كان اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حلقة من سلسلة الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين، ويُعتقد أن إسرائيل تقف وراءها.
لو نفذت هذه الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين، ضد علماء في الغرب أو إسرائيل لكانت وصفت بأنها عمليات إرهابية، حسب وصف مجلة The National Interest الأمريكية.
الغريب هو كيف نفذت إسرائيل هذه السلسلة من الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين عبر اختراق العمق الإيراني دون أن تبدي طهران قدرة على حماية علمائها العاملين في البرنامج النووي الذي يمثل أهمية بالغة لحكام البلاد؟ ولماذا أخفقت في وقف هذه الاغتيالات أو الرد عليها بشكل يردع إسرائيل؟
أما الأمر الأكثر إثارة للجدل فهو موقف الولايات المتحدة من الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين، وهل شاركت أم وافقت أم تحفظت عليها؟
أشهر الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين
يمثل اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الذي كان يعمل رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع، واحدة من أشهر عمليات الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين.
اغتيل زادة بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، حيث أوضحت وسائل إعلام محلية أن عملية الاغتيال تمت في مدينة أبسرد، حيث قام الإرهابيون بتفجير سيارة قبل إطلاق النار على سيارة فخري زادة.
ترددت الأنباء حول تورط الموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، بينما قال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المكتب يمتنع عن التعليق على أنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً بارزاً، الجمعة.
فيما كان محسن فخري زادة هو العالم الوحيد الذي ذكره نتنياهو في أحد البرامج، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مؤامرة اغتياله قد فشلت مرة في السنوات الماضية.
كما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحاً غامضاً لنتنياهو قال فيه: "لا أستطيع أن أشارككم بعض الأشياء التي فعلتها هذا الأسبوع، ولكن أود أن أقول لكم إنّ هناك شيئاً ما، يتحرك في الشرق الأوسط، وإن أمامنا فترة متوترة".
بينما قالت القناة الـ13 الإسرائيلية، إن العالم الإيراني محسن فخري زادة عمِل تحت قيادة المرشد الأعلى "خامنئي" وكان رجله السري، حيث كان يعرف كيف يترجم الأيديولوجية إلى سياسة، العلاقة هذه كانت فريدة من نوعها.
سلط اغتيال زادة الضوء على أوجه قصور في المجال الأمني والاستخباراتي الإيراني، ولكن في الحقيقة أن هذا القصور كان موجوداً من قبل، ولكن لم يلق الاهتمام الكافي، سواء لتجنب الإيرانيين التركيز على عمليات الاغتيال السابقة، أو لأن البرنامج النووي الإيراني أصبح محط أضواء أكثر بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وتخلي طهران عن بعض التزاماتها تجاه هذا الاتفاق، مما خلق مخاوف من قرب التوصل لمرحلة القدرة على إنتاج قنبلة نووية.
ولكن اغتيال زادة سبقه عدد صادم من الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين.
عالم معتدل سياسياً لدرجة إثارة الشكوك بأن المتشددين وراء اغتياله
كان علي محمدي عالماً في فيزياء الجسيمات وكان يبلغ من العمر 51 عاماً، كما كان مُنظِّراً إيرانياً رائداً في حالات الحقل الكمومي (نظرية فيزيائية، وعُرف بين أصدقائه بأنه معتدل سياسياً.
لكن لم يحمه هذا الاعتدال من الاستهداف في يناير/كانون الثاني 2010.
فعندما فتح مسعود علي محمدي باب سيارته المركونة بجانب منزله في شمال طهران، بينما تقف بجواره دراجة بخارية صغيرة متوقفة على جانب الطريق، ضغط الشخص الذي كان يراقبه على زرٍّ بجهاز تحكم عن بعد.
انفجرت الدراجة انفجاراً قوياً، لدرجة أدت إلى تحطم زجاج جميع نوافذ منزل علي محمدي المكون من أربعة طوابق. قُتل العالم على الفور، وأصيب المارة القريبون. أما الشخص الذي ضغط الزر، وهو حسب المزاعم رجل يدعى آرش قردكيش، فقد توجه نحو سيارة كانت تنتظر بالقرب وابتعد عن المشهد.
في بداية الأمر تكهن البعض بأن المتشددين الإيرانيين عاقبوا عالماً إصلاحياً بقتله. غير أن مصادر استخباراتية مجهولة إيرانية وغربية سردت في نهاية المطاف قصة مختلفة: كان عالم الفيزياء شخصية مهمة في برنامج بحوث نووية يديره الحرس الثوري الإيراني.
الجاسوس ذاته يقوم بعملية مشابهة
بعد 9 أشهر في صباح 29 نوفمبر/تشرين الثاني، كان عالم إيراني في فيزياء الكم يُدعى مجید شهریاري، يقود سيارته عبر شوارع طهران ومعه زوجته الدكتورة بهجت قاسمي في المقعد المجاور للسائق، عندما مرت عديد من الدراجات البخارية بجانبه بالقرب من شارع أرتيش.
وبينما طوّق أحد ركاب الدراجات سيارة شهرياري، ألصق راكب آخر (يُعتقد أنه آرش قردكيش أيضاً) عبوة متفجرة في الباب المجاور للعالم الإيراني، ثم قاد دراجته وضغط على زر تفجير. تسبب التفجير في قتل شهرياري وجرح زوجته وأحد زملائه، بل أطاح بالقتلة من فوق الدراجات البخارية التي كانوا يركبونها، وتسبب في جرح أحدهم.
ابنة داريوش ما زالت ترسم مشهد اغتيال والدها
"ظلت الابنة البالغة من العمر 5 أعوام ترسم صوراً للحظات وفاة أبيها"، بهذه الكلمات علقت شهرة، زوجة داريوش رضائي نجاد، طالب الدراسات العليا في الهندسة الكهربائية على ما حدث لأسرتها جراء الصراع الاستخباراتي على البرنامج النووي الإيراني
ففي 23 يوليو/تموز 2011، كان داريوش رضائي نجاد وزوجته يقودان سيارتهما ليصطحبا ابنتهما أرميتا من رياض الأطفال. وفي الرابعة مساء، أنزل الرجل زوجته وابنته على الرصيف وعاد ليصف سيارته، وعندها اقترب منه رجلان ملتحيان يركبان دراجة بخارية وأطلقا الرصاص عليه من مسدسات عيار 9 ملم. تلقى رضائي نجاد 5 رصاصات في ذراعه ورقبته وصدره.
حاولت زوجته شهرة بيراني ملاحقة المهاجمين، لكنهما أطلقا الرصاص عليها هي الأخرى. توفي المهندس بعد مدة قصيرة من دخوله مستشفى "رسالت" لإسعافه. وتعافت شهرة بعد ذلك.
وذكرت الزوجة شهرة في مقابلة لاحقة أن زوجها المهندس رضائي نجاد كان عضواً في البرنامج النووي الإيراني، وأنه تلقى تهديدات من مجهولين قبل وفاته. ألقت طهران اللائمة على الولايات المتحدة وإسرائيل في عمليات القتل. أنكرت الولايات المتحدة هذه الاتهامات، بينما أوحت الحسابات الرسمية للحكومة الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي بأنها لا تعرب عن إدانتها عمليات القتل، أيما كان من ارتكبها، حسب تقرير المجلة الأمريكية.
بعد 6 أشهر، وتحديداً في 11 يناير/كانون الثاني 2012- أي قبل يوم من الذكرى السنوية لاغتيال علي محمدي- كان خبير تخصيب اليورانيوم مصطفى أحمدي روشان، الضحية التالية التي تسقط بينما كان يقود سيارته عائداً من العمل في شرق طهران داخل سيارته ماركة بيجو 405.
التُقطت صور لأحمدي روشان، نائب مدير منشأة نطنز، في صحبة الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد. وبحسب الافتراضات، كان خبير تخصيب اليورانيوم هدفاً للعديد من القتلة، من بينهم قردكيش المتورط في كل الاغتيالات. ألصق أحد هؤلاء القتلة لغماً مغناطيسياً في سيارة أحمدي روشان، لينفجر ويتسبب في قتله، لكنه لم يقتل زوجته التي كانت تجلس إلى جواره.
اغتيال مسؤول بمعمل تخصيب لليورانيوم بعد الإعلان عن قرب بدء الإنتاج به
في يناير/كانون الثاني 2012، أصبح مصطفى أحمدي روشن هدف الاغتيال التالي، حسبما ورد في تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
واستُعين بسائق دراجة نارية آخر، الذي اقترب من سيارة روشن، وألصق بها قنبلة مغناطيسية أدت إلى مقتل العالم وسائقه.
وجاءت وفاة روشن، الذي كان أستاذاً في جامعة تقنية بطهران ومشرف قسم في معمل تخصيب اليورانيوم في نطنز، بعد أسبوع من إعلان أكبر مسؤول نووي إيراني عن قرب بدء الإنتاج في ثاني أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وقبل شهرين من هذه العملية، نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -حارس الأنشطة النووية التابع للأمم المتحدة- تقريراً زعمت فيه أنَّ العلماء الإيرانيين عاكفون على جهود سرية ومتواصلة لبناء سلاح نووي.
فيما أصدرت منظمة الطاقة الذرية في إيران بياناً حذَّرت فيه من أنَّ "فعلة الولايات المتحدة وإسرائيل الشنيعة لن تثنِ الأمة الإيرانية عن مسارها".
من جانبها، أدانت الولايات المتحدة جريمة القتل ونفت أية مسؤولية لها، بينما أعرب المتحدث العسكري الإسرائيلي عمّا يشبه عدم الإنكار في بيان على فيسبوك. وكتب اللواء يوآف مردخاي: "لا أعرف من انتقم من العالم الإيراني. لكنني بالتأكيد لن أذرف دموعاً عليه".
إعدام أحد المتورطين
ومع ذلك، نجح عملاء مكافحة التجسس الإيرانيون في وزارة الاستخبارات والأمن الوطني في اكتشاف غموض بعض العمليات، وعلاقة الموساد بها.
ففي عام 2011 بفضل ما زُعم أنها معلومات سرية من دولة ثالثة، ألقت وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية القبض على ملاكم واعد يبلغ من العمر 24 عاماً ويدعى ماجد جمالي فاشي، الذي ادعى أنه من ترك الدراجة البخارية المتفجرة التي قتلت علي محمدي. اعترف فاشي على شاشة التلفزيون الحكومي بأنه تلقى تدريباً ومبلغ 120 ألف دولار من الموساد، وهي وكالة الاستخبارات الإسرائيلية المرتبطة بعشرات الاغتيالات على مدار السنوات، بما في ذلك اغتيال علماء صواريخ ألمان (ساعدوا مصر في برامج التسليح في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر)، ومنفذي عملية ميونيخ، واغتيال الكندي جيرالد بول، مطور مشروع بابل العراقي، الرامي إلى تطوير مدافع خارقة.
شُنق فاشي في مايو/أيار 2012، وأعلنت طهران أنها اعتقلت ثمانية إيرانيين وستة إيرانيات متورطين في عمليات الاغتيال. بثت وسائل الإعلام الإيرانية بعد ذلك عملاً وثائقياً مدته نصف ساعة يصورون فيه الاعترافات.
تجنيدهم يتم عبر منظمة مجاهدي خلق
وقد أُشير إلى أن هؤلاء الإيرانيين المتورطين جُندوا عن طريق أعضاء من حركة مجاهدي خلق، أو متعاطفين معها. وبحسب هذه الاعترافات، تلقى هؤلاء العملاء تدريباً لمدة 54 يوماً في إسرائيل، ثم عملوا في فرق متعددة الخلايا تجسست بدقة على ضحاياها لتحديد روتينهم، ثم تنفيذ هجماتهم استناداً إلى تعليمات من متعهديهم الإسرائيليين.
لدى قوات الأمن الإيرانية سمعة سيئة بأن أفرادها يستخدمون التعذيب والاعتداء الجنسي وتهديد الأقارب؛ من أجل إجبار المعتقلين على الإدلاء باعترافات مغلوطة بأنهم مذنبون. غير أن مصادر مجهولة في الدوائر الدبلوماسية الأمريكية والدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية، نقلت إلى وسائل الإعلام أن إسرائيل كانت بالفعل تقف وراء حملة الاغتيالات وأن فاشي على الأقل أدلى باعترافات حقيقية في العموم، وأن إسرائيل كانت حقاً تعطي تدريبات إلى مجاهدي خلق ليكونوا عملاء لها في إيران، حسبما ورد في تقرير The National Interest.
لماذا ضغطت واشنطن على إسرائيل لوقف الاغتيالات في 2014؟
في 2014 كشف صحفي عن أن واشنطن ضغطت على إسرائيل لتوقف الاغتيالات، التي هددت بعرقلة محاولات التفاوض مع طهران حول برنامجها النووي.
وفي وقت سابق أشارت تقارير إلى أن الرئيس السابق جورج دبليو بوش غضب عندما علم أن إسرائيليين تظاهروا بأنهم عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجندوا إيرانيين في باكستان من أجل حملة التخريب والاغتيالات التي أطلقتها في إيران.
من المؤكد أن الرواية المعلنة في إيران والرواية الإسرائيلية الصادرة من مصادر مجهولة، غير موثوقة وتخضع في سردها لحسابات كل طرف.
يعتقد أن هناك دوراً كبيراً لعملاء إسرائيليين من وحدة كيدون (وهي كلمة عبرية تعني رأس الحربة)، التي تعد وحدة نخبة تابعة للموساد متخصصة في الاغتيالات.
وبحسب بعض الروايات، لعل توقف الهجمات يُعزى إلى أن تنفيذ مزيد من الاغتيالات كان سيشكل خطراً بالغاً، وأن الأهداف الباقية كانت تحظى بحراسة مُحكمة، وفقاً لمجلة The National Interest.
"تسمم بالغاز".. اتهام للحرس الثوري في اغتيال أحد العلماء
كان هناك أيضاً قليل من الحالات الغامضة التي يمكن وضعها في الحسبان. في وقت سابق وتحديداً في 15 يناير/كانون الثاني 2007، توفي العالم الإيراني أرديشير هوسينبور في ظروف غامضة في أصفهان نتيجة تسمم بالغاز. زعم مركز Stratfor للدراسات الاستراتيجية وصحيفة Haaretz الإسرائيلية أن وفاة هوسينبور، كانت بفعل الموساد، بينما أنكرت الحكومة الإيرانية ومصادر داخل الموساد هذا الاتهام.
وبعد سنوات زعمت أخت هوسينبور أن أخاها العالم الإيراني قُتل على يد الحرس الثوري الإيراني لرفضه العمل مع البرنامج النووي. وفي عام 2015 زعمت قوات الأمن الإيرانية أنها أحبطت هجمات أخرى للموساد. ولا يبدو أن المصادر الإسرائيلية تحركت لإثبات أو دحض الادعاءين.
قصة مسؤول الموساد الذي يقف وراء حملة الاغتيالات
وُصفت حملة الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين التي نفذها الموساد بأنها "الشق الخامس" من استراتيجية من أربعة أجزاء وضعت في 2003 من قبل تامير باردو، الذي كان يشغل حينها منصب نائب مدير الموساد، عندما كان يرأسه مئير داغان، حسب ما ورد في مقالة للكاتب الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان في موقع Politico الأمريكي.
كان الهدف الضغط على إيران لتتخلى عن برنامجها النووي باستخدام العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي ودعم الأقليات الإيرانية وجماعات المعارضة الإيرانية، واعتراض التكنولوجيا الإيرانية الرئيسية.
تضمنت الحملة الأوسع تعاوناً وثيقاً مع الولايات المتحدة، التي سبق أن طورت فيروساً حاسوبياً يدعى "ستوكسنت" كان مسؤولاً عن تدمير مئات من أجهزة الطرد المركزية الإيرانية.
ومع ذلك كانت إسرائيل وحدها متورطة في تدبير الاغتيالات، التي ادعت وكالة الاستخبارات المركزية أنها لم تكن راغبة في التورط فيها وفضلت ألا تُبلَغ بشأنها، حسب تقرير المجلة الأمريكية.
هل نجحت الخطة وهل كانت أقل ضرراً مما يخطط له نتنياهو؟
يزعم بيرغمان أن الحملة كانت ناجعة في إرهاب العلماء الإيرانيين كي يتجنبوا برنامج طهران النووي، أو ينفصلوا عنه.
ويقول إن حملة الاغتيالات التي استهدفت علماء إيرانيين تسببت في لجوء إيران إلى استخدام تدابير أمنية باهظة الثمن استغرقت وقتاً طويلاً، من أجل حماية علمائها ومحاولة اقتلاع جذور الخونة وأجهزة التنصت.
وفي تبريره لهذه الأعمال، ارتأى داغان أن الاغتيالات يحتمل أن تؤدي إلى الحيلولة دون خطوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرامية إلى شن هجمات جوية مباشرة ضد مواقع نووية إيرانية، وهو مسار اعتقد داغان أنه سيكون كارثياً.
رد إيراني متسرع
لكن حملة الموساد تسببت في شروع الحرس الثوري الإيراني في شن سلسلة من الهجمات الإرهابية الانتقامية حول العالم باستخدام فرع العمليات السرية بالوحدة 400.
ونظراً إلى أنها خُططت تخطيطاً متسرعاً وغير كفء، حسب المجلة الأمريكية، لم ينجح من بين حوالي 20 مؤامرة إيرانية إلا واحدة فقط. وكان النجاح الوحيد لهذه الحملة هو قتل خمسة سياح وسائق محلي في 18 يوليو/تموز في تفجير انتحاري نفذه حزب الله بمطار بورغاس في بلغاريا.
لم تستمر حملة الموساد بعد 2012، مع أن كلاً من المصادر الاستخباراتية والأمريكية تزعم أنها كانت ناجعة في إبطاء تقدم البرنامج النووي الإيراني. وبينما تنصل المسؤولون الدبلوماسيون والاستخباراتيون الأمريكيون من هذه الاغتيالات، أعرب بعض الساسة عن دعمهم قتل العلماء في نهاية المطاف.
وتزعم المجلة الأمريكية أن المنطق يقول إن هذه الاغتيالات قتلت أعداداً من المارة أقل بكثير مما كان أي هجوم صاروخي سوف يتسبب فيه حال وقوع صراع عسكري أوسع.
بيد أنه من الصعب إنكار أن الحملة استخدمت تكتيكات يمكن تصنيفها بأنها أعمال "إرهاب" أو جريمة "قتل" في الغرب، إذا كانت شُنت ضد علماء إسرائيليين أو أمريكيين منخرطين في بحوث تسليح. إذ يبدو أن الاغتيالات تُمدح أو تُدان ليس وفقاً للطرق المستخدمة، بل استناداً إلى هوية منفذها، حسب وصف المجلة الأمريكية.