كان يحاول أن يترجم ما يقرأ إلى لغة قابلة للفهم.
"مشروع الموازنة الجديدة في مصر يعكس رؤية الاقتراض من أجل سداد القروض السابقة وفوائدها، وسد عجز الموازنة.
رؤية مصر في العام المالي الجديد تستند على زيادة الموارد عن طريق فرض مزيد من الضرائب.
المشروع يُظهر كذلك ما قد يعانيه الاقتصاد المصري جراء عدة عوامل تتعلق بجدوى السياسات المالية المتبعة مؤخراً، وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وخروج بعض الاستثمارات من السوق المصري".
"مدحت" الشاب المصري الذي يعمل بالتدريس الجامعي بمدينة 6 أكتوبر، ويعيش في القاهرة، كان يحاول بعد الترجمة أن يتخيل انعكاس "الموازنة الجديدة" على حياته رغم أنه لم يتزوج بعد، ويعيش مع والديه.
هل يطمئن إلى بيان وزيرة التخطيط هالة السعيد؟ بيان يحدد محاور ثلاثة لخطة العام المالي القادم:
تحسين جودة حياة المواطن.
وتفعيل البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي.
ودعم التنافسية الدولية للاقتصاد.
هل يصدق إعلان الحكومة المصرية عن حزمة من الإجراءات الهادفة إلى تخفيف وطأة ارتفاع الأسعار على المواطن المصري، واستيعاب التضخم؟
حتى قبل الوباء، كان ثلث المصريين يعيشون تحت خط الفقر، ونحو ثلث آخر كانوا يقتربون منه، فأين يقف الجميع الآن؟
يقول مدحت إن أحداً لا يعرف الأرقام والحقائق الآن في ظل التعتيم الإعلامي والملاحقة البوليسية لمن يسأل أو يعترض أو يكتب تعليقاً عابراً.
ولا يعرف الإجابة عن أسئلته، لكنه يشعر مثل جميع المصريين بصعوبة هذه المرحلة من الأزمة الاقتصادية، ويراقب درجة حرارة العنف المتصاعدة في المجتمع، كما يعبّر عن قلقه من المستقبل القريب الغامض والمليء بالاحتمالات.
أحدث "الاحتمالات" كان الظهور المفاجئ لعائلة مبارك عبر بيان تبرئة الساحة الذي تلاه جمال مبارك بعد زيارته للإمارات، وظهور هاشتاغ #جمال_مبارك_رئيسا. شعر الجميع أن الاستقرار المأمول مازال بعيدا، وأن الغموض هو سيد الموقف.
الكثير من الصعوبات اليوم، ولا أحد يعرف من أين سوف تهب الرياح المقبلة على ساحات المحروسة.
هنا شهادات الشاب الذي تحدث إلى "عربي بوست" باسم مستعار هو "مدحت"، وحقائق وشهادات أخرى عن أوضاع المصريين مع الحالة المعيشية، والإعلام، والحريات العامة.
الوضع الاقتصادي
أخبار جديدة عن الجنيه والدولار في عيد الأم ومزيد من الغموض عن المستقبل
"قفز سعر الدولار في مصر اليوم الإثنين 21 مارس/آذار 2022، في تعاملات البنك المركزي والبنوك الحكومية والخاصة، بعد رفع أسعار الفائدة".
عنوان عاجل يتألق على شاشة المحمول مساء عيد الأم.
يعرف أن سعر الدولار الذي تغير على شاشات المصارف والأخبار العاجلة سينعكس فوراً على كل صغيرة وكبيرة في الأسواق، وأنه سيدفع ثمن تأخره في شراء الهدية.
لأول مرة في حياته يتفق أولاد العم والخال على عدم شراء هدايا لعيد الأم لضيق ذات اليد. "كنت أشتري أكثر من هدية، لوالدتي وخالتي وربما أختي المتزوجة. هذا العام بمصارحة نادرة اتفقنا أن نتوقف عن شراء الهدية، لأن مافيش فلوس!".
حاول مدحت أن يفكر في هدية معقولة، ولم يجد سوى شراء جاتوه بحوالي 200 جنيه، "أكلناه مع الشاي اللذيذ، والحمد لله مرت المناسبة السعيدة على خير".