الملاحة متوقفة والسفينة تعطلت بالممر الأصلي لقناة السويس.. الخرائط والصور “تكذّب” التصريحات المصرية

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/24 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/24 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
السفينة في قناة السويس

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو قناة السويس، على أمل سماع أخبار جيدة عن عودة سير الملاحة بها بشكل طبيعي، خرجت تصريحات رسمية من مسؤولين ومصادر رسمية تشير إلى تحويل مسار الإبحار وعودة الملاحة إلى الممر الرئيسي، دون إبداء تفاصيل.

وتمكنت وحدة الرصد في موقع عربي بوست من تتبع سير الناقلة عبر الاستعانة بمواقع متخصصة في رصد حركة الملاحة البحرية لحظة بلحظة، والتي كشفت بقاء الناقلة العملاقة "إيفرجيفن" في موقعها حتى الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش، الـ13:00 بتوقيت القاهرة.

صورة لموقع جنوح السفينة في قناة السويس

وتتضارب التصريحات الرسمية مع ما نقلته المواقع المتخصصة في حركة السير والملاحة البحرية التي أشارت خرائطها اللحظية إلى أن السفينة "إيفرجيفن" جنحت في المسار الرئيسي للقناة، وليس في مسار فرعي، وهو ما يعني توقف الملاحة في القناة بالكامل، وليس في فرعها الجديد فقط كما تقول السلطات المصرية.

وتعطّلت حركة الملاحة في قناة السويس، أحد أكثر طرق التجارة البحرية ازدحاماً في العالم، بسبب سفينة حاويات عملاقة تابعة لشركة "إيفرجرين مارين" التايوانية، والبالغ طولها 400 متر، وعرضها 59 متراً، علقت أثناء عبورها الممرّ المائي، الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.

تصريحات المسؤولين لا تتطابق مع الخرائط

آخر التصريحات الرسمية كان عبر الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في بيان رسمي صادر عن الهيئة صباح اليوم الأربعاء 24 مارس/آذار، الذي وجّه فيه "رسالة طمأنة" بشأن حركة الملاحة بالقناة وانتظامها مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية.

قبل هذا البيان بساعات، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين كبيرين في قطاع الملاحة، قولهما إن "هيئة قناة السويس بمصر قررت تعديل نظام عبور السفن الأربعاء، ليصبح في الاتجاهين في القناة القديمة".

لكن بالعودة إلى المواقع المتخصصة في تتبع حركة الملاحة البحرية حول العالم، يظهر أن السفينة جنحت صباح يوم الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، بعد مدخل قناة السويس الجنوبي بمسافة قصيرة، وليس عند الفرعين القديم أو الجديد اللذين يقعان في منتصف القناة.

صورة لموقع جنوح السفينة في قناة السويس

وبحسب موقع fleetmon، فإن السفينة Evergiven عالقة بعد عدة كيلومترات من مدينة السويس في منطقة لا يوجد بها تفريعات أو قنوات جانبية، بل في مسار واحد للقناة فقط.

وتشير الصور اللحظية لمواقع حركة السفن أيضاً لوجود عدة قاطرات بحرية تحيط بالسفينة، في محاولة لإعادة تعويمها، مثل قاطرة "مساعد 2″، و"تحيا مصر 2″، و"بركة 1" وغيرها.

السفينة والقاطرات التي تساعدها على العودة للمسار الطبيعي

ويشير موقع vesseltraffic إلى تكدس السفن بشكل واضح في كل من المدخل الجنوبي لقناة السويس، وفي منطقة البحيرة المرة الكبرى.

تكدس السفن في مدخل قناة السويس ومنطقة البحيرات المرة

بالنسبة للسفن العالقة في البحيرات فهي الوحيدة التي بإمكانها العودة إلى البحر المتوسط من خلال السير عبر المجرى القديم أو الجديد.

بيان الهيئة يؤكد مكان جنوح السفينة

وبالعودة إلى بيان هيئة قناة السويس، فقد ذكر الفريق أسامة ربيع أن السفينة جنحت عند الكيلو 151 ترقيم قناة السويس. ويبلغ طول قناة السويس 193 كيلومتراً، وهو ما يعني أن جنوح السفينة تم عند أحد الأطراف.

وبالعودة لنموذج محاكاة الملاحة على الموقع الرسمي لقناة السويس، يتضح أن ترقيم القناة يبدأ من الجزء الشمالي، أي من عند بورسعيد، وينتهي جنوباً عند السويس.

ترقيم قناة السويس وحركة السفن بها

وبالنسبة لتفريعة قناة السويس الجديدة، فهي تمتد بين الكيلو 60 إلى الكيلو 95، وبالتالي هي منطقة بعيدة تماماً عن منطقة جنوح السفينة.

السفينة الجانحة في أسفل الصورة بينما تفريعة قناة السويس الجديدة في أعلى الصورة

ويوضح النموذج أن منطقة الكيلو 151، هي نفس المنطقة التي جنحت عندها السفينة طبقاً للخرائط على مواقع تتبع حركة الملاحة، وأن هذه المنطقة تقع بالفعل بعيداً عن منطقة ازدواج تفريعتي القناة الجديدة والقديمة.

من هنا، فإن الحديث عن عودة الملاحة عبر الطريق القديم لقناة السويس في الاتجاهين ليس له علاقة بانتهاء الأزمة وعودة حركة السير لطبيعتها.

مخاوف من التوقف لأيام

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، فشلت عدة محاولات لإعادة تعويم السفينة. وتسبب جنوح السفينة في توقف حركة الملاحة بالقناة منذ صباح يوم الثلاثاء.

ويمكن لقناة السويس التعامل مع عشرات سفن الحاويات العملاقة يومياً، لذا فإن أي توقف طويل الأمد قد يتسبب في تأخيرات خطيرة، رغم أن خبراء الشحن توقعوا تحريرها بسرعة، طبقاً لما ذكرته الغارديان.

لكن فلافيو ماكاو، المحاضر البارز في إدارة سلسلة التوريد في جامعة إديث كوان في غرب أستراليا، قال إن إحدى المشكلات هي أن سفن الحاويات أصبحت أكبر بكثير في السنوات الأخيرة، حتى إنها كانت أكبر من أن تتسع لقناة بنما.

وقال إنه عند نقل حوالي 50 سفينة في اليوم، فإن آثار السفينة العالقة لا تكاد تذكر حالياً، لكن المشكلة ستظهر بوضوح أكبر إذا استغرق الأمر أسابيع لتعويمها، لكن هذا غير مرجح للغاية، ويجب أن ينتهي الأمر في غضون يومين.

تحميل المزيد