بينما يُنظر لأزمة احتجاجات الحجاب بإيران بأنها تحدٍّ كبير بالنسبة لنظام الجمهورية الإسلامية، فإن هناك من يرى أن احتجاجات إيران وتشديد القواعد الخاصة بالحجاب التي سبقت الاحتجاجات يساعدان على تقوية فرص الرئيس إبراهيم رئيسي في خلافة المرشد علي خامنئي، ويعززان سيطرة الجناح المتشدد على السلطة، ولكن هل يؤدي رهان رئيسي هذا إلى نتيجة عكسية على النظام برمته؟
فمن خلال تشديد القيود على السلوكيات الشخصية، عزَّز الرئيس إبراهيم رئيسي أوراق اعتماده المتشددة وربما فرصه في أن يصبح المرشد الأعلى لإيران، حتى على حساب إثارة الاحتجاجات الجماهيرية ودق إسفين بين العديد من الإيرانيين، من بينهم مؤيدو النظام، حسبما قال ثلاثة محللين ومسؤول إصلاحي لوكالة Reuters.
وفي مؤشر على استمرار احتجاجات الحجاب، شددت السلطات الإيرانية إجراءاتها الأمنية، وسط دعوات للتجمهر بمناسبة مُضي 40 يوماً على اندلاع الاحتجاجات. فيما شهدت بعض مناطق طهران بالفعل مظاهرات، أمس الثلاثاء، كما تجاهل طلاب الجامعات ولليوم الثاني على التوالي دعوات التهدئة الحكومية، ونظموا تجمعات جديدة، في الأسبوع السادس على اندلاع الاحتجاجات.
وحضَّ ناشطون، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، على الإضراب عن العمل والمشاركة في احتجاجات الشوارع، وقالوا في مناشداتهم لعموم الإيرانيين: "هذا ليس وقت الحداد، ولكنه وقت الغضب"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية.
وفي محاولة لتأكيد تماسك النظام وراء الموقف المتشدد من احتجاجات الحجاب، تفقَّد قائد القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية العميد حسين كرمي قواته المتمركزة في شوارع وميادين طهران، حسب مقطع فيديو نشرته وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس الثوري".
كيف أسهمت سياسات رئيسي في اندلاع احتجاجات الحجاب؟
من الواضح أن جزءاً من دوافع احتجاجات الحجاب يأتي من أن الإيرانيين يرون عهد رئيسي شكَّل نهاية مرحلة كانت أكثر براغماتية وتسامحاً في التعامل مع الحجاب.
كان تشديد تنفيذ قواعد الحجاب في عهد رئيسي بمثابة قطيعة ليس فقط مع عهد الرئيس المعتدل السابق حسن روحاني، ولكن حتى مع رئاسة محمود أحمدي نجاد، الذي كان معروفاً بأنه متشدد في العديد من القضايا، لكنه قاوم الفرض الصارم لقواعد اللباس، حسب رويترز.
فلقد عكس تطبيق حكومة رئيسي الأكثر صرامة لارتداء الحجاب في الأسابيع التي سبقت وفاة مهسا أميني في الحجز في 16 سبتمبر/أيلول إعادة تأكيد كاملة لنفوذ المتشددين في البلاد.
والآن، بينما يدعو عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى سقوط الجمهورية الإسلامية؛ رداً على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، يبدو أن المتشددين يضاعفون قوتهم، ويدعمون استخدام حليفهم الرئيسي للقوة ضد مظاهرات احتجاجات الحجاب.
رئيسي يريد نيل رضا خامنئي الذي يرى في التشدد تقوية للنظام
يريد خامنئي (83 عاماً) دعم أركان الجمهورية الإسلامية التي قادها منذ وفاة مؤسسها آية الله روح الله الخميني في عام 1989، عبر التشدد في موضوع الحجاب، حسبما نقلت رويترز عن محللين ومطلعين مقربين من صناع القرار في إيران.
ويبدو أن رئيسي يريد نيل الحظوة لدى خامنئي عبر هذا الملف.
وينظر الإيرانيون العاديون والخبراء الأجانب ورجال الدين إلى رئيسي، الذي يصفه معارضون بأنه متشدد على أنه أحد المتنافسين لخلافة خامنئي، على الرغم من أنه لم يصرح بهذا الطموح علناً، كما لم يلمح المرشد الأعلى الطاعن في السن إلى من قد يكون مرشحه ويُنظر إلى آخرين كمرشحين محتملين، وأبرزهم مجتبى، نجل خامنئي.
وقال مسؤول مؤيد للإصلاح، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسيات السياسية: "يؤمن رئيسي حقاً بالأجندة الثورية للمرشد الأعلى.. إنه متشدد يؤمن بقيود اجتماعية وسياسية أكثر صرامة".
"لا أعرف ما إذا كان لديه طموحات شخصية ليصبح المرشد الأعلى المقبل، وما إذا كان سيخلف القائد أم لا، ولكن المؤكد أن رئيسي نفسه هو رجل دين مناهض للغرب ولا يؤمن بمجتمع أكثر حرية".
وانتُخب رئيسي رئيساً في يونيو/حزيران 2021 في سباق انتخابي وُصف من الإعلام الغربي بأنه مُدار بإحكام وجرى بطريقة تحابي رئيسي، وذلك تحت رعاية خامنئي.
ولقد أدى فوز خامنئي إلى وضع جميع فروع الدولة تحت سيطرة متشددة بعد سنوات من حكومة أكثر براغماتية في عهد الرئيس السابق حسن روحاني؛ مما أنهى الازدواجية القائمة بين رئاسة وبرلمان أميل للاعتدال، ومرشد أعلى وحرس ثوري أكثر تشدداً.
وقال مئير جافيدانفار، وهو محاضر حول إيران بجامعة رايشمان في إسرائيل: "رئيسي يتخذ مثل هذا الموقف المتطرف بشأن حقوق المرأة؛ لأنه يعلم أن هذا ما يريده خامنئي".
وتابع: "اتباع خامنئي في موقفه من قضية المرأة سيبقيه في السباق لخلافة خامنئي".
ويحظى رئيسي بثقة الحرس الثوري، وهو قوة عسكرية متشددة تستخدمها الدولة لمواجهة الاضطرابات السياسية بعنف على مدى عقود، وينظر إلى الحرس الثوري الإيراني على أنه صوت مؤثر في تحديد من سيخلف خامنئي.
وبعد تعيينه من قِبل خامنئي في منصب رفيع المستوى كرئيس للسلطة القضائية في عام 2019، وُضع رئيسي تحت العقوبات الأمريكية بعد بضعة أشهر بسبب الدور الذي يُزعم أنه لعبه في إعدام آلاف السجناء السياسيين في عام 1988. ولم تعترف إيران قط بعمليات القتل. ولدى سؤاله عن الوفيات في مؤتمر صحفي في يونيو/حزيران 2021، أجاب رئيسي بأنه ينبغي الإشادة بالقاضي أو المدعي العام الذي دافع عن أمن الناس.
فقرر تفعيل قانون الحجاب والعفة عكس أسلافه
أدى الأمر الذي أصدره رئيسي في يوليو/تموز بأن على السلطات إنفاذ "قانون الحجاب والعفة" في إيران إلى مزيد من القيود، مثل منع النساء من دخول بعض البنوك والمكاتب الحكومية وبعض وسائل النقل العام.
وانفجر الوضع في طهران، في 13 سبتمبر/أيلول، عندما ألقت شرطة الآداب القبض على مهسا أميني، وهي كردية إيرانية، بسبب ما وصف بـ"زي غير لائق". وبعد ثلاثة أيام توفيت في مستشفى بالعاصمة بعد أن دخلت في غيبوبة، وقال الطبيب الشرعي إنها استعادت وعيها لفترة وجيزة، لكن "الإنعاش القلبي التنفسي لم يكن فعالاً في اللحظة الحرجة الأولى؛ مما أدى إلى تلف في الدماغ".
وتنفي الأسرة أن تكون الشابة البالغة من العمر 22 عاماً تعاني من أية مشاكل في القلب أدت لوفاتها، كما تقول السلطات.
وقامت بعض النساء بخلع الحجاب وحرقه خلال الاحتجاجات التي أشعلتها وفاتها، وهي واحدة من أجرأ الهبَّات الشعبية منذ ثورة 1979 وتمثل ضربة رمزية ضد الجمهورية الإسلامية التي سعت إلى فرض قواعد اللباس المحافظة على النساء في الأماكن العامة.
كما أن هذه الاحتجاجات أكثر شمولاً بكثير من سابقاتها.
قبل ذلك شهدت ما يسمى الحركة الخضراء لعام 2009 احتجاج الطبقة الوسطى على التزوير المزعوم في الانتخابات، وعلى الرغم من أنها كانت كبيرة الحجم، فإنها تركزت على المدن الكبرى. واقتصرت الاحتجاجات الكبرى الأخرى في عامَي 2017 و2019 على المناطق الفقيرة لأسباب اقتصادية أو خدمية غالباً.
لكن تفيد تقارير الإعلام الغربي بأن الاحتجاجات الحالية تحدث في كل من مناطق الطبقة الوسطى والطبقة العاملة. يبدو أنها انتقلت من الطابع السابق لمعظم الاحتجاجات التي تكون بواعثها قضايا محلية أو عرقية إلى قضايا أكثر شمولية، حسبما ورد في تقرير لموقع شبكة "BBC" البريطانية.
إذاً لدى الحكومة خياران: تغيير قواعدها الصارمة المتعلقة بالحجاب، التي هي جزء من هوية الجمهورية الإسلامية؛ لكن القيام بذلك قد يشجع المتظاهرين على الاستمرار حتى يصلوا إلى مطلبهم النهائي بتغيير النظام.
أو عدم تغيير أي شيء ومواصلة القمع العنيف وقتل المتظاهرين، الأمر الذي قد يهدئ الاضطرابات لفترة وجيزة، ولكنه لن يؤدي إلا إلى زيادة غضبهم المتزايد باستمرار.
أجنحة بالنظام ترفض إلزامية الحجاب وقمع المتظاهرين
موقف النظام يبدو صعباً للغاية أمام احتجاجات الحجاب، فوفاة مهسا أميني هزت حتى بعض المؤيدين المتشددين للحكومة.
وجعلت الاحتجاجات بعض المسؤولين يثيرون تساؤلات حول عقلانية سياسة الإلزام بوضع الحجاب. فمن اللافت للانتباه أن علي لاريجاني، مستشار خامنئي، تساءل عما إذا كان يجب على الشرطة فرض الالتزام بالحجاب أصلاً.
يشكك العديد من مؤيدي النظام، بمن فيهم بعض رجال الدين، في الأساليب العنيفة التي تستخدمها شرطة الأخلاق ضد النساء.
لكنَّ المتشددين يتمسكون بمواقفهم.
المتشددون يرون في الأزمة فرصة لتقوية موقفهم
فهناك من يرى أن الأزمة الحالية سوف تُسهم في توحيد القوة المتشددة داخل النظام، حتى لو أثارت الغضب الجناح البراغماتي أو الإصلاحي
وقال هنري روما من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "بينما تكون الخلافة دائماً في خلفية السياسة الإيرانية، ولذلك فإنني أرى التركيز المكثف على الحجاب، والذي بدأ بشكل جدي هذا الصيف، باعتباره انعكاساً لتوحد القوى المتشددة".
وقال كورنيليوس أديبهر من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "خامنئي يريد ترك إرث، ويرى أن يكون إرثه تقوية للجمهورية الإسلامية، وهو ما يترجم إلى تصلب في نسيجها الداخلي أو بمعنى أدق نسيج النظام".
واتهم وزير الداخلية أحمد وحيدي، القائد السابق بالحرس الثوري، المتظاهرين بخلق "مشاهد بشعة" باسم حقوق المرأة، قائلاً إن المحتجين يرون "الحرية في عري المرأة ووقاحتها".
البعض داخل النظام قلق من تأثير الاحتجاجات وتزامنها مع اعتلال صحة المرشد
ولكن توقيت الاحتجاجات والخلاف داخل النظام حول مقدار القمع لها زاد من تعقيد الوضع؛ لأن الاحتجاجات تزامنت مع شائعات عن اعتلال صحة خامنئي، حسبما قال ثلاثة محللين ومسؤول لـ"رويترز".
فلقد انشغلت التركيبة المزدوجة للنظام الذي يتضمن بجانب سلطة المرشد رئيساً وبرلماناً منتخبين (إضافة لدور الحرس الثوري القوي)، بالمناورات المرتبطة بالخلافة، حتى في الوقت التي يتم فيه موازنة السياسات الأمنية الحساسة.
وقال محللون ومسؤولون، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن بعض المطلعين على بواطن الأمور يخشون من أن يؤدي استخدام المزيد من القوة إلى كشف الانقسامات داخل صفوف النظام، ويؤجج المزيد من الاضطرابات، وهو أمر لا يمكن تحمله في مثل هذا الوقت الحساس.
واختبر رئيسي غضب المتظاهرين بنفسه، خلال زيارة لجامعة بطهران هذا الشهر، حيث هتفت الطالبات: "رئيسي والملالي ضلوا الطريق".
رئيسي يتهم الغرب بالمسؤولية
ولكن رئيسي على غرار خامنئي سعى مراراً إلى إلقاء اللوم على الغرب في الاضطرابات، واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ببث "الفوضى والإرهاب والدمار"، واستشهد بوصف الخميني الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر".
ويتداخل ذلك مع تصلب السياسة الخارجية الإيرانية مؤخراً، ففي عهد رئيسي، توقفت أشهر من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، بشأن إنقاذ اتفاق نووي أبرم عام 2015، وسط تبادل الاتهامات بين طهران والغرب عن المسؤولية.
واستمرت العقوبات المفروضة على النفط الإيراني في الضغط على الاقتصاد الإيراني؛ ما دفع العملة إلى مستويات منخفضة قياسية.
ويعتقد أن هناك قناعة تولدت داخل النظام، حتى بين بعض المعتدلين والبراغماتيين، بعد خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وفرضه عقوبات صارمة على طهران عام 2018، بأنه لا أمل في علاقة اقتصادية وسياسية مفتوحة مع الغرب، ويبدو أن القيادة الإيرانية تراهن على الانفتاح على الشرق، لاسيما الصين وروسيا، إضافة لتعزيز الاكتفاء الذاتي، وخاصة أن هذا المنظور يتفق مع رؤية الحرس الثوري الذي تتعزز سيطرته في أوقات الحصار.
هل تتحول الاحتجاجات لثورة شاملة؟
يقارن بعض المحللين الغربيين الاحتجاجات بالثورة الإسلامية، ولكن خلافاً لما حدث في عام 1979 لا يوجد زعيم يتمتع بشخصية كاريزمية على استعداد لتولي زمام الثورة، فهذه الحركة حتى بدون قادة، وحتى الحركة الخضراء التي تقارن بها كان لها قادة بارزون.
وتميل الثورات دوماً إلى قائد ولو رمزياً يكون الناس على استعداد لتحمل المخاطر من أجله، مثل لينين في روسيا، أو ماو في الصين، أو كاسترو في كوبا، أو كما حدث في ثورة عام 1979 مع آية الله الخميني.
كما يتجاهل الإعلام الغربي أن المظاهرات تبدو محدودة من حيث عدد المشاركين بها، رغم انتشار مداها الزمني والمكاني.
كما أن فكرة إسقاط النظام صعبة في ظل تعقد تركيبة المنظومة الأمنية والعسكرية بين شرطة وجيش أقرب للتوجه القومي، وبين باسيدج (ميليشيات المتطوعين) وحرس ثوري ذي طبيعة إسلامية، والبعد الديني يحظى بطابع خاص في التركيبة الشيعية، وفي ظل مبدأ ولاية الفقيه الذي يجعل المرشد الأعلى وريثاً بشكل ما لأئمة المذهب الشيعي التاريخيين المنتسبين لآل البيت.
وحتى المرجعيات الدينية الشيعية المنافسة لخامنئي يصعب عليها أن تؤيد احتجاجات ضد الحجاب، (حتى لو تتفهم دوافعها)، وقد تفضي لنظام جديد قد لا يتخلص من السيطرة الدينية فقط، بل يناصب الدين نفسه العداء، كرد فعل متوقع على الاستبداد باسم الدين.
مستقبل إيران سيحدده على الأرجح الحرس الثوري
ويظل اللاعب الأهم في إيران هو الحرس الثوري الإسلامي، أحد العناصر الرئيسية لحماية النظام للجمهورية الإسلامية. إذا قرر الحرس الثوري الإيراني البقاء في ثكناته، أو رفض إطلاق النار على المتظاهرين إذا أمر بذلك، فقد يغير ذلك كل شيء. هذا الرفض للتسبب في المزيد من إراقة الدماء يجب أن يكون واسع الانتشار، وليس متقطعاً، حسبما ورد في تقرير لموقع the Conversation الأسترالي.
ومن المرجح أن يلعب الحرس الثوري دوراً رئيسياً في تحديد مستقبل الاحتجاجات، بل ومستقبل البلاد برمتها، إذا قررت إيران تنفيذ قمع شامل للاضطرابات التي قُتل فيها بالفعل أكثر من 200 شخص، وفقاً لجماعات حقوقية.
لا يوجد، حتى الآن، ما يشير إلى احتمال حدوث ذلك، لكن الغضب الشعبي من مقتل مهسا أميني، إلى جانب مقتل العديد من الشابات الأخريات، يهدد شرعية النظام الإيراني، ويقلل القبول الشعبي لنظام رغم طابعه المغلق ما زال يعتمد على شعبية حقيقية، عبر إجراء انتخابات متعددة، تتسم رغم القيود عليها بأنها انتخابات حقيقية.
قال كسرى إعرابي، رئيس برنامج إيران في معهد توني بلير، إنه من المتوقع أن يكون للحرس الثوري كلمة كبيرة في الخلافة، حيث يعتمد المرشد الأعلى القادم بشكل أكبر على دعمهم في مواجهة المعارضة المناهضة للحكومة.
ومع استمرار القمع قد ينجو النظام، ولكنه سيفقد على الأرجح مزيداً من قاعدته الشعبية، بل إنه يخاطر بفقدان جناحه المعتدل، والذي لا يبدو راضياً عن إجبار النساء على الحجاب، وقمع المتظاهرين، ولكنه في الوقت ذاته لن يؤيد مظاهرات تشهد تمزيقاً للحجاب.
قد يعني ذلك أن النظام قد ينحو للتشدد أكثر، الأمر الذي سيقلل حجم قاعدته، ولكن سيزيدها تصلباً، وهو ما يبدو أن إبراهيم رئيسي يراهن عليه، وهذا قد يعني أن النظام قد يتجنب انهياراً وشيكاً، ولكن قد يؤدي ذلك لدخوله في دورات من التشدد، ثم التكلس، قد تفضي في نهاية المطاف لتدهور بعيد الأمد، مثلما حدث مع الاتحاد السوفييتي.