استفاق الغرب متأخراً على واقع أن الصين تخترق أغلى ما يملك: جامعاته، وشركاته، بل وتستحوذ على بعضها وتنقل منها التكنولوجيا المتقدمة، وهي تفعل ذلك تارة علناً وأخرى سراً، ووصل الاستحواذ الصيني على شركات غربية إلى مؤسسات عاملة في المجال العسكري.
ما يقلق الغرب من هذه العملية أنها ليست بريئة إطلاقاً، فكثير من عمليات الاستحواذ الصيني على شركات غربية تتم عبر شركات حكومية، وحتى لو جرت عبر شركات صينية خاصة، فلا فرق بين سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على الشركات الخاصة والحكومية.
ولفهم خطورة الاستحواذ الصيني على شركات غربية، فإنه يمكن وصفها بأنها المرحلة الأكثر تقدماً لعملية نقل التكنولوجيا الغربية والتي كانت تتم في السابق عبر النسخ والتقليد والقرصنة أو إجبار الشركات الغربية المستثمرة في الصين على نقل التكنولوجيا لبكين وتوطينها محلياً.
والآن باتت المرحلة الأخيرة هي الاستحواذ الصيني على شركات غربية بهدف عملية نقل أعلى مستوى للتكنولوجيا، وسد الثغرات لدى الصين في التقنيات مثل محركات السيارات ومعالجات الأجهزة الإلكترونية، علماً بأن كثيراً من هذه المجالات مزدوجة الاستخدام، أي يمكنها التحول من المجال المدني إلى العسكري.
كما أن الاستحواذ الصيني على بعض الشركات التي لا تعمل في مجال التكنولوجيا، يعطيها نفوذاً تجارياً وسياسياً على الغرب.
إليك أبرز نماذج الاستحواذ الصيني على شركات غربية
شركة MG Rover البريطانية للسيارات: 96.1 مليون دولار
في عام 2005، تم إنقاذ ماركة السيارات MG Rover التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، من قبل شركة Nanjing Automobile، أقدم شركة لتصنيع السيارات في الصين.
اشترت الشركة الصينية MG مقابل 96.1 مليون دولار (70.2 مليون جنيه إسترليني). بعد ذلك بعامين، اشترت شركة SAIC Motor ومقرها شنغهاي مدينة Nanjing. أوقفت الشركة جميع عمليات الإنتاج في مصنع MG Longbridge بالقرب من برمنغهام بإنجلترا في عام 2016 ونقلت جميع العمليات إلى الصين، حسبما ورد في تقرير لموقع Love money .
وأصبحت "MG" أداة سايك في تقديم ماركة سيارات مقبولة عالمياً لاسيما بأوروبا وأصبحت تباع في أوروبا بالفعل، ودوماً يتم التركيز على جذورها البريطانية.
شركة ريو تينتو البريطانية الأسترالية للتعدين: 12.8 مليار دولار
شركة Chinalco، أحد أكبر منتجي الألمنيوم في العالم، مملوكة للحكومة الصينية. في فبراير/شباط 2008، اشترت الشركة حصة أقلية في شركة التعدين البريطانية الأسترالية "ريو تينتو" مقابل 12.8 مليار دولار (6.5 مليار جنيه إسترليني).
بحلول عام 2019، امتلكت Chinalco حصة 14.51% في الشركة، مما يجعلها أكبر مساهم في Rio Tinto. لا يمكن أن تتجاوز حصة Chinalco 15% نتيجة لقيود الملكية الأجنبية التي فرضها المنظمون الأستراليون في عام 2008.
OZ Minerals الأسترالية: 1.4 مليار دولار
OZ Minerals هي شركة تعدين حديثة في جنوب أستراليا تركز على مناجم النحاس عبر أستراليا والبرازيل.
كانت الشركة تغرق في الديون عام 2009 عندما استحوذت عليها شركة Minmetals الصينية لتجارة المعادن التي تحمل الآن اسم MMG. بلغت قيمة الصفقة 1.4 مليار دولار (989 مليون جنيه إسترليني).
Greenland Minerals: الشركة التي أثارت صراعاً مع أمريكا حول أكبر جزيرة في العالم
هي شركة استكشاف أسترالية مملوكة للصين، تركز على الاستحواذ والاستكشاف وتطوير منطقة ترخيصها في غرينلاند ذات الحكم الذاتي التابعة للدنمارك.
تهدف GGG حالياً إلى استكشاف مشروعها الرائد، مشروع كفانيفيلد "Kvanefjeld"، في جنوب جرينلاند أكبر جزيرة بالعالم، والذي أثار جدلاً كبيراً، وهو منجم من المتوقع أن يُنتج 10% من إجمالي المعادن الأرضية النادرة في العالم.
وأثار المشروع قلق أمريكا من تعزيز بكين سيطرتها على المعادن الأرضية في العالم، كما أثار انقساماً في البلاد بسبب المخاوف البيئية، أدى إلى إجراء انتخابات مبكرة، بسبب الخلاف حول السماح للشركة بعملية تنقيب ضخمة في البلاد، إذ قال المعارضون للمشروع الضخم إن غالبية سكان الجزيرة، ومعظمهم من سكان الإنويت (الإسكيمو) الأصليين، يعارضون المشروع لأسباب بيئية إلى حد كبير، حسبما ورد في تقرير لموقع صحيفة New York Post الأمريكية.
وأفضت الانتخابات في جزيرة غرينلاند إلى فوز الائتلاف المعارض لمنح الشركة الأسترالية حق التنقيب في المنجم العملاق.
وتقول شركة Greenland Minerals، إن موقع كفانيفيلد الذي كانت تسعى للتنقيب فيه لديه "القدرة على أن يصبح أهم منتج للعناصر النادرة في العالم الغربي"، ويمكن أن يكون "مورداً عالمياً مُهماً للعناصر النادرة لعقود عديدة".
شركة فولفو السويدية الشهيرة: 1.8 مليار دولار
تشتهر شركة فولفو ببيع سياراتها الفخمة المشهورة بريادتها في مجال الأمان، وهي محبوبة في الدول الإسكندنافية والولايات المتحدة، وبعد أن كادت الشركة تختفي من الوجود على يد الأمريكيين خلال فترة استحواذ شركة فورد عليها الذي بدأ عام 1999، انتقلت ملكية فولفو من الشركة الأمريكية إلى مجموعة "تشجيانغ جيلي" القابضة الصينية للسيارات في عام 2010، مقابل 1.8 مليار دولار (مبلغ ضئيل مقارنة باسم تجاري بهذه القوة، ولكن الشركة كانت غارقة في المشكلات).
ازدهرت الشركة في ظل ملكيتها الصينية، وباعت عام 2015 أكثر من نصف مليون سيارة
في فبراير/شباط 2020، أعلنت فولفو وجيلي أنهما بدأتا مناقشات رسمية حول اندماج الأعمال. تمتلك جيلي حالياً شركة فولفو، ومع ذلك تم السماح لشركة فولفو للسيارات إلى حد كبير، بالاستقلالية مع مواردها. توقفت محادثات الاندماج هذه لاحقاً، وتم إدراج شركة سيارات فولفو في بورصة ناسداك ستوكهولم في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وتعتبر فولفو رائدة في السيارات الكهربائية، وفي أوائل عام 2021، أعلنت الشركة عن خطط للتوقف تماماً عن بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بحلول عام 2030، والتحول إلى السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية. تتضمن الخطة التخلص التدريجي من السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري فقط بحلول عام 2025، وتصنيع السيارات الكهربائية أو الهجينة فقط.
في يوليو/تموز 2021، وقّعت فولفو صفقة مع شركتها الصينية الأم تستحوذ بموجبها على حصة جيلي في مشاريعها المشتركة بالصين، مما يجعلها أول شركة غير صينية لصناعة السيارات تتمتع بالسيطرة الكاملة على عملياتها في جمهورية الصين الشعبية. استحوذت الصين على 25% من إجمالي مبيعات سيارات فولفو في عام 2020، تليها الولايات المتحدة (17%)، والسويد (8%) وألمانيا (7%).
واستفادت شركة جيلي الصينية من محركات فولفو المتطورة في سياراتها.
مسارح AMC الأمريكية: 2.6 مليار دولار
AMC Theaters، سلسلة سينمات أمريكية شهيرة، اشترتها مجموعة Dalian Wanda الصينية مقابل 2.6 مليار دولار (1.9 مليار جنيه إسترليني) في عام 2012، على الرغم من أن الشركات العالمية الأخرى قد استثمرت في وقت لاحق بالشركة، فإن مجموعة واندا لاتزال تسيطر بشكل كبير على السلسلة.
أزياء شيروتي الإيطالية: 71.7 مليون دولار
قام المستثمرون الصينيون باقتناص ماركة الأزياء الإيطالية الشهيرة Cerruti في عام 2010. واشتهرت العلامة التجارية ببدلات الرجال الفاخرة وعطرها الكلاسيكي لعام 1881، وقد اشترتها شركة Trinity ومقرها هونغ كونغ مقابل 71.7 مليون دولار (52.3 مليون جنيه إسترليني). جاء الاستحواذ كجزء من برنامج التوسع الطموح للشركة في المملكة المتحدة والصين.
أداكس للنفط الكندية: 8 مليارات دولار
في عام 2013، استحوذت شركة سينوبك الصينية لتكرير النفط، على شركة أداكس بتروليوم الكندية للتنقيب عن الغاز والنفط في عام 2013 كجزء من صفقةٍ قيمتها 8 مليارات دولار.
جاء الاستحواذ كجزء من جهود Sinopec لتوسيع وتنويع محفظتها الخارجية، وكانت الشركة أكبر شركة تكرير في الصين من حيث السعة عندما أبرمت الصفقة.
تاكسي لندن الشهير مملوك للصينيين: 15.6 مليون دولار
تعد سيارات الأجرة السوداء في لندن من أكثر السيارات شهرة بشوارع المملكة المتحدة، لكنها ليست بريطانية تماماً كما تبدو.
في عام 2013، اشترت شركة السيارات الصينية Zhejiang Geely Holding Group شركة London Taxis International مقابل 15.6 مليون دولار (11.4 مليون جنيه إسترليني). على مدى السنوات الثماني الماضية، استثمرت جيلي في جعل سيارات الأجرة السوداء أكثر صداقة للبيئة، بعد أن حظرت هيئة النقل في لندن إطلاق سيارات الأجرة الجديدة التي تعمل بالديزل.
شركة Smithfield للأغذية: 4.7 مليار دولار
سميثفيلد فودز "Smithfield Foods"، المنتج الأول للحوم الخنازير في أمريكا، لديها علامات تجارية مثل سميثفيلد وكوك في محفظتها.
مجموعة WH الصينية هي أكبر منتج للحوم الخنازير في العالم واشترت سميثفيلد فودز مقابل 4.7 مليار دولار (3.4 مليار جنيه إسترليني) في عام 2013.
شركة موتورولا للهواتف: 2.91 مليار دولار
يتم التحكم في موتورولا الأمريكية من قبل شركة الحوسبة المنزلية الصينية العملاقة Lenovo، التي استحوذت على Motorola Mobility من Google في عام 2014.
اشترت شركة محرك البحث العملاقة العلامة التجارية مقابل 12.6 مليار دولار (9.2 مليار جنيه إسترليني) في عام 2012، لكنها باعتها لشركة Lenovo مقابل 2.91 مليار دولار فقط (2.1 جنيه إسترليني) bn) بعد ذلك بعامين، أي بخسارة تقدر بسبعة مليارات دولار.
فندق والدورف أستوريا: مَعلم نيويورك الشهير مملوك للصينيين مقابل 1.95 مليار
يعتبر فندق والدورف أستوريا التاريخي واحداً من معالم نيويورك الشهيرة، وقد تم شراؤه من قبل شركة التأمين الصينية Anbang Insurance Group في عام 2014 مقابل 1.95 مليار دولار (1.2 مليار جنيه إسترليني) في واحدة من أغلى عمليات الاستحواذ الفندقية على الإطلاق.
دفعت المجموعة ما يعادل 1.38 مليون دولار (825 ألف جنيه إسترليني) لكل غرفة للفندق الرائد الذي كان في السابق موطناً للممثلة الأمريكية مارلين مونرو.
كجزء من الصفقة، ستستمر هيلتون العالمية القابضة في تشغيل الفندق حتى عام 2114. كما امتلكت مجموعة HNA Group الصينية حصة 26% في هيلتون العالمية حتى واجهت مشاكل ديون واستولت عليها الحكومة الصينية، التي أمرت لبيع مصلحتها.
نادي إنتر ميلان الإيطالي: اشتري بمبلغ 294 مليون دولار
إنه أول نادٍ إيطالي لكرة القدم يقع تحت ملكية الأغلبية الصينية، حيث استحوذت مجموعة Suning Holdings التابعة لـNanjing على نادي إنتر ميلان في عام 2016. ودفعت الشركة الصينية 294 مليون دولار (215 مليون جنيه إسترليني) مقابل 69% من أسهم النادي الشهير.
جذبت المجموعة اهتمام الصحافة عندما تم الكشف عن أن الرئيس الصيني لإنتر ميلان ستيفن زانج، نجل مؤسس مجموعة Suning، كان مطارداً للحصول على قروض غير مدفوعة بقيمة 250 مليون دولار (180 مليون جنيه إسترليني).
اشترت شركة LionRock Capital ومقرها هونغ كونغ، 31.05% من الأسهم بالشركة في يناير/كانون الثاني 2019، لتصبح أقلية جديدة في نادي إنتر ميلان الشهير.
شركة GE للأجهزة الكهربائية الأمريكية: 5.4 مليار دولار
تعد "GE Appliances" واحدة من أشهر الشركات المصنعة للثلاجات وغسالات الصحون وغيرها من الأدوات المنزلية في أمريكا، وهي بمثابة قسم الأجهزة بشركة جنرال إلكتريك الأمريكية العملاقة.
تم شراؤها مقابل 5.4 مليار دولار في عام 2016 من قبل شركة هاير الصينية. في ذلك الوقت، كانت الصفقة ثالث أكبر عملية استحواذ على شركة أمريكية من قبل مستثمرين صينيين، حسب تقرير موقع Love money .
اختراق مراكز الأبحاث والجامعات والشركات الناشئة
وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للغرب هو شركات رأس المال الاستثماري الصينية التي تبحث بنشاط عن أفضل الأفكار، والابتكارات حسبما ورد في تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية.
على سبيل المثال عملت شركة هواوي الصينية التي فرضت واشنطن عليها عقوبات صارمة، مع TusPark UK- الفرع البريطاني لشبكة Science Park الممتدة حول العالم بجامعة Tsinghua الصينية- من أجل "تسريع الرقمنة بالتعاون مع جامعة كامبريدج البريطانية العريقة، وتمكين الشركات من استغلال القدرات الجديدة وتعزيز الابتكار واكتساب ميزة تنافسية أثناء تحولها نحو اعتماد 5G".
في جامعتي كامبريدج وأكسفورد البريطانيتين الشهيرتين، تتم دعوة الشركات الناشئة بانتظام لعرض أفكارها على شركات رأس المال الاستثماري الصينية.
يهتم المستثمرون الصينيون بشكل خاص، بالتحدث إلى شركات التكنولوجيا الحيوية وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الزراعية، وهي المجالات التي تعد جزءاً من استراتيجية الصين (صنع في الصين 2025) لوضع القوة الاقتصادية العظمى.
الوضع مماثل في وادي السيليكون. تعتبر شركة Puhua Capital إحدى الشركات الاستثمارية الصينية الأكثر نشاطاً في المملكة المتحدة (من بين استثماراتها شركات التكنولوجيا الطبية Perspectum وCongenica) ، وهي أيضاً ممول رئيسي للشركات الناشئة في التكنولوجيا الفائقة بكاليفورنيا.
وهناك دانهوا كابيتال، وهي شركة رأس مال مغامر مقرها بالو ألتو تدعمها الحكومة الصينية، لديها العشرات من الشركات الأمريكية الناشئة في محفظتها.
وفقاً لتقرير عام 2018 الصادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، فإنه بحلول 15 نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، كان 151 استثماراً لرأس المال المغامر في الشركات الأمريكية الناشئة قد ظهر على الأقل فيه مستثمر صيني واحد، مقارنة بأقل من 20 في عام 2010.
على سبيل المثال، شركة Los Altos- TSVC التي تتخذ من مدينة شينزين الصينية مقراً لها والتي أطلقتها حكومة بلدية Shenzhen الصينية وجامعة Tsinghua قد استثمرت في ما يقرب من 200 شركة تقنية ناشئة.
الأكثر خطورة هو التسلسل خلسة إلى الشركات الأمريكية
لكن الاستثمارات العامة التي تقوم بها مجموعات رأس المال المغامر الصينية في الشركات الغربية ليست سوى الجزء المرئي من جبل الجليد، حسب تقرير مجلة Foreign Policy.
إذ تستثمر الكيانات الصينية أيضاً في الشركات الغربية الناشئة من خلال الشركات الغربية التي تشارك فيها كشركاء محدودين. تسمح هذه الشراكات المحدودة للكيانات الصينية بالوصول إلى التكنولوجيا التي يستثمرون فيها دون الإعلان عن أسمائهم في أي مكان بالعملية. قد لا يكون لهم رأي كامل في شكل أي تقنية معينة، كما هو الحال إذا استحوذوا على شركة علناً، لكن الوصول إلى الشركة وإبداء الرأي في استراتيجيتها- خاصة في مرحلة رأس المال الاستثماري المبكر- أمر بالغ الأهمية ملفت للانتباه.
التحدي الذي يواجه الحكومات الغربية: أنه نظراً إلى أن هذه الشركات ليست ملزمة بالإفصاح عن شركائها المحدودين، فلا أحد يعرف عدد الشركات الغربية الناشئة التي تلقت تمويل رأس المال الاستثماري الصيني ، فضلاً عن تلك الشركات الناشئة. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن الشركاء المحدودين قد يكونون مرتبطين بالحكومة الصينية.
وفقاً لتحقيق أجرته رويترز عام 2018، فإن ما لا يقل عن 20 شركة من شركات رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون بالولايات المتحدة لديها شركاء صينيون محدودون مرتبطون بكيانات حكومية صينية.
قانون تحديث مراجعة مخاطر الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، الذي تم تمريره قبل عامين، يجعل الأمر أكثر صعوبة على شركات رأس المال المغامر الصينية للاستثمار في أحدث التقنيات، لكنه لا ينطبق على الشركاء المحدودين. حتى لو كان 100% من المستثمرين الشركاء المحدودين في أي صندوق من الصينيين، فإذا كان الشركاء العامون للصندوق مواطنين أمريكيين ومخولين تماماً بسلطة تقديرية لاتخاذ جميع قرارات الاستثمار بأنفسهم، فإن الصندوق يعتبر صندوقاً أمريكياً.
الصين تشتري شركة إيطالية مصنعة للطائرات المسيرة العسكرية سراً!
ولكن الاختراق والاستحواذ الصيني على شركات غربية وصلا إلى ذورة الدرامية، عندما كشف أن الصين سيطرت على شركة إيطالية مصنعة للطائرات المسيرة العسكرية دون علم السلطات في روما بذلك.
فلقد ذكرت صحيفة Wall Street Joiurnal الأمريكية أن شركتين حكوميتين صينيتين سيطرتا على شركة إيطالية لتصنيع الطائرات بدون طيار في 2018 عبر شركة خارجية، دون علم السلطات في إيطاليا وأوروبا.
وقال التقرير إن الشرطة الإيطالية تتبعت عملية شراء 75% من أسهم Alpi Aviation لصالح شركة China Railway Rolling Stock Corp، وهي شركة سكك حديدية مملوكة للحكومة الصينية، ومجموعة استثمارية تسيطر عليها حكومة بلدية ووشي الصينية.
وتحقق السلطات الإيطالية فيما إذا كان على Alpi إخطار الحكومة الإيطالية ببيع الحصة، وكذلك ما إذا كانت Alpi قد نقلت التكنولوجيا وبدأت الإنتاج في الصين، وفقاً للتقرير.
وتمت العملية من خلال شركة في (هونغ كونغ)، تبين للسلطات الإيطالية أنها شركة وهمية بدأت عملية نقل الملكية الفكرية والفنية لشركة Alpi إلى موقع إنتاج جديد في الصين.
هل فات الأوان لوقف الاستحواذ الصيني على الشركات الغربية؟
ويشير ذلك إلى إمكانية شراء الصين شركات غربية استراتيجية أو تعمل بالمجال العسكري، عبر سلسلة من الشركات الوهمية، التي يصعب نهايتها في بكين.
على مدى السنوات القليلة الماضية، كثفت الحكومات والبرلمانات الغربية جهودها لمحاولة الحد من الفرص المتاحة للشركات من بعض البلدان وعلى رأسها الصين، لشراء أكثر شركاتها ابتكاراً، أصبحت آلية فحص الاستثمار الأجنبي المباشر التابعة للاتحاد الأوروبي تعمل بكامل طاقتها. لكن مثل هذه القوانين ضد المشتريات الأجنبية للشركات الغربية قد تأتي بعد فوات الأوان. إذ تدخل الصين في الشركات الناشئة قبل وقت طويل من نضجها بما يكفي للاستحواذ عليها، وفي مرحلة لا تكون هذه الشركات قد لفتت انتباه الحكومات لحمايتها من الاختراق الصيني.
كما أنه في مثل حالة الشركة الإيطالية، فإن عمليات الاستحواذ الصيني على شركات غربية العاملة في مجالات حساسة، قد تتم عبر عمليات تمويه تخفي الدور الصيني.