لماذا عقد السيسي قمة ثلاثية مفاجئة مع بينيت وبن زايد؟ الجنيه والقمح والحرس الثوري وأشياء أخرى

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/22 الساعة 18:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/22 الساعة 18:19 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ/رويترز

"حلف مقترح ضد إيران" كان هذا محور القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية المفاجئة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، ولكن هل تستجيب مصر للإغراءات الإماراتية والإسرائيلية وتنضم للمحور المضاد لإيران في المنطقة؟

القمة التي استضافها منتجع شرم الشيخ المصري اليوم الثلاثاء، بدا واضحاً أنها قد شهدت تفاوضاً حول صفقة بين مصر من ناحية وإسرائيل والإمارات من ناحية أخرى لجذب القاهرة ناحية العداء لطهران مقابل حل مشكلاتها المالية التي تفاقمت بعد الحرب الأوكرانية.

القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية تم الترتيب لها سراً

وكشفت الصحافة الإسرائيلية عن الترتيبات للقمة قبل عقدها، بينما لم يركز عليها الإعلام المصري كثيراً، واتسمت التصريحات الرسمية حولها بالاقتضاب.

 وتم الانتهاء من خطط القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية سراً خلال الأيام العديدة الماضية، حسبما نقلت صحيفة Haaretz الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي.

وذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أن القادة الثلاثة ناقشوا تقارير تفيد بأن إيران والقوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، كانت على وشك التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015. ويعارض بينيت بشدة الاتفاق بين العدو اللدود لإسرائيل إيران والقوى العالمية.

وتمثل القمة جزءاً من محاولة لتشكيل تحالف مع الدعم الأمريكي بين الدول التي كانت تعتبر في الماضي خصوماً لإسرائيل- بما في ذلك مصر ودول الخليج، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

لا يوجد ذكر لإيران في البيانات الرسمية الصادرة عن القمة

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي لقد شهدت مدينة شرم الشيخ اليوم الثلاثاء قمة ثلاثية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وقال بيان الرئاسة المصرية إن الزعماء ناقشوا استقرار سوق الطاقة والأمن الغذائي وقضايا دولية أخرى. ولم يذكر ملف إيران النووي في البيان.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، مساء الثلاثاء، تناولت القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية تعزيز العلاقات بين الدول، وأهمية التعاون والتنسيق والتشاور، بما يلبي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة، وأمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية.

 وأشارت الوكالة إلى أن ولي عهد أبوظبي والرئيس السيسي ونفتالي بينيت، تبادلوا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وقال مسؤول مصري لموقع تايمز أوف إسرائيل "Times of Israel" إن رئيس الوزراء نفتالي بينيت كان في مصر يوم الإثنين لحضور أول قمة ثلاثية على الإطلاق بين قادة إسرائيليين ومصريين وإماراتيين.

ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على الرحلة، التي تأتي بعد أيام من إعلان إسرائيل افتتاح خط طيران جديد بين مطار بن غوريون في تل أبيب وشرم الشيخ.

ماذا دار في القمة، ولماذا تأتي في هذا التوقيت؟

لم تركز البيانات والتصريحات الرسمية من الجانبين المصري والإماراتي بشأن القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية على الملف الإيراني، ولكن وفقاً للإعلام الإسرائيلي، فإن القمة تناولت عدة ملفها أهمها الملف النووي الإيراني الذي تقارب فيه الموقفان الخليجي والإسرائيلي بشكل واضح، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات النووية الإيرانية التي تقول المصادر الغربية والإيرانية إنها اقتربت من الاتفاق على إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

ومن المعروف أن القاهرة رغم علاقتها الوثيقة مع إسرائيل وتحالفها مع السعودية والإمارات، لا تميل إلى توريط نفسها في أي عداء أو حتى انتقادات ضد إيران، حتى إن انتقاداتها لهجمات الحوثيين على الإمارات والسعودية تكون عادة بشكل مخفف، كما أنها رفضت في بداية حرب اليمن الانضمام للعمليات العسكرية السعودية الإماراتية ضد الحوثيين حلفاء طهران.

ومن الواضح مما تسرب عن القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية أنها تهدف إلى جذب القاهرة أكثر للموقفين الإسرائيلي والإماراتي مقابل دعم من أبوظبي مادي للقاهرة في أزمتها المالية جراء الحرب الأوكرانية، وكذلك دور إسرائيلي مساند لجهود مصر للتعامل مع الأزمة بما في ذلك تخفيف آثار توقف السياحة الأوكرانية والروسية عبر تعزيز السياحة الإسرائيلية من خلال افتتاح خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ ومساعدة القاهرة على إيجاد بديل لواردات القمح الروسي والأوكراني.

وأقامت الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل في عام 2020 لإنشاء محور إقليمي جديد في وقت يسوده عدم اليقين بشأن التزام الولايات المتحدة، حليف أمني رئيسي.

القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية

سافر بينيت إلى أبوظبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في أول زيارة رسمية لزعيم إسرائيلي بعد تطبيع العلاقات بين البلدين.

 في الأسبوع الماضي، أشار بينيت إلى ما وصفه بتعاون متزايد بين إسرائيل ومصر، قائلاً إن توثيق العلاقات من شأنه أن يسهم في الأمن الإقليمي.

ويقول موقع تايمز أوف إسرائيل: لقد شهدت اتفاقيات التطبيع توطيد كتلة دول الشرق الأوسط المهتمة بمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وتأتي القمة الثلاثية  على خلفية المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية في فيينا والتي يعتقد على نطاق واسع أنها على وشك التوصل إلى حل.

وتسعى إسرائيل إلى مزيد من التنسيق مع من تصفهم بحلفائها العرب بشأن هذه القضية، وتمثل القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية ذروة الجهود الإسرائيلية في هذا الشأن.

بينما تعارض تل أبيب بشدة العودة المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاقية المعروفة رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، ويُنظر إلى كل من القاهرة وأبوظبي على أنهما أكثر قابلية لإحياء الصفقة. كلتاهما قلقة بشأن دعم إيران للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما أكدتا أن إيران قادرة على السباق نحو قنبلة في غياب أي اتفاق.

بينيت يريد من مصر إثناء أمريكا عن حذف الحرس الثوري من قوائم الإرهاب

ومع ذلك، يعتقد أن بينيت يحاول أن يستخدم القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية لحشد دعم مصر والإمارات لحملته العامة ضد الخطط الأمريكية المبلغ عنها لشطب الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة الجماعات الإرهابية.

وكانت تقارير قد أفادت بأن أمريكا تبحث اقتراحاً لحذف الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية ضمن الأجواء الإيجابية المحيطة بالمفاوضات النووية ومقابل تعهد طهران بتخفيف أنشطتها السلبية في المنطقة.

يوم الجمعة الماضي، أصدر بينيت ولابيد بياناً مشتركاً أعربا فيه عن قلقهما بشأن هذه الخطوة المحتملة، قائلين: "حتى الآن، تحاول المنظمة الإرهابية في الحرس الثوري الإيراني قتل إسرائيليين وأمريكيين معينين حول العالم. لسوء الحظ، لا يزال هناك تصميم على توقيع الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن تقريباً- بما في ذلك القول تصنيف أكبر منظمة إرهابية في العالم بأنها ليست منظمة إرهابية. هذا سعر مرتفع للغاية".

رداً على ذلك، قال مسؤول أمريكي لـ"تايمز أوف إسرائيل" إن الولايات المتحدة "مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة لإعادة برنامج إيران النووي إلى حدود خطة العمل الشاملة المشتركة"، دون أن ينكر أن حذف الحرس الثوري الإيراني من المحتمل أن يكون مطروحاً على الطاولة.

ماذا سيقدم بينيت مقابل جذب مصر لموقفه؟

وذكرت التقارير أن بينيت وصل إلى مصر للمساعدة في مجموعة من القضايا على خلفية الحرب في أوكرانيا.

ترغب إسرائيل في مساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح. حتى اندلاع الحرب في أوكرانيا، كانت البلاد تعتمد على القمح من أوكرانيا وروسيا. كما تضررت من ارتفاع أسعار القمح العالمية بسبب الحرب.

ومن المتوقع أن تبدأ الرحلات الجوية الجديدة بين مصر وإسرائيل في وقت مبكر من الشهر المقبل، خلال أسبوع عطلة عيد الفصح.

إسرائيل تحاول التوسط بين أمريكا ودول الخليج في أزمة النفط

كجزء من ذلك، تحاول إسرائيل المساعدة في تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة ودول الخليج، والتي تفاقمت بسبب التناقض بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا.

قالت صحيفة "هآرتس" إن إسرائيل مهتمة بإقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاجهما النفطي لتقليل اعتماد العالم على النفط الروسي. وأوضح البلدان العربيان مؤخراً أنهما غير مستعدين لزيادة الإنتاج، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إن مثل هذه الخطوة ستكون مهمة.

وعلى الرغم من عدم ذكر ذلك في البيان، قال مسؤول مصري إن الزعماء الثلاثة سيركزون في محادثاتهم على إيران وسوريا وأوكرانيا قبل الاجتماع. وقال إن إيران ستكون على جدول الأعمال في ضوء التقدم في المحادثات بين إيران والقوى العالمية الكبرى في فيينا وإن الجبهة المشتركة بين مصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة سترسل رسالة مهمة إلى واشنطن.

الإمارات تقدم دعماً مالياً لمصر

وإضافة إلى القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية، عقد السيسي لقاءات ثنائية مع بن زايد وبينيت.

وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عقدا محادثات ثنائية موسعة بشأن قضايا من بينها الاستثمار الاقتصادي عندما التقيا في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) إن الزيارة تهدف إلى "دفع التعاون عبر جميع الجبهات لصالح البلدين وشعبيهما".

صفقة مليارية في وقت الضيق 

وبالتزامن مع زيارة بن زايد ومشاركته في القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية، اتفق صندوق ثروة في أبوظبي مع مصر على استثمار حوالي ملياري دولار عن طريق شراء حصص مملوكة للدولة في بعض الشركات، بما في ذلك أكبر بنك مدرج في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وفقاً لما نقلته وكالة  Bloomberg الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الصفقة.

 وقال هؤلاء الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن جزءاً من الاتفاقية مع الصندوق ينطوي على شراء حوالي 18% من البنك التجاري الدولي، وهي جانب حصة الحكومة المصرية في البنك التجاري الدولي وعملية الشراء هذه تضم حوالي نصف الصفقة الإجمالية، ويعد من أكبر البنوك المصرية وأكثرها نجاحاً.

كما سيشتري الصندوق حصصاً في أربع شركات أخرى مدرجة في البورصة المصرية، بما في ذلك فوري التي تعد المزود الرئيسي بخدمة الدفع الإلكتروني في البلاد ولها أهمية كبيرة في الاقتصاد والأمن القومي المصري.

وتفوق أداء فوري والبنك التجاري الدولي على مؤشر EGX 30 الرئيسي في البورصة المصرية، وهو أعلى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني. وقفز فوري بما يصل إلى 11% ، وهو أكبر رقم له منذ مايو/أيار 2021، فيما ارتفع سهم البنك التجاري الدولي بما يصل إلى 6.3%.  وقادوا المكاسب وسط ارتفاع واسع في أسهم البنوك والمالية بعد أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة في اجتماع غير مقرر يوم الإثنين، وأطلق ما يعتبره كثيرون تعويماً ثانياً أدى إلى انخفاض مفاجئ لقيمة الجنيه المصري مقابل الدولار بنسبة 15%.

في غضون ذلك، وافقت شركة الدار العقارية ش.م.ع، بدعم من شركة ألفا أبوظبي القابضة ش.م.ع، على شراء شركة تطوير مصرية تعرف باسم سوديك.

مصر تحتاج إلى دعم في ظل أزمة الجنيه

سيكون مثل هذا التمويل موضع ترحيب بالنسبة لمصر، حيث يتعرض الاقتصاد لضغوط متزايدة من جراء موجات الصدمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وعقد البنك المركزي اجتماعاً خاصاً للسياسة يوم الإثنين ورفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2017، في حين تراجعت العملة بشكل حاد.

وحذرت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني من أن الصراع في أوكرانيا سيؤدي إلى "انخفاض تدفقات السياحة الوافدة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديات تمويل أكبر".

كانت الإمارات العربية المتحدة داعماً رئيسياً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث قدمت دعماً اقتصادياً تشتد الحاجة إليه في شكل استثمارات أو مساعدات أخرى. وأقامت مصر والإمارات العربية المتحدة منصة استراتيجية مشتركة بقيمة 20 مليار دولار في عام 2019 للاستثمار في مجموعة من القطاعات والأصول. تتم إدارتها من خلال صندوق الثروة السيادي المصري 

ولا حديث عن مساعدات سعودية بعد زيارة السيسي للرياض

يأتي ذلك بعد أيام من زيارة مفاجئة قام بها السيسي إلى السعودية، حيث التقى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ويعتقد أنها جاءت أيضاً بهدف الحصول على مساعدات اقتصادية لمواجهة الأزمة، ولكن لم يصدر أي حديث من الجانب السعودي عن مساعدات اقتصادية لمصر أو استثمارات.

كما تجري مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن الدعم المحتمل الذي يمكن أن يشمل قرضاً جديداً، وفقاً لأشخاص مطلعين على تلك المناقشات.

اللافت أن القمة الثلاثية المصرية الإماراتية الإسرائيلية جاءت بعد استقبال ولي العهد الأمير محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في أبوظبي الأسبوع الماضي.

هل تؤدي القمة إلى انضمام مصر للمحور المضاد لإيران؟ 

يتسم الموقف المصري تجاه إيران بأنه موقف الحد الأدنى، الحد الأدنى من العداء والحد الأدنى من المودة، لا يوجد سفير مصري في إيران والتعاملات الاقتصادية والسياسية محدودة.

في المقابل، تخيب القاهرة دوماً حلفاءها في الخليج بضعف مواقفها تجاه ما تعتبره عدوانية إيرانية تجاهها، وحتى عندما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمته الشهيرة "مسافة السكة"، في إشارة إلى أن مصر ستتحرك بسرعة لدعم دول الخليج في مواجهة أي اعتداء (ويفترض أن الاعتداءات الإيرانية هي ما تخشاه دول الخليج وليس شيئاً آخراً)، لكن واقعياً، عندما أطلقت السعودية التحالف الإسلامي، فإن القاهرة بدا أنها فوجئت وحاولت التهرب وقالت إنها أرسلت قطعاً بحرية لضمان أمن الملاحة في مضيق باب المندب، مشددة على أن ذلك نابع من كون المضيق مهماً لقناة السويس، ولكن لم يرصد أي نشاط عسكري مصري بحري أو بري ضد الحوثيين، وسبق أن قال وزير الخارجية المصري السابق إسماعيل فهمي إن القاهرة رفضت إرسال قوات برية لليمن (التي تمثل حربها التي خاضتها مصر عقدة خاصة للجيش المصري).

والإدانات المصرية للهجمات الحوثية على السعودية عادة روتينية وغير حادة، كما أن الحوثيين لم يسبق أن استهدفوا القاهرة سواء إعلامياً أو عسكرياً.

ومن الواضح من طريقة تناول الإعلام المصري والبيانات الرسمية المصرية عن القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية، رغم أن الجميع يعلم أن محورها إيران، فإن القاهرة لا تريد التركيز على ذلك.

وبعد القمة المصرية الإماراتية الإسرائيلية، قد تدعم القاهرة مطالب إسرائيل والإمارات فيما يتعلق بالضغط على واشنطن في الملف الإيراني في الغرف المغلقة، ولكنها على الأرجح لن تغير سياستها لتصبح أكثر حدة تجاه إيران، وقد تقوم ببعض الخطوات الرمزية لإرضاء تل أبيب وأبوظبي في هذا الملف، لضمان تدفق المساعدات ولكنها ستحافظ على الأرجح على نهجها الحالي مع إيران، وهو لا مودة ظاهرة ولا عداء خفياً. 

تحميل المزيد