أعلنت الصين عن منظومة دفاعية صاروخية جديدة تتمتع بقدرات فائقة في مقاومة الخدع والكمائن. وقال التلفزيون الصيني المركزي (CCTV)، يوم الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، إن صاروخ QW-12 للدفاع الجوي الجديد الذي طوّره الجيش الصيني، أظهر أداء مميزاً في اعتراض المروحيات والطائرات النفاثة والطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز، في اختبار بالذخيرة الحية.
ونقل تلفزيون CCTV عن خبراء عسكريين صينيين قولهم إن "السلاح الجديد تم تطويره على الطراز العالمي، وأظهر قدرات مضادة للخداع لم يُظهرها أي نظير أجنبي له على الإطلاق".
ما هو الصاروخ الصيني الجديد QW-12؟
خلال اختباره في ميدان عسكري شمالي الصين، نجح صاروخ QW-12 الجديد في إسقاط طائرة مصممة خصيصاً لمحاكاة مروحية هجومية ذات توجيه بالأشعة تحت الحمراء.
وتقول صحيفة global times الصينية، إنه خلال تجربة صاروخ QW-12، أطلقت الطائرة المستهدفة 8 قنابل تمويه حرارية، في محاولة لإرباك الصاروخ وخداعه. وأظهرت لقطات تلفزيونية أن الصاروخ تجاهل الإشارات الخادعة وتفوّق عليها، وأصاب الطائرة إصابة مباشرة، حيث استغرقت العملية بضع ثوانٍ فقط، وأفاد التلفزيون الصيني أنه لا يوجد صاروخ آخر مماثل في العالم أظهر علناً هذه القدرة الفائقة.
بعد فحص قدرة الصاروخ QW-12 على إصابة هدف بطيء مثل مروحية، تحدى الاختبار الصاروخ لاعتراض هدف أسرع، وهو صاروخ من عيار 122 مم، يحاكي طائرة أو صاروخ كروز يطير بسرعة 360 متراً في الثانية.
وقال تقرير "غلوبال تايمز"، إنه في الاختبار الثاني اعترض الصاروخ QW-12 هدفه مرة أخرى بنجاح، من خلال مواجهته بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه بسبب سرعته كان التأثير المباشر صعباً، لذلك استخدم الصاروخ مفجراً ليزرياً لتفجير نفسه بالقرب من الهدف، ما يؤدي إلى سقوط الهدف بموجات الصدمة والشظايا.
صاروخ QW-12 مصمم للاستخدام في بيئة قتالية معقّدة
بحسب تقرير لمجلة national interest الأمريكية، أظهرت الاختبارات هذه قدرات صاروخ QW-12 للعمل في بيئة قتالية معقدة، هو تطور قد يُظهر قدرات تكتيكية واستراتيجية جديدة للجيش الصيني.
وسبق أن عرضت الصين سلسلة صواريخ QW في معارض دفاعية، وستقدم العديد من الخيارات لسوق السلاح الدولي بعد اختبار آخر نسخة منها، التي يبدو أنها ستروق للعديد من الدول والجيوش.
وتم استخدام QW-2، سلف الصاروخ QW-12، من قبل جميع المشاركين في مسابقة الدفاع الجوي العسكري الدولية. وقال التلفزيون الصيني إن الصين هي واحدة من دول قليلة فقط في العالم تُطور صواريخ دفاع جوي محمولة بشكل مستقل، وقد تم تصميم QW-12 بأحدث التقنيات، ما يمنحه حجماً صغيراً وخفة وزن، وقوة نيران عالية.
وفي حين أن صاروخ QW-12 سلاح محمول، فإنه يمكن تثبيته أيضاً على المركبات، ما يمنح الصاروخ قدرة عالية على الحركة، بحسب ما يقوله خبراء لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، مشيرة إلى أن المركبة الواحدة يمكنها حمل عدة صواريخ، ما يوفر المزيد من القوة النارية.
وتعد الصين واحدةً من الدول القليلة التي طوَّرت صواريخ دفاع جوي محمولة، ولا يزال صاروخ الدفاع الجوي المحمول الأكثر شعبية في العالم هو صاروخ FIM-92 "ستينغر" الأمريكي، الذي تم شراؤه واستخدامه على نطاق واسع من قبل الجيوش وحتى الميليشيات المسلحة في جميع أنحاء العالم منذ الثمانينيات، إلا أن صاروخ QW-12 الصيني بتقنياته الأحدث لديه قدرة أفضل بكثير ضد الخدع والكمائن من منافسه الأمريكي "ستينغر"، كما تقول الصحافة الصينية.
سباق التكنولوجيا المضادة للفخاخ والكمائن
من جانبها، تقول "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن الصين معروفة بالفعل بتشغيل دفاعات جوية محمولة، لكن يبدو أن الصاروخ الجديد سيُحدث نقلة نوعية في هذا المجال، بعد أن أظهر قدرات جوية مضادة للخداع "لم يظهرها أي نظير أجنبي على الإطلاق"، كما تزعم الصحافة الصينية.
ليس من الواضح بالضبط ما يعنيه هذا الادعاء، أو ما إذا كان صحيحاً في الواقع كما تقول المجلة الأمريكية، لكن تقرير "غلوبال تايمز" يشير إلى التكنولوجيا التي يمكنها تمييز الفخاخ بقوة، ما يسمح فعلياً لـQW-12 بـ"مواجهة أي إجراءات مضادة".
وتقول المجلة إنه لا يُعرف الكثير عن التكنولوجيا التي نجحت الصين بتطوير هذا الصاروخ من خلالها، إلا أن الادعاء بأنها "ليس لها مثيل في جميع أنحاء العالم" يمكن أن يكون "وصفاً طموحاً". وتعمل الولايات المتحدة على تطوير تقنية "الباحث"، الذي يمكنه التعقب والتمييز بين عدة أهداف متحركة في وقت واحد.
لطالما كانت تقنية "الباحث المتقدم" محور تركيز جهود الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة لسنوات عديدة، وبحسب ما تورده المجلة الأمريكية، فقد أحرزت الولايات المتحدة تقدماً في تكنولوجيا "الباحث الهندسي"، التي يمكنها تحديد الفروق الرئيسية بين الأهداف المختلفة المتحركة.
ومع ذلك، يذهب التقرير الصيني إلى القول إن صاروخ QW-12 كان قادراً أيضاً على تتبُّع وتدمير صاروخ عيار 122 ملم "يحاكي طائرة أو صاروخ كروز يطير بسرعة 360 متراً في الثانية"، لكن تعكس هذه القدرة التكنولوجية التطورات الأمريكية الأخيرة في مجال الدفاع الصاروخي، إذ يحتوي نظام باتريوت التابع للجيش الأمريكي على رادار شديد الحساسية قادر على إيجاد وتمييز وتدمير العديد من صواريخ كروز الواردة بدقة كبيرة، كما تزعم "ناشونال إنترست".