، حيث استُخدِمَ لإسقاط طائرات مسيرة روسية.
يعمل الموقع أيضاً على تجميع نظام الصواريخ NLAW المضاد للدبابات، وكذلك تجميع الأجزاء التي صنعتها شركة Saab السويدية، التي صمَّمت هذا السلاح.
لعب النظام دوراً مهماً في الدفاع عن كييف في المراحل الأولى من الحرب، عندما استخدمته القوات الأوكرانية ضد قوافل الدبابات الروسية التي كانت تتقدم نحو المدينة، وفقاً لمتحدث عسكري أوكراني.
منذ الحرب في أوكرانيا، قالت شركة Saab إنها تلقت طلبات لتصنيع صواريخ NLAW الجديدة بقيمة 400 مليون دولار من المملكة المتحدة وفنلندا والسويد.