لم يكن مشهد اقتحام الكونغرس مفاجئاً بالنسبة لسكان ولاية ميتشغان الأمريكية، لأنهم عايشوا وقائع مشابهة عدة في الولاية، بسبب التحالف بين الجمهوريين والميليشيات المسلحة.
ففي أبريل/نيسان 2020، احتشد عشرات من المسلحين المدججين بالسلاح حول مبنى ولاية ميشيغان للاحتجاج على أمر للبقاء في المنازل أصدرته الحاكمة الديمقراطية للولاية من أجل إبطاء الجائحة.
راح هؤلاء يهتفون ويدقّون بأقدامهم على الأرض، وأوقفوا العمل التشريعي، وحاولوا اقتحام مقر البرلمان عنوة، ولوَّحوا بالبنادق من الرواق باتجاه المشرعين بالأسفل.
كان لدى القادة الجمهوريين في البداية هواجس بشأن حلفائهم الجدد. فبحسب أحد منظمي الاحتجاج قال مايك شيركي، زعيم الأغلبية بمجلس شيوخ الولاية، شاكياً: "لم يكن المشهد جيداً، أخبروهم المرة القادمة ألا يحضروا أسلحة"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.
لكنَّ قيادات الجمهوريين في ميشيغان استفاقوا بعدما هدد المخططون للعودة مع الأسلحة ووقَّع رجال ميليشيات الأوتوغرافات، وقدموا بنادق AR-15 للأطفال في حديقة كونغرس الولاية".
وبعد إشارات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب –الذي كان قد غرَّد قائلاً "حرِّروا ميشيغان" بعد استعراض سابق للقوة في مدينة لانسينغ- رحَّب قادة الحزب الجمهوري في ميشيغان العام الماضي بدعم مجموعات الميليشيات، التي كانت قد تجرَّأت حديثاً.
وكوَّن أعضاء بارزون بالحزب صلات مع الميليشيات، أو منحوا موافقة ضمنية للنشطاء المسلحين الذين استخدموا الترهيب في سلسلة من المسيرات والمواجهات في أنحاء الولاية.
ويبدو اقتحام مبنى الولاية الآن وكأنَّه كان نذيراً للهجوم الذي وقع بعد أشهر على مقر الكونغرس في العاصمة الأمريكية، وفقاً للتقرير.
ومع بدء مجلس الشيوخ الأمريكي المحاكمة البرلمانية لترامب في اتهامات بالتحريض على أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكونغرس (الكابيتول)، في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، يساعد ما حدث في ميشيغان على تفسير الكيفية التي تحالف بها قادة الحزب الجمهوري، بتأثير من ترامب، مع ثقافة التشدد المسلح بغية تحقيق أهداف سياسية.
تاريخ طويل من التسامح مع الميليشيات المسلحة في ميتشغان
لدى ميشيغان تقليد طويل الأمد من التسامح مع مَن يصفون أنفسهم بالميليشيات الخاصة، التي تشيع بشكل غير معتاد في الولاية، لكنَّها أيضاً ساحة معركة انتخابية حاسمة تستقطب اهتماماً وثيقاً من كبار القادة الحزبيين، ويُظهِر تحالف الحزب الجمهوري مع مجموعات الميليشيات كم يمكن أن يكون صعباً على الحزب أن يُخلِّص نفسه على المستوى الوطني من ظل الرئيس السابق، وجاذبية هذا الأخير لهذه الشريحة العنيفة من قاعدته الانتخابية.
وقالت النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين من ميشيغان، عن هجوم 6 يناير/كانون الثاني: "كنا نعلم أنه سيكون هناك عنف، نظراً لما نعانيه في الولاية من تبني تكتيكات مثل رجال الميليشيات ببنادق هجومية وتخويف المشرعين في الولاية، أو ما يُعرف بـ"تطبيع العنف"، ولسوء الحظ شهدت ميشيغان قدراً كبيراً من ذلك"، حسب قولها.
أُلقي القبض على 6 من أنصار ترامب في ميشيغان على صلة باقتحام الكونغرس، كان أحدهم وهو فرد سابق من قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) متهماً بضرب ضابط في الكونغرس بعصا هوكي، كان قد انضم إلى رجال الميليشيات المسلحين في احتجاج نظَّمه جمهوريو ميشيغان لمحاولة تعطيل عملية فرز الأصوات في مدينة ديترويت.
وجرى يوم السبت الماضي، 6 فبراير/شباط، انتخاب كبيرة منظمي ذلك الاحتجاج، ميشوان مادوك، رئيساً مشاركاً للحزب الجمهوري في الولاية.
وهذه السيدة يجب التوقف عند دورها بشكل كبير.
التحالف بين الجمهوريين والميليشيات المسلحة حفز هجوم الكونغرس
ساعدت مادوك في ملء 19 حافلة متجهة إلى واشنطن، للمشاركة في تجمع 6 يناير/كانون الثاني، ودافعت عن الاقتحام المسلح لمبنى كونغرس ولاية ميشيغان في أبريل/نيسان الماضي.
وأعلن المنظم الرئيسي للاحتجاج المسلح، في 30 أبريل/نيسان الماضي، ريان كيلي، الأسبوع الماضي، ترشحه لمنصب الحاكم. وتساءل في إحدى المقابلات: "هل الاصطفاف بشكل وثيق جداً مع الميليشيات أمر سيئ؟". وعُيِّنَت لوندا غات، وهي ناشطة مؤيدة لترامب ومقربة من كيلي، الأسبوع الماضي، في منصب قيادي بمجموعة نسائية تابعة للحزب الجمهوري على مستوى الولاية.
وقد رحَّبت بمشاركة الميليشيات وجماعة "Proud Boys" في الاحتجاجات. واتّهم المحققون أعضاءً بجماعة Proud Boys بلعب دور قيادي في اقتحام 6 يناير/كانون الثاني.
وبعد أسبوعين من الاحتجاج عند مبنى الولاية، ظهر القيادي الجمهوري شيركي في تجمع من تنظيم نفس المنظمين، وصعد على المنصة مع فرد ميليشيا اتُّهِم لاحقاً بالتآمر لاختطاف حاكمة الولاية غريتشن ويتمر.
وبعد أعمال الشغب في واشنطن، يجادل البعض بأنَّ إشارات التأييد هذه قد تُعرِّض مستقبل الحزب للخطر. وقال جيف تيمر، وهو مدير تنفيذي سابق للحزب الجمهوري في ميشيغان: "الأمر أشبه بأن يكون للحزب جيشه الداخلي الخاص".
أكبر هجوم إرهابي في تاريخ أمريكا قبل 11 سبتمبر
قبل ربع قرن من مهاجمة الغوغاء لمبنى الكونغرس الأمريكي، كان قائد ميليشيا من ميشيغان يجلس في نفس المبنى، ودق ناقوس خطر مبكراً.
مَثُلَ نورمان أولسون، مؤسس "ميليشيا ميشيغان"، في يونيو/حزيران 1995، أمام إحدى اللجان بمجلس الشيوخ الأمريكي، والتي كانت تحقق في تنامي الحركة المناهضة للحكومة بعد التفجير الذي وقع في مدينة أوكلاهوما سيتي، في أبريل/نيسان من ذلك العام (كان هذا أكبر هجوم في تاريخ أمريكا بين بيرل هاربور وبين هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001).
كان نورمان أولسون خلال الجلسة يرتدي زياً عسكرياً عليه قصاصة كُتِب عليها "القائد أولسون"، وكان يتحدث بأسلوب ازدرائي.
قال أولسون: "نقف ضد القمع والطغيان في الحكومة، والكثير منا يتوصلون إلى استنتاج مفاده أنَّكم أفضل تمثيل لذلك الفساد والطغيان".
بالنسبة لكثير من الأمريكيين، كان من المزعج الاستماع إلى مَن يسمون أنفسهم المدافعين عن الدستور، وهم يبرّرون رفع السلاح بسبب رؤية تتسم بجنون الشك، تعتقد أنَّ الحكومة متمادية في تصرفاتها وتدخلاتها في حياة الأمريكيين، لكنَّهم في ميشيغان كانوا معتادين على ذلك.
تنتشر ما بين 12 إلى 18 مجموعة مسلحة في أنحاء ميشيغان في مقاطعات ريفية في الغالب، وتقديرات عدد الأعضاء النشطين في أنحاء الولاية هي في العموم بالمئات.
وتجعل قوانين الأسلحة المتساهلة في الولاية –يُسمَح بحمل السلاح علانيةً- منها مكاناً جذاباً للمتطرفين المسلحين الآخرين.
ويختلط التدريب على الأسلحة النارية بالتخييم والنزهات العائلية. ففي الخريف الماضي، تجمَّع أعضاء ميليشيا "متطوعي جنوب شرق ميشيغان" للخروج في نزهة بإحدى الحدائق، حيث كان الأطفال يتراشقون بأكياس القماش، وتشوي الأمهات برجر الجبن، وكانت بنادق AR-15 مسنودة على كراسي الحديقة. ولدى البعض مواقع يبيعون عليها قمصاناً تحمل إعلانات لمتاجر الأسلحة.
في مطلع القرن العشرين، بدأ "الفيلق الأسود"، وهو مجموعة ميليشياوية ضمت مسؤولين عمومين في ديترويت ومناطق أخرى، باعتبارها فرعاً لجماعة "كو كلوكس كلان" وجرى ربطها بأعمال قتل وإرهاب عديدة.
وأفادت تقارير بأنَّ تيموثي مكفاي وتيري نيكولز، اللذين قتلا 168 شخصاً في تفجير مدينة أوكلاهوما سيتي، مرتبطان بأعضاء ميليشيا في ميشيغان، ولو أنَّ أولسون قال إنَّهما رُدَّا بسبب خطابهما العنيف.
لكن بحسب جو إيلين فينيارد، الأستاذة الفخرية للتاريخ بجامعة شرقي ميشيغان، التي درست التطرف السياسي، وجدت هذه المجموعات في السنوات الأخيرة تدريجياً موطناً لها هناك، في ظلّ انجراف الحزب الجمهوري أكثر نحو اليمين. وقالت إنَّ معظم تعاونهم يتركز على الدفاع عن امتلاك السلاح.
أضافت د. فينيارد: "أعتقد أنَّ هناك قدراً لا بأس به من التعاطف في الحزب الجمهوري مع هؤلاء الناس لم يكن موجوداً من قبل، وهي علاقة أوثق بكثير الآن".
استغلوا الغضب من إغلاقات كوفيد 19
يسيطر الجمهوريون على غرفتي السلطة التشريعية في ميشيغان منذ عقد من الزمن، وسيطروا على منصب الحاكم لثماني سنوات قبل أن تتولى الديمقراطية ويتمر المنصبَ في عام 2019. وأدَّت النزعة القومية المتهورة لترامب إلى نفور الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، فيما دفعت الحزب نحو اليمين.
بحلول الأول من أبريل/نيسان الماضي، كان فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) قد قتل أكثر من 300 شخص في ميشيغان، معظمهم في ديترويت، فأمرت ويتمر بإغلاق كافة الشركات والأعمال غير الضرورية. لم تُضِع القيادية الديمقراطية ميشوان مادوك أي وقت لحشد المعارضة للقرار، ودعت لاحتجاج في 15 أبريل/نيسان. وظهرت مادوك كثيراً مع ترامب ونوابه في زياراتهم العديدة إلى ميشيغان.
وفي أول احتجاج كبير في البلاد على أوامر البقاء في المنازل، ملأت الآلاف من السيارات والشاحنات وحتى خلاطات الإسمنت الشوارع حول مبنى الولاية في لانسينغ، فيما سمّته مادوك العملية "Gridlock" (الاختناق المروري). غادر قرابة 150 متظاهراً مركباتهم ليهتفوا من حديقة كونغرس الولاية "احبسوها". ولوَّح البعض بأعلام الكونفيدرالية. وشارك نحو 12 من أفراد "ميليشيا تحرير ميشيغان" المدججين بالسلاح كذلك.
أعلنت مادوك في تلك الليلة على قناة Fox News أنَّ ميشيغان تمثل "استبداداً"، ولو أنَّها نأت بنفسها لاحقاً عن المسلحين.
غرَّد ترامب بعد يومين قائلاً "حرِّروا ميشيغان"، وألهم احتجاج مادوك موجة من الاحتجاجات الأخرى في أرجاء البلاد.
حين بدأت المجموعات المحلية المسلحة تبحث تنظيم المزيد من التظاهرات، نبذهم معظم الجمهوريين في بداية الأمر.
وحين اجتمعت السلطة التشريعية في 30 أبريل/نيسان للتصويت على تمديد قيود الحاكمة، احتشد كيلي (القيادي الذي يستعد للترشح لمنصب حاكم الولاية) وحلفاؤه الميليشياويون مع مئات المحتجين، بينهم العشرات من المسلحين، بعضهم يحمل أسلحة هجومية. دخل العشرات مبنى كونغرس الولاية، وطالب بعضهم بغضبٍ الدخول إلى الغرفة الأدنى من الكونغرس (مجلس النواب).
تعرَّف مات مادوك، المشرع الجمهوري في كونغرس الولاية وزوج ميشوان مادوك، على بعض المقتحمين وغادر قاعة مجلس النواب للتباحث معهم. وصرَّح لاحقاً لصحيفة The Detroit News: "أحب أن أكون قريباً من حَمَلَة السلاح".
وقف ترامب مع المحتجين أيضاً، فغرَّد قائلاً: "يجب أن تتنازل حاكمة ميشيغان قليلاً وتخمد النيران. هؤلاء أناس رائعون جداً".
وتقبَّل جمهوريون آخرون حضور النشطاء المسلحين.
وصفهم بالحمقى ثم اعتذر
كان شيركي، زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس شيوخ الولاية، أكثر حذراً في البداية. فأصدر شيركي بياناً في 30 أبريل/نيسان ينتقد "الترهيب والتهديد بالإيذاء الجسدي"، ويصف المحتجين المسلحين بأنَّهم "مجموعة من الحمقى".
لكنَّه تخالط معهم في الرواق. وقال السيناتور، وهو مُحاط بأعضاء ميليشيات بعد أسبوعين تقريباً في غراند رابيدز، في خطابٍ، إنَّهم أنَّبوه على تعليقه بشأن "الحمقى"، وإنَّه قد تراجع عنه فعلياً.
والتقى أيضاً ذلك الشهر بصورة شخصية مع حفنة من قادة الميليشيات في مكتبه لوضع "مدونة سلوك"، حسبما أوضح في مقابلة.
وسرعان ما انضمّ الحزب الجمهوري في الولاية إلى المعركة ضد القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا. في يونيو/حزيران، بدأت مجموعة غير ربحية مرتبطة بالحزب الجمهوري في تقديم أكثر من 600 ألف دولار لمجموعة مناصرة جديدة، تديرها مادوك بصورة جزئية، وكانت مُكرَّسة لمحاربة قيود فيروس كورونا. وأسهمت مؤسسة خيرية مرتبطة بشيركي بـ500 ألف دولار.
يحاولون تنصيب أنفسهم حماة للبيض والقانون
قال المنتقدون لهذه الحركات إنَّ العِرق عامل غير مُعلَن في المعركة حول أمر البقاء بالمنزل.
فالجمهوريون الذين شاركوا في المسيرات ضد القواعد كانوا في معظمهم من سكان المناطق الريفية والضواحي الخارجية البِيض، لكنَّ أكثر من 40% من الوفيات في ميشيغان في البداية كانت بين الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية المتمركزين في مدينة ديترويت، ويُشكِّلون أقل من 15% من سكان الولاية.
خرجت هذه التوترات إلى العلن، الصيف الماضي، حين أشعلت حالات قتل الشرطة للأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية الاحتجاجات في أرجاء البلاد.
نادراً ما شاب احتجاجات "حياة السود مهمة" في ميشيغان عنفٌ أو تدمير، وقد شهدت ديترويت أكبر هذه الاحتجاجات. لكنَّ رد فعل الجمهوريين في باقي الولاية كان قلقاً، وعزَّز الرئيس ترامب مخاوفهم بتحذيراته من حركة مناهضة الفاشية "أنتيفا".
وأدَّت دعوات التصدي لمثيري الشغب المخيفين إلى تقارب أوثق بين الحزب وحلفائه المتشددين.
فكتب غاري أيزن، وهو مشرع جمهوري في الولاية، على صفحته بفيسبوك: "يبحث الليبراليون عن المشكلات والاضطرابات المدنية، والمحافظون مستعدون لذلك". وأضاف: "فكرتُ في أنَّه ربما يتعين أن أُلقِّم المزيد من مخازن الأسلحة"، وقال لاحقاً إنَّه كان يمزح.
وفي يونيو/حزيران، اعترض 50 مسلحاً، جَمَعَهم كيلي، بضع عشرات من محتجي حركة حياة السود مهمة بسبب تمثال لأحد جنود جيش الكونفيدرالية في بلدته، ألانديل.
قال كيلي إنَّه كان يخشى مما كانت ألانديل مقبلة عليه. وأضاف في مقابلة، مردداً أفكار ترامب: "كانت التماثيل في مختلف أنحاء البلاد تُهدَم، وكان الناس يضرمون النار في الأشياء، وكانت هناك أعمال شغب في كل مكان، لكنَّكم لن تأتوا إلى هنا لتدمروا الممتلكات العامة".
صوَّر الجمهوريون الأكثر بروزاً في ميشيغان حركة حياة السود مهمة باعتبارها تهديداً محدقاً كذلك.
ردَّ رجال الميليشيات المسلحون من خلال الظهور في بعض الاحتجاجات باعتبارهم حراساً يأخذون على عاتقهم تطبيق القانون. ففي أغسطس/آب الماضي، خرج العشرات من أعضاء جماعة Proud Boys في مسيرة بمدينة كالامازو في ولاية ماساتشوستس، وهو موقع شهد عدة تظاهرات لحركة حياة السود مهمة، قائلين إنَّهم يريدون دعم الشرطة. وقد أحضروا معهم رذاذ الفلفل واستخدموه في مشاجرات بالأيدي مع النشطاء.
محاولة لاختطاف حاكمة ولاية ميتشغان
لكن في ذروة الاحتجاجات ضد عنف الشرطة، كان "المجلس الوطني الأمريكي"، الذي أسسه كيلي، يستهدف بأشرس هجماته الحاكمة ويتمر، وأمرها المتعلق بالبقاء في المنازل. وأصدر المجلس رسائل عامة تحث السلطات الفيدرالية على اعتقالها لانتهاكها الدستور من خلال إصدارها أمر البقاء في المنازل.
وبعد بضعة أيام، ألقى عملاء فيدراليون القبض على أكثر من 12 من أفراد الميليشيات في ميشيغان، اتهمهم بالتآمر لاختطاف الحاكمة ومحاكمتها وربما إعدامها.
كان اثنان على الأقل من المشتبهين قد شاركوا في احتجاج 30 أبريل/نيسان عند كونغرس الولاية، وكذلك في التجمع مع شيركي في غراند رابيدز. وقال المحققون إنَّ الرجال حاولوا تجنيد متآمرين آخرين في تجمع للمجلس الوطني الأمريكي.
أوقفوا سرقة الانتخابات
بعد ساعات من انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، كتبت مادوك على صفحتها بفيسبوك: "ظهرت 35 ألف بطاقة اقتراع من العدم عند الساعة 3 فجراً. نحتاج مساعدة". وحثَّت أنصار ترامب على الإسراع لـ"مراقبة التصويت" في مركز لفرز الأصوات في ديترويت.
وحين أظهر الفرز خسارة ترامب للولاية المحورية، بدأ جمهوريو ميشيغان حملة استمرت شهرين لقلب النتائج وإبقائه في السلطة.
شارك كيلي مع حلفائه من الميليشيات المسلحة في احتجاج صاخب خارج مركز لفرز الأصوات. وأفادت صحيفة The Lansing State Journal المحلية بأنَّ كيلي قال أمام تجمع خارج مبنى الولاية إنَّ فيروس كورونا حيلة لإقناع الجماهير بـ"تصديق أنَّ جو بايدن فاز بالانتخابات".
وحين فشلت مساعي وقف فرز الأصوات، قادت مادوك في ديسمبر/كانون الأول الماضي، 16 ناخباً جمهورياً كبيراً (أعضاء بالمجمع الانتخابي) لمحاولة الضغط على كونغرس ولاية ميشيغان لتعطيل عملية الإدلاء بالأصوات الديمقراطية في المجمع الانتخابي.
علاقتهم باقتحام الكونغرس
شاركت مادوك في مسيرة نحو الكونغرس الفيدرالي، في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، ولكنها أدانت العنف، وقالت إنَّها لم تشارك فيه، وكتبت في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "حين يتعلق الأمر بالميليشيات أو جماعة Proud Boys، ليست لدي أي صلة بهم".
جرى تصوير كيلي خارج الكونغرس الأمريكي خلال أحداث الشغب. وقال الرجل إنَّه لم يخرق أي قانون، وجادل بأنَّ الفعالية لم تكن تمثل "تمرداً" لأنَّ المشاركين كانوا وطنيين.
وكانت غات، الناشطة الجمهورية، قد نشرت على حسابها بفيسبوك مقطع فيديو لنفسها وهي في واشنطن، في ديسمبر/كانون الأول، تتحدث مع أعضاء من جماعة Proud Boys، قائلة: "أتسكع مع أفراد Proud Boys من ميشيغان".
وخلال اعتداءت السادس من يناير/كانون الثاني، تسلَّقت غات سقالة مُجهَّزة لحفل التنصيب. وقالت متباهيةً على فيسبوك: "نجحتُ في الوصول إلى قمة مبنى الكابيتول".
ورفض شيركي، زعيم الجمهوريين في مجلس شيوخ ولاية ميشيغان، متابعة الحركة خلف ترامب إلى نهاية الطريق. فبعد استدعائه إلى البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني، رفض شيركي مناشدات الرئيس له لإبطال هزيمته في ولاية ميشيغان.
لكنَّه تعاطف مع الغوغاء الذين هاجموا الكونغرس خلال مقابلة أجراها الأسبوع الماضي.