أصبحت الطائرة المصرية المسيرة "نوت"، حديث وسائل الإعلام المصرية بعد أن جرى عرضها أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، خلال افتتاحه معرض الصناعات العسكرية إيديكس 2021 المقام بالقاهرة.
وقالت تقارير إعلامية- يبدو أنها مستندة لمعلومات من الجهات العسكرية المصرية لأنها متشابهة لحد كبير- إن الطائرة المصرية المسيرة "نوت" مصنعة محلياً بالكامل، وسُميت بهذا الاسم على اسم إحدى الآلهة الفرعونية القديمة، ووصفت بأنها أول طائرة مصرية بدون طيار.
وتفيد هذه التقارير بأن الطائرة المصرية المسيرة "نوت" سوف تستخدم للاستطلاع التكتيكي وجمع المعلومات وهي مجهزة بكاميرا بصرية/تلفزيونية.
المعلومات المعلنة عن الطائرة المصرية المسيرة "نوت"
وذكر موقع "مصراوي" أن الطائرة متعددة الأغراض والمهام، ويمكنها تنفيذ مهام متنوعة منها الاستطلاع التكتيكي وتحديد الأهداف وتصحيح نيران المدفعية، وتمييز وتتبع الأهداف، ولكن دون الإشارة إلى إمكانية إطلاقها ذخائر.
وهي مجهزة بكاميرا كهرومغناطيسية (تلفزيونية – رقمية)، حسب الموقع.
وتبلغ السرعة القصوى لها 180 كم في الساعة، والسرعة الأفقية لها ما بين 120 و140 كم في الساعة، أما أقل سرعة 110 كم في الساعة، بينما معدل التسلق 5 أمتار في الثانية، وأقصى ارتفاع لتحليق الطائرة 5 كم.-
ومعدل البقاء في الجو يبلغ 10 ساعات، وتبلغ حمولتها 50 كجم، وأقصى وزن 340 كغم، حسب المعلن.
كيف تم تصنيعها؟
نقل موقع "أر تي" الروسي عن أحد المهندسين المصريين المشاركين في الطائرة المصرية بدون طيار "نوت" إن 70 فنياً مصرياً اشتركوا في تصنيعها بعد حصولهم على تدريبات مكثفة.
وأضاف أن اختيار اسم "نوت" لأول طائرة مصرية يرمز لإحدى الآلهة عند قدماء المصريين، وهي إلهة السماء.
وأوضح أن مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع كان له سابقة نجاح في صناعة الطائرات منذ ستينيات القرن الماضي، ثم صنعت طائرة أخرى في الثمانينات، ولكن كان دائماً بشريك أجنبي، بيد أن "نوت" هي أول طائرة يتم تصنيعها بالكامل في مصر بدون الحاجة لأي شريك أجنبي.
وحول تدريب العمالة المصرية المشاركين في تصنيع "نوت"، قال: "بدأنا بتجهيز محتوى علمي لدورة استمرت 3 أسابيع اعتمدناها في الكلية الفنية العسكرية، ومن اجتازها انضم للمشروع، وتمت إدارة العملية بالتعاون مع الكلية الفنية العسكرية، شارك فيها 70 فنياً من مصنع الطائرات التابع للهيئة العربية للتصنيع، يشرف عليهم 10 مهندسين و4 مهندسين ضباط".
مصر تعاقدت على تصنيع طائرات مسيرة مع عدة دول
وكانت تقارير قد أفادت بأن مصر قد سبقت أن تعاقدت مع روسيا البيضاء، والصين على التصنيع المحلي لطائرات بدون طيار، كما أفادت تقارير بظهور طائرة إماراتية بدون طيار من طراز " يبهون يونايتيد 40" في معرض أيديكس بالتمويه المصري، مما قد يشير إلى أن مصر قد تكون بدأت في تجميعها برخصة من الإمارات، ولكن بالمقارنة بين صور الطائرتين تبدوان مختلفتين.
التقارير الصادرة من القاهرة بشأن الطائرة المصرية المسيرة "نوت" تتحدث عن كونها مصرية 100% وتمت بدون أي شريك أجنبي، وهو أمر يبدو مبالغاً فيه، فمصر وأغلب دول العالم لا تستطيع أن تصنع أي منتج بنسبة 100% بدون مكونات أجنبية، وهذه طبيعة العصر الحالي.
فعلى سبيل المثال تفيد التقارير بوجود كاميرا في الطائرة وهي تقنية لا تصنع في مصر وتستورد في الأغلب.
ولكن قد يشير تأكيد التقارير الصادرة من القاهرة بأنه ليس هناك شريك أجنبي بالطائرة إلى أن هذا مشروع مختلف عن مشروعات التعاون لإنتاج طائرات مسيرة بالتعاون مع الصين، والإمارات، وروسيا البيضاء، خاصة أنه ليس هناك شبه بين أشهر طائرات الدول الثلاث وبين الطائرة المصرية، وفقاً لمقارنة أولية أجراها عربي بوست عبر الإنترنت.
وفي حال صح هذا الحديث عن أن هذه الطائرة المصرية هي الأولى المنتجة بالكامل محلياً، فإن هذا في الأغلب قد يعني أنها بمثابة مشروع مبدئي وتجريبي، خاصة أن الحديث يدور حول فترة زمنية قصيرة لإنتاجها، وبطبيعة الحال إنتاج طائرة بدون طيار من الصفر يفترض أن يبدأ بمرحلة انتقالية، ومن الصعب تصور أن دولة ما تنتج أي سلاح لأول مرة ثم تدخله للعمل مباشرة.
وقال الإعلامي المصري أحمد موسى، ببرنامجه "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، إن الطائرة المصرية المسيرة "نوت" لا يلتقطها الرادار، وتستطيع رصد وكشف الأهداف وهي على ارتفاع عدة كيلومترات.
ومن المعروف أن الطائرات المسيرة بصفة عامة، تميل إلى أن تكون أقل قابلية للاكتشاف من قبل الرادارات، لأن هياكلها في الأغلب مصنعة من مواد مركبة غير معدنية، كما أن محركاتها تكون كهربائية في الأغلب.
وبصرف النظر عن غياب تفاصيل دقيقة، وتداخل المعلومات القليلة بالدعاية في التقارير المنشورة عن الطائرة المصرية المسيرة نوت، فمن الواضح أن مصر تسعى بقوة لدخول عالم الطائرة المسيرة، وأنها تحاول ألا تكتفي بشرائها أو تجميع طائرات لدول أخرى بل تحاول بناء صناعة محلية في هذا المجال، وخاصة أن مصر لديها كفاءات هندسية قادرة على تحقيق تقدم في هذا المجال إذا توفر لها الإمكانات والتخطيط الجيدين.