أصبحت منطقة الدونباس بشرق أوكرانيا محط أنظار العالم بعد اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المكونتين للمنطقة، فما هو تاريخ هذه المنطقة وهل هي فعلاً روسية كما يقول المتمردون بها أم أوكرانية، وما علاقة الأتراك بتاريخ هذه المنطقة، والأهم هل يريد سكان هذه المنطقة العودة لأوكرانيا أم الانضمام لروسيا.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين اعتراف بلاده باستقلال جيبين انفصاليين مدعومين ممن يطلقان على نفسيهما اسم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية، ويشكلان معاً منطقة الدونباس الانفصالية الموالية لروسيا.
كما وقع الزعيم الروسي مراسيم تأمر بدخول قوات عسكرية إلى المنطقة لأغراض "حفظ السلام".
ويمثل الاعتراف الرسمي الروسي تصعيداً كبيراً يشير إلى نهاية اتفاقية السلام التي استمرت سبع سنوات والمعروفة باسم اتفاقية مينسك. كما يُنظر إليها على أنها قد تمنح الزعيم الروسي ذريعة لغزو أوكرانيا، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.
وقد يكون القرار تمهيداً لضم منطقة الدونباس إلى روسيا كما حدث مع شبه جزيرة القرم التي أعلن انفصالها عن أوكرانيا عقب غزو روسيا لها في عام 2014، ثم انضمت لموسكو.
حدود ومساحة منطقة الدونباس
وتجدر الملاحظة إلى أن منطقة الدونباس تتشكل من جمهوريتين انفصاليتين هما دونيتسك ولوهانسك، والجمهوريتان مقامتان على جزء كبير من المقاطعتين الأوكرانيتين اللتين تحملان نفس الاسم وليس كل المقاطعتين، لأن هناك جزءاً منهما مازال يخضع لحكومة كييف.
وبينما يدعي الانفصاليون أن جميع مناطق دونيتسك ولوهانسك هي أراضيهم، لكنهم يسيطرون فعلياً على حوالي ثلث المنطقة (نحو 6500 ميل مربع وفقاً لبعض التقديرات) وتقع المنطقة الإنفصالية على الحدود الأوكرانية الشرقية مع روسيا.
والمنطقة لها أهمية كبيرة باعتبارها تحتوي على احتياطي كبير من الفحم، وكانت في العهد السوفييتي منطقة صناعية وتعدينية مهمة، ولكن عانت من الإهمال بعد استقلال أوكرانيا.
قصة روسيا الجديدة التي يرى بوتين أن أوكرانيا أخذتها من موسكو
تشير تقديرات إلى أن الروس يمثلون نحو 17% من سكان أوكرانيا البالغ عددهم أكثر من 40 مليوناً، وزعمت موسكو أن من واجبها حماية هؤلاء الأشخاص كذريعة لأفعالها في أوكرانيا، كما يُعتقد أنه في عام 2001 كان نحو 30% من السكان يتكلمون الروسية، كلغة أولى.
وبصفة عامة تنتشر الروسية في جنوبي وشرقي البلاد وبصورة أقل في الشمال الشرقي، فيما تسود الأوكرانية بوسط وغربي البلاد، ويترجم هذا إلى رغبة الأقاليم الوسطى والغربية بأوكرانيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي، بينما تميل الأقاليم الشرقية والجنوبية لروسيا.
ويرتبط تاريخ إقليم الدونباس بمناطق في روسيا وأوكرانيا كان لها تاريخ مختلف عن تاريخ البلدين إلى حد كبير، وهي منطقة يطلق عليها أحياناً روسيا الجديدة (جنوب ووسط أوكرانيا حالياً، ومنطقة مجاورة لها، تدعى منطقة سلوبودا أوكرانيا (شمال شرق أوكرانيا حالياً)، والمفارقة أن المنطقتين في فترات طويلة من تاريخهما لم تكن لا روسية ولا أوكرانية.
وروسيا الجديدة (Novorossiya) هي منطقة تاريخية يراها بعض الروس وبعض أنصار موسكو في الدونباس حجة للمطالبات الروسية التاريخية بأجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا أوسع من إقليم الدونباس، ويقولون إن الاتحاد السوفييتي أهداها لأوكرانيا، في محاولة استمالة الأوكرانيين للنظام الشيوعي، كما يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أجزاء كبيرة مما يعرف بروسيا الجديدة وهي التي تضمن حالياً جنوب وجنوب شرق وشمال شرق أوكرانيا بما فيها معظم مناطق الدونباس، كانت لفترات طويلة خارج سيطرة السلاف (الروس والأوكرانيين والبيلاروس)، وكان سكانها على مدار التاريخ من القبائل البدوية الآسيوية مثل القبائل الإيرانية والتركية القادمة من وسط آسيا.
وبعد سيطرة المغول عبر خانية القبيلة الذهبية التي تحولت للإسلام على أوكرانيا وإخضاعهم موسكو التي كانت تتمتع بقدر من الحكم الذاتي مع دفعها الجزية للقبيلة الذهبية، أصبحت المنطقة تخضع لتأثير التتار المسلمين، والتتار هم شعب تركي كان يمثل القوة البشرية الرئيسية في إمبراطورية المغول، ونتيجة لأن هذه المناطق كانت بمثابة مراعٍ للتتار أو جبهة بينهم وبين روسيا وغيرها من الأمم المسيحية فإن سكانها كانوا قليلين وكان يطلق على المنطقة الحقول البرية أو الوحشية.
ومع قضاء روسيا على كل خانات التتر في المنطقة وإبادة معظم سكانها، باستثناء خانية القرم بدأ الروس يتقدمون في هذه المناطق ويحاولون تحصينها لمنع غارات تتر القرم (حلفاء الدول العثمانية) الذين سبق أن أحرقوا موسكو في منتصف القرن السادس عشر، ثم بدأ الروس عملية تعمير واستيطان لهذه المناطق، وتمت عملية الاستيطان بشكل كبير عن طريق جلب الفرسان القوزاق الأوكرانيين الموالين لموسكو إلى المنطقة كما تم تمليك الأراضي للنبلاء على أن يزرعها الفلاحون الأقنان الأوكرانيين (عبيد الأرض) وبصورة أقل الأقنان الروس.
ويجب ملاحظة أن كل هذه المجموعات جلبت من مناطق بعيدة من روسيا وأوكرانيا، كما جُلب في عصور لاحقة بعد ضم خانية القرم مستوطنون من دول أوروبية أخرى بعد إبادة وتهجير التتار المسلمين.
وبصفة عامة أدى هذا الوضع إلى أن اللغة السائدة في معظم مناطق جنوب وشرق أوكرانيا كانت الأوكرانية في المناطق الريفية والروسية في المدن
وفقاً لنشطاء دونباس السياسيين وصناع السياسة الروس، وجد التفكير بشأن استعادة روسيا الجديدة طريقه إلى الكرملين، في ربيع عام 2014، خلال أزمة القرم، كما ظهر عندما أشار فلاديمير بوتين إلى مناطق دونباس باعتبارها جزءاً من روسيا تاريخياً.
إذ قال بوتين آنذاك: "سوف أذكّركم: هذه نوفوروسيا (أي روسيا الجديدة)"، وأشار تحديداً إلى خاركوف (ثاني أكبر مدن أوكرانيا وهي خاضعة لسيطرة كييف حالياً)، ومناطق أخرى غير الدونباس مثل أوديسا (مدينة كبرى على البحر الأسود)، واعتبر أن هذه المناطق لم تكن جزءاً من أوكرانيا خلال الحقبة القيصرية، بل منحت الحكومة السوفييتية هذه المناطق لأوكرانيا في عشرينيات القرن الماضي.
يشير تكرار بوتين مؤخراً مصطلح "روسيا الجديدة "واتهامه للاتحاد السوفييتي بإهدائها لأوكرانيا أن أطماعه لا تقتصر على إقليم الدونباس والقرم، بل مناطق أخرى ذات وجود لغوي وعرقي روسي قوي في جنوب وشرق وشمال شرق أوكرانيا مثل مدينة خاريكوف وأوديسا وهما المدينتان التي حاول أنصار روسيا عام 2014 استغلال غضب السكان من إقالة الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانكوفيتش (قاعدته الانتخابية كانت في هذه المناطق) لإشعال تمرد موالي لروسيا با وفصلها عن كييف.
ولكن من الواضح أن السكان في هذه المناطق رغم غضبهم من نخبة كييف الموالية للغرب، ورفضهم لعزل يانوكفيتش إلا أنهم لم يكونوا مؤيدين للانفصال عن أوكرانيا وهو ما مكّن قوات الحكومة الأوكرانية من قمع هذه المحاولة الانفصالية.
ولكن الأمر كان مختلفاً في القرم وإقليم الدونباس، حيث توجد أعلى نسبة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا، وحيث نجحت محاولة موسكو لفرض سيطرتها.
تاريخ إقليم الدونباس المعقد
يطلق مصطلح إقليم الدونباس على مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك، كما أن هناك منطقة متاخمة يطلق عليها دونباس الروسية.
وكانت منطقة الدونباس مأهولة منذ قرون، من قبل عدد من القبائل البدوية التركية مثل السكيثيين، والبلغار، والخزر والعديد من الشعوب الرعوية التركية الأخرى وأخيراً المغول، والتتار وتتار الناغويا (التتار شعب تركي كان حليفاً للمغول).
ونتيجة الحروب بين التتار والسلاف (الروس والقوزاق الأوكرانيين) كانت المنطقة المعروفة الآن باسم دونباس قليلة السكان إلى حد كبير حتى النصف الثاني من القرن السابع عشر.
في القرن السابع عشر، كانت المنطقة التي تسمى الآن دونباس، إلى حد كبير تحت سيطرة مجموعات القوزاق الأوكرانيين وخانية القرم التركية التترية وذلك حتى منتصف القرن الثامن عشر، إلى أن ضم الروس المنطقة وقضوا على استقلال القوزاق الذين أصبحوا أتباعاً لهم وأنهوا وجود خانية القرم التترية المسلمة.
تم اكتشاف موارد الفحم الهائلة بالمنطقة عام 1721، وبدأت عملية استغلالها في منتصف أواخر القرن التاسع عشر، في هذه المرحلة، بدأ استخدام اسم Donbas، المشتق من مصطلح "فحم حوض نهر الدونس"، وأدى صعود صناعة الفحم إلى ازدهار سكاني في المنطقة، مدفوعاً إلى حد كبير، من قبل المستوطنين الروس، حيث أصبحوا يمثلون أغلبية سكان المدن، بينما يمثل الأوكرانيون أغلب سكان الريف، أما الأوكرانيون الذين يهاجرون للمدن فيتحولون للثقافة الروسية ويندمجون مع الروس مع حدوث زيجات مشتركة (الشعبان أصلاً متقاربان لغوياً ودينياً وثقافياً).
وفي أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، لإجبار الفلاحين على الانضمام إلى المزارع الجماعية، دبر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين مجاعة أدت إلى موت ملايين الأوكرانيين. بعد ذلك، جلب ستالين أعداداً كبيرة من الروس، وكثير منهم ليس لديهم القدرة على التحدث بالأوكرانية ولديهم القليل من العلاقات مع المنطقة – للمساعدة في إعادة إسكان شرق أوكرانيا.
ونتيجة لهذا التاريخ والقرب الجغرافي من روسيا، فلقد أصبح أغلب سكان المنطقة يتحدثون الروسية رغم أن الأغلبية في الإقليم من الأوكرانيين، (مع وجود نسبة كبيرة من الروس)، وطوَّر السكان في الإقليم المتاخم لروسيا هوية سوفييتية يمكن وصفها بروسية أوكرانية مشتركة، خاصةً أنه كان هناك إقليم مجاور لهم يسمى دونباس الروسية.
والنتيجة أنه وفقاً لتعداد عام 2001، يشكل الأوكرانيون 58% من سكان مقاطعة لوهانسك و56.9% ومقاطعة دونيتسك، بينما يشكل الروس العرقيون أكبر أقلية، حيث يمثلون 39% و38.2% من المنطقتين على التوالي.
ولكن اللغة السائدة هي الروسية، فوفقاً لتعداد عام 2001، اللغة الروسية هي اللغة الرئيسية لـ74.9% من سكان دونيتسك، و68.8% في لوهانسك، أي أن نسبة المتحدثين الأصليين للروسية أعلى من الروس، لأن بعض الأوكرانيين والإثنيات الأخرى يستخدمون اللغة الروسية باعتبارها لغتهم الأم.
في عام 1994، تم إجراء استفتاء في مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك، حيث دعم حوالي 90% اللغة الروسية لكي تكتسب مكانة لغة رسمية إلى جانب الأوكرانية، على المستوى الإقليمي؛ ومع ذلك تم إلغاء الاستفتاء من قبل حكومة كييف.
لماذا يشعر سكان الدونباس بالغضب من كييف؟
في استفتاء عام 1991 على استقلال أوكرانيا، أيد 83.9% من الناخبين في دونيتسك و83.6% في لوهانسك الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي.
ولكن في أكتوبر/تشرين الأول 1991، انعقد مؤتمر لنواب الجنوب الشرقي من جميع مستويات الحكومة في دونيتسك، حيث طالب المندوبون بالفيدرالية.
كان اقتصاد إقليم الدونباس مرتبطاً بروسيا ومشابهاً لاقتصادها، ومن الواضح أن تدهور اقتصاد المنطقة الذي يشكو منه السكان بعد استقلال أوكرانيا، جاء نتيجة عوامل عدة، منها الفساد على المستويين المحلي والوطني على السواء، إضافة إلى الإهمال من قبل الحكومة المركزية في كييف، والابتعاد عن روسيا، ولكن من أهم الأسباب تراجع الصناعات السوفييتية الطابع، لا سيما استخراج الفحم.
ولكن أيضاً استفز السكان السياسات القومية المتشددة ضد روسيا والتقارب مع الغرب من قبل المناطق الوسطى والغربية، وتجاهل أصواتهم في هذه الأمور، وكذلك الممارسات التمييزية ضد اللغة الروسية، وبطبيعة الحال كان الدور الروسي جاهزاً لتحريضهم، إلى أن جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، عبر إقالة الرئيس السابق فيكتور يانكوفيتش الذي كان مؤيداً من قبل كل مناطق شرق وجنوب أوكرانيا بما فيها الدونباس.
وضع إقليم الدونباس بعد الانفصال عام 2014
تضم منطقة الدونباس الانفصالية الآن ما بين 45 إلى 70% من سكانها قبل عام 2014، والذي كان في ذلك الوقت يزيد عن أربعة ملايين، وفقاًَ لتقديرات مختلفة،وكثير منهم من بين السكان الناطقين بالروسية في المنطقة.
في عام 2019، وقع فلاديمير بوتين مرسوماً يمنح السكان فرصة للحصول على جواز سفر روسي من خلال إجراء مبسط. بحلول يناير/كانون الثاني 2020، كان أكثر من 720.000 قد فعلوا ذلك، وأكثر من ذلك في النظام البيروقراطي الروسي. الآن يتم تصنيف هؤلاء الأشخاص رسمياً على أنهم "مواطنون روس مقيمون في دونباس"، مما له عواقب متعددة منها إمكانية ضم الإقليم لروسيا. ويمنحهم هذا الوضع الحق في المطالبة بمدفوعات الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية الروسية، ويسهل عليهم العمل في روسيا.
"ترويس التعليم والإعلام"
أصبحت المناطق الخاضعة للانفصاليين، معزولة عن أوكرانيا، وفي المقابل، على صلة وثيقة بروسيا، حيث يسير التكامل السياسي مع روسيا جنباً إلى جنب مع محاولة مدروسة لضمان الابتعاد الثقافي عن أوكرانيا.
وأقرت الجمهوريتان الانفصاليتان في منطقة الدونباس اللغة الأوكرانية كلغة رسمية في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، أوقفت المدارس المحلية تدريس اللغة الأوكرانية والتاريخ الأوكراني. واختفت اللغة الأوكرانية من المجال العام ومن الوثائق الرسمية ومن وسائل الإعلام. نتيجة لذلك، تم تجريد الشباب الذين ولدوا قبل أو أثناء النزاع بفترة وجيزة من أي شعور بهويتهم الأوكرانية (ما لم يتم نقلهم سراً من قبل عائلاتهم).
وهناك الكثير ممن لديهم ذكريات باهتة عن حكم كييف بالنسبة للأجيال الجديدة خاصة أن السفر إلى أوكرانيا عبر خط السيطرة أصبح أكثر صعوبة.
ولم تكن مسألة الهوية ملحة في بداية النزاع – اعتقد العديد من السكان المحليين أنه من الممكن أن تكون روسياً وأوكرانياً في نفس الوقت- فإن سنوات الصراع قد غيرت هذا أيضاً. تمثل "عقيدة دونباس الروسية" منذ عام 2021 الأيديولوجية الرسمية لكلتا الجمهوريتين المزعومتين.
وفي العامين الماضيين، بدأت الأعلام الروسية تحل محل أعلام المنطقتين في المباني الإدارية المحلية والشوارع والميادين.
هل يريد سكان منطقة الدونباس العودة لأوكرانيا أم الانضمام لروسيا؟
في المنطقة الانفصالية في الدونباس، يرغب أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في عام 2020 في الانضمام إلى روسيا، إما مع أو بدون بعض وضع الحكم الذاتي، وأقل من 10% يريدون الاستقلال دون اللحاق بروسيا و12% فقط يريدون الاندماج في أوكرانيا.
جاء ذلك في استطلاع أجراه مجموعة من الباحثين ونشرته صحيفة Washington Post الأمريكية في فبراير/شباط 2021.
في أجزاء منطقة الدونباس التي تسيطر عليها كييف، تعتقد أغلبية قوية أنه يجب إعادة المناطق الانفصالية إلى أوكرانيا دون أي اعتبار خاص للحكم الذاتي، عدد قليل فقط من الناس يؤيد استقلال الدونباس أو الانضمام إلى روسيا.
يظهر ذلك الفارق الكبير بين مواقف السكان في المقاطعتين بعد سنوات من الانفصال والتعرض لتأثيرات دعاية متناقضة من قبل موسكو وكييف.
تختلف نتيجة هذا الاستطلاع عن استطلاعات أخرى أجريت قبلها بعدة سنوات، فلقد أعرب نحو 55% من المستطلعة آراؤهم في استطلاعين أجريا عامي 2016 و2019، في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون عن تفضيلهم أن يستمروا جزءاً من الدولة الأوكرانية، حسب تقرير لموقع The Conversation الذي يتخذ من أستراليا مقراً له.
الاختلافات بين نتائج الاستفتاءات الثلاثة، قد تعبر عن مشكلات في الأبحاث نفسها، وقد تُظهر أيضاً حقيقة أن استمرار خضوع السكان في الأجزاء الانفصالية في منطقة الدونباس لسياسات الترويس قد أدى لمزيد من العداء لكييف والاقتراب من موسكو.
ويعزز ذلك في الأغلب، أن المنطقة تعاني من عزلة كبيرة من جانب كييف والغرب، وقدر من التجاهل من قبل موسكو أيضاً، ومن شأن الانضمام الصريح لروسيا أن يحل كثيراً من مشاكلها، وقد يدفع موسكو إلى دفع استثمارات بها كما تفعل في القرم، وهو توجه سوف يزداد بعد اعتراف موسكو بالجمهوريتين.