"طائرة إيرانية مسيرة عابرة للقارات"، يميل الإيرانيون للمبالغة جداً في قدراتهم العسكرية، ولكن ترسانة الطائرات الإيرانية المسيرة أصبحت تقلق خصوم طهران بالفعل؛ خاصة أنها استخدمت مرات عدة في هجمات فعلية، فما هي القدرات الفعلية لأسطول طهران من الطائرات المسيرة؟
وكانت الناقلة الإسرائيلية ميرسر ستريت التي ترفع علم ليبيريا هي آخر ضحايا الطائرات الإيرانية المسيرة، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
فبينما كانت ميرسر ستريت تمر عبر خليج عُمان في 29 يوليو/تموز متجهة إلى الإمارات العربية المتحدة، عندما هاجمتها طائرتان بدون طيار مجنحتان على شكل دلتا ومعبأتان بالكامل بالمتفجرات. وقد أصدر الطاقم المذهول عدة نداءات استغاثة.
ولكن قبل وصول المساعدة، ضربت طائرة بدون طيار ثالثة مقصورة القيادة في وقت مبكر من صباح يوم 30 يوليو/تموز. وتسبب الانفجار في إحداث حفرة طولها ستة أقدام في القارب ومقتل قبطان السفينة الروماني وحارسه الشخصي البريطاني.
جاء الهجوم على ناقلة النفط، والتي تديرها شركة Zodiac Maritime الإسرائيلية، بعد نصف عام من أعمال التخريب البحري المتبادلة بين إيران وإسرائيل، على الرغم من أن هذا كان أول حادث يسفر عن وفيات. ومما لا يثير الدهشة، أن تحقيقاً لاحقاً أجرته القيادة المركزية الأمريكية وجد أن أجزاء من الطائرات بدون طيار التي عُثر عليها من الهجوم تتطابق مع تلك التي صُورت على طائرات بدون طيار إيرانية ذات أجنحة دلتا.
هجمات سابقة
أصبحت الطائرات الإيرانية المسيرة محوراً لتوتر متزايد في المنطقة، فلقد كادت إسرائيل تدخل مع حزب الله اللبناني في مواجهة عسكرية، مطلع سبتمبر/أيلول 2019، في أعقاب قتل الجيش الإسرائيلي عنصرين من الحزب في بلدة عقربا جنوب العاصمة السورية دمشق، في 24 من أغسطس/آب الماضي، كانا يعدان لشن هجوم بالطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية، حسب الجيش الإسرائيلي.
وفي عام 2019، وقع هجوم في منطقة الخليج أثار قلق إسرائيل بشدة، هو الهجوم الصادم الذي استهدف منشأة أرامكو السعودية، في سبتمبر/أيلول 2019، وأوقف 6% من إنتاج النفط العالمي لفترة.
وادعى الحوثيون أنهم منفذو هذا الهجوم، ولكن الجهات السعودية والغربية والإسرائيلية تتشكك في هذا الادعاء، لأن هذا الهجوم الذي نُفذ بواسطة خليط من صواريخ كروز وطائرات بدون طيار، يعتقد أنه أعقد من أن ينسقه الحوثيون، إضافة إلى بعد المسافة بين شرق السعودية واليمن مقابل قربها من إيران وجنوب العراق.
وبصرف النظر عمن استخدم الطائرات المسيرة في هجوم أرامكو، فإن الهجوم يشير إلى تطور قدرات إيران أو حلفائها بشكل كبير في مجال الطائرات بدون طيار.
مركز أبحاث إسرائيلي لفت النظر في ذلك الوقت إلى إمكانية استخدام إيران الطائرات دون طيار لاستهداف إسرائيل، مشيراً إلى أن إيران قد تستخدم الهجمات الحوثية ضد السعودية والإمارات، كتدريب ربما لاستهداف إسرائيل.
مفاعل ديمونة في خطر
والأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل هو التهديد الذي يشكله نموذج هجوم أرامكو على مفاعل ديمونة، بحسب تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.
وأوضح الدمار الذي سببته الطائرات من دون طيار في السعودية أنَّ الإيرانيين يصنعون طائرات من دون طيار ويشغلونها (بقدرات تسلل ومحركات طائرات مميزة) متطورة، لدرجة أنها ليست متأخرة كثيراً عن القدرات الإسرائيلية في هذا المجال.
قدر الإسرائيليون معدل نجاح القصف بـ85%، وهي نسبة أعلى من بعض المعدلات الأمريكية، وهو ما يشير إلى القدرة المتطورة للتكنولوجيا المستخدمة وارتفاع إمكانية الاعتماد عليها.
العنصر الفارق الذي أظهرته الطائرات المسيرة في هجوم أرامكو أكثر حتى من الطائرات المسيرة التركية، أن السعودية تمتلك أنظمة دفاع جوي تعد من الأفضل في المنطقة.
وعادة ما يتم التركيز على أن نجاحات الطائرات المسيرة التركية قد جرت في حروب منخفضة الكثافة وضد جيوش متأخرة، وبصرف النظر عن أن هذا غير دقيق، لأن في إدلب وليبيا وناغورنو قره باغ كانت بها أنظمة دفاع جوى روسية، ولكن في الحالة السعودية كان الأمر أكثر فجاجة.
إذ يمتلك الجيش السعودي رادارات طيران كان ينبغي لها رصد الهجوم الوشيك. كما عجزت الولايات المتحدة عبر وجودها العسكري بالمنطقة عن رصد أية علامات كانت ستمكنها من اكتشاف الهجوم المحتمل (ومصدره، الذي قد يكون إيران أو اليمن).
الأمر بدأ مع صدام حسين
هذه الحوادث تعكس كيف طورت إيران ترسانة متنوعة من الطائرات الانتحارية "كاميكازي" وطائرات بدون طيار قتالية قابلة لإعادة الاستخدام لممارسة الضغط العسكري عبر الشرق الأوسط بدرجة مقبولة من المخاطر السياسية والعسكرية. ذلك لأنه على عكس الأسطول الإيراني القديم من الطائرات المقاتلة المأهولة، فإن طائرة بدون طيار تكون ميسورة التكلفة ويمكن التضحية بها وإنكار تبعيتها، وبالتالي فهي مفيدة بشكل خاص في سياقات هذه المنطقة الرمادية الواقعة تحت عتبة الحرب العلنية.
في الواقع، تستخدم إيران طائرات المراقبة والقتال بدون طيار منذ ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً، بدءاً من طائرات أبابيل ومهاجر القتالية والمراقِبة بدون طيار والتي نُشرت في منتصف الثمانينيات خلال الحرب الإيرانية العراقية، حسب The National Interest.
وكانت وحدة الطائرات بدون طيار موضوعاً لفيلم حربي إيراني ظهر في حقبة التسعينيات، وكان بعنوان Mohajer. وقد توالت التكرارات المحدثة لأبابيل ومهاجر في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وفي أوائل عام 2010، بدأت الشركات الإيرانية في تقديم مجموعة متنوعة من التصاميم الجديدة.
ولا تزال جميع الطائرات بدون طيار الإيرانية الحديثة أو معظمها- حتى تلك التي لديها مدى للطيران عدة مئات من الأميال- تفتقر إلى روابط الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التي تسمح بالتحكم عن بعد لمسافات تزيد عن مئة إلى مئتي ميل. ومع ذلك، فإن العديد من المناطق التي تهم إيران تقع إما داخل حدودها وسواحلها أو عبرها مباشرة، أو في الأماكن التي يوجد فيها حلفاء سعداء بتلقي أو استضافة أسلحة إيرانية. ويتألف هؤلاء الحلفاء من حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، والحكومة السورية في عهد بشار الأسد. ومن الجدير بالذكر أن حطام الطائرات بدون طيار الإيرانية، أو بعض مكوناتها، قد عُثر عليه في أفغانستان والبحرين والعراق وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والسودان والإمارات العربية المتحدة واليمن.
وتخدم الطائرات بدون طيار الإيرانية بشكل بارز القطاعات الجوية والبحرية والبرية "للكتائب" التابعة للحرس الثوري الإيراني ولكنها تدخل أيضاً في الجيش الإيراني النظامي.
وتقول المجلة الأمريكية: "من المهم أن نلاحظ أن معظم الطائرات العسكرية بدون طيار تستخدم في مهام المراقبة والاستطلاع- والتي يمكن أن تشمل تحديد الأهداف ومراقبة نتائج هجمات الصواريخ الباليستية– أو كأهداف تدريب لوحدات الدفاع الجوي. وحتى الطائرات المقاتلة بدون طيار تنخرط عادة في عمليات استطلاع أكثر بكثير من مهام تنفيذ الضربات".
الطائرات الإيرانية المسيرة بين الواقع والتلفيق
إن تتبع مشاريع الطائرات بدون طيار الإيرانية أمر معقد بسبب ميل طهران لإطلاق دعاية ملفقة أو مبالغ فيها أو غير متسقة عن أسلحتها، حسب تقرير The National Interest.
وتطور وتصنع العديد من الشركات الإيرانية الطائرات بدون طيار، على الرغم من أنها تعتمد إلى حد ما على مكونات الطائرات بدون طيار الجاهزة، وخاصة المحركات، التي تأتي من الصين أو أوروبا عبر وسطاء دوليين وشركات وهمية.
في الواقع، قد يشير العدد الهائل للأنواع المختلفة المُطورة أو المُنتجة إلى عدم الكفاءة بسبب تضارب المصالح الصناعية والبيروقراطية، وفقاً للمجلة الأمريكية.
أشهر الطائرات الإيرانية المسيرة
أباديل والصاعقة
دخلت طائرات أبابيل، وتعني بالفارسية "السنونو"، الخدمة في الثمانينيات، وربما كانت بمثابة سلاح كاميكازي ضد القوات العراقية. وقدم طرازا Ababil-2 و Ababil-3 التاليان أدوار مراقبة أكثر عمومية مع أجهزة استشعار حديثة وتغذية فيديو وزيادة استخدام المواد المركبة خفيفة الوزن. وفي الآونة الأخيرة، كُيِّفت Ababil-3 ونسخة غير رسمية تسمى Atlas لتعمل كطائرة بدون طيار مسلحة بقنابل Qaem-1 دقيقة التوجيه.
ومع ذلك، فإن البديل الأقدم Ababil-2T ذا الذيل المزدوج قد حقق شهرة أكبر بسبب نقل طهران للطائرات بدون طيار إلى الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
"مرصاد".. نسخة حزب الله
تلقى حزب الله ما لا يقل عن ثماني إلى اثنتي عشرة طائرة من طراز Ababil-2T، والتي أعيد تصميمها من طراز Mirsad-1 ومزودة بما يصل إلى 110 أرطال من المتفجرات.
وقد حلق العديد منها فوق المجال الجوي الإسرائيلي في حرب عام 2006 مع إسرائيل، وأسقطت طائرات مقاتلة من طراز F-16 للجيش الإسرائيلي اثنتين على الأقل. ويدعي حزب الله أنه توقف عن استخدام طائرات مرصاد في عام 2018. ويبدو أن طائرات شهاب الانتحارية بدون طيار التابعة لحركة حماس والتي اُستخدمت في حرب غزة 2021 مستمدة من طائرة أبابيل، ولكنها ليست مطابقة لها.
وبالنسبة لطائرات الحوثيين بدون طيار، فلا تزال تحمل الأرقام التسلسلية الإيرانية، وقد سميت Qasef-1 و Qasef-2K، برؤوس حربية تقليدية ورؤوس متفجرة جواً على التوالي. ويستخدم الحوثيون طائرات قاصف لاستهداف رادارات ذات مصفوفة طورية لأنظمة الدفاع الجوي السعودية باتريوت لتحسين فرص اختراق هجماتهم بالصواريخ الباليستية. وعلاوة على ذلك، فإن هجوماً شنته طائرة قاصف بدون طيار في 2019 قتل رئيس المخابرات اليمنية في قاعدة العند الجوية.
طائرات Sammad التي طورت خصوصاً للحوثيين
في عام 2018، بدأ المتمردون الحوثيون في نشر طائرة الصمّاد بدون طيار الأكثر قدرة. وفي حين أن Sammad-1 لها دور مراقبة، يمكن لطائرة Sammad-1 (أو UAV-X) الاستطلاع/كاميكازي وتحمل رأساً حربياً يبلغ وزنه 40 رطلاً، ويُزعم أن Sammad-3 لديها نطاق هجوم ممتد يصل إلى 932 ميلاً. وفي حين أن طائرات صمّاد لا تتوافق مع طائرة إيرانية بدون طيار معروفة، إلا أنه يستخدم العديد من مكونات الطائرات بدون طيار الإيرانية، وكذلك المحركات الألمانية التي حصلت عليها إيران عبر شركة يونانية.
واستخدمت طائرة Sammad-3 في هجوم على منشأة معالجة النفط السعودية في عام 2019، مما أدى إلى خفض إنتاج البلاد من النفط بمقدار النصف لمدة يومين. وورد أيضاً أنها استخدمت في تنفيذ غارتين على مطار دبي الدولي. وأسقطت الطائرات السعودية من طراز F-15 العديد من الطائرات بدون طيار من طراز قاصف وطائرات الصماد بدون طيار بصواريخ Sidewinder.
ذخائر قدس رعد المتسكعة
غالباً ما تستخدم الذخائر المتسكعة لضرب أهداف أقرب بكثير لخط المواجهة.
ويبلغ مدى صاروخ Ra'ad 85، الذي يستخدمه الحرس الثوري الإيراني، 62 ميلاً ويمكن أن يهبط نحو هدف محدد بسرعة تصل إلى 155 ميلاً في الساعة، ويُزعم أن الأهداف يمكن أن تشمل حتى طائرات هليكوبتر.
وفي إحدى الحالات في عام 2015، هاجمت خمسة صواريخ رعد مقاتلين ثوريين سوريين كانوا يعقدون اجتماعاً في محافظة إدلب.
Arash: طائرة كاميكازي "انتحارية"بدون طيار لصيد الرادارات
طورت إيران أيضاً طائرة بدون طيار مضادة للرادار تطلق من حاويات يمكن حملها فوق سيارة صغيرة ويُزعم أنها تهاجم أهدافاً على مسافات طويلة (أكثر من تسعمئة ميل).
قد يكون من الصعب اكتشاف هذا النوع من الذخائر المتسكعة قبل الإطلاق، وقد يكون دقيقاً إلى حد معقول من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي المتكامل في انبعاثات رادارات الدفاع الجوي النشطة الأرضية أو البحرية.
ومع ذلك، من غير الواضح إلى أي مدى يكون نظام التحكم/الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Arash أكثر مرونة من مخطط صاروخ كروز موجه بالرادار.
الطائرة "غزة" العابرة للقارات!
كشفت إيران نهاية شهر مايو/أيار 2021، النقاب عن طائرة بدون طيار محلية الصنع أطلقت عليها اسم "غزة"؛ وذلك "تكريماً لكفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي"، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
ويقال إن مداها يصل إلى 7 آلاف كيلومتر أي أنها تعادل في مداها الصواريخ العابرة للقارات والقاذفات الثقيلة، رغم عدم التأكد من ذلك من مصادر موثوقة.
فلقد نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية في 27 يونيو/حزيران 2021، عن حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، قوله إنه "أصبح لدى إيران طائرات مسيّرة يبلغ مداها 7000 كيلومتر"، وذلك في تطور ربما تعتبره واشنطن تهديداً للاستقرار الإقليمي. وأضاف سلامي أن الطائرات المسيرة "بإمكانها التحليق والعودة (لقواعدها) والهبوط في أي مكان مقرر لها الهبوط فيه".
من المفترض أن تتمكَّن الطائرة المُسيَّرة بعيدة المدى الجديدة من الإقلاع والهبوط، على عكس طائرات كاميكازي الإيرانية، التي بُرمِجَت على الطيران وضرب هدف مُحدَّد، على غرار صاروخ كروز.
وقالت مصادر إعلامية إيرانية إنه من الناحية النظرية يمكن برمجة هذه الطائرة المُسيَّرة الجديدة لتطير لمسافاتٍ طويلة ثم تهبط في مكانٍ آخر.
وقال تقرير لوكالة تسنيم الإيرانية إن طائرة غزة المُسيَّرة الجديدة تسمَّى "شاهد 149″، وهي أكبر من طائرة شاهد 129.
وبحسب اللواء حسين سلامي، يمكن لطائرة شاهد 149 الجديدة أن تحمل 13 قنبلة.
إسقاط للطائرات الأمريكية ثم استنساخها
وحصلت إيران أيضاً على العديد من الطائرات الأمريكية بدون طيار المحطمة بما في ذلك Boeing ScanEagles و RQ-170 وطائرات بدون طيار مقاتلة من طراز Predator و Reape، وطوّرت تصميمات محلية على غرارها بوضوح، وهي ياسر، وصاعقة-2، وشاهد-129، وكمان-122.
وأفادت وكالة تسنيم أنه "حتى الآن كان مدى الطائرة المُسيَّرة شاهد 171، التي كانت (نسخةً) من الطائرة آر كيو-170 الأمريكية، هو 4.400 كيلومتر، وكانت أطول الطائرات المُسيَّرة الإيرانية في المدى الذي تبلغه".
وكانت إيران قد أسقطت طائرة آر كيو-170 الأمريكية، وهي طائرة تجسُّس مُسيَّرة، في عام 2011، وادَّعَت أنها فكَّكَتها وأعادت هندستها.
وذكرت مجلة Newsweek الأمريكية في يناير/كانون الثاني الماضي أن إيران ربما تكون قد أرسلت طائرةً مُسيَّرة إلى اليمن بمقدورها أن تهدِّد إسرائيل. وفي مايو/أيَّار، كانت إيران وراء إطلاق طائرة مُسيَّرة من العراق عبر سوريا إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وأسقطتها إسرائيل.
كما كشف تقرير نشرته شبكة Bloomberg الأمريكية، في يناير/كانون الثاني 2021، أن إيران قامت باختبار طائرة مسيَّرة بعيدة المدى وُصفت بـ"الانتحارية".