تسبب لقاح سبوتنيك الروسي مؤخراً في الإطاحة برئيس وزراء دولة أوروبية، في ظل جدل كبير حول هذا اللقاح الذي تم التأكد من فعاليته العالية، ولكنه يثير في الوقت ذاته مخاوف صحية وأمنية وسياسية كبيرة في أوروبا.
فعندما رحّب رئيس الوزراء السلوفاكي إيغور ماتوفيتش بطائرة عسكرية تحمل 200 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك قادمة من روسيا في مارس/آذار، ووقف متباهياً في الصور في مدرج المطار أمام صناديق ممتلئة بما اعتقد أنه سيكون الخلاص الطبي لبلاده، لم يتوقع أن يكون هذه الشحنة ستحمل كارثة له شخصياً.
فلم يكن الرجل يعلم أن هذا اللقاح سوف يتسبب في أزمة كبيرة في بلاده، ستؤدي إلى الإطاحة به من منصبه، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
ورغم أن سلوفاكيا الآن لديها أعلى معدل وفاة على مستوى الفرد من مرض كوفيد-19، فإنه لم يتح لها فرصة الاستفادة من كميات لقاح سبوتنيك الروسي التي اشترتها، بسبب الأزمة التي تفجرت في البلاد جراء هذا اللقاح.
وجاءت هذه الأزمة في ظل رفض الاتحاد الأوروبي حتى الآن تسجيل لقاح سبوتنيك الروسي ونصيحته للدول الأعضاء لديه بوقف طلبات شراء سبوتنيك حتى منحه الموافقة اللازمة.
وتمزقت الحكومة السلوفاكية التي توصف بأنها شديدة التأييد للعالم الغربي، بين التزامها بالقواعد الأوروبية والحاجة الماسة لتوفير طرق للخروج من الأزمة الصحية التي تصاعدت لأسابيع.
ولا يزال غير واضح ما إذا كان لقاح "سبوتنيك-في"، (وهو أول لقاح مسجل في العالم)، يمثل إنجازاً طبياً مثلما أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين في الصيف الماضي، لكنه أثبت بالفعل أنه ناجعٌ على نحو ملحوظ في نشر الفوضى والانقسام في أوروبا، حسب وصف الصحيفة الأمريكية.
فرنسا ضد لقاح سبوتنيك الروسي وألمانيا معه
ويرى عدد من القادة الأوروبيين أن روسيا توظف لقاحاتها في عدد من بلدان العالم ولا سيما بعض الدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي، لتلميع صورتها.
ففي فرنسا، اتصل الرئيس إيمانويل ماكرون بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً لمحادثته بشأن شحنات محتملة من لقاح سبوتنيك، الذي سخر منه وزير الخارجية في حكومة ماكرون، واصفاً اللقاح بأنه "أداة دعائية".
في المقابل، فإن المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، أعرب عن غضبه من بطء المشرعين الأوروبيين في تسجيل لقاح سبوتنيك الروسي، ودخل في صدام مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول برنامج التلقيح الخاص بالكتلة الأوروبية، الذي يتضمن حتى اللحظة الراهنة لقاحات غربية فقط.
ورغم الجدل الدائر على المستوى الأوروبي بشأن لقاح "سبوتنيك، أعلنت ألمانيا في الثامن من أبريل/نيسان 2021 أنها ستبحث مع روسيا إمكانية شراء لقاح سبوتنيك-في المضاد لكوفيد-19 من دون انتظار موافقة الاتحاد الأوروبي.
كما أعلن رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس تسودر، في 20 مارس/آذار 2021 أن الولاية قد تنتج لقاح "سبوتنيك V" الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد ساعات من دعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أوروبا لاستخدام كل اللقاحات المتاحة بما فيها الروسي.
ويبدو أن ألمانيا باتت قاب قوسين أو أدنى من شراء ما لا يقل عن ثلاثين مليون جرعة من هذا اللقاح، حسبما أعلنه رئيس ولاية ساكسونيا ميشائيل كريتشمر (22 أبريل/نيسان 2021) في تصريحات أدلى بها على هامش مباحثات أجراها مع وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو في موسكو.
وذكر كريتشمر أن برلين تود شراء اللقاحات الروسية بمعدل عشرة ملايين جرعة في الفترة ما بين يونيو/حزيران/ وأغسطس/آب المقبلين، حسبما نقل عنه موقع دويتش فيليه الألماني.
وتعرضت زيارة المسؤول الألماني إلى موسكو لسيل من الانتقادات من بينها تغريدة للقنصلية الأمريكية في لايبزيغ (مدينة بولاية سكسونيا) تقول "لا ينبغي أن نتسامح أو نجد أعذارا للسلوك غير النزيه لروسيا، سواء كان تضليلاً أو هجمات قراصنة أو تسميم واحتجاز ناشطين أو تفاقم الصراعات الإقليمية"، ووصفت القنصلية موعد زيارة كريتشمر بـ"الوقت الخطأ".
بيد أن سلوفاكيا تضرب المثال الأوضح على أن دبلوماسية اللقاحات الروسية يمكن أن تحمل آثاراً جانبية قادرة على أن تكون سامة للغاية، حسب تعبير The New York Times.
كيف تسبب لقاح سبوتنيك في انهيار الحكومة السلوفاكية؟
تسبب القرار الذي اتخذه ماتوفيتش، رئيس الوزراء السلوفاكي آنذاك، بطلب مليوني جرعة من لقاح سبوتنيك، في إدخال بلاده في خلاف مع الاتحاد الأوروبي، وجعل إحدى حكومات أوروبا الشرقية الأكثر موالاة للغرب على حافة الانهيار، بسبب انشقاق الشركاء الصغار في الائتلاف الحاكم المنقسم، لأنهم غضبوا من استيراد لقاح سبوتنيك الروسي.
وبدلاً من استحسان خطواته، واجه ماتوفيتش ثورةً من وزرائه، الذين اتهموه بعقد اتفاق مع روسيا من وراء ظهورهم، وشق صفوف الكتلة الأوروبية والخنوع لـ"أداة حرب هجينة (روسية) تشكك في الاتحاد الأوروبي"، حسبما وصفه وزير الخارجية في حكومته أيفان كوركوك.
كان الضجيج الذي أعقب وصول سبوتنيك سريعاً وغاضباً.
ومن أجل الحفاظ على ائتلافه الحكومي الهش، وافق ماتوفيتش على التنحي في 30 مارس/آذار وأن يحل محله وزير المالية في حكومته فيما سيشغل هو منصب وزير المالية، في خفض رتبة مُذلّ.
تذكر ماتوفيتش الأحداث في مقابلة حديثة، وقال: "اعتقدت أن الناس ستكون شاكرة لجلب سبوتنيك إلى سلوفاكيا. بدلاً من ذلك صار لدينا أزمة سياسية، وصرت أنا عدواً للشعب".
إذ تترسخ شكوك حول نوايا روسيا من لقاحها بين الأراضي الشيوعية السابقة في شرق ووسط وأوروبا.
يُمكن شراء اللقاح الصيني، ولكن لا نفعلها مع الروسي أبداً
وقالت رئيسة وزراء ليتوانيا، إنغريدا سيمونيت، في تغريدة لها نُشرت في فبراير/شباط، إن بوتين قدم لقاح سبوتنيك إلى العالم ليكون "سلاح فرق تسد". وقالت بولندا إنها كانت تفكر في شراء اللقاحات الصينية، برغم المخاوف المماثلة منه، لكنها لن تطلب قطعاً أي شحنات من لقاح سبوتنيك.
وقد وجد استبيان حديث للمجموعة البحثية Globsec أنه من بين الراغبين في تلقي اللقاح، فضّل 1% من البولنديين والرومانيين و2% من الليتوانيين، تلقي لقاح سبوتنيك على اللقاحات الأمريكية والأوروبية. وحتى في المجر، وهي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي بدأت تلقيح مواطنيها بالمنتج الروسي، أراد 4% فقط تلقي لقاح سبوتنيك.
غير أنه في سلوفاكيا، أعرب حوالي 15% من الراغبين في تلقي اللقاحات، أنهم يفضلون اللقاح الروسي، مما يمنح موسكو فرصة للخروج من الحجر الصحي المفروض بسبب الشكوك العميقة المنتشرة في أماكن أخرى.
خطة روسية لترويج اللقاح في سلوفاكيا
كان استهداف روسيا سلوفاكيا لتكون مكاناً لتوسعة النطاق الضيق لانتشار سبوتنيك في أوروبا، واضحاً قبل عهد طويل من اتخاذ ماتوفيتش قراراً بشراء اللقاح الروسي.
وقال بيتر كوليس، مدير معهد السياسة الأمنية السلوفاكية (Slovak Security Policy Institute)، الذي يتعقب حملات التضليل الروسية، إن هذا الأمر كان واضحاً من الرسالة المتغيرة التي بثها عدد من وسائل الإعلام المناهضة للمؤسسة في سلوفاكيا، التي تعكس بصورة روتينية سيطرة روسيا على العالم والتي تشكك في حكومة سلوفاكيا المؤيدة للغرب.
في أغلب أوقات العام الماضي، قبل أن تنتج أي جهة أي لقاح، قال كوليس إن هذه المنصات تندد باللقاحات وتنشر نظريات مؤامرة جامحة بشأن خطط زرع شرائح نانو داخل البشر وأنها تخلق بشراً متحولين.
وأضاف: "فجأة، عندما أُعلن عن لقاح سبوتنيك عن طريق بوتين، تغيرت الرواية". مع أن هذه المنصات الإعلامية المؤيدة لروسيا ظلت تشكك في اللقاحات الغربية، تحولت بخطوة قوية ثابتة من استنكار جميع اللقاحات إلى امتداح لقاح سبوتنيك-في بوصفه الخلاص لسلوفاكيا.
ونشر أندريه دانكو، الرئيس السابق للبرلمان السلوفاكي الذي كان معروفاً بوجهات نظره المتوددة لروسيا، فيديو في يناير/كانون الثاني على موقع فيسبوك قال فيه إنه كان مستعداً لعقد صفقة مع موسكو للحصول على سبوتنيك.
راقت إشارته لكثير من المواطنين السلوفاكيين العاديين الذين يحملون مشاعر ودية لروسيا في العموم، ولا سيما للأشخاص ذوي النزعة المناهضة للمؤسسة الحاكمة في البلاد.
قال مارتن سماتانا، المسؤول السابق في وزارة الصحة بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا، إنه اندهش من عدد أصدقائه الراغبين في الحصول على اللقاح الروسي، ويقولون "سحقاً للنظام، استخدموا سبوتنيك".
لماذا اتخذ رئيس الحكومة السلوفاكية هذا القرار رغم الاعتراضات؟
قال ماتوفيتش، الذي كان ما يزال يشغل منصب رئيس الوزراء في وقت مناشدة دانكو، إنه كان مدركاً تماماً بأن اللقاح الروسي لم يُصرح باستخدامه في أوروبا، لكنه قرر أن "القاعدة الوحيدة في أي جائحة هي الصحة والحياة".
وقال إن فكرة شراء لقاح سبوتنيك جاءت إليه بعد أن ابتاعته دولة المجر المجاورة. وقال إنه تواصل مع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي ساعده في التواصل مع روسيا، التي كانت تتوق إلى عقد صفقة.
عندما عرض ماتوفيتش فكرة استيراد سبوتنيك أمام حكومته في فبراير/شباط، أُبلغ بأن عليه الانتظار إلى أن تُبدي وكالة الأدوية الأوروبية الموافقة.
لكنه واصل الضغط بغض النظر عما قيل، وقرر أنه بينما يتوجب على حكومته كلها اتباع القواعد الأوروبية، فإن وزير الصحة في حكومته -الذي استقال منذ ذلك الحين- لديه الحق بطلب شراء سبوتنيك لمواجهة حالة الطوارئ الصحية.
وقال مارتن كلوس، وزير الدولة بوزارة الخارجية السلوفاكية، إنه علم بشأن تسليم الجرعات قبل ساعتين فقط من وصولها. وأوضح في مقابلة: "سبوتينك هو لقاح ينقذ الحياة، غير أن المشكلة هي: كيف وصل إلى سلوفاكيا".
قال كلوس إن روسيا ربما لم تستهدف الإطاحة بالحكومة، ولكن بعد سنوات من محاولة كسر الوحدة الأوروبية بسبب العقوبات المفروضة على موسكو في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم في 2014، فإن "انهيار الحكومة يمكن أن يجسد قصة ناجحة للغاية بالنسبة إليهم".
في تقرير نُشر الأسبوع الماضي، قالت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية إن حملة روسيا للترويج للقاح سبوتنيك في الخارج كان تستهدف "زرع بذور الشك" في جهات التشريع الدوائية الأوروبية وتأجيج الانقسامات.
ورداً على ذلك، أعربت وكالة الاستثمار الروسية الحكومية التي تقود حملة تصدير لقاح سبوتنيك، عن أسفها من أن اللقاح، الذي تشيد به وتصفه بأنه "لقاح لكل البشر"، سقط ضحية "هجمات معلومات يومية مؤسفة".
إدعاءات بأن روسيا قدمت لقاحاً مختلفاً لسلوفاكيا
وصلت النقاشات الصاخبة في سلوفاكيا حول اللقاح إلى أوجها في أبريل/نيسان، عندما ادعت جهة تنظيم الأدوية في البلاد أن ماتوفيتش سقط في خدعة روسية.
وقال معهد الرقابة على الأدوية الحكومي السلوفاكي (SIDC) إن جرعات اللقاح التي أُرسلت إلى سلوفاكيا بتكلفة مليوني دولار تختلف عن لقاح "سبوتنيك V"، الذي خضع لمراجعة أقران إيجابية في فبراير/شباط بدورية The Lancet البريطانية المعروفة.
في المقابل، اتهم منتجو لقاح "سبوتنيك" المعهد بانتهاك شروط العقد المبرم بين الجانبين، وأنه شن حملة تضليل ضد اللقاح الروسي، حسبما ورد في تقرير لموقع روسيا اليوم.
وأشار حساب "سبوتنيك V" الرسمي على موقع "تويتر" إلى أن المعهد الحكومي السلوفاكي في مخالفة للعقد المبرم، سلم اللقاح الروسي إلى مختبر لا ينتمي إلى شبكة "مختبر مراقبة الأدوية الرسمي" التابعة للاتحاد الأوروبي (OMCL) لفحصه.
ووصف منتجو اللقاح الروسي هذه الخطوة بأنها "عمل تخريبي"، محملين المعهد السلوفاكي المسؤولية عن "شن حملة تضليل ضد "سبوتنيك V" والتخطيط لتنفيذ المزيد من الاستفزازات"، حسب تعبيرهم.
ونقل الموقع الروسي عن حساب "سبوتنيك V" قوله إن الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة طالب الحكومة السلوفاكية بإرسال اللقاح إلى مختبر معتمد رسميا من قبل الاتحاد الأوروبي للتأكد من جودته هناك، ثم وجه في السادس من أبريل/نيسان 2021، طلباً خطياً لإعادة شحنة اللقاح إلى روسيا، من أجل استخدامه في دول أخرى، بسبب مخالفات عديدة لشروط العقد من الجانب السلوفاكي، حسب الجانب الروسي.
وفند حساب "سبوتنيك V" صحة البيان الذي قال فيه المعهد السلوفاكي أن شحنة اللقاح الروسي التي وصلت البلاد تختلف بشكل ملموس عن اللقاح، ووصف الحساب بيان المعهد بأنه "خبر كاذب"، وشدد على أن جميع شحنات اللقاح من نفس الجودة وتخضع للرقابة الصارمة من قبل مركز "غاماليا" الروسي للبيولوجيا المجهرية، مشيراً إلى أن الجهات المنظمة المعنية بمجال الأدوية في 59 دولة أكدت جودة هذا اللقاح.
ماذا قالت دورية لانسيت البريطانية الشهيرة عن لقاح سبوتنيك؟
أثارت الادعاءات السلوفاكية، شكوكاً حول أهم ميزة مقنعة لدى لقاح سبوتنيك: وهي فعاليته المثبتة بنسبة 90% ضد كوفيد-19، حسبما ورد في تقرير الصحيفة الأمريكية.
وكانت دورية The Lancet البريطانية الشهيرة قد منحت اللقاح الروسي نسبة كفاءة 91.6% في فبراير/شباط 2021، وادعى العلماء الروس منذ ذلك الحين أن الفعالية في "التطبيق الحقيقي" تساوي 97.6%.
وظلت الـ200 ألف جرعة التي سلمتها روسيا في مارس/آذار إلى سلوفاكيا غير مستخدمة كلياً وموجودة في شركة أدوية تقع في شرق سلوفاكيا حتى الأسبوع الماضي. لكن رئيس وزراء سلوفاكيا المستقيل، قال إن روسيا أعادت بالفعل الأموال التي دفعتها لبلاده.
ويرى بافول بابوس، المحلل السياسي المقيم بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا، أن رئيس الوزراء السلوفاكي المستقيل لم يكن "قط مؤيداً لروسيا"، بل كان "ساذجاً جدا". وأضاف أنه لما كان يتوق إلى أي طريقة لإبطاء الجائحة ورفع مستويات قبوله المتراجعة لدى الشعب، وسقط في "شرك نصبتها له الدعاية الروسية"، حسب قوله.
ولكن في المقابل، سخر ماتوفيتش من الاتهامات التي تقول إن موسكو خدعته لتروج أجندتها الجيوسياسية الخاصة. وقال إن الروس "أرادوا المساعدة، ولكن بدلاً من شكرهم قلنا لهم: أنتم أغبياء، وتريدون أن تخدعوا الناس حول العالم".
واعتبر أن الخطأ الأكبر ارتكبه المعهد الحكومي للرقابة على الأدوية، الذي أكد أن جرعات لقاح سبوتنيك-في المرسلة من روسيا إلى سلوفاكيا "لم تحمل نفس سمات وخصائص" النسخة التي روجعت عن طريق دورية The Lancet. وأضاف أن هذا كان "بياناً سياسياً غير صحيح على الإطلاق"، حسب تعبيره
الصادم أن سوزانا باتوفا، مديرة المعهد، تلقت تهديدات بالقتل من جمهور لقاح سبوتنيك العدواني. ورفضت سوزانا إجراء مقابلة حول الأمر قائلة إنها لا تريد صب الزيت على النار، حسب ما ورد في تقرير صحيفة The New York Times.
لا مشكلة في فعاليته، ولكنه يثير مخاوف متعلقة بالسلامة
بيد أن القضية الرئيسية مع لقاح سبوتنيك لم تكن قط أنه غير فعال -إذ يعتقد غالبية الخبراء أنه فعال- بل في إخفاق روسيا المتكرر في اتباع الإجراءات وتقديم كل البيانات المطلوبة من المشرعين الأجانب لتقييم أمان اللقاح، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
وقالت رئيسة مركز البحوث الطبية الحيوية، الذي أجرى سلسلة من 14 اختباراً في سلوفاكيا على اللقاح الروسي، إنها ليس لديها مخاوف من فاعلية سبوتنيك-في، لكنها منزعجة من غياب الشفافية لدى روسيا.
وأوضحت رئيسة المركز، سيلفيا باستوريكوفا، أنه بينما وُثقت الأعراض الجانبية المحتملة للقاح أسترازينيكا وجونسون آند جونسون، "فإننا لا نعرف شيئاً عن الآثار الجانبية لسبوتنيك".
وقالت إن اللقاح الروسي نجح في كل التجارب التي خضع لها من جانب فريقها، لكنه فشل في الحصول على موافقة من الهيئة التشريعية الحكومية لأن أكثر من ثلاثة أرباع الوثائق المطلوبة لتسجيل اللقاح كي يستوفي المعايير الأوروبية، إما لم تُقدَّم أو لم تكن كاملة.
وأضافت سيلفيا: "إننا جزء من العائلة الأوروبية ويجب علينا أن نقبل قواعد هذه العائلة".