لا تحلموا بالكوكب الأخضر.. لماذا قد يكون تحقيق أهداف مؤتمرات التغير المناخي حلم صعب المنال؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/15 الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/15 الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش

نحن نفعل كل ما بوسعنا لكي نجعل أجزاء كثيرة من الكوكب غير قابلة للحياة الإنسانية.

هذا هو العنوان الذي يلخص ما فعله الإنسان بالكوكب.

نحن في طريقنا إلى زيادة حرارة الكرة الأرضية بمقدار درجتين عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية واكتشاف النفط والغاز.

لا يوجد "علاج موثوق" لإبقاء الارتفاع في درجات الحرارة العالمية تحت عتبة 1.5 درجة مئوية، هكذا قالت الأمم المتحدة قبل أيام من مؤتمر شرم الشيخ الأخير للمناخ.

ولا يوجد أمل قريب في الاستغناء عن أسباب الانبعاثات التي ترفع حرارة الكوكب، وتهدد الحياة في المحيط والسهل والجبل، هكذا يقول المدافعون عن البيئة، وعن حق الأجيال القادمة في الحياة "الخضراء".

يحتاج العالم أن يتوقف عن رفع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية منذ عدة قرون.

وفي ظل السياسات الحالية، سترتفع درجات الحرارة في العالم بحوالي 2.8 درجة مئوية بنهاية هذا القرن.

وتلك كارثة كبيرة إذا كنتم تعلمون.

أصبحنا نحتاج إلى خفض عاجل وعميق في مستوى الانبعاثات في هذا العقد، وليس مجرد انتهاج مبدأ "أحرقوا الآن، وادفعوا في المستقبل"، كما كتبت البرلمانية البريطانية كارولين لوكاس.

لا يتوقف الكثيرون أمام أخبار المؤتمرات والندوات والخطب الحماسية لحماية كوكب الأرض من خطر الفناء، لكنهم يشاركون المسؤولين والنشطاء الحلم بكوكب أخضر، يستعيد نقاء نسماته وصفاء المياه في محيطاته المهددة بالأمطار الحمضية.

اسمها مؤتمرات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.

وهي معاهدة دولية لمكافحة "التدخل البشري الخطير في النظام المناخي".

أي أن كل هذه الجهود هي تكفير إنساني عن الجريمة الإنسانية في حق النظام البيئي للأرض.

وعندما يتحدث المسؤولون وصناع القرار في حدث دولي كبير مثل مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 في شرم الشيخ، تبدو أسباب الخطر واضحة.

والحلول أكثر وضوحاً.

لكن العالم يصرخ ويحذر منذ التسعينيات، والثمار على الأرض قليلة: نحن نبتعد عن أهداف كل هذه المؤتمرات، لكننا لا نتوقف عن عقدها كل عام.

هذا التقرير يستعرض أسباب التغير المناخي الكبير الذي تشهده الأرض، وأخطر آثار الانبعاثات والغازات الدفيئة على الحياة، ثم العقبات التي تحول دون تحقيق المنظمات الدولية أهدافها من جهود الحفاظ على البيئة التي انطلقت منذ عقود، لكنها تبقى دون أثر يُذكر.

إلى هنا وصلنا

موجات ساخنة وعواصف وفيضانات.. والجفاف يضرب في كل القارات

لن ينسى المدافعون عن البيئة لأعوام طويلة قادمة ما حدث في صيف 2022 الساخن، فقد تجاوزت درجات الحرارة أرقاماً قياسية في جميع أنحاء العالم.

ولن ينسوا دراسة متشائمة من الأمم المتحدة، تنعى للعالم أن خطط الحكومات لتقليص الانبعاثات الكربونية منذ مؤتمر المناخ "كوب 26" العام الماضي كانت "غير كافية بشكل محزن".

وفي التقرير السنوي للمنظمة الدولية للعام الثالث عشر، الفجوة القائمة بين الخطابات والواقع، ورد أن عتبة الـ1.5 درجة مئوية باتت الآن في خطر حقيقي، وفي ظل السياسات الحالية، سترتفع درجات الحرارة في العالم بحوالي 2.8 درجة مئوية هذا القرن.

الأمر الذي يثير القلق "بشكل محزن" كما ورد بالتقرير الأممي، هو أن عدة دراسات أخرى برهنت على وتيرة التقدم البطيئة في معالجة أسباب ارتفاع درجات الحرارة، وأظهرت أن الحكومات لا تستعد لتأثيرات ذلك الارتفاع.

والنتيجة ما تشرحه السطور التالية من أحداث تهدد أمن العالم الغذائي والصحي.

عام موجات الجفاف المفاجئة في كل مكان

شهد العالم في 2022 واحدة من أكثر حالات الجفاف انتشاراً منذ عقود، وتحطمت الأرقام القياسية في بعض المناطق. 

كما أصبحت حالات الجفاف "المفاجئة" أكثر شيوعاً.

وكانت منطقة القرن الإفريقي من بين المناطق الأكثر تضرراً، بعد توقف الأمطار لأربعة مواسم متتالية في "أسوأ جفاف منذ 40 عاماً"، كانت له تداعيات على الأمن الغذائي لنحو 50 مليون شخص. 

أعلنت الصين حالة طوارئ بسبب الجفاف هذا العام، وسجلت مستويات هطول الأمطار أدنى مستوياتها في غرب أوروبا، في حين تعاني دول آسيا الوسطى مثل أفغانستان وإيران من ظروف جفاف قاسية منذ أكثر من عام الآن.

وإلى مزيد من التفاصيل اضغط هنا

تحميل المزيد