مفاجآت مثيرة يمكن أن نجدها في قائمة أكثر دول العالم تقدماً في الروبوتات في وقت اشتد فيه السباق العالمي على تطوير هذه التكنولوجيا التي ستكون حاسمة في التنافس العالمي في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
وتقدم الروبوتات مزايا مختلفة في سير العمل بما في ذلك جودة المنتج/ الخدمة المتسقة في التصنيع، وخفض تكاليف التشغيل والمهل الزمنية، وزيادة الإنتاجية والكفاءة.
وبشكل متزايد تتولى الروبوتات كثيراً من الوظائف التي كان يؤديها البشر تقليدياً.
وسوق الأتمتة الصناعية (أي الاعتماد على الأنظمة الأوتوماتيكية) أكبر بكثير من سوق الروبوتات ولكنهما يتداخلان إلى حد كبير، حسبما ورد في تقرير نشره موقع Yahoo.
وبلغت قيمة صناعة الأتمتة 197 مليار دولار في عام 2021 ومن المتوقع أن تتوسع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.59٪، لتصل قيمتها السوقية إلى 413 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقاً لمؤسسة Precedence Research.
بينما من المتوقع أن تصل قيمة سوق الروبوتات العالمية إلى 215 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 23٪ وفقاً لمؤسسة Market Research Future.
هل تأخذ الروبوتات وظائف البشر؟
كانت الأتمتة واحدة من أكثر الاتجاهات جديرة بالملاحظة في العالم، مع 31٪ من الشركات لديها وظيفة عمل واحدة على الأقل مؤتمتة بالكامل اعتباراً من عام 2020، وفقاً لمؤسسة ماكنزي الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، تراجعت نسب الشركات التي ليس لديها خطط لأتمتة العمليات إلى 16٪ في 2020، من 20٪ في 2018. علاوة على ذلك، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، سيتم تنفيذ أكثر من نصف الوظائف في سير العمل بواسطة الروبوتات والخوارزميات عام 2025.
ومن الاعتقادات الشائعة أن الروبوتات ستستولي على وظائف العاملين البشر، ومع ذلك فالعكس صحيح على الأرجح، حيث تقلل الروبوتات من العمل البدني والعقلي للبشرية بينما تخلق وظائف جديدة في هذه العملية.
وتشير توقعات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الأتمتة ستخلق 97 مليون وظيفة جديدة للبشر بحلول عام 2025.
لماذا تكتسب الروبوتات أهمية خاصة للدول الغنية؟
عامل رئيسي مهم يدفع باتجاه انتشار الروبوتات هو التكيف طويل الأمد مع شيخوخة السكان. في عام 2020، فاق عدد الأشخاص الذين بلغوا 60 عاماً أو أكبر في العالم عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، يتألفون من 1 من كل 11 شخصاً في العالم في عام 2019. ومن المتوقع أن يصل عدد سكانهم إلى 1.5 مليار في عام 2050، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة، حيث يبلغ كل 1 من كل 6 أشخاص 65 عاماً أو أكثر.
وستلعب الأتمتة والروبوتات دوراً مهماً للتعويض عن توفر عدد أقل من الأشخاص في سن العمل في العقود القادمة.
ولذا تولي الدول المتقدمة الروبوتات أهمية بالغة؛ لأن أغلبها يعاني من شيخوخة السكان ونقص العمالة.
من أبرز تشمل الشركات الرئيسية في صناعة الروبوتات Nvidia وRockwell Automation وCognex Corporation، وBoston Dynamics الأمريكية وشركة تويوتا اليابانية.
التقرير الذي نشره موقع Yahoo، عرض لـ12 بلداً من أكثر الدول تقدماً في مجال الروبوتات.
أكثر الدول تقدماً في مجال الروبوتات
التقرير صنف أكثر الدول تقدماً في مجال الروبوتات بناءً على المشهد التكنولوجي في مجال الروبوتات بالإضافة إلى مستوى الأتمتة، وذلك اعتماداً على بيانات من الاتحاد الدولي للروبوتات (IFR)، خاصة فيما يتعلق بكثافة الروبوتات في القوى العاملة في التصنيع.
12- الصين: توسع لافت يعالج شيخوخة السكان
تعد الصين، مثل دول شرق آسيا الأخرى، واحدة من الدول الأكثر تقدماً في مجال الروبوتات، وفقاً لبيانات الاتحاد الدولي للروبوتات، أُضيف بالسوق الصينية أكثر من 240 ألف وحدة روبوت جديدة في عام 2021، بزيادة قدرها 44٪ مقارنة بعام 2020.
رغم أن عدد الروبوتات في الصين كبير، ولكن ضخامة القوة البشرية في البلاد تجعل كثافة انتشار الروبوتات أقل من منافسيها؛ مما يجعلها في ذيل القائمة التي تقوم بشكل أساسي على نسبة عدد الروبوتات إلى عدد العمالة البشرية إضافة لتطور هذه التكنولوجيا ودمجها في الحياة والمجتمع.
وكان لدى الصين 187 روبوتاً تعمل في قطاع التصنيع مقابل كل 10 آلاف من البشر في نفس العام.
يشير هذا إلى أن عدداً كبيراً من المصانع في الصين نفذت تقنيات الأتمتة، بما في ذلك الروبوتات الصناعية، في عملياتها.
الأتمتة في الصين تغطي النقص في العمالة بسبب شيخوخة السكان مع خلق وظائف جديدة.
على سبيل المثال تم الإعلان عن 18 مهنة من قِبل وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي الصينية. ومن بين هؤلاء "فني هندسة الروبوتات"، وهي وظيفة للبحث والتطوير في خوارزميات التحكم وأنظمة التشغيل للروبوتات.
11- هولندا: الروبوتات بدلاً من الفلاحين
تشتهر هولندا بمستويات عالية من الأتمتة بالإضافة إلى العديد من شركات الروبوتات.
اعتباراً من عام 2021، بلغت كثافة الروبوتات في البلاد في سير عمل التصنيع 224 روبوتاً لكل 10 آلاف عامل بشري، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات.
وتعد هولندا واحدة من الدول الأكثر تقدماً في مجال الروبوتات وأنظمتها، وتنتج أبحاثاً رائدة من معاهد مثل جامعة رادبود.
وتقوم الدولة أيضاً بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتحديث صناعات مثل الزراعة، حيث تعتبر Wageningen UR أفضل معهد يبتكر في مجال الروبوتات العاملة في الزراعة.
10- الدنمارك: رائدة في مجال الروبوتات الصديقة للإنسان
هذا البلد الاسكندنافي، هو من أكثر الدول تطوراً من حيث العلم والتكنولوجيا ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وغيرها من المؤشرات.
اعتباراً من عام 2021، تمتلك الدنمارك 234 روبوتاً في القوى العاملة في قطاع التصنيع مقابل كل 10 آلاف إنسان.
أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الروبوتات الدنماركية هو المعهد التكنولوجي الدنماركي، الذي يجري البحث والتطوير في مجموعة واسعة من المجالات المتعلقة بالروبوتات والأتمتة، بما في ذلك الروبوتات التعاونية، وروبوتات الخدمة، وأتمتة التصنيع.
كما يعمل المعهد بشكل وثيق مع شركاء الصناعة ولديه عدد من المشاريع التجارية قيد التطوير.
لاعب مهم آخر في صناعة الروبوتات الدنماركية هو شركة Universal Robots، الشركة الرائدة في مجال تصنيع الروبوتات التعاونية (المعروفة أيضًا باسم cobots).
والروبوت التعاوني، هو إنسان آلي مخصص للتفاعل المباشر بين الإنسان والآلة داخل فضاء مشترك، أو حيث يكون الإنسان والإنسان الآلي على مقربة.
وطورت الشركة مجموعة من الروبوتات التعاونية التي تستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك التجميع واللحام والتعبئة والتغليف ومعالجة المواد.
9- سويسرا: تتألق في مجال أتمتة الخدمات اللوجستية
في هذا البلد المحايد هناك 240 روبوتاً لكل 10 آلاف عامل بشري في الصناعة التحويلية.
كما أن سويسرا موطن لبعض شركات الروبوتات الأكثر شهرة في العالم، مثل ANYbotics.
وتشمل بعض الجهات الفاعلة الرئيسية في صناعة الروبوتات في سويسرا ABB، وهي شركة رائدة عالمياً في مجال الروبوتات الصناعية والأتمتة، وSwisslog، المتخصصة في حلول أتمتة الخدمات اللوجستية.
سويسرا هي أيضاً موطن لعدد من المؤسسات البحثية والجامعات التي تشارك بنشاط في البحث والتطوير في مجال الروبوتات. وتشمل هذه المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا (ETH) في زيورخ، والذي لديه برنامج روبوتات معترف به جيداً.
8- السويد: تشتهر بروبوت البحث Eve
السويد هي واحدة من الدول الأكثر تقدماً في مجال الروبوتات، حيث يوجد بها 321 روبوتاً لكل 10 آلاف إنسان في القوى العاملة الصناعية في البلاد.
ويوجد في السويد عدد من المؤسسات البحثية والجامعات التي تشارك في البحث والتطوير الآلي. وتشمل هذه المعهد الملكي للتكنولوجيا KTH في ستوكهولم ، الذي لديه برنامج أتمتة شهير، وجامعة تشالمرز للتكنولوجيا في جوتنبرج، التي تركز بشدة على أنظمة الأتمتة والتحكم.
تصدرت السويد عناوين الصحف لـ Eve، وهو روبوت مختبر يستخدم على نطاق واسع في أتمتة عمليات البحث في البلاد.
8- الولايات المتحدة: انتشار متوسط للروبوتات ولكنها من الأكثر تقدماً
الولايات المتحدة هي واحدة من أكثر الدول الغربية تقدماً في مجال الروبوتات.
نسبة الروبوتات إلى العاملين البشريين أقل من ألمانيا، حيث تبلغ 274 روبوتاً لكل 10 آلاف عامل بشري، لكنها تعوض ذلك بامتلاكها مجموعة من أهم الروبوتات الأكثر تقدماً.
وتركز بعض أكبر الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة مثل Nvidia وRockwell Automation، وCognex Corporation بشكل كبير على الروبوتات.
وتقوم شركة Nvidia Corporation بتطوير وحدات معالجة الرسومات المتطورة بشكل أساسي، والتي تتضمن العديد من التطبيقات للروبوتات والتعلم الآلي.
كان هناك اعتماد قياسي على الروبوتات الصناعية في الولايات المتحدة في العقد الماضي. ومع ذلك، في عام 2019، بدأ الاتجاه في التباطؤ واستمر التراجع بشكل كبير حتى عام 2020، مع عدد أقل من التركيبات بنسبة 8 ٪ مقارنة بالعام السابق. يمكن أن يُعزى التباطؤ إلى حد كبير إلى الوباء وإغلاق المصانع بسبب الإغلاق.
6- هونغ كونغ: تتفوق على الصين في معدل انتشار الآليين
تتمتع هونغ كونغ ببنية تحتية متقدمة للتصنيع والبحث، والتي استخدمتها هذه المنطقة الصينية الإدارية المتمتعة بحكم ذاتي واسع النطاق للتقدم في مجال الروبوتات.
هناك 304 روبوتات في هونغ كونغ مقابل كل 10 آلاف عامل بشري، مما يجعل النسبة لديها أعلى من البلد الأم الصين، بما يقارب الضعف إلا قليلاً.
5- ألمانيا: بطل الغرب في مجال الروبوتات
ألمانيا هي الدولة الغربية الأكثر تقدماً في مجال الروبوتات، ويرجع ذلك أساساً إلى نظام التعليم المشهور ومستوى التشغيل الآلي والقطاع التكنولوجي، حسبما ورد في موقع Insider Monkey.
البلد موطن للعديد من شركات الروبوتات والمؤسسات البحثية الرائدة. من بين كبار اللاعبين في صناعة الروبوتات في ألمانيا شركة KUKA، وهي شركة رائدة عالمياً في مجال الروبوتات الصناعية، وشركة سيمنز، وهي شركة رائدة في توفير حلول الأتمتة والروبوتات.
يوجد 397 روبوتاً لكل 10 آلاف إنسان في القوى العاملة الألمانية في الصناعة التحويلية، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات.
في عام 2021، أنتجت البلاد 44000 وحدة روبوت، بزيادة قدرها 32 ٪ عن العام السابق.
4- تايوان: الفضل لتفوقها يعود لصناعة الرقائق
تايوان رائدة في مجال الروبوتات، بسبب بنيتها التحتية المتطورة لصناعة الرقائق.
لديها 276 روبوتاً لكل 10000 عامل بشري في عام 2021، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات.
3- كوريا الجنوبية: الأولى عالمياً في الأتمتة
كوريا الجنوبية هي لاعب شرق آسيوي بارز آخر في صناعة الروبوتات. تضم قائمة أكبر شركات الروبوتات لديها شركتي Samsung و LG العملاقتين.
كوريا الجنوبية رائدة في تكنولوجيا الروبوتات بسبب بنيتها التحتية التكنولوجية القوية، حسبما ورد في موقع Insider Monkey.
وبلغت حصة كوريا الجنوبية في الناتج العالمي لصناعات المعرفة والتكنولوجيا المكثفة 6٪ في عام 2019، وفقاً لمؤسسة العلوم الوطنية.
وتعد كوريا الجنوبية أيضاً الدولة الأولى عندما يتعلق الأمر باعتماد الأتمتة. واعتباراً من عام 2021، أصبح لديها 1000 روبوت مثير للإعجاب لكل 10 آلاف عامل، وهي أعلى نسبة في أي بلد في العالم.
2- سنغافورة: الروبوتات جزء من المجتمع
سنغافورة دولة جزيرة تقع في جنوب شرق آسيا.. إنها واحدة من أكثر الدول تقدماً في مجال الروبوتات والأتمتة.
في الربع الأول من عام 2022، كانت سنغافورة تمتلك 605 روبوتات في الصناعة التحويلية مقابل كل 10000 عامل بشري.
بالنظر إلى أن عدد سكان الدولة يبلغ 5.4 مليون نسمة فقط، يوجد أكثر من 327000 روبوت صناعي في سنغافورة.
تبنت سنغافورة أيضاً الروبوتات على نطاق واسع لأغراض غير صناعية مع قبول اجتماعي واسع النطاق لها. ويشمل ذلك سيارات أجرة بدون سائق وروبوتات الشرطة التي تقوم بدوريات، حسبما ورد في موقع Insider Monkey.
1- اليابان: القوة العظمى تصنع نصف روبوتات العالم
اليابان هي بلا منازع القوة العظمى للروبوتات في العالم، حسب وصف موقع Insider Monkey.
إنها أفضل مصمم ومصنع للروبوتات في العالم، وأكبر منتج ومصدر للروبوتات الصناعية.
ففي عام 2022، كان 45٪ من جميع الروبوتات الصناعية في العالم تعود أصولها إلى اليابان.
المفارقة أن الصين هي واحدة من أكبر أسواق الروبوتات اليابانية، حيث تذهب 36٪ من صادرات اليابان في مجال الروبوتات إلى الصين.
في القوى العاملة في اليابان، يوجد 631 روبوتاً لكل 10 آلاف عامل بشري وفقاً لإحصاءات عام 2021.
في الواقع، مستقبل الروبوتات في العالم نراه اليوم في اليابان، حيث يشكل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر 29٪ من سكان البلاد، وقد أدى هذا إلى تبني اليابان مبكراً للروبوتات والأتمتة لتظل قادرة على المنافسة وأن تعالج نقص القوى العاملة.
لقد جعلت ضرورة الأتمتة اليابان إلى حد كبير قوة عظمى في مجال الروبوتات.