أثبتت منظومات الدفاع الجوي الغربية أنها ضرورية لأوكرانيا في صد الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية والأهداف المدنية. وقال مسؤولون أوكرانيون إن منظومة الدفاع الجوية باتريوت الأمريكية الصنع، التي أُرسلت إلى أوكرانيا مؤخراً، أسقطت هذا الأسبوع صواريخ كانت تستهدف كييف، من ضمنها صواريخ متطورة كانت تستعصي في السابق على منظومات الدفاع الجوي.
وصواريخ باتريوت منظومة من عدة منظومات أرسلها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي الذي بدأ العام الماضي لتعزيز دفاعات كييف. وهذه المنظومات تتمتع بقدرات وتقنيات مختلفة ضرورية لحماية السماء من الصواريخ والطائرات المقاتلة والمسيّرات الإيرانية التي ترهب العاصمة، كما تقول صحيفة The Washington Post الأمريكية.
وفيما يلي عرض مختصر للمنظومات الدفاعية التي قدمها الغرب لأوكرانيا وما يمكنها فعله.
1- منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية
منظومة باتريوت هي أكثر منظومات الجيش الأمريكي تقدماً، ويبلغ مداها قرابة 20 (32 كم) إلى 100 ميل (حوالي 169 كم)، حسب التهديد. وهي في الأصل منظومة مضادة للطائرات، لكن الطرازات الأحدث منها يمكنها أيضاً التصدي للصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة.
وتشتمل منظومة باتريوت، إلى جانب الصواريخ، على رادارات ومحطات تحكم لتحديد وتعقب واستهداف أسلحة العدو.
ومواقع منظومتي باتريوت في أوكرانيا شديدة السرية، لكن واحدة من المنظومتين استخدمت مؤخراً لإسقاط صواريخ توجد في كييف أو حولها، وفقاً لمسؤول دفاعي أمريكي.
والاعتماد على صواريخ باتريوت سيختبر قدرة الولايات المتحدة والغرب على تحقيق التوازن بين احتياجاتهما منها ومساعدة أوكرانيا. إذ تبلغ تكلفة كل صاروخ باتريوت اعتراضي ما يقدر بنحو 4 ملايين دولار، وهذا يعني أن أي قرار بإطلاق أحدها ليس سهلاً. ويقول مسؤولون أوكرانيون إن من الاستراتيجيات التي يتبعها الروس محاولة استنفاد هذه المنظومات بإغراق السماء بأهداف، بعضها عبارة عن أفخاخ هدفها إرباك صواريخ الاعتراض، وتمرير الصاروخ الحقيقي بينها.
2- منظومة NASAM النرويجية – الأمريكية
تشتمل منظومات NASAMS- وهي اختصار للمنظومات الصاروخية الوطنية المتقدمة أرض-جو على موقع قيادة، وأجهزة استشعار، ونظام رادار وذخائر يمكن إطلاقها من حجيرة مستقلة أو من مؤخرة شاحنة. وهذه المنظومة هي المستخدمة في تأمين البيت الأبيض.
والرادار الخاص بهذه المنظومة يمكنه اكتشاف التهديدات حتى مسافة 80 ميلاً تقريباً (قرابة 129 كم)، حسب عوامل معينة مثل الطقس وحجم الهدف وارتفاعه.
وتستخدم منظومة NASAMS نفس النوع من الصواريخ المستخدمة في الطائرات المقاتلة الغربية، ولهذا فمخزون أسلحتها أرخص وأكثر توفراً من صواريخ باتريوت الاعتراضية المكلفة.
3- منظومة IRIS-T الدفاعية الألمانية
منظومة IRIS-T الألمانية تشبه منظومة NASAMS. وهي أقل درجة من منظومة باتريوت ومعدة للصواريخ التي صممت في البداية للطائرات المقاتلة.
يقول إيان ويليامز، نائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن متوسط مدى هذه الصواريخ حوالي 20 ميلاً (32 كم)، وهي فعالة في صد صواريخ كروز الروسية. وأضاف ويليامز: "المشكلة في منظومة IRIS-T هي توفيرها". وقال إن ألمانيا تعهدت بإرسال مزيد منها، لكنها لا تزال في مرحلة الإنتاج.
4- منظومة The Hawk الأمريكية
منظومة هوك هي سلف الباتريوت. وبعض طرازاتها يصل عمرها إلى 50 عاماً. وهي لم تعد مستخدمة في الولايات المتحدة، لكن العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة لا تزال تستخدمها، مثل إسبانيا التي أرسلت المنظومة إلى أوكرانيا.
وأخرجت الولايات المتحدة بعض منظومات هوك من المخازن لإرسالها إلى أوكرانيا أيضاً. ورغم أن هذه المنظومة أقدم من المنظومات الأخرى التي تمتلكها أوكرانيا، فقد تكون مفيدة مع بعض الصواريخ الروسية محدودة الجودة.
5- شاحنات المدافع
صحيح أن مدى شاحنات المدافع أقصر بكثير من منظومات الدفاع الجوي الأخرى، إلا أن ذخيرتها تتوفر بسهولة أكبر وبسعر أرخص. وهي عبارة عن منظومة بسيطة بإمكان الجنود تشغيلها بسهولة لإظهار التهديد والنيران.
ويقول ويليامز إنها الأكثر فاعلية في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية التي تستخدمها روسيا. وقال: "منظومات المدافع فعالة جداً في الحفاظ على قدرة الاعتراض لدى الأوكرانيين". وهي تساعد القادة العسكريين على ادخار المنظومات الأكثر تعقيداً وتكلفة للتهديدات الأكبر، مثل الطائرات والصواريخ.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الشهر الماضي إنها ستوفر تسعاً من هذه الشاحنات مسلحة بمدافع عيار 30 ملم وصواريخ موجهة بالليزر. ويقول المسؤولون إن هذه المدافع والصواريخ مخصصة للاستخدام ضد المسيرات.