رغم إعلان واشنطن عزمها الانسحاب من أفغانستان ضمن عملية واسعة للابتعاد عن الشرق الأوسط والتركيز على الصين، فإن الواقع يشير إلى أن إدارة بايدن ستظل متورطة في حروب أمريكا في الشرق الأوسط التي أصبحت فخاً لا تعرف كيف تتخلص منه.
في سبتمبر/أيلول المقبل، حين تقلع آخر طائرة شحن من طراز C-130 ومروحية نقل من طراز شينوك من قاعدة "باغرام" الجوية الشهيرة في أفغانستان، فإنَّها لن تترك وراءها موقع هزيمة عسكرية فحسب، وفقاً لما ورد في مقال نشر في موقع Responsible Statecraft الأمريكي كتبه والدن بيلو: أستاذ علم الاجتماع بجامعة ولاية نيويورك.
بل إنَّ مغادرة القوات الأمريكية ستمثل أيضاً النهاية الكئيبة لاستراتيجية الاشتباك العسكري المباشر بهدف إعادة تشكيل الشرق الأوسط جذرياً، والتي أدت بدلاً من ذلك إلى قلب التوازن الاستراتيجي العالمي رأساً على عقب.
الرئيس جو بايدن الآن هو رابع زعيم أمريكي يُشرف على الحرب الأمريكية في أفغانستان. إذ ورث عملية سلام هشة ولمّح أعضاء حكومته إلى أنّهم سيعملون على دفعها إلى الأمام.
وجاء بايدن للحكم بعد أن عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في فبراير/شباط عام 2020، صفقةً مع طالبان لانسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو بحلول الأول من مايو/أيار عام 2021، ولكن بايدن مدد الوجود الأمريكي بضعة أشهر، كأنه يحاول إرضاء المسؤولين الأمريكيين المعترضين على فكرة الانسحاب برمتها.
وعلى عكس كثير من الأزمات السابقة، فإن جزءاً من الليبراليين الأمريكيين كانوا هم المعترضين على الانسحاب؛ نظراً لأن الشعور الرسالي الذي بات يميز الليبراليين واليساريين الغربيين، يجعلهم يرون أن من حقهم حماية الشعب الأفغاني من تطرف طالبان، عبر التحالف مع النخبة التي تحكم أفغانستان رغم براغماتيتها وتفككها، لأنها تجيد فقط مخاطبة الغرب كما يريد.
كيف أسهمت حروب أمريكا في الشرق الأوسط في صعود الصين؟
حروب أمريكا في الشرق الأوسط الممتدة 20 عاماً لم تسهم في تراجع القوى الإمبريالية الأمريكية بصورة حاسمة فقط، بل أسهمت أيضاً في الاستقطاب المحلي الذي يمزق العملية السياسية الأمريكية حالياً وفي بروز الصين لتكون المركز الجديد لتراكم رأس المال العالمي، حسب الموقع الأمريكي.
ويأمل الليبراليون والتقدميون الأمريكيون أن يوفر إنهاء الالتزام بأفغانستان الظروف من أجل عملية إعادة ضبط جوهرية للسياسة الخارجية الأمريكية.
لكن يتشكك كثيرون حتى في الوقت الراهن بأنَّ الولايات المتحدة تعلمت فعلاً الدروس وأنَّ جو بايدن لن يجد عذراً آخر لإبقاء وجود عسكري في أفغانستان.
وفي دولة مرَّت بصدمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، أعقبها تمرد 6 يناير/كانون الثاني (اقتحام الكونغرس)، وجائحة عمليات إطلاق النار الجماعي شبه الأسبوعية، قد يبدو أسامة بن لادن وجورج بوش الابن وهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والحرب على الإرهاب حواشي تاريخية تتضاءل أمام مشكلات البلاد الحالية.
جورج بوش حقق لأسامة بن لادن ما كان يتمناه
مثلما كتبتُ عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، عَمِلَ أسامة بن لادن بما يشبه "نظرية فوكو" لتشي غيفارا.
كان غيفارا يؤمن بأنَّ الاشتباك المباشر مع العدو ضروري كي يُظهِر للفلاحين أنَّ حروب العصابات بإمكانها هزيمة الجيوش وتشجيعهم على الانضمام للثورة.
ونظر بن لادن، الذي يعمل في ساحة عالمية، إلى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول باعتباره عملاً من شأنه كشف ضعف "الشيطان الأكبر" وإلهام المسلمين للانضمام إلى جهاده ضد هذا الشيطان، حسب وصف التقرير.
لكنَّ الأمر لم ينجح تماماً على هذا النحو. فبدلاً من شعور المسلمين بالإلهام، شعر معظمهم بالرعب ونأوا بأنفسهم عن هذا الفعل المريع.
مع ذلك، كان بن لادن محظوظاً بفضل جورج بوش الابن والمحافظين الجدد الذين وصلوا إلى السلطة معه في واشنطن عام 2001. فبالنسبة لهم، كان هجوم أسامة فرصة وهبها الله من أجل تعريف أعداء أمريكا وأصدقائها بأنَّ الإمبراطورية قادرة على فعل كل شيء.
الهدف الحقيقي من حروب بوش
شُنَّ بوش غزوي أفغانستان والعراق ظاهرياً بغرض ملاحقة "جذور الإرهاب"، لكنَّهما في الحقيقة كانا يمثلان ما وصفه الرومان بـ"حروب العبرة" (حروب تهدف لتحذير الآخرين ومنحهم العبرة)، وكان هدفهم هو إعادة تشكيل البيئة الاستراتيجية العالمية كي تلائم ما تُسمِّيه واشنطن الوضع "ثنائي القطب" عقب انهيار الاتحاد السوفيتي.
كان بوش محبطاً من امتناع والده عن الإجهاز على صدام حسين خلال حرب الخليج 1990-1991، فشنَّ هذين الغزوين ليكونا الخطوتين الأوليين في مسعاه للقضاء على ما يُسمَّى بالدول المارقة، وإرغام الدول المستقلة على مزيد من الولاء أو استبدالها بحلفاء أقوى، وتحذير المنافسين الاستراتيجيين مثل الصين من أنَّهم يجب ألا يفكروا حتى في التنافس مع الولايات المتحدة.
لم تتعظ إدارة بوش من دروس فيتنام وهزائم البريطانيين والسوفييت في أفغانستان، فقادت الولايات المتحدة إلى حربين لا يمكن الانتصار فيهما ضد متمردين ذوي دوافع عالية في الشرق الأوسط.
التوسع المفرط للحروب أضعف أمريكا
لم يكن ذلك هو بالضبط السيناريو الذي توقعه بن لادن، لكنَّه ما كان ليتذمَّر إن كانت إدارة بوش، بسبب حملتها للهيمنة أحادية القطب، قد وضعت الولايات المتحدة على طريق التوسع المفرط، وهو ما كان هدفه الاستراتيجي في نهاية المطاف.
كان الاحتلال المطول يتطلَّب وجود قوات على الأرض، وكما كان نائب وزير الخارجية الأمريكي، ريتشارد أرميتاج، يرى، فإنَّ "الجيش على وجه التحديد كان متمدداً أكثر من اللازم.. ويخوض ثلاث حروب، أفغانستان والعراق والحرب العالمية على الإرهاب".
وفي ذروة حرب العراق، كتب محلل الشؤون الدفاعية جيمس فالوس إنَّه "ليس من قبيل المبالغة الكبيرة اليوم القول إنَّ الجيش الأمريكي برمته إمَّا في العراق، أو عائد من العراق، أو يستعد للذهاب إلى العراق". وقد دفع نقص الموارد البشرية القيادة العليا للجيش الأمريكي لاستدعاء قوات الاحتياط والحرس الوطني.
وكما هو مُتوقع، تراجعت المعنويات، خصوصاً مع مد فترات الخدمة في الخارج وازدياد الضحايا في مناطق لم يتوقع هؤلاء الجنود الذين يعملون في الجيش بدوام جزئي تكليفهم بها قط.
ومع ابتعاد احتمال الانتصار في أرض المعركة أكثر فأكثر، تلاشى الدعم لحربي العراق وأفغانستان، والذي كان محدوداً للغاية منذ البداية.
أوباما يمدد حروب بوش رغم وعوده
وصل أوباما إلى السلطة في 2009 متعهداً بإنهاء حروب أمريكا في الشرق الأوسط.
ففي العراق، جرى سحب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية خلال ولايته الأولى، لكن جرى إرسال الآلاف من قوات مشاة البحرية (المارينز) وأفراد القوات الخاصة للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"؛ وهو التنظيم الذي تحفز نموه جراء الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. وبينما كان ذلك يجري، انهار هدفٌ أمريكي رئيسي في العراق- وهو وجود دولة مستقرة غير طائفية وموالية للولايات المتحدة- بعدما تحالفت الحكومة العراقية الشيعية المتعاقبة مع إيران.
وبدأ أوباما تدخلاً مفتوحاً في الحرب الأهلية السورية، فنشر قوات خاصة وشن ضربات جوية أوقعت الولايات المتحدة في نهاية المطاف في شراك مواجهة متعددة الأطراف مع داعش والجهاديين الآخرين والقوات السورية والقوات الروسية.
وقد وسَّع الرئيس الديمقراطي في الواقع الوجود العسكري الأمريكي في شمال إفريقيا خلال الربيع العربي عام 2011، ففرض بشكل أحادي مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) "منطقة حظر جوي" شهدت شن هجمات على الدفاعات الليبية أسفرت عن مئات القتلى المدنيين، ودعم جوي ضخم للحملات البرية للثوار المناهضين للقذافي. وقد ترك التدخل ليبيا بدون حكومة مركزية، وانزلقت البلاد إلى حالة من الفوضى ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وفي أفغانستان، أضاف أوباما 33 ألفاً من القوات إلى الـ68 ألفاً الذين كانوا موجودين في البلاد بالفعل عند وصوله إلى السلطة، ظانّاً أنَّ هذه "الزيادة" ستشل حركة طالبان. فشلت هذه الزيادة، لكنَّه أبقى على 8400 جندي في البلاد.
في الواقع، لقد وسَّع أوباما الحرب لتمتد إلى باكستان، فاستخدم الطائرات بدون طيار لاستهداف قادة طالبان والجهاديين العاملين من قواعدهم قرب الحدود مع أفغانستان.
وقد حصدت هذه الحرب التي يُتحكَّم فيها من خلال الحاسوب أرواح مئات المدنيين الأبرياء الذين وصفهم الجيش الأمريكي بـ"الضرر الجانبي". وقد أرسل أيضاً القوات الخاصة في هجمات داخل العمق الباكستاني، وكان المثال الأبرز عليها هو الهجوم الذي وقع في مدينة أبوت أباد وأسفر عن مقتل أسامة بن لادن عام 2011.
عقيدة أوباما.. الحرب الخفية
وعلى عكس بوش الثاني الذي كان يُفضِّل "قوات على الأرض"، تبنَّى أوباما، على حد تعبير ديفيد سانغر من صحيفة The New York Times الأمريكية، "القوة الصلبة الخفية"، في إشارة إلى ضرورة "وجود بسيط" يُمكِّن الولايات المتحدة من خوض حروبها خفيةً، وتنفيذ عملياتها بسرعة على غرار عملية اغتيال بن لادن، ومن ثَمَّ تجنُّب التورطات الطويلة. لقد أضفى أوباما على أسلوبه في شن الحرب "عدوانية" وجدها المحيطون به "مُفاجِئة".
مع ذلك، كان أوباما بالفعل يُقدِّر حقيقة أنَّ التورط في الشرق الأوسط يضعف القوة الأمريكية من خلال إثارة السخط في الداخل والنفور من أمريكا في الخارج.
ويمكن أن يستمر خوض ما يُسمَّى بـ"الحرب اللامتناظرة" ضد المجموعات غير النظامية مثل طالبان والجهاديين إلى الأبد، وكان أوباما يريد تغيير الاستراتيجية العسكرية الأمريكية العالمية إلى استراتيجية أكثر ملاءمة لقوتها المتصورة في الحرب التقليدية بدلاً من عمليات مكافحة التمرد. فكانت الخطة الكبرى الجديدة هي "التحول نحو آسيا" التي تضمَّنت نشر الجزء الأكبر من القوة البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي لاحتواء الصين.
فشل عملية الخروج والتوجه نحو آسيا.. وترامب يرث حروب أوباما
لكنَّ الحديث عن إعادة التوجيه كان أسهل من التنفيذ، لأنَّ الخروج من مستنقع الشرق الأوسط أصبح مستحيلاً بفعل قوة المصالح التي شكَّلت لوبي "الحرب على الإرهاب"/"مكافحة التمرد" في المنطقة.
وصل دونالد ترامب إلى السلطة جزئياً بفعل قوة المشاعر المناهضة للحرب، وتذكير الناس باستمرار خلال حملته للرئاسة في 2015 و2016 بأنَّ منافسته هيلاري كلينتون صوتت لصالح غزو العراق في 2003 حين كانت عضوة بمجلس الشيوخ. لكن بعد وصوله للمنصب، انتهى به المطاف بزعزعة استقرار الشرق الأوسط أكثر.
فقبل كل شيء، كان هناك دعمه غير المشروط لإسرائيل، والذي دفعه إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ثم تراجع عن الإنجاز الوحيد المُخفِّف للتوتر من عهد أوباما حين سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
وأخيراً، منح شيكاً على بياض لمشتريات الأسلحة السعودية، الأمر الذي مكَّن المملكة من شن تدخلها الوحشي في الحرب الأهلية اليمنية.
والجيش الأمريكي تجاهل قرار الرئيس بالانسحاب من سوريا
لكنَّ ترامب كان يتذكر أحياناً أنَّ إنهاء وجود القوات على الأرض هو أحد الوعود الرئيسية لحملته الانتخابية حتى يمكن للبلاد أن تركز على "أمريكا أولاً". لكن بعدما قرر ترامب إنهاء التدخل في سوريا الذي يعود إلى حقبة أوباما من خلال سحب ألف من القوات الأمريكية في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، استسلم لمقاومة الجيش الأمريكي لقراره بالانسحاب.
وكما هو الحال مع أوباما، كان ترامب ذا سلوك عدواني سلبي، فكان حريصاً على أن يُظهِر لجنرالات الجيش الأمريكي أنَّه يمكن أن يكون رجولياً مثلهم تماماً. وكان المظهر الأشهر لهذا السلوك حين تجاهل القانون الدولي بشكل صارخ وأصدر الأمر باغتيال قاسم سليماني، وهو جنرال إيراني كبير، في يناير/كانون الثاني 2020 على عكس نصيحة كبار العسكريين ونخبة الاستخبارات.
وفي مواجهة المقاومة المستترة من جانب الجنرالات، انتهى المطاف بترامب بالإبقاء على الآلاف من القوات في أفغانستان خلال فترة ولايته بالمنصب، لكن إدراكاً منه لتداعيات عدم الوفاء بوعده بحلول موعد انتخابات 2020، وجَّه ترامب الجيش الأمريكي في فبراير/شباط 2020 بسحب كافة القوات بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2020. ومجدداً، ماطل الجيش الأمريكي، بدعم من لوبي الحرب على الإرهاب، حتى انقضاء الموعد المحدد، وورث جو بايدن نحو 3500 من القوات وأفراد القوات الخاصة الذين ما يزالون موجودين بالبلاد حين تولى السلطة في يناير/كانون الثاني 2020.
بايدن يتعهد بمواجهة الصين، ولكن يشن أولى حروبه في سوريا
ذكَّرنا خطاب بايدن المبكر بما كان يبدو أنَّه حسم أوباما وترامب المبدئي بشأن إنهاء التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط. وأُعيد إحياء استراتيجية أوباما "التحول نحو آسيا"، وحُدِّدَت الصين بصورة أكثر صراحة باعتبارها منافساً استراتيجياً للولايات المتحدة.
لكن يمكن رؤية أنَّ الالتزام المستمر بالشرق الأوسط هو جزءٌ أصيل من منظور وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في حقيقة أنَّه بعد إدراج احتواء الصين باعتباره مبعث الاهتمام الرئيس للوزارة، فإنَّها أدرجت "عرقلة التهديدات العابرة للحدود الوطنية ومن الفاعلين من غير الدول من التنظيمات المتطرفة، مثل تلك العاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب ووسط آسيا" كأولوية لها.
في الواقع، تجلت الصعوبة في إنهاء هذه الالتزامات المُنهِكة في حقيقة أنَّ أول أعمال بايدن الحربية قد تمت في سوريا، حيث هاجمت الطائرات الأمريكية ميليشيات سورية بعد مرور ما يزيد على شهر بقليل من تولي الإدارة الجديدة السلطة في 25 فبراير/شباط الماضي.
وها هو لوبي الحروب يجاهد لإبقاء قوات أمريكية في أفغانستان
إذا كان من الصعب للغاية إنهاء تدخل جانبي مثل سوريا، فسيكون من الأصعب بكثير إنهاء التزام رئيسي مثل أفغانستان.
وفيما يقترب الموعد النهائي الذي فرضه بايدن على نفسه في سبتمبر/أيلول المقبل، يضاعف اللوبي المدني/العسكري للحرب على الإرهاب جهوده من أجل إبقاء وجود أمريكي هناك.
وحذرت "مجموعة دراسة أفغانستان" التي شكلها الكونغرس، والتي يشارك في رئاستها الجنرال المتقاعد جوزيف دانفورد، وهو رئيس سابق لهيئة الأركان المشتركة، من أنَّ "الانسحاب المتسرع قد يؤدي إلى إعادة تكون التهديد الإرهابي للوطن الأمريكي في غضون 18 شهراً إلى 3 سنوات".
وعلى جماعة بايدن أن ينتظروا بجزع الصرخة المخيفة "مَن خسر أفغانستان؟" التي سيُطلقها اليمين المتطرف الانتهازي قبل انتخابات التجديد النصفي عام 2022، حسب وصف موقع Responsible Statecraft.
إنَّ واحدة من سمات التمدد المفرط هي أنَّه يصبح من الصعب للغاية التخلي عن الأولويات القديمة، وبالتالي يصبح كل شيء أولوية. وقليلةٌ هي الإمبراطوريات التي تمكَّنت من إرخاء قبضتها والتخلي عن الالتزامات المدمرة للذات.
وهذا هو السبب الذي يجعل المرء غير قادر على لوم المتشككين الذين يتوقعون أنَّ بايدن لن يملك في نهاية المطاف الجرأة لمواجهة المصالح المترسخة المعتمدة بشدة على الإبقاء على وجود أمريكي قوي في أفغانستان والشرق الأوسط، على الرغم من حديث الرئيس عن الانسحاب.