دون احتفالات تذكر أحيت الصين واليابان ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات البلدين، وسط مؤشرات على أن الشراكة الاقتصادية المزدهرة بين البلدين الآسيويين الكبيريين تنعطف نحو مزيد من العداء وحتى العسكرة، في ظل مساعي واشنطن لجعل طوكيو مركز الحلف المعادي لبكين في آسيا.
ونشأت العلاقات بين البلدين في 29 سبتمبر/أيلول 1972، عندما وقع رئيس الوزراء الياباني آنذاك كاكوي تاناكا ورئيس الوزراء الصيني آنذاك تشو إنلاي بياناً مشتركاً اتفقت فيه حكومتا البلدين على "إقامة علاقات سلام وصداقة دائمين".
بموجب الاتفاق اعترفت طوكيو بجمهورية الصين الشعبية التي يقودها الحزب الشيوعي باعتبارها "الحكومة الشرعية الوحيدة" للصين، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، والتي يطلق عليها رسمياً جمهورية الصين.
علاقات تجارية مزدهرة واحتفال فاتر
وتعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم واليابان ثالث أكبر اقتصاد شريكين تجاريين رئيسيين، وقبل بضع سنوات فقط بدا أنهما مستعدان لعلاقات دبلوماسية مزدهرة، مع خطط لزيارة دولة من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اليابان.
ولكن العلاقات بين الصين واليابان تدهورت مؤخراً بشكل لافت، وبدا البلدين ينكآن جراح الماضي، وبدلاً من الحديث عن تعزيز التبادل التجاري، يتبادلان الإيماءات العسكرية.
فلقد أحيت الصين واليابان اليوم الخميس ذكرى إقامة علاقات بينهما ولكن بقليل من المزاج للاحتفال مع استمرار التوترات بشأن الخلاف البحري وتايوان، ولذا لم تكن هناك مراسم دبلوماسية كبيرة في ذكرى العلاقات بين البلدين. حسب وصف تقرير لموقع the Japan Times.
بدلاً من ذلك، تمت قراءة رسائل من الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في حدث أقيم في طوكيو بدعم من الحكومة اليابانية والسفارة الصينية، استضافه لوبي الأعمال بين البلدين القوي.
وفي رسالته، حذر رئيس الوزراء الياباني، الذي لم يكن حاضراً في الحدث، من أن العلاقات مع الصين، "رغم أنها تمتلك إمكانيات مختلفة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والقضايا".
أسباب الخلافات بين الصين واليابان
جعلت الخلافات حول جزر بحر الصين الشرقي المتنازع عليها وما تصفه المصادر الغربية واليابانية بتحركات الصين العدائية في المنطقة، العلاقات بين بكين وطوكيو فاترة.
وفيما يلي الأسباب الرئيسية للتوتر الغالب على العلاقات بين الجارتين القويتين الصين واليابان ولماذا تصاعدت هذه الخلافات خلال السنوات الماضية بشكل كبير.
النزاعات الإقليمية.. يتصارعان حول جزر غير مسكونة ولكنها غنية بالموارد
من أكبر أسباب الخلاف بين البلدين مجموعة غير مأهولة من جزر بحر الصين الشرقي تخضع لسيطرة طوكيو وتطالب بها بكين وتسمى سينكاكو في اليابان ودياويو في الصين، حسبما ورد في تقرير لوكالة Associated Press الأمريكية.
وتؤكد اليابان أن الجزر، التي كانت تضم يوماً مصنعاً للمأكولات البحرية اليابانية، جزء من أراضيها، سواء تاريخياً أو بموجب القانون الدولي. وتقول الصين إن اليابان سرقتها عام 1895 وكان يفترض أن تعيدها نهاية الحرب العالمية الثانية.
وهذه الجزر المتنازع عليها محاطة بمناطق صيد غنية ومخزونات نفطية في أعماق البحر، وتتهم اليابان الصين بأنها لم تطالب بها إلا بعد اكتشاف هذه الموارد في تقرير للأمم المتحدة عام 1969. ولم يتطرق بيان تطبيع العلاقات عام 1972 إلى هذه المشكلة، لكن النزاع احتدم بعد أن أممت الحكومة اليابانية جزر سينكاكو عام 2012، ما أدى إلى احتجاجات عنيفة في الصين. ويدخل خفر السواحل الصيني وقوارب الصيد بانتظام إلى هذه المنطقة، في انتهاك للمياه الإقليمية اليابانية.
في الأشهر الأخيرة، تعتقد اليابان أن الصواريخ الصينية سقطت في منطقتها الاقتصادية الخالصة، واحتجت طوكيو على ما تصفه بالانتهاكات الجوية والبحرية المتزايدة، حسبما ورد في تقرير لموقع the Japan Times.
تايوان.. لماذا تبدو اليابان متحمسة لدعم الجزيرة في مواجهة الصين؟
انتقدت اليابان وحليفتها الأمنية، الولايات المتحدة، صراحة ارتفاع وتيرة الأنشطة الصينية في بحار الصين الجنوبية. وطالبت طوكيو أيضاً بتحقيق السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
يتنامى قلق اليابان إزاء أزمة تايوان. كما أن التدريبات العسكرية الصينية مع روسيا بالقرب من السواحل اليابانية تزعج اليابان أيضاً. وتحوّل طوكيو تمركزها العسكري نحو منطقة جنوب غرب اليابان، التي تشمل أوكيناوا والجزر النائية الملاصقة لشرق تايوان.
أي غزو صيني لتايوان هو بمثابة تهديد محسوس للغاية لليابان؛ لأن البلدين قريبان جغرافياً (يوناجوني، آخر جزيرة في جنوب غرب أرخبيل أوكيناوا، تبعد حوالي 100 كيلومتر عن تايوان)، وبسبب العواقب الجيواستراتيجية التي قد تترتب على الغزو الصيني لهذه المنطقة بشأن حرية الحركة في مضيق تايوان، وهو عامل حاسم في ممر المحيطين الهندي والهادئ، وكذلك لاستقرار المنطقة بأكملها، حسب تقرير لصحيفة Lemonde الفرنسية.
وقد أجرت الصين تدريبات عسكرية كبيرة في المناطق المحيطة بتايوان في أغسطس/آب رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه، وأطلقت خمسة صواريخ باليستية على المياه بالقرب من أوكيناوا.
والخوف من اندلاع حرب على تايوان أحد الأسباب التي تدفع اليابان لتعزيز قدراتها العسكرية وزيادة ميزانيتها. وتراجع اليابان حالياً استراتيجية أمنها القومي، التي يُتوقع أن تنادي بامتلاك قدرات ضربة وقائية يقول معارضوها إنها ستنتهك دستور البلاد السلمي.
تقول أماندا هسياو، كبيرة محللي الشؤون الصينية في مجموعة الأزمات، إنه من الصعب ألا يؤثر "وجود الجزيرة الواقعة في أقصى غرب اليابان شرق تايوان مباشرة على المياه والمجال الجوي حول الأراضي اليابانية ولو بدرجة طفيفة".
كما تحظى تايوان بتقدير كبير من قبل العديد من اليابانيين لعدة أسباب مختلفة، حسبما ورد في تقرير لموقع Tokyo Review.
فالمحافظون معجبون بتاريخها المناهض للشيوعية والجهود المبذولة لمواجهة ضغوط الصين (بالإضافة إلى حقيقة أن المستعمرة اليابانية السابقة أقل عدائية تجاه الإرث الإمبراطوري الياباني).
فسكان الجزيرة التي ضمتها اليابان في عام 1895 بعد معاهدة شيمونوسيكي التي أنهت الحرب مع الصين، لم يشعروا أبداً بنفس الاستياء تجاه المستعمر الياباني كما هو الحال في كوريا.
ويعجب الليبراليون بها لتقدمها نحو الديمقراطية التمثيلية والسياسات الاجتماعية التقدمية (مقارنة باليابان)، ويستمتع الكثير من اليابانيين بالسفر إلى تايوان وغالباً ما يكون لديهم أصدقاء أو زملاء من الجزيرة.
ذكريات الحرب العالمية الثانية التي لم تمحَ.. أسلحة بيولوجية وتجارب على البشر
خاض البلدان حرباً بدأت باشتباكات في الثلاثينيات وانتهت بهزيمة اليابان عام 1945. وكان من ضمن الفظائع التي ارتكبتها اليابان خلال الحرب الصينية اليابانية مذبحة نانجنغ، واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وإجراء تجارب طبية مروعة على البشر في منشوريا التي كان يحتفظ الجيش الإمبراطوري الياباني فيها بوحدة سرية للأسلحة البيولوجية. وجلبت اليابان ايضاً ما يقرب من 40 ألف عامل صيني إلى المناجم والمصانع اليابانية، ومات كثير منهم جراء سوء التغذية وسوء المعاملة.
على عكس أوروبا، فإن آسيا لم تستطع معالجة بعض مع ذكريات الحرب العالمية الثانية، وعلى عكس ألمانيا، فإن اليابان تبدو أقل استعداداً التبرؤ من ماضيها منه خاصة فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبت ضد الآسيويين الذين احتلت بلادهم.
وفي البيان الرسمي عام 1972، تنازلت الصين عن الحق في تعويضات الحرب، وقال بعض الخبراء إن هذا التنازل كان مقابل اعتذار اليابان واعترافها بالصين الحكومة الشرعية الوحيدة. على أن اليابان قدمت مساعدات إنمائية رسمية يبلغ مجموعها 3.6 تريليون ين (25 مليار دولار) للصين خلال العقود الأربعة الماضية.
ضريح ياسوكونى.. يضم رفات مجرمي الحرب اليابانيين
تعتبر الصين ضريح ياسوكوني في طوكيو- الذي بني تكريماً لـ 2.5 مليون قتيل حرب، من ضمنهم مجرمو حرب مدانون- رمزاً للنزعة العسكرية اليابانية في زمن الحرب. وتعتبر بكين زيارات الوزراء والمشرعين اليابانيين لضريح طوكيو مؤشراً على غياب الشعور بالندم على عدوان اليابان في زمن الحرب. والصين، إلى جانب كوريا الجنوبية، التي احتلتها اليابان في الفترة من 1910 إلى 1945، تبدي استياءها من هذه الزيارات من حين لآخر.
الحروب التجارية.. طوكيو عقلها مع الصين وقلبها مع أمريكا
وعلى الرغم من التوترات، لا يزال البلدان متشابكين اقتصادياً: الصين هي أكبر شريك تجاري لليابان واليابان هي ثاني أكبر شريك للصين بعد الولايات المتحدة.
واللافت أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلقي بظلالها على العلاقات بين الصين واليابان، بينما لا يبدو أن هناك خلافات تجارية كبيرة بين بكين وطوكيو
فاليابان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة والشريك التجاري الرئيسي للصين، في وضع حرج وعليها أن توازن وضعها بين هاتين القوتين العظميين، خاصة في ظل الحرب التجارية بينهما وتصاعد التوترات البحرية في المنطقة.
إذ تضغط الصين على الحكومات الأخرى لتبني المبادرات الاقتصادية التي تقودها، مثل مجموعة تجارية تسمى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.
بينما تسعى اليابان، مع الولايات المتحدة، لطرق تتصدى بها للنفوذ الاقتصادي الصيني المتنامي في المنطقة. وترغب طوكيو أيضاً في تعزيز أمنها الاقتصادي مع الديمقراطيات الأخرى في مجالات مثل سلاسل التوريد وحماية التقنيات الحساسة، لتقليل اعتمادها على الصين.
يقول ياسو فوكودا، رئيس الوزراء الياباني الأسبق وأحد أشد الداعمين لتقوية العلاقات مع الصين، إن الخلاف بين اليابان والصين راجع في جزء كبير منه إلى مشكلات التجارة بين الولايات المتحدة والصين. وقال: "السؤال هو: هل سيتحسن سير التجارة العالمية لو خرجت منها الصين؟".
الدور الأمريكي في الخلافات اليابانية الصينية
يقلل الباحثون الأمريكيون عادة من دور بلادهم في تأجيج، الخلافات بين الصين واليابان، بل يرون على العكس بأن نظرة اليابانيين للصين حتى سنوات مضت كانت أكثر سلبية من نظرة الأمريكيين للصينيين.
وعلى مدى العقد الماضي، أصبح التحالف بين الولايات المتحدة واليابان يركز بشكل متزايد على الصين.
وأصبح القادة في طوكيو وواشنطن لديهم آراء متشابهة بشكل متزايد حول بكين. ومع ذلك، لا تزال الخلافات الداخلية داخل كلا البلدين حول درجة التهديد الذي يشكله الحزب الشيوعي الصيني وماذا يجب أن يتم حيال ذلك.
المنظور الأمريكي الأكثر انتشاراً لسياسة اليابان تجاه الصين هو أن الولايات المتحدة واليابان تنظران إلى الصين على أنها تهديد خطير وتستجيبان بشكل مناسب. يميل الخبراء الذين يؤمنون بهذا الرأي إلى رؤية القادة اليابانيين على أنهم من دعاة التحالف الأمريكي الياباني ضد الصين، حسبما ورد في تقرير لمركز Carnegie الأمريكي.
يعتقد معظم الخبراء من هذا النوع أن طوكيو قد قيمت بدقة المخاطر الكامنة في صعود الصين ووضعت مجموعة حكيمة من الاستجابات السياسية.
على الرغم من أن المدرسة المدافعة عن التحالف هي وجهة النظر الأمريكية الأكثر شيوعاَ، إلا أن هناك مجموعة من وجهات النظر الأخرى بين الخبراء الأمريكيين حول سياسة طوكيو تجاه الصين. إحدى الحجج البديلة هي أن بكين تهدد اليابان بشكل خطير لكن القادة اليابانيين لا يقدرون المستوى الحقيقي للتهديد. يرى هؤلاء الخبراء أن النقاش في طوكيو تهيمن عليه المخاوف الاقتصادية بشأن الأرباح التجارية بدلاً من الأمن. بعبارة أخرى، يجادلون بأن اليابان تواصل الاعتماد على الولايات المتحدة عسكرياً مع تجاهل درجة التهديد الذي تشكله الصين والحزب الشيوعي الصيني لها، ويمكن وصف هذه المجموعة بأنها المحرضة الرئيسية على تصعيد الخلافات الصينية اليابانية.
على سبيل المثال، كتب العقيد البحري المتقاعد غرانت نيوسهام أن "اليابان لا تتجاهل الدفاع، لكن لا تقوم بما هو كافٍ، بسبب سيطرة التفكير الاقتصادي على سياسة البلاد".
صدرت انتقادات مماثلة من كريستيان ويتون، الذي جادل بأن رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي يوصف بأنه صديق ترامب أضر باليابان، وتحالفها مع الولايات المتحدة، من خلال زيارته للصين في عام 2018. وحذر من أن الوفاق بين طوكيو وبكين يمكن أن يحدث، وبالتالي سيؤدي إلى إقامة عقبات تضر بالتحالف الأمريكي الياباني.
يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نفسه يقع ضمن هذه المجموعة. وبحسب ما ورد قال ترامب لآبي، "نحن ندفع الكثير من المال مقابل الدفاع عنكم. أنتم أمة ثرية".
وأدى تركيز ترامب على تقاسم الأعباء من قبل حلفاء الولايات المتحدة إلى زيادة المخاوف بشأن هذه القضية بين الجمهوريين. يتساءل الكثيرون في أمريكا: "لماذا لم يفعل حلفاء الولايات المتحدة الآسيويين المزيد لتحقيق التوازن في صعود الصين؟".
وترى مجموعة ثالثة من الخبراء الأمريكيين أن وجهات النظر اليابانية تجاه الصين متطرفة، ويعتقد هؤلاء المراقبون أن القادة اليابانيين من أصحاب النزعة العسكرية، ورغم أن اليابان لا تتعرض وفقاً لآرائهم لتهديد خطير من الصين، فهم يستخدمون تصرفات بكين لتعزيز التشدد داخل اليابان. وتميل هذه الآراء إلى أن تكون أكثر شيوعاً في الأوساط الأكاديمية ومجتمعات حقوق الإنسان، مما يجعلها أكثر انتشاراً بين الديمقراطيين منها بين الجمهوريين.
أحد أكثر المدافعين صراحة عن هذا الرأي هو جيك أدلستين، الذي كتب أن آبي كان عسكرياً وأصدر تشريعاً يمكن أن "يفجر الديمقراطية الهشة في اليابان". وكتب هو وماري ياماموتو أن آبي وأنصاره يصنعون "آلة زمن عسكرية". توصلت ميندي كوتلر إلى استنتاج مماثل، قائلة إن الولايات المتحدة "تتحمل مسؤولية تذكير اليابان، حليفتها، بأن حقوق الإنسان وحقوق المرأة هي ركائز السياسة الخارجية الأمريكية". يميل هؤلاء المعلقون إلى الإشارة إلى أن الصين ليست تهديداً خطيراً، بل يستخدمها صناع السياسة اليابانيون لحشد الدعم السياسي لزيادة الإنفاق على الجيش الياباني والتشريع المنقح بشأن استخدامه.
وهناك وجهة نظر أخرى ترى أن اليابانيين لا يخافون من الصين بقدر ما يناصبونها العداء لأسباب تتعلق بالتاريخ والهوية (ويمكن التكهن بأن الأسباب تشمل الغيرة من صعودها وهم يرون أن بلادهم أعلى شأناً).
وفي هذا السياق، جادل ديفيد سي كانغ، على سبيل المثال، بأن "الهوية، وليس القوة العسكرية أو الاقتصادية، هي القوة الدافعة وراء سياسة اليابان الخارجية"، ويعتقد أن الشعب الياباني ببساطة ليس قلقاً عسكرياً بشأن الصين. ويجادل كانغ بأن الجهود المبذولة لإقناع اليابان بتحمل مسؤولية أكبر يبدو أنها "من غير المرجح أن تحث اليابان على تبني موقف عدائي واضح ضد الصين، أي أن اليابانيين يريدون التحالف مع أمريكا ضد بكين، ولكن دون تصعيد من جانبهم أو دفع تكلفة مناسبة.