لأول مرة في حرب أوكرانيا، استخدمت روسيا قاذفة ثقيلة ضد كييف، حيث أفادت تقارير بقصف موسكو لأوكرانيا باستخدام القاذفة Tu-22M، فيما يعد تطوراً خطيراً في سير المعارك، خاصة بالنظر لقدرات هذه القاذفة التي أقلقت أمريكا خلال الحرب الباردة، فما هي قصة Tu-22M ولماذا يمثل دخولها الحرب مشكلة محتملة لأوكرانيا؟
قصف روسيا مؤخراً أوكرانيا بستة قاذفات من طراز Tu-22M3، حيث أطلقت 12 صاروخاً من طراز X-22، مستهدفة مناطق كييف وتشرنيهيف وسومي، وفقاً للمخابرات الأوكرانية.
وهذه القاذفات أقلعت من مطار شايكوفكا في منطقة كالوغا بالاتحاد الروسي ثم دخلت المجال الجوي لبيلاروسيا، وبعد إطلاقها الصواريخ عادت القاذفات إلى مطار شايكوفكا في روسيا، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
وقالت المخابرات الأوكرانية إن الهجوم الأخير مرتبط بـ"جهود الكرملين لجر بيلاروسيا إلى الحرب في أوكرانيا كمشارك مباشر".
المعركة الجوية تتغير
وُصف إخفاق موسكو في تحقيق التفوق الجوي في أوكرانيا بأنه إحدى أهم الثغرات في الأداء الروسي في الحرب.
وكان يفترض أن تكون القوة الجوية واحدة من أهم مزايا روسيا على جارتها الأصغر، حيث كان من المتوقع أن يلعب سلاح الجو الروسي دوراً حيوياً في العمليات العسكرية، وهو دور كان من الممكن أن يسمح للقوات البرية الروسية بالتوغل في عمق أوكرانيا والاستيلاء على العاصمة كييف، حسب موقع 1945 الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية.
لم يكن هذا القصور في أداء القوات الجوية الروسية، بسبب نقص الخبرة أو القدرة، حيث تمتلك روسيا ما يقرب من 4000 طائرة مقاتلة وقاذفة لديها خبرة في قصف أهداف في سوريا وجورجيا والشيشان.
قد يكون السبب هو الأسلحة المضادة للطائرات المحمولة على الكتف التي زود الغرب بها أوكرانيا بأعداد كثيفة، والتي حدت من قدرات الطيران الروسي من قصف الأهداف الأوكرانية من مسافات قريبة، إضافة لامتلاك أوكرانيا لنظام صواريخ إس 300 السوفييتي الصنع المضاد للطائرات بعيد المدى.
وقد يرجع ذلك إلى نقص خبرة الروس في تنسيق الهجمات بين القوات البرية والجوية مقارنة بخبرات القوات الجوية للدول الغربية وإسرائيل في هذا النوع من العمليات، وهو النقص الذي كان يعتقد أن الروس قد تغلبوا عليه.
ولكن يبدو أن شكل المعركة الجوية فوق سماء أوكرانيا يتغير، فقد استخدمت موسكو جزءاً من قوتها الضاربة من قاذفات Tu-22M3 الحديثة المسلحة بصواريخ Kh-22 لاستهداف نظام السكك الحديدية الأوكراني.
يتم استنفاد الذخائر الروسية بشكل أسرع مما يمكن استبداله، ونتيجة لذلك، نشر الروس مخزونات أقدم من Kh-459 "AS-13 Kingbolt" وصواريخ الحرب الباردة الأخرى، وفقاً لتقرير صادر عن TheAviationGeekClub.
وهناك فيديو تم تداوله عبر الإنترنت يُزعم أنه يُظهر إطلاق صاروخين ثقيلين مضادين للسفن من طراز Kh-22 "AS-4 Kitchen" من الحقبة السوفييتية من قاذفة Tu-22M المعروفة لدى حلف الناتو باسم Backfire.
يعتبر استخدام صواريخ Kh-22 جديراً بالملاحظة، حيث من المحتمل أنها أقدم بكثير من قاذفات Tu-22M3 نفسها، حيث يعود تاريخها إلى الستينيات.
وتم تصميم هذا الصاروخ لضرب السفن أو الأهداف شديدة الحماية على الأرض، ولم يكن صاروخاً دقيقاً، ومن المحتمل أن يكون لديه نسبة خطأ دائري محتمل تبلغ حوالي ثلاثة أميال، ونتيجة لذلك، يتم تجهيزه عادةً برأس حربي نووي (حيث إن الانفجار النووي يكون واسع النطاق وبالتالي لا يؤثر فيه كثيراً ضعف دقة الأسلحة).
ويقال أحياناً إن الحرب في أوكرانيا هي الآن مجرد وسيلة لموسكو للتخلص من ذخائر الحرب الباردة القديمة، كما تفضل استخدام الذخائر القديمة حتى لو كانت أقل دقة، لعدم استنفاد ذخائرها الأحدث، التي يعتقد أنها نسبتها في الترسانة الروسية أقل من الولايات المتحدة والدول الغربية الثرية.
استخدام Tu-22M3 يؤشر لتراجع قدرات الدفاع الصاروخية الأوكرانية
ولكن استخدام القاذفة Tu-22M3 التي تعود للحرب الباردة، مؤشر على تغير كبير في الحرب، فهو يظهر أن الروس لم يعودوا يخشون صواريخ كييف المضادة للطائرات كما كان الأمر من قبل، حيث كان احتمال سقوط قاذفة روسية بصاروخ أوكراني حدثاً ستستغله الدعاية الأوكرانية والغربية.
وتنبع خطورة هذه القاذفة بالنسبة لأوكرانيا، ليس فقط في سرعتها الكبيرة التي تعادل سرعة الصوت مرتين، أو مداها الطويل، ولكن أيضاً في صواريخ كروز التي تحملها والتي غالباً يصعب على الدفاعات الأوكرانية التصدي لها.
ومما يؤكد ذلك، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طالب مؤخراً قادة مجموعة الدول السبع الصناعية بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي الحديثة التي تضمن الأمن الأساسي للسكان المدنيين مع تكثيف روسيا لهجماتها الصاروخية، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه.
وفقًا لآخر التقارير، وافقت الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بنظام دفاع صاروخي أرض-جو متوسط إلى طويل المدى NASAMSk، وهو النظام الذي يستخدمه الجيش الأمريكي لحماية المجال الجوي الحساس حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن. يقال إن نظام الصواريخ قادر على إصابة أهداف على بعد أكثر من 100 ميل (حوالي 161 كيلومتراً).
قصة القاذفة Tu-22M التي بدأت بطائرة فاشلة صدرت للدول العربية
قصة القاذفة Tu-22M تمثل نموذجاً لغرائب وتناقضات الاتحاد السوفييتي، خلال الحرب الباردة، وكيف كانت هذه الدولة العملاقة تتأرجح بين خليط من الفشل البيروقراطي، والنجاح التكنولوجي أحياناً.
فقد أثار ظهور هذه القاذفة ارتباكاً كبيراً في الغرب، ويرجع ذلك إلى أن اسمها يشبه قاذفة أخرى أسبق عليها وصفت بالفاشلة.
ففي عام 1962، أدخل السوفييت إلى الخدمة قاذفة تدعى Tupolev Tu-22، وهي طائرة مختلفة كثيراً عن القاذفة Tu-22M3 التي استخدمت الخدمة في أوكرانيا والتي دخلت الخدمة عام 1972.
والقاذفة Tu-22 هي أول قاذفة سوفييتية ثقيلة أسرع من الصوت، ولكن منذ بداية تجاربها كان من الواضح تماماً أنها طائرة غير ناجحة كقاذفة ثقيلة، بالإضافة إلى مشاكل عدم القدرة على الخدمة والصيانة على نطاق واسع.
بل تبين أنها تمثل خطراً على طياريها أكثر من الأهداف التي ستضربها، حيث كانت سرعة هبوطها 100 كم/ساعة، أي أعلى من القاذفات السابقة وكانت تميل إلى الصعود واصطدام ذيلها عند الهبوط.
وكان من الصعب الطيران بها، إضافة إلى أن الرؤية من جميع النواحي ضعيفة.
كان تمثل إحراجاً لمكتب Tupolev الشهير أمام القيادة السوفييتية الصارمة والمعروف عنها عدم التهاون مع المخطئين.
صدّر السوفييت القاذفة Tu-22 إلى العراق الذي استخدمها ضد إيران في الحرب العراقية الإيرانية، حيث قصفت منشآت نفط ومدناً ومطارات إيرانية، وكان الطيارون العراقيون مهرة في استخدام قدرتها في الطيران بأسرع من الصوت لإلقاء القنابل العملاقة منها ثم الابتعاد عن النيران المضادة.
كما صُدّرت لليبيا التي استخدمتها ضد تشاد في الحرب الليبية التشادية، وكذلك في غارة نُسبت لنظام القذافي ضد أم درمان في السودان، وهناك تقارير عن مشاكل فنية واجهت الطائرات وأدت إلى سقوط إحداها في العمليات ضد تشاد.
ولكن في المقابل، لم يستخدم السوفييت القاذفة Tu-22 كثيراً في المعارك، وبدا واضحاً أنهم قلقون من أوجه قصورها.
لماذا سُميت باسم الطائرة القديمة رغم أنها أكثر تطوراً بشكل جذري؟
في عام 1962 أي نفس العام الذي دخلت فيه القاذفة Tu-22 الخدمة، بدأ مكتب Tupolev العمل على التحديث الرئيسي للطائرة Tu-22، خلال هذا الوقت، طورت شركة سوخوي المنافسة الطائرة T-4، وهي طائرة من التيتانيوم بأربعة محركات، صممت رداً على القاذفة الأمريكية فائقة السرعة XB-70 (التي لم تنجح أيضاً)، ولكن تبين أن مشروع طائرة T-4 يحتاج جهداً بحثياً كبيراً.
عرض Tupolev، الذي يتمتع بخبرة كبيرة مع تصميم القاذفات، على سلاح الجو السوفييتي، نسخة محدثة بشكل كبير من طراز Tu-22، الذي سيسمى لاحقاً Tu-22M.
بالمقارنة مع T-4، كانت نقطة قوة تصميم Tu-22M تكمن في بساطته وتكلفته المنخفضة. كانت الحكومة السوفييتية متشككة بشأن الحاجة إلى الموافقة على تطوير طائرة بديلة بعد فترة وجيزة من دخول الطائرة طراز Tu-22 الخدمة. ولكن اضطر سلاح الجو السوفييتي ومكتب Tupolev، للعمل عليها، من أجل حفظ ماء الوجه فيما يتعلق بأوجه القصور التشغيلية في طراز Tu-22 وتجنب الانتقادات.
وفي محاولة للتقليل من فشل Tu-22 الأصلية، تم تمرير التصميم باعتباره تحديثاً للطائرة Tu-22، وهكذا سميت القاذفة التي تعتبر تصميماً جديداً إلى حد كبير Tu-22M، وافقت الحكومة على التصميم في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 1967، وأصدرت مرسوماً بتطوير السلاح الرئيسي للطائرة صاروخ، Kh-22، وقامت طائرة سوخوي T-4 نفسها بأول رحلة لها في عام 1972، ولكن تم إلغاؤها لاحقاً، مما جعل Tu-22M القاذفة المستقبلية لسلاح الجو السوفييتي.
منافسة الصواريخ.. هكذا سببت صدمة لأمريكا خلال الحرب الباردة
كانت المخابرات الأمريكية على علم بوجود القاذفة Tu-22M منذ عام 1969، والتقطت أول صورة أقمار صناعية لها في عام 1970 خلال تجربتها.
وكان اكتشاف إمكانيات الطائرة بمثابة صدمة للمخابرات الأمريكية؛ لأنها كانت تعتقد مثل الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، الذي كان رئيس الوزراء السوفييتي حتى 1964 أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ستجعل القاذفة عفا عليها الزمن.
تميزت الطائرة بمزيج من أداء الإقلاع القصير، والإبحار الفعال، والقدرة على تنفيذ رحلات عالية السرعة ومنخفضة المستوى، واعتمدت القاذفة Tu-22M على نظام الأسلحة Tu-22 واستخدام صاروخ Kh-22.
كانت القاذفة Tu-22M، أكبر وأطول قليلاً من Tu-22، ولكنها كانت أسرع بنحو 500 كلم أي بنسبة تصل إلى 33% حيث كانت تصل سرعتها إلى نحو 1.88 ماخ (الماخ هو سرعة الصوت)، كما كان مداها نحو 6800 كلم مقارنة بنحو 4900 كلم للقاذفة الأقدم Tu-22، وحمولة Tu-22M من القنابل والصواريخ، كانت 24 طناً أي ضعف حمولة Tu-22 تقريباً.
الأمر الذي جعلها تشكل قصة نجاح مقارنة بالطائرة القاصرة التي تحمل اسماً مشابهاً لها، بل قصة نجاح مقارنة بالقاذفات الأمريكية المناظرة، حيث دخلت الخدمة عام 1972، كقاذفة تطير بأسرع من الصوت بشكل فعال، بينما القاذفة الأمريكية بي 1 بي التي تعد أول قاذفة أمريكية أسرع من الصوت تعمل بشكل فعال دخلت الخدمة عام 1986، علماً بأن القاذفة الأمريكية كانت أقل في السرعة ومماثلة في وزن حمولة الأسلحة تقريباً، وإن كان مداها أطول من Tu-22M.
تم استخدام تسمية Tu-22M من قبل الاتحاد السوفييتي خلال مفاوضات الحد من الأسلحة النووية، مما خلق انطباعاً أولياً بأنه تعديل للطراز Tu-22.
ولكن في الولايات المتحدة، اعتبر بعض المسؤولين المعنيين بأن هذه التسمية مخادعة عن عمد، حيث يهدف السوفييت منها لإخفاء قدرات القاذفة Tu-22M، والزعم بأنها مجرد تطوير للطائرة Tu-22.
بينما رأى مراقبون غربيون آخرون أن مصممي الطائرة كانوا يهدفون لخداع قيادتهم السياسية لتسهيل الموافقة على الميزانيات، والتقليل من فشل الطائرة Tu-22، وهو الرأي الأرجح حالياً.
استخدمت الطائرة خلال الحرب الباردة في التدريب على مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية، ونفذت بالفعل هجمات وهمية ضد بعضها، كما اختبرت الطائرة الدفاعات الجوية اليابانية، كما استخدمتها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كأداة لاستعراض القوة من خلال الاقتراب من أجواء بعض الدول الأوروبية.
والقاذفة Tu-22M كانت قادرة على حمل أسلحة نووية، ولكن يعتقد أن مهمة القصف النووي أعطيت كأولوية للقاذفة الأثقل والأبطأ والأطول مدى TU-95، التي تقارن بالقاذفة الأمريكية بي 52.
كان أبرز استخدام للقاذفة Tu-22M في القتال الفعلي خلال الحرب السوفييتية في أفغانستان، حيث كانت قادرة إسقاط حمولات كبيرة من الذخائر التقليدية، ضد إمدادات قوات المجاهدين الأفغان وقواعدهم المحصنة، ومهاجمة الإمدادات الواردة من إيران وباكستان، وتخفيف الحصار حول مدينة قندهار من قبل المجاهدين.
كما تم استخدام ست عشرة طائرة من طراز Tu-22M3 لتوفير غطاء للقوات السوفييتية التي كانت تنسحب من البلاد.
استخدمت موسكو القاذفة Tu-22Mبعد سقوط الاتحاد السوفييتي في تنفيذ عمليات قصف مدمرة في الشيشان، وفي إقليم أوسيتيا الجنوبية الذي تمرد على جورجيا بدعم من موسكو، حيث سقطت طائرة هناك عام 2008.
يقال إن القاذفة Tu-22M عانت من مشاكل صيانة واسعة النطاق أثناء خدمتها مع القوات الجوية السوفييتية، بسبب سوء جودة التصنيع. كان للمحركات وهياكل الطائرات على وجه الخصوص عمر خدمة منخفض. سعى سلاح الجو السوفييتي في مرحلة ما إلى مقاضاة Tupolev بزعم تسريع التصاميم غير الملائمة للطائرة Tu-22M و Tu-160 وإدخالها إلى الخدمة. وقد ضاعف ذلك من البيروقراطية الحكومية، التي أعاقت توفير قطع الغيار للسماح بخدمة Tu-22M.
بلغ إنتاج جميع طرازات 479 طائرة بما فيها النسخ التجريبة.
تحديث كبير أدخل عليها
أحدث طراز من هذه القاذفة هو Tu-22M3 (مسمى الناتو له هو Backfire-C)، الذي حلّق لأول مرة في عام 1977، ودخل حيز التشغيل في عام 1983، ثم دخل الخدمة رسمياً في عام 1989، ويعتقد أنه الطراز الوحيد المتبقي لدى القوات الجوية السوفييتية والذي استخدم مؤخراً في حرب أوكرانيا.
وزوِّد هذا الطراز بمحركات NK-25 جديدة بقوة أكبر، وأنف مُعاد تشكيله يضم نظام ملاحة وهجوم جديداً ورادار أكثر تطوراً، مما يوفر طيراناً محسناً على ارتفاعات منخفضة.
زادت التغييرات الديناميكية الهوائية من سرعتها القصوى إلى 2.05 Mach ومداها بمقدار الثلث مقارنةً بالنسخة الأسبق Tu-22M2.
ويحتوي متغير Tu-22M3 على برج ذيل منقح بمدفع واحد، مع قدرته على حمل الصاروخ Raduga Kh-15، الذي يبلغ مداه 300 كلم القادر على حمل رؤوس نووية.
كما يمكن لهذا الطراز التزود بالوقود جواً، مما جعل Tu-22M3 قاذفة استراتيجية عابرة للقارات.
تم استخدام القاذفة Tu-22M3 لمهاجمة أهداف في سوريا، بما في ذلك إطلاق صواريخ كروز من البحر المتوسط من على متن الطائرة.
وتحتفظ روسيا حالياً بقوة قوامها أكثر من 100 قاذفة من طراز Tu-22M في جميع التشكيلات.
لدى روسيا قاذفة أحدث وأسرع وأطول مدى وأكبر في الحمولة هي Tu-160، ولكن بأعداد أقل، مما يجعل Tu-22M القاذفة الأكثر عملية حالياً لدى القوات الجوية الروسية.