"أعطونا يومين أو ثلاثة لإنهاء الحرب على غزة"، يثير هذا الطلب الغريب الذي تقدمت به إسرائيل لأمريكا، تساؤلات جديدة حول ما يمكن أن يتغير في الحرب في يومين، بل إنه يثير تساؤلاً حول ما أهم شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، مقابل شروط حماس المعروفة إلى حد كبير.
وقالت مصادر غربية مطلعة على محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الإدارة الأمريكية مهلة يومين إلى ثلاثة لإنهاء عمليته العسكرية في قطاع غزة، حسبما كشفته وكالة الأناضول.
أضافت المصادر الغربية، مفضّلة عدم الكشف عن هويتها، أن الأمريكيين طلبوا من نتنياهو يومي الأحد والإثنين، إنهاء عدوانه على غزة، فردّ أنه ما زال بحاجة ليومين أو ثلاثة لاستكمال تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضرب أهدافه في القطاع.
والأغرب أن تحجج نتنياهو في طلبه هذا بالجيش الإسرائيلي يأتي في وقت، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية متعددة بأن مسؤولين كباراً في وزارة الدفاع الإسرائيلية طالبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس ببدء العمل لوقف إطلاق النار وإنهاء العملية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي على حماس في قطاع غزة.
جاءت مطالبات قادة الجيش الإسرائيليين بوقف العملية العسكرية في غزة بناء على تصور أن الجيش الإسرائيلي حقق معظم أهدافه منذ بداية العملية، فيما حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حماس علناً بالقول إن "الأمر لم ينته بعد".
وهو ما يشير إلى أن أهداف وشروط إسرائيل لوقف إطلاق النار غزة أو بكلمة أدق شروط نتنياهو، غير عسكرية، وقد لا تكون هذه الأهداف لصالح إسرائيل عسكرياً وسياسياً، ولكنها قد تكون انتخابية بالأساس، والسؤال هل هي قابلة للتحقق؟
شروط حماس
بينما تبدو شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة غير واضحة، وتميل للعمومية والمبالغة، فإن أهداف حماس معلنة، ومحددة، وما لم يعرف فيها بعد هو مدى إمكانية تحقيقها، وإلى أي مدى الحركة قادرة على دفع ثمن تحقيق هذه الأهداف، وأي الشروط يمكن أن تقدم فيها تنازلات كلية أو جزئية.
حماس هذه المرة متمسكة بالربط بين الوضع في القدس وغزة مهما كانت الخسائر، بالنسبة للحركة والقطاع فإن هذا هو الانتصار الحقيقي.
وسبق أن قال القيادي في حركة "حماس"، حماد الرقب، إنهم وضعوا ثلاثة شروط لوقف إطلاق النار: يتمثّل الأول في انسحاب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من باحات المسجد الأقصى، والثاني وقف كل الانتهاكات بحق أهالي حيّ الشيخ جراح في مدينة القدس، والثالث يتعلّق بإطلاق سراح كل المعتقلين الفلسطينيين الذين سجنتهم إسرائيل خلال "هبّة القدس" الأخيرة.
وأضاف الرقب أنه "في حال استمرت تل أبيب في ممارسة الانتهاكات في القدس ولم تستجِب للشروط، فإن للمقاومة الحرية المطلقة في استخدام كل الوسائل القتالية للدفاع عن جميع الفلسطينيين"، وفقاً لما ورد في تقرير لـ"موقع إندبندنت عربية".
ولكن بعد أيام من الحرب تخللتها محاولات للوساطة، كشف قيادي بارز في حركة حماس مطلع على جهود الوساطة الجارية، في تصريحات لشبكة CNN، أن جهود مصر وقطر للتوسط في هدنة مع إسرائيل تعثرت بسبب نقطتين رئيسيتين. وطلب المصدر عدم ذكر اسمه للتحدث عن مفاوضات سرية.
وقال المصدر القيادي بحماس، طالباً عدم نشر اسمه، إن النقطة الأولى هي إصرار الحركة على أن أي وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس يجب أن يشمل إنهاء "الاستفزازات" الإسرائيلية في المسجد الأقصى والتهديد بإخلاء حي الشيخ جراح. وأضاف أن إسرائيل رفضت هذه الشروط حتى الآن.
أما النقطة الثانية، بحسب المصدر، فهي إصرار إسرائيل على أن تبدأ حركة حماس وقف إطلاق النار أولاً، قبل ثلاث ساعات على الأقل من قيام إسرائيل بذلك. وقال المصدر إن حماس ترفض هذا الاقتراح رفضاً قاطعاً.
وأضاف المصدر أن محادثات الوساطة ناقشت أيضاً "إجراءات حفظ ماء الوجه"، بحيث لا يوحي ترتيب الهدنة بفوز طرف وخسارة طرف.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن مصدر مطلع على جهود الوساطة في القاهرة قوله، إن الوفد المصري الذي زار تل أبيب غادرها بعد أن فشل في إقناع السلطات الإسرائيلية، بالموافقة على وقف إطلاق النار، وأضاف أن الجانب المصري، اقترح وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، باعتباره مرحلة أولى في هدنة مستدامة، مضيفاً: "لكن يبدو حالياً أن هذه المبادرة لا آفاق لها".
شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة تبدو مبهمة
بناء على ما سبق، فإنه من الواضح أن شروط حماس لوقف إطلاق النار تبدو واضحة نسبياً، بينما من الواضح أن شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة أو بالأحرى شروط نتنياهو غير معروفة حتى للجيش الإسرائيلي.
نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير: "إسرائيل لن تتفاوض على وقف لإطلاق النار قبل أن تدفع حماس ثمن هجماتها".
وقال المسؤول، الذي لم يكشف عن اسمه: "أطلقت حماس رشقات من الصواريخ، وبعد ذلك يريدون بالطبع وقف إطلاق النار، هذا مثالي بالنسبة لهم، بحيث يتعين عليهم دفع ثمن إطلاق النار على القدس وغيرها"، حسب قوله.
وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، قد لخص الرفض الإسرائيلي، بتصريحات قال فيها، إن حكومة بلاده قررت رفض أي اقتراحات، بخصوص إمكانية وقف عملياتها العسكرية الجديدة في قطاع غزة، وفي حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس 13 أيار/مايو، قال كوهين: "اتفقنا على الرفض التام لكل الطلبات المختلفة بشأن وقف إطلاق النار".
واعتبر الوزير الإسرائيلي، أن الوساطات المقترحة لخفض التصعيد، جاءت أساساً من حركة"حماس"، مشدداً على أن خطط الجيش الإسرائيلي الحالية، تتعلق باغتيال قيادات كبار في الحركة، وكانت التقارير قد أشارت، إلى رفض الجانب الإسرائيلي للوساطة المصرية، المدعومة بجهد قطري وتركي وأممي، في ظل حديث عن رغبة إسرائيل، في استمرار حملتها العسكرية على غزة، بهدف إنهاك قدرات حماس، وبهدف حصول القيادة الإسرائيلية على نصر معنوي، ورضا شعبي في الداخل.
وقال نتنياهو في بيان مصور يوم الجمعة 14 مايو/أيار: "قلت إننا سنوجه ضربات كبيرة لحماس والفصائل المسلحة الأخرى، وهذا ما نفعله. واليوم الأخير وجهنا ضربات لأهداف تحت الأرض. وظنت حماس أنها تستطيع الاختباء هناك، لكنها لا تستطيع ذلك".
لكن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قالوا إن استمرار العملية قد يؤدي في النهاية إلى خطأ من شأنه أن يجر إسرائيل إلى حرب شاملة، وهجوم بري في قطاع غزة لا يحظى حالياً بقبول داخل مؤسسة الدفاع.
هل يريد نتنياهو القضاء على حماس؟
وجه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان نقداً لاذعاً لنتنياهو قائلاً: "حرب غزة بلا سياسة واضحة، فإذا أنهيناها دون نزع سلاح حماس، وإعادة الأسرى، فكل هذا الجهد سيذهب سدى، وسنصل لنفس النقطة، ثم عملية عسكرية لاحقة، في ظروف أكثر صعوبة، تشكل خطراً أكبر علينا، وحماس ستخرج فيها منتصرة، لأنها كشفت عورة جبهتنا الداخلية"، حسب تعبيره.
وبصرف النظر عن حماسية كلام ليبرمان، فإن فكرة نزع سلاح حركات المقاومة في غزة تبدو خيالية، بالنظر إلى أن المقاومة تنتشر في كل مكان في قطاع غزة ونسبة كبيرة أصلاً من سكان غزة مسلحون، ومثل هذه المحاولة تعني القتال بين بيت إلى بيت في شوارع غزة الضيقة.
وإسرائيل لديها تجارب سيئة مع عمليات التوغل المحدودة، وليس حتى الاجتياح الشامل.
بالنسبة للجيش الإسرائيلي توغل ولو محدود في غزة أمر مستبعد، وبالتالي محاولة إسقاط حكم حماس أو نزع سلاحها هدف غير مطروح ولو بشكل دعائي من نتنياهو، لأن مثل هذه المحاولة قد تؤدي لخسائر بشرية كبيرة للإسرائيليين وقد تنتهي بفشل ذريع أو حتى لو نجحت في إسقاط حماس فقد ينتهي الأمر بسيطرة تنظيم متطرف مثل داعش على القطاع.
إليك أبرز أهداف نتنياهو من استمرار الحرب، ولماذا تبدو صعبة التحقيق؟
استهداف قيادات المقاومة
رغم أن إسرائيل لم تحدد هدفاً واضحاً لهذه الجولة من المواجهة فإنه في الآونة الأخيرة بدأت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تكشف أن السقف الذي وضعته المؤسسة الأمنية والسياسية هو اغتيال قيادات الصف العسكري الأول لحماس، الذين تتهمهم إسرائيل بإدارة هذه المعركة، وهم: محمد الضيف، يحيى السنوار، مروان عيسى، أحمد غندور، محمد السنوار، فتحي حماد، وأبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام.
ومن الواضح أن تنفيذ ذلك لم يعد سهلاً، وبالأخص مع الضيف الذي نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية على مدار عشرين عاماً.
الأهم أنه حتى لو نجحت إسرائيل في اغتيال عدد من قيادات حماس، فإن التجارب السابقة تشير إلى أن هذا لم يضعف الحركة، بل على العكس، فقد استشهد طابور طويل من قيادات الحركة العسكرية والسياسية بدءاً من الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي، وإسماعيل أبوشنب من القيادات السياسية والمهندس يحيى عياش ومحمود أبوهنود، وصلاح شحادة وأحمد الجعبري من القيادات العسكرية، ورغم ذلك ازدادت حماس قوة عسكرياً وسياسياً.
تدمير مواقع إطلاق صواريخ
تفيد التقارير بأن من أهداف إسرائيل قصف مواقع لإطلاق الصواريخ أرض أرض، وخاصة منصات الإطلاق بعيدة المدى، والخلايا المسلحة، ومراكز استخبارات حماس، ونقاط مراقبة برية في البحر قبالة جنوب قطاع غزة، ومواقع وخلايا إطلاق صواريخ مضادة للدبابات.
كما تفيد تقارير بتركيز إسرائيل على استهداف مصانع صواريخ المقاومة.
ولكن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، آريا شاليكار، قال الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تمتلكان نحو 12 ألف صاروخ، معترفاً بأنه من الصعب تدمير تلك الصواريخ بالكامل.
الأهم أن أغلب هذه الصواريخ محلية الصنع، وبالتالي حتى لو دمرت مصانعها أو منصاتها، فإن وجود العنصري البشري القادر على تصنيعها في غزة معناه أنه يستطيع أن يعيد الكرة.
تدمير الأنفاق
أحد الأهداف التي تتحدث عنها آلة الحرب الإسرائيلية، هو تدمير الأنفاق في غزة، أو ما يسميه الجيش الإسرائيلي بشبكة مترو غزة أو مترو حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الكشف عن مشروع الأنفاق الداخلية لحركة "حماس"، وقال إنه قد "دمر كيلومترات عديدة منه" في شمال قطاع غزة، وفق موقع "I24NEWS" العبري.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان له، إلى أن "حماس استثمرت، في العقد الأخير، أكثرية أموالها وقدراتها في حفر بنية تحتية لأنفاق متفرعة على امتداد قطاع غزة وهي شبكة بأنفاق متفرعة ومتصلة ببعضها عبر تقاطعات وممرات التفافية، خاصة في شمال قطاع غزة".
وبرر الجيش الإسرائيلي الهدف من بعض أعنف ضرباته العسكرية بـ"توجيه ضربة قوية إلى مترو حماس الموجود تحت الأحياء الشمالية والشرقية في محيط مدينة غزة".
لكن التاريخ القريب، يشير إلى أن إسرائيل حاولت استهداف الأنفاق في حرب عام 2014، عبر جنودها وليس الغارات الجوية فقط، وكان ذلك أحد أسباب مجزرة الشجاعية التي راح ضحيتها 74 فلسطينياً.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في عام 2014 "عندما دخلنا الشجاعية استقبلتنا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف آر.بي.جي ونيران أسلحة ثقيلة كثيفة أطلقت على القوات من المنازل.. من المباني المحيطة".
وآنذاك نزح عشرات الآلاف من الحي، وتعرض الجيش الإسرائيلي لأكبر خسارة بشرية له منذ حرب لبنان 2006، ولكن لم يقضِ ذلك لا على المقاومة ولا أنفاقها.
استعادة الردع المعنوي وتضخيم الإنجازات هو هدف نتنياهو الشخصي
"لا شيء لدى الجيش الإسرائيلي يستطيع تحقيقه في هذه الجولة"، حسب ما يقول معاوية موسى، الباحث في مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية، في تقرير سابق لـ"عربي بوست".
"فالأولوية الآن باتت استعادة الردع الذي فقدته إسرائيل في هذه الجولة، كما يمكن تفسير زيادة مستوى القصف الذي يستهدف البنى التحتية بأنه بمثابة تغير في استراتيجية المواجهة التي حددتها إسرائيل من اغتيال قادة المقاومة، إلى رفع تكلفة أي مواجهة قادمة عبر القصف المكثف والهمجي للبنى التحتية وبيوت المواطنين".
في السياق ذاته يمكن ملاحظة أنه مع كل عملية قصف واغتيال تجري في غزة تبدأ عملية تضخيم الإنجازات من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكأنه يحاول أن ينقل صورة حماسية للجبهة الداخلية الإسرائيلية التي اهتزت ثقتها بقدرة الجيش الإسرائيلي في القضاء على المقاومة وإضعاف بنيتها التحتية.
يوسف الشرقاوي، اللواء المتقاعد والخبير العسكري، قال لـ"عربي بوست"، إن "المتتبع لسلوك القصف الإسرائيلي على غزة، يجد أنه يقوم على افتراض أن تحقيق الانتصار يقوم بإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا في الطرف الآخر، لأنها عجزت عن تحقيق الهدف الأول وهو اغتيال صيد ثمين من قادة الفصائل المسلحة".
ومن الواضح أن كل هذه الأهداف الإسرائيلية المشار إليها المتمثلة في اغتيال بعض القيادات المقاومة أو تدمير الأنفاق أو منصات الصواريخ، ليس لها علاقة بأمن إسرائيل، بل بحفظ ماء وجه نتنياهو الذي أراد خلق أزمة محدودة عبر تمهيد الطريق لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وطرد الفلسطينيين من الشيخ جراح، ليبقى في الحكم، ولكن وجد نفسه أمام حرب قد تنتهي بنهاية سيئة بالنسبة له.
وبينما ترفض إسرائيل وقف إطلاق النار حالياً إلى حين تحقيق أهداف ضبابية، تبدو حماس متمسكة بشرطها الأساسي ربط القدس بغزة، أي وقف الانتهاكات في القدس.
قد لا يوافق نتنياهو بشكل كامل على شروط حماس، ولكن قد يستجيب جزئياً، تاركاً المجال لمراوغة لاحقة.
فقد يقبل نتنياهو بتخفيف ممارسات الاحتلال في القدس بطريقة تسمح بتمرير التهدئة، ولكن حتى لو تحقق ذلك فإن نتنياهو يحتاج إلى أن يخرج أمام الإسرائيليين بأي نصر، ولن يبقى له سوى إطالة أمد الحرب قليلاً، موسعاً دائرة الدمار في غزة، ليشفي غليل الغاضبين في اليمين الإسرائيلي، وليبدو كرجل قوي أمام الناخبين، (رغم أن الجميع يعلم أن هذه الغارات لا تغير في التوازن العسكري شيئاً).
ولكن إطالة أمد الحرب قد تحمل في طياتها في المقابل احتمال وقوع مذبحة في غزة قد تزيد غضب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، والأسوأ احتمال تنفيذ حركات المقاومة أي عمليات نوعية قد تحرج نتنياهو مجدداً، وتحول محاولته الحصول على انتصار دعائي إلى كارثة انتخابية له.