لماذا قد تتحول مباراة فرنسا والمغرب لمشكلة كبيرة للمهاجرين العرب؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/14 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/14 الساعة 19:51 بتوقيت غرينتش
جماهير مغربية في كأس العالم 2022 في قطر/ getty images

"حرب أهلية قد تنشب في باريس بسبب مباراة المغرب وفرنسا بمونديال قطر، هكذا حذّرت عمدة الدائرة الثامنة في باريس، وسط تحريض من اليمين المتطرف، قد يضع المهاجرين ذوي الأصول المغربية والعربية، الذين يعيشون بفرنسا في مأزق.

 يُعتقد أن أكثر من مليون مغربي يعيشون في فرنسا، وستكون قوات الأمن في حالة تأهب خلال مباراة الأربعاء لأي اشتباكات مثل تلك التي وقعت في بروكسل بعد فوز المغرب على بلجيكا، حسبما ورد في تقرير لموقع فرانس 24.

ورغم أن أياً من المواجهات الخمسة السابقة بين فرنسا والمغرب لم تُثر أدنى صعوبة، فإن المباراة الكروية الحاسمة بين المنتخبين في المونديال تقام هذه المرة على خلفية توترات دبلوماسية بسبب تشديد فرنسا لسياستها المتعلقة بالهجرة وطموحات المغرب الإقليمية، حسب وصف صحيفة لوموند الفرنسية، التي قالت إن علاقة فرنسا والمغرب معرضة لخطر الطلاق الهادئ.

ويُنظر إلى مباراة المغرب وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم بين بطل العالم، والمنتخب المغربي الحصان الأسود للبطولة، على أنها رمزية للغاية في فرنسا، التي تصارع، على مدى عقود، فكرة الهوية الوطنية وماضيها الاستعماري، فيما يوجد ملايين المهاجرين المغاربة والعرب في البلاد، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.

وفي علامة على التعقيدات العاطفية التي تحيط مباراة المغرب وفرنسا، فإن العديد من أعضاء الفريق المغربي وُلدوا خارج البلاد، بما في ذلك في فرنسا، مثل المدرب وليد الركراكي، الذي وُلد ونشأ بالقرب من باريس، والمدافع رومان سايس.

وتريد فرنسا الاحتفاظ باللقب في مواجهة منتخب المغرب، الذي ظهر بشكل متميز في نهائيات كأس العالم، ويلقى تشجيعاً حماسياً من جميع أنحاء العالمين العربي والإفريقي، بعد أن حقق إحدى  المفاجآت الكبرى في تاريخ المسابقة.

حرب أهلية محتمَلة في باريس بسبب مباراة المغرب وفرنسا

وأبدت عمدة الدائرة الثامنة في باريس جان سي هوتسيري مخاوفها من "اندلاع حرب عصابات وحرب أهلية" مساء الأربعاء، في العاصمة الفرنسية بعد انتهاء المباراة، في مداخلة أجرتها على قناة "سي نيوز" (CNEWS).

وقالت هوتسيري "عندما نريد الاحتفال بالفوز، لا نأتي بمدافع الهاون.. الجميع خائفون ولا نريد أن يتحول الشانزليزيه إلى ساحة معركة!"، حسبما نقل عنها تقرير لموقع "الجزيرة نت".

وعندما احتفلت الجماهير المغربية بفوز بلادها في ربع النهائي على البرتغال في الشانزليزيه بباريس، في أمسية احتفالية إلى حد كبير، ركز الناقد التلفزيوني اليميني المتطرف، إيريك زمور، على عشرات الاعتقالات التي تمت في جميع أنحاء فرنسا في تلك الليلة، والاشتباكات المحدودة التي وقعت مع الشرطة.

وسيجرى إغلاق شارع الشانزليزيه الشهير وسط العاصمة باريس، مساء يوم الأربعاء، تفادياً لأي أعمال شغب وعنف قد تندلع بعد مباراة المغرب وفرنسا.

وتخشى السلطات الفرنسية حدوث أعمال شغب، نظراً لوجود مشجعين فرنسيين وآخرين مغربيين وعرب آخرين، قد يدخلون في مواجهة مع بعضهم البعض.

مباراة المغرب وفرنسا
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (رويترز)

ومن المقرر تعبئة أكثر من 1200 من رجال الشرطة يرتدون الملابس المدنية والزي العسكري في العاصمة وضواحيها، ابتداء من الساعة الرابعة ظهراً بالتوقيت المحلي.

وذكر وزير الداخلية الفرنسي، ليلة المباراة، أنه سيتم حشد 10 آلاف شرطي لتأمين باريس، قائلاً: سيتم حشد 10 آلاف شرطي، 5 آلاف في باريس، لاسيما حول الشانزليزيه، مع تأمين محيط باريس بـ5 آلاف شرطي أيضاً.

وستنفّذ الشرطة دوريات في جميع محطات المترو الباريسية، خاصة التي تؤدي إلى الشانزيليزيه، وستمنع الوصول إلى المناطق المحيطة بالشارع؛ لمنع الازدحام المروري المحتمَل.

في حين قرر معظم التجار إغلاق أبوابهم مبكراً كإجراء احترازي في جادّة الشانزليزيه، خوفاً من إعادة ما حدث مساء السبت الماضي، حين اندلعت أعمال شغب في حي الشانزليزيه وسط الاحتفالات بفوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي، تزامناً مع تأهل فرنسا أيضاً إلى الدور قبل النهائي لمونديال قطر.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، بعد فوز الجزائر بكأس العرب، اندلعت مواجهات بين المشجعين الجزائريين والشرطة الفرنسية، إثر حظرها التجمعات في شارع الشانزليزيه بدعوى تجنب وقوع أعمال شغب.

وأفادت تقارير آنذاك بأن الشرطة الفرنسيّة منعت تجمّعات الجزائريين ونزعت العلم الجزائري وصادرته، وتحول الموضوع إلى محل جدل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل، يضع في مقدمة اهتماماته ملف الهجرة ومدى اندماج الأجانب في المجتمع الفرنسي، وحتى العلاقات الاقتصادية بين باريس والدوحة.

تأتي المباراة في لحظة حساسة في العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب، فرغم أن العلاقة بين الرباط وباريس كانت دوماً قوية، عكس علاقة فرنسا بالجزائر، ولكن شهدت في السنوات الماضية توتراً، بعد أن كشفت تقارير مسرّبة أن المغرب قد يكون قد استخدم برمجيات بيغاسوس الإسرائيلية للتجسس على هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك هواتف العديد من الوزراء الفرنسيين، إضافة إلى التوتر جراء قضية الصحراء الغربية وتخفيض التأشيرات الفرنسية للمواطنين المغاربة بسبب رفض الرباط استقبال المهاجرين غير الشرعيين.

كما يبدو أن هناك استياء فرنسياً من تراجع النفوذ الثقافي لفرنسا في إفريقيا، بما في ذلك المغرب، بفضل انتشار التعليم العربي والإنجليزي، وتراجع أهمية الفرنسية، حيث باتت لغة صالونات لا قيمة لها فعلياً، أو كما تقول الروائية المغربية الشابة، هاجر أزيل، لوكالة فرانس برس إن الأجيال الشابة على وجه الخصوص تفضل الإنجليزية؛ لأنها لغة التكنولوجيا الجديدة والشبكات الاجتماعية، ولكن أيضاً لأن الفرنسية تعتبر لغة النخبة".

انتقادات يمينية لنائب فرنسي بسبب دعمه المغـرب

منذ معرفة أسماء المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي، تهافتت شخصيات سياسية اشتهرت بآرائها المعادية للمهاجرين في البلاد، على ربط المباراة المرتقبة بملف الهجرة والسياسة.

قد يكون النائب الفرنسي، بنجامين لوكاس، أول من تلقى الانتقادات اللاذعة بعد نشره تغريدة يدعم فيها المنتخب المغربي قبل مباراته ضد البرتغال، حيث قال "بعد ظهر اليوم، في انطلاق مباراة تاريخية، مع المغاربة وعشاق المغرب في مانتو!" شمال العاصمة باريس.

ولم يرُق المنشور لنائب التجمع الوطني، جوليان أودول، الذي كتب على تويتر "كان عليك أن تُنتخب في المغرب. ما دمت تحب الأجانب كثيراً، يجب أن تستقر هناك".

وهو ما دفع لاعب التنس -المحترف بين عامي 2000 و2018- جوليان بينيتو، للردّ على السياسي اليميني المتطرف متأسفاً "أيها السيد المسكين، يمكنك أن تحب الآخرين وتكون فرنسياً، وتحب فرنسا في الوقت نفسه.. لكن هذا أمر استعصى عليك فهمه".

اليمين المتطرف يتوقع وقوع اشتباكات ويحرض ضد المغتربين العرب

ويزعم رئيس الجبهة الوطنية، جوردان بارديلا، أن بعض المشجعين المغاربة يسكنهم شعور بالانتقام من فرنسا (المستعمرة القديمة) أكثر من الروح الرياضية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى وقوع اشتباكات وعنف مع عناصر الأمن.

وأضاف بارديلا -في مقابلة على قناة "بي إف إم تي في" (BFMTV)- "نحن ندفع ثمن 30 عاماً من إخفاق سياسة الهجرة. يوجد جيل شاب يبلغ من العمر 20 و25 و30 عاماً يتصرف في فرنسا مثل مواطن دولة أجنبية، ويعبّر عن شعور الانتقام بشكل مستمر".

بينما وصف اليميني المتطرف، إريك زمور، ما سيحصل مساء الأربعاء المقبل بـ"الأمر المخيف للشرطة"، متسائلاً "أود أن أعرف كيف سيكون ردّ فعل ملك المغرب والمغاربة إذا احتفل الآلاف من الفرنسيين بانتصارهم في مراكش؟".

مباراة المغرب وفرنسا
مبابي يتوعد حكيمي قبل مباراة المغرب وفرنسا – gettyimages

كما اغتنم بعضهم الفرصة لانتقاد مبدأ ازدواجية الجنسية، ووضع ولاء الداعمين المغاربة الحاملين للجنسية الفرنسية أمام اختبار الاختيار بين بلد الأصل وبلد الإقامة.

 من جهته، أعرب المتحدث باسم التجمع الوطني لوران جاكوبيلي -الذي كان ضيفاً على محطة "فرانس إنفو" (France Info) يوم الأحد الماضي- عن أسفه لرؤية أشخاص يحملون بطاقة الهوية الفرنسية، ولا يهتفون للمنتخب الفرنسي، وإنما لبلد آخر.

ولكن بعض الفرنسيين معجبون بقصة نجاح المنتخب المغربي

ولكن على الجانب الآخر، فإن هناك احتفاء من قبل كثير من الفرنسيين بقصة نجاح الفريق المغربي.

كتبت وسائل الإعلام الفرنسية عن "اتحاد المغرب العربي" حيث انضم العديد من الجزائريين والتونسيين في فرنسا إلى المشجعين المغاربة. "كيف لا تحب هذا الفريق المغربي الذي جاء من العدم؟" هكذا قال مومو، الخباز في غوت دور، الذي غادر تونس منذ 14 عاماً للعمل في باريس.

يقول "أنا منقسم إلى قسمين"، مثل الكثيرين، ولكنه سيدعم فرنسا في نهاية المطاف.

في الوقت الذي يعتبر فيه اليمين المتطرف أكبر حزب معارض في البرلمان الفرنسي وتردد الأحزاب الأخرى أفكاره المناهضة للهجرة، تم الترحيب بالفريق المغربي، باعتباره رمزاً للهجرة والشتات المغربي، حسب صحيفة the Guardian

مغاربة يفكرون في العودة للاحتفال بالوطن إذا وصل منتخبهم للنهائي

خلف منضدة متجر البقالة الخاص به في حي جوت دور في شمال باريس، كان عبدول يجري مكالمة فيديو مع ابن عمه في قرية في جبال الأطلس، وعبّر عن حالته النفسية بكلمة واحدة وهو يهز كتفيه: "الرقص!"

"إنه لأمر لا يصدق أن نكون أول فريق إفريقي على الإطلاق في نصف النهائي، إنها رياضة فقط، لكنها تجمع الناس معاً، من الأجداد إلى الأطفال الصغار".

وُلد عبدول، 48 عاماً، في باريس لأبوين مغربيين، وصلا في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، عندما كان المغرب لا يزال تحت الحماية الفرنسية. أنشأوا متجر البقالة هذا في أحد الأحياء الأكثر تنوعاً في شمال باريس. مثل العديد من الأشخاص في فرنسا الذين يحملون الجنسيتين الفرنسية والمغربية المشتركة، رأى في المباراة فوزاً متبادلاً. "إذا فاز المغرب، فسوف يصنع التاريخ، مع إفريقيا في النهائي. إذا فازت فرنسا، يمكن للأبطال الحاليين الاحتفاظ بلقبهم. في كلتا الحالتين، لديّ سبب للاحتفال".

يريد كثير من المغتربين المغاربة في أوروبا الذهاب إلى المغرب؛ للاحتفال بنجاح الفريق في المونديال. يقول عبدول إنه "إذا وصل المغرب إلى النهائي، سأعود إلى القرية لمشاهدته هناك، لأستمتع بالجو – يبدو هذا وكأنه حدث يحدث مرة واحدة في العمر".

ويقول المواطنون الفرنسيون المغاربة في فرنسا إن المباراة لا ينبغي اختزالها في قصة انتقام لبلد كان خاضعاً للحكم الفرنسي من عام 1912 إلى عام 1956. بدلاً من ذلك، يرون أنه احتفال بالعديد من الأشخاص الذين لديهم تراث متنوع في فرنسا.

أفارقة سعداء بالإنجاز المغربي 

وقالت ماري، التي كانت تمتلك متجراً محلياً لبيع الخردوات ووصلت إلى فرنسا من الكاميرون لدراسة الأعمال التجارية، عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها: "أن يصل فريق إفريقي إلى هذا الحد لهو حدث مهم للأشخاص القادمين من المهجر".

وقال رشيد زروقي، مدرس في مدرسة مرسيليا، ويكتب عن التعليم، "لقد قام الفريق المغربي برحلة رائعة حتى هذه النقطة، والتي قد لا نراها مرة أخرى في حياتنا". "سواء فازت فرنسا أو المغرب، سأكون سعيداً – هذا هو كل ما يتعلق بالجنسية المزدوجة".

زروقي (30 عاماً)، أمضى 15 عاماً في المغرب، وعاش منذ ذلك الحين في مرسيليا. وقال عن محاولة زمور إثارة الانقسام من خلال كرة القدم: "من الأفضل تجاهلها والتركيز على الفرح. إنهم يحاولون جعل أنفسهم مسموعين، وهم يقولون: "انظروا إلى هؤلاء المغاربة في الخارج، إنهم البديل، لم نعد في فرنسا". لكن هذا يمثل إلى حد كبير أقلية، لأن كل ما أراه حولي هو أناس سعداء بنجاح المغرب".

وقال الدكتور إبراهيم أومصور، مدير المرصد المغاربي في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية: "إن المباراة كانت نوعاً من الديربي المحلي، نظراً للعدد الكبير من المغاربة في فرنسا – بما في ذلك العديد من الطلاب – بالإضافة إلى العديد من الفرنسيين المقيميين بالمغرب، ومنهم المتقاعدون هناك".

وتنقل عنه الصحيفة البريطانية قوله إنه فيما يتعلق بالاستعمار، كانت علاقة المغرب بفرنسا مختلفة عن علاقة الجزائر. في حين واجهت الجزائر ما سماه "الاستعمار الكامل" بوجود عدد هائل من المستعمرين والأراضي، التي تم الاستيلاء عليها و"حرب الاستقلال الجزائرية التي كانت واحدة من أعنف الحروب في القرن العشرين"، بينما احتفظ المغرب، كمحمية فرنسية، بسلطة داخلية أكبر، ونال استقلاله بشكل أقل عنفاً وفي فترة أبكر، ومن خلال التفاوض بشكل كبير، ما سمح بتوثيق علاقتها اللاحقة بفرنسا.

وقال إنه سيكون من "الاختزال" تأطير المباراة على أنها انتقام ما بعد الاستعمار. "إنها قصة نجاح فريق يمثل منطقة غالباً ما كان الأشخاص الذين هاجروا من بلدانها يشكون من الإحباط جراء عدم النجاح، أو عدم تطور دولهم، ولهذا يتعاطف معهم الكثيرون.

اختبار وطنية زائف 

إحدى المشكلات الرئيسية أن كثيراً من الفرنسيين يتعاملون مع المباراة باعتبارها اختباراً للوطنية الفرنسية، للمهاجرين ذوي الأصول المغاربية والعربية، متجاهلين أنه لأمر طبيعي أن يشجع الإنسان بلده الأصلي وموطن جذوره، حتى لو فضّل العيش في باريس، تماماً كما يظل قلب الإنسان معلقاً بأمه وهو يعيش في بيت الزوجية، أو كما قال اللاعب الألماني التركي الأصل مسعود أوزيل عندما انتقده ألمان لعلاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لدي قلبين أحدهما ألماني والآخر تركي.

كما أنه من الطبيعي أن يزداد الاستياء في أوساط المهاجرين العرب في فرنسا جراء الضغوط والقيود والتمييز المستمر عليهم.

والحقيقة أن العائق الأكبر أمام اندماج المهاجرين العرب ليس الإسلاموية ولا القومية العربية كما يقول ساسة فرنسا وإعلامها، ولكن عنصرية فرنسا وعدم اعتذارها عن جرائمها الاستعمارية.

وقد تكون هذه العنصرية هي الخطر الأكبر بعد مباراة المغرب وفرنسا، فبينما قد يحزن المغاربة والعرب قليلاً إذا هُزم منتخب المغرب، فإن المشكلة الكبرى قد نراها إذا حدث العكس، وفاز المغرب، فساعتها لن يحتمل كثير من المتطرفين الفرنسيين هذا الفوز بروح رياضية، والأخطر أنهم قد لا يحتملون احتفال العرب والمغاربة بهذا الفوز.

تحميل المزيد