إسرائيل في مثلّث الخطر.. هل تمهِّد هذه القضايا الثلاث لزوال الدولة العبرية؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/01 الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/01 الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش

مستوى التهديدات الداخلية الذي تعيشه إسرائيل أصبح كابوساً أمام مشروع الحلم الصهيوني وتوسعه.

إنها شهادة الإسرائيليين أنفسهم على ما وصلت إليه الدولة اليهودية بعد أكثر من 7 عقود على تأسيسها.

إنها خلاصة تقرير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب في مطلع 2022، فيما يُعرف بـ"وثيقة التقييم الاستراتيجي السنوية" الذي قُدم لرئيس الدولة إسحاق هرتسوغ.

تُصنّف الوثيقة هذه التهديدات إلى ثلاثة مستويات:

خطر البرنامج النووي الإيراني باعتباره التهديد الخارجي.

ثم التهديدات والانقسامات الداخلية وما تعيشه إسرائيل جراء حالة التفكك الاجتماعي الآخذة في الاتساع بمستوى بات يستدعي دق ناقوس الخطر.

وثالثاً المخاطر المحدقة من الجبهة الفلسطينية في ظل تراجع شعبية السلطة الفلسطينية وتنامي شعبية فصائل المقاومة.

ربما كانت أخطار الخارج أكثر وضوحاً، فنحن نتحدث في هذه الحالة عن فلسطينيين وعرب وإيرانيين، لكن نظرة معمّقة للداخل الإسرائيلي تكشف عن أزمات مزمنة وأشد خطراً.

"إسرائيل مهددة من الداخل" حقيقة كشفتها تصريحات مسؤولين إسرائيليين خلال الفترة الماضية، في كيان يُكمل اليوم 55 عامًا على احتلاله الضفة الغربية وقطاع غزة -الذي انسحب منه عام 2005- وهضبة الجولان.

بين آخر هذه التصريحات، ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن أن إسرائيل "تقف أمام اختبار حقيقي، وتشهد حالة غير مسبوقة تقترب من الانهيار، وتواجه مفترق طرق تاريخياً".

وكتب رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك أنه يخشى من أن تنزل بإسرائيل لعنة العقد الثامن التي أصابت دولاً يهودية سابقة، بسبب التحريض المنفلت دون أي كوابح، والانقسامات الداخلية المتعاظمة من سنة لأخرى.

هل يقولون الحقيقة على غير العادة أم يستدرون عطف العالم كما جرت العادة؟

هل تواجه إسرائيل بالفعل تهديداً وجودياً ذا ثلاث شُعب: فلسطين وإيران والانقسامات الداخلية؟

وما مدى تأثر كل أزمة منها على صراع البقاء الذي تزعم الدولة العبرية أنها تخوضه منذ ميلادها غير الشرعي على أرض فلسطين؟

للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، يستعرض هذا التقرير الأخطار الثلاثة التي تواجه إسرائيل: التسوية مع الفلسطينيين، والتصعيد مع إيران، والانقسامات الطائفية والاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل.

1 خطر البرنامج النووي الإيراني

في أجواء "حزيرانية" ساخنة أجرت إسرائيل عدة مناورات عسكرية تعكس حالة الحرب والتهديد الوجودي الذي تحاول الترويج له من جانب إيران.

في هذه المناورات أجرى سلاح الجو الإسرائيلي 4 تدريبات حاكت تنفيذ هجمات ضد إيران، وتدربَ الطيارون فيها على مهاجمة أهداف تشبه أهدافاً إيرانية حقيقية.

وأجرى سلاح البحرية الإسرائيلي تدريباً واسعاً لبوارج حربية حاملة صواريخ وغواصات في البحر الأحمر وقبرص.

سبق أن ملأت إسرائيل الدنيا بالشكوى من سلوك إيران الإقليمي، وتمدد "أذرعتها" في لبنان وسوريا والعراق وغيرها، لكن كل هذا لا يُقارن بخطر إيران النووي.

تعتقد إسرائيل هذه المرة أن آخر العلاج الكي، وتستعد لمغامرة عسكرية تريحها من شبح القنبلة الإيرانية، وتستعيد استقرارها السياسي الداخليّ، المفقود منذ سنوات طويلة.

تعتقد حكومة نفتالي بينيت أن لها يداً طويلة في البيت الأبيض، وأنها تحظى بتعاطف ودعم من قِبَل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ مما يزيد من حرية إسرائيل في التصرف حيال إيران.

رغم ذلك تذهب التحليلات إلى أن الخيار العسكري يصبح مطروحاً في حالة إنتاج القنبلة وليس قبلها، ذلك أن ثمن الاحتكاك العسكري بإيران سيكون باهظاً.

وفقاً للتقديرات الإسرائيلية والسيناريوهات المتوقعة، يمكن لهجوم عسكري إسرائيلي في إيران أن يتصاعد إلى معركة واسعة النطاق مع حزب الله.

ويمكن أن يشعل الجبهة الشمالية مع سوريا.

وربما الجبهة الغربية مع قطاع غزة.

أي أن الأمر من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية طويلة الأمد.

وحسب تقرير لموقع الجزيرة فإن هناك إجماعاً من مراكز أبحاث الأمن القومي ومحللين عسكريين داخل إسرائيل على "هشاشة الجبهة الداخلية وعدم الجاهزية الكافية للجيش لحرب متعددة الجبهات".

خسائر بالأرواح تُقدَّر بالمئات يومياً.

وقصف للجبهة الداخلية بآلاف الصواريخ يومياً من قِبَل حزب الله أو حتى من إيران.

ودمار شامل في قلب المدن الإسرائيلية والمواقع والمنشآت الاستراتيجية والحيوية ومشاريع البنى التحتية.

فهل يستحق الأمر هذه المخاطرة؟ وكيف تفكر إسرائيل في إلحاق الأذى بإيران دون أن تتكبد فاتورة أكبر من حجمها؟

الحل في غطاء دولي، وفي الأصدقاء العرب، كما تشرح السطور التالية.

تشكيل جبهة العرب وإسرائيل ضد إيران

في الأيام الأولى لربيع 2022 احتضنت إسرائيل قمة وزارية في صحراء النقب، بحضور وزراء خارجية أمريكا ومصر وإسرائيل والمغرب والإمارات والبحرين.

العنوان الذي حملته القمة الوزارية كان تشكيل "تحالف مشترك لمواجهة التحديات في المنطقة"، في إشارة إلى إيران.

في التوقيت نفسه تقريباً استضافت مدينة شرم الشيخ المصرية حدثاً غير مسبوق: قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

لقاء لم يعلن عنه مسبقاً، ولم يتحدث عنه الإعلام كثيراً في زحام العناوين العاجلة من المواقع الملتهبة بالحروب والكوارث.

قالت "القناة 13" الإسرائيلية وقتها إن القمة تتمحور حول ما وصفته بخطر إيران. 

تحميل المزيد