يشارك 26 حزباً سياسياً في تركيا بالانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في وقت واحد مع الانتخابات الرئاسية يوم 14 مايو/أيار 2023، وذلك ضمن 4 تحالفات انتخابية كبرى، تضم مختلف أطياف وأعراق المجتمع التركي، وهي تحالفات الجمهور، والأمة، والأجداد، والعمل والحرية.
وبينما يضم تحالفا الجمهور والأمة خليطاً من الشرائح المحافظة والقومية واليسارية والعرقية، نجد أن تحالفي الأجداد والعمل والحرية على حدة يغلب على طبيعة التحالف لديهما سمة الوحدوية وإقصاء الأطراف المختلفة، فمثلاً في حين يضم تحالف الأجداد القوميين المتطرفين، فإن "الحرية والعمل" يضم الأكراد اليساريين الاشتراكيين.
لأننا تحدثنا في مواضيع سابقة عن تحالفات الجمهور، الأمة، الأجداد، فإننا نتعرف هنا على تحالف "العمل والحرية".
التأسيس والأحزاب
برز تحالف "العمل والحرية" متأخراً على طريق انتخابات مايو/أيار 2023، مقارنة بتحالفي الجمهور والأمة، حيث أُعلن عن تأسيسه في 25 أغسطس/آب 2022، من قبل 7 أحزاب، هي حزب الحركة العمالية (EHP)، حزب العمل (EMEP)، حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، اتحاد الجمعيات الاشتراكية (SMF)، حزب العمال التركي (TİP)، حزب الحرية الاجتماعية (TOP)، حزب اليسار الأخضر (YSP).
أكبر هذه الأحزاب هو حزب الشعوب الديمقراطي، المتهم بعلاقاته مع حزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد، وهو ما دفعه لدخول السباق البرلماني تحت قائمة حزب "اليسار الأخضر".
إلى جانب الشعوب الديمقراطي، ستدخل الأحزاب الأخرى تحت قائمة اليسار الأخضر، باستثناء حزب العمال التركي، الذي سيدخل في قوائم منفصلة ضمن 49 ولاية تركية، في حين سيوجه دعمه لليسار الأخضر بباقي الولايات.
الهوية والتوجّه
مجمل تلك الأحزاب قادم من الشريحة الكردية كعرق، في حين تغلب التوجهات الشيوعية والاشتراكية واليسارية على فلسفتها الفكرية.
ويعرّف التحالف نفسه على أنه "تحالف العمال والفقراء والنساء والشباب والطبيعة والمدافعين عن حقوق الإنسان"، ويقول إن الاقتصاد والفقر والقضية الكردية والحقوق والحريات الأساسية هي أولوياته.
أما من حيث موقفه في الانتخابات الرئاسية، فإنه أعلن في أبريل/نيسان الماضي أنه سيدعم كمال كليجدار أوغلو، مرشح الطاولة السداسية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، وهي خطوة يرى مراقبون أنها يمكن أن تنتج آثاراً سلبية على تحالف الأمة الذي يضم حزب "الجيد" ذا الخلفية اليمينية بقيادة ميرال أكشنار.