تمر اليوم الذكرى الثالثة عشرة على ظهور حركة شباب 6 أبريل، وهي حركة سياسية مصرية معارضة كان لها دور كبير في التمهيد لثورة 25 يناير 2011.
و6 أبريل هي حركة سياسية شبابية معارضة، ظهرت عام 2008، عقب الإضراب العام الذي شهدته مصر في 6 أبريل/نيسان 2008، بمشاركة عمال شركة غزل المحلة الكبرى.
ويبدو أن كل هذه السنوات وما حدث بها من متغيرات سياسية واجتماعية تسببت في تغيير وجهة كوادر هذه الحركة ومستقبلهم. فمنهم من غيّبته السجون في أعقاب سيطرة الجيش على الحكم في مصر، ومنهم من يعاني من الملاحقة الأمنية خارج مصر، بينما آخرون تحولوا من المعارضة إلى تأييد نظام الحكم الجديد في البلاد، حتى أصبحوا أعضاءً في البرلمان.
نسرد في هذا التقرير مصير أبرز كوادر حركة 6 أبريل في ذكرى نشأتها، وما تعكسه من تباينات واختلافات.
أحمد ماهر.. الحبس والمراقبة
هو مهندس مصري، ومؤسس حركة شباب 6 أبريل ثم المنسق العام لها بعد التأسيس.
يعد أحمد ماهر أحد أشهر الناشطين الشباب في مصر، شارك في تجميع الشباب المنخرطين سياسياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وشارك في إنشاء مجموعة "شباب 6 أبريل" على موقع فيسبوك، وهي حملة أطلقت في أبريل/نيسان 2008 تضامناً مع إضرابات العمال في المحلة الكبرى.
أدى ماهر لاحقاً دوراً في تنظيم تظاهرة في يونيو/حزيران 2010 للتضامن مع خالد سعيد، وهو مواطن مصري شاب من الإسكندرية قتلته الشرطة وكان أيقونة انطلاق ثورة يناير. شارك أحمد ماهر وحركة 6 أبريل بقوة في التنظيم والمشاركة في فعاليات ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر عام 2013، تم القبض على أحمد ماهر ومحاكمته والحكم بسجنه. أطلق سراحه عام 2017، بعد أن أكمل ثلاث سنوات بالسجن لإدانته بانتهاك قانون التظاهر.
ورغم الإفراج عنه تعيّن على أحمد ماهر إثبات حضوره يومياً لدى أحد أقسام الشرطة في شرق القاهرة لمدة ثلاث سنوات أخرى حسب نص الحكم، إذ يبقى في قسم الشرطة بين السادسة مساءً إلى السادسة صباحاً.
وفي بداية عام 2020، أنهى أحمد ماهر حكم المراقبة الشرطية لمدة 3 سنوات، وذلك بعد قضائه حكماً آخر بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
محمد عادل.. استمرار الحبس
هو ناشط سياسي مصري وأحد مؤسسي حركة شباب 6 أبريل. نشط محمد عادل مع الحركة المصرية من أجل التغيير (كِفاية) منذ عام 2005، وهو واحد من النشطاء الذين دعوا إلى الإضراب العام في 6 أبريل/نيسان 2008. أصبح محمد عادل بحلول عام 2009 المتحدث الرسمي لوسائل الإعلام باسم حركة 6 أبريل.
بعد عام 2013، حُوكِم محمد عادل بتهمة خرق قانون التظاهر والاعتداء على ضباط الشرطة، ليحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة.
يصف محمد عادل حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنها دموية وظالمة. كما يدعو عادل في كل المنابر إلى الحرية لجميع المعتقلين والسجناء الناشطين.
سطع نجمه مجدداً في عام 2017، حيث ناضل ضد قرار بيع جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية. ورغم الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته واستمرار في متابعة قسم الشرطة من أجل المراقبة، أعيد القبض عليه مرة أخرى عام 2018، ووجهت النيابة له اتهامات بنشر أخبار كاذبة.
ولا يزال محمد عادل في السجن حتى اليوم.
عمرو علي.. في السجن
منسق الحركة وأحد المؤسسين وعضو المكتب السياسي. ألقي القبض عليه عام 2015 بتهمة التظاهر، وإثارة الشغب، ومقاومة السلطات، والإرهاب، وارتكاب جرائم الانضمام لحركة أسست على خلاف أحكام القانون.
إسراء عبد الفتاح.. سجن وتعذيب
ناشطة سياسية مصرية شاركت العديد من الشباب المصري في الدعوة لإضراب 6 أبريل/نيسان 2008 في مصر ضد "الغلاء والفساد"، وهي عضو حزب الغد.
بعد ثورة يناير 2011، عارضت جماعة الإخوان المسلمين وأيدت الانقلاب العسكري على الرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013.
خفت صوتها بعد ذلك، حتى عادت للواجهة بعد اعتقالها من قبل الأمن المصري في أكتوبر/تشرين الأول 2019 بتهمة نشر أخبار كاذبة، وذلك بعد تظاهرات خرجت في عدة محافظات تطالب بعزل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ظهرت إسراء لاحقاً في النيابة وعليها آثار تعذيب.
تم ضم إسراء للقضية 488 المتهم فيها المحامية ماهينور المصري وخالد داوود.
أسماء محفوظ.. صمت
ناشطة سياسية مصرية لمع نجمها إبَّان ثورة 25 يناير، وهي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل وإحدى الداعيات لمظاهرات 25 يناير، وأحد أعضاء حزب التيار المصري.
عام 2011، جاءت أسماء محفوظ ضمن خمسة من ناشطي الثورات العربية الذين فازوا بجائزة ساخاروف التي يمنحها الاتحاد الأوروبي. وحصلت أسماء محفوظ على المرتبة 381 في أقوى 500 شخصية عربية طبقاً لمجلة أرابيان بيزنس عن دورها خلال أحداث الثورة والأحداث التي أعقبتها.
لكن حالياً لا يوجد أي نشاط لافت طوال سنوات عديد لأسماء محفوظ.
محمد عبد العزيز.. من "تمرّد" إلى البرلمان
في المقابل، هناك من أعضاء 6 أبريل من استفاد من الوضع الجديد في البلاد بعد عام 2013. محمد عبد العزيز كان أحد هؤلاء.
قبل مشاركته في ثورة يناير، التحق محمد عبد العزيز بحركة "كفاية" منذ بدايتها عام 2005، وتمكن من شغل منصب المنسق المساعد وأمين الشباب بالحركة.
انضم عبد العزيز إلى حركة شباب 6 أبريل. وكان أبرز ظهور له هو قيادته أحد طرفي حالة الانقسام في مواجهة أحمد ماهر بسبب سفر أعضاء من الحركة إلى الولايات المتحدة عام 2009. وهو التصرف الذي وصف بأنه محاولة لتدمير الحركة.
بعد ظهوره على الساحة الشبابية السياسية عقب ثورة 25 يناير، قام بتقديم برنامج على قناة الفراعين لفترة وجيزة. كما تم اختياره في لجنة إعداد الدستور بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.
وفي عام 2020، فاز محمد عبد العزيز بعضوية مجلس النواب المصري عن القائمة الوطنية المدعومة من النظام الحاكم في مصر.
طارق الخولي.. إلى البرلمان
هو أحد شباب ثورة 25 يناير، الذين تكاثرت حولهم الأقاويل والشائعات فيما يتعلق باستخدام الأمن المصري له لإحداث انشقاقات في حركة 6 أبريل التي كان أحد أعضائها.
كان الخولي عضواً في جماعة الإخوان المسلمين خلال دراسته الجامعية، ثم انضم إلى حركة 6 أبريل عام 2008، ليصبح مسؤول العمل الجماهيري في القاهرة قبل ثورة يناير بشهرين.
عام 2011، تأسست "حركة شباب 6 أبريل – الجبهة الديمقراطية"، بعد خلافات مع مؤسس حركة 6 أبريل، أحمد ماهر، بسبب قراره تحويل الحركة إلى منظمة غير حكومية. وهو القرار الذي قيل إنه تم دون استشارة بقية أفراد الحركة.
قاد هذا الانشقاق طارق الخولي، الذي أسس الجبهة الديمقراطية ثم تركها بعد ذلك ويسير في اتجاه اعتبره البعض معاكساً لأفكاره الأولى، ليُتهم بأنه خان الحركة واستُعمل من قبل الأمن.
شارك الخولي في المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس السبق محمد مرسي. وفي عام 2020 أصبح نائباً في البرلمان المصري.
عبد الرحمن عز.. مطارد في أوروبا
خارج السجون لا يزال هناك بعض قيادات حركة 6 أبريل المطاردون خارج البلاد. من بينهم عبد الرحمن عز، الذي كان عضواً في حركة 6 أبريل، ثم انضم لجناح الجبهة الديمقراطية، قبل أن ينضم لجماعة الإخوان المسلمين.
وتمكن عبد الرحمن عز من الهروب من مصر عام 2014، ليتنقل إلى عدة دول قبل أن ينتهي به المطاف في بريطانيا. وخلال هذا، تعرض عز للاعتقال عبر الإنتربول في ألمانيا على خلفية مذكرة اعتقال مصرية، قبل أن يتم الإفراج عنه.
ياسر شمس الدين.. لا يستطيع العودة
أحد مؤسسي الجبهة الديمقراطية لحركة شباب 6 أبريل بالإسكندرية ومدون وصحفي ومشارك بارز في المظاهرات المناهضة لمبارك في مصر عام 2011. بدأ مع حركة كفاية ثم حركة 6 أبريل عام 2008.
عام 2013 رفض شمس الدين الانقلاب العسكري، ليسافر بعدها خارج مصر. الآن يقول إنه لا يستطيع العودة، إذ تم وضعه على قوائم الملاحقة وترقب الوصول في المطارات المصرية.