"الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يخسر أهم ما يملك".. فبعد اقتحام الكونغرس لم يقتصر الأمر على وقف حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بل بدأت العديد من الشركات مقاطعة أعمال ترامب التجارية.
وتبلغ ثروة ترامب نحو 2.5 مليار دولار، حسب تقدير مجلة Forbes الأمريكية، وهو ما يجعله أول ملياردير يصل إلى الرئاسة الأمريكية.
بدأ ترامب العمل مع والده فريد، الذي طور مساكن منخفضة التكلفة في بروكلين وكوينز بنيويورك.
الجزء الأكبر من ثروته مركّز في 6 مبانٍ داخل وحول وسط مانهاتن في مدينة نيويورك، ويمتلك ترامب أيضاً ملاعب غولف ومصنع نبيذ، وأصبح اسمه علامة تجارية، وأصدر رخصاً باسمه لشركات في جميع أنحاء العالم.
وطالما تباهى ترامب بثرائه، وبأنه لا يحب الخاسرين، ولكن بعد اقتحام الكونغرس يبدو أن الرئيس الأمريكي معرّض لخسارة كبرى جراء تلويح العديد من الشركات بإمكانية مقاطعة أعمال ترامب التجارية.
ففي أعقاب أعمال الشغب العنيفة في مبنى الكابيتول الأمريكي، الأسبوع الماضي، نأت العديد من الشركات بنفسها عن الرئيس دونالد ترامب، حسبما ورد في تقرير لمجلة Newsweek الأمريكية.
كما أوقفت بعض الشركات التمويل مؤقتاً لأعضاء الكونغرس الذين صوتوا ضد التصديق على نتائج انتخابات 2020، بينما علقت شركات أخرى حسابات أولئك المرتبطين بأعمال الشغب في واشنطن العاصمة، بما في ذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يحتفظ بها الرئيس.
مواقع التواصل الاجتماعي تعزله
في الأسبوع الماضي، مُنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام Facebook حتى نهاية فترة رئاسته على الأقل.
وقال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة Facebook، التي تمتلك Instagram أيضاً، في بيان له يوم الخميس الماضي: "نعتقد أن مخاطر السماح للرئيس بمواصلة استخدام خدماتنا خلال هذه الفترة هي ببساطة كبيرة للغاية".
"لذلك، فإننا نمد الحجب الذي وضعناه على حساباته على Facebook و Instagram إلى أجل غير مسمى، ولمدة أسبوعين على الأقل حتى اكتمال الانتقال السلمي للسلطة".
وأعلن Facebook أيضاً أنه سيتوقف مؤقتاً عن جميع التبرعات السياسية أثناء مراجعة سياساته.
كما علق تويتر حساب ترامب بشكل دائم. وقالت الشركة في بيان: "بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة من حساب realDonaldTrump والسياق المحيط بها -وتحديداً كيف يتم تلقيها وتفسيرها على Twitter وخارجه- قمنا بتعليق الحساب بشكل دائم بسبب مخاطر المزيد من التحريض على العنف".
وهددت مجموعات الحقوق المدنية بمقاطعة YouTube إذا لم يحظر الموقع ترامب، وبعدها بساعات قليلة أعلن تعليق حساب ترامب على موقع الفيديوهات الشهير.
أبرز الشركات التي أعلنت مقاطعة أعمال ترامب التجارية
ولكن الأمر لم يقتصر على محاصرة ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الأخطر هو مقاطعة أعمال ترامب التجارية.
اتحاد الجولف المحترف في أمريكا (PGA)
قرر اتحاد الجولف المحترف في أمريكا (PGA) عدم إقامة بطولة 2022 PGA في نادي ترامب الوطني للغولف في بيدمينستر، بولاية نيوجيرسي الأمريكية كما كان معتاداً سابقاً.
وصرَّح رئيس PGA الأمريكية جيم ريتشرسون: "لقد صوت مجلس إدارة الاتحاد لإنهاء الاتفاقية للعب بطولة 2022 PGA في ترامب بيدمينستر".
وقال "لقد أصبح من الواضح أن إجراء بطولة PGA في Trump Bedminster سيكون ضاراً بعلامة PGA الأمريكية التجارية، وسوف يعرّض للخطر قدرة الاتحاد على تقديم برامجه العديدة، والحفاظ على استمرارية مهمتنا".
وقالت منظمة ترامب في بيان: "لقد كانت لدينا شراكة جميلة مع PGA الأمريكية، ونشعر بخيبة أمل شديدة من قرارهم. هذا خرق لعقد ملزم، وليس لديهم الحق في إنهاء الاتفاقية".
أكبر مقرض لترامب
شملت مقاطعة أعمال ترامب التجارية مصرف "دويتشه بنك" الألماني، أكبر مقرض لأعمال الرئيس المنتهية ولايته.
إذ سيتوقف البنك عن التعامل مع ترامب وشركاته بعد الهجوم العنيف على مبنى الكابيتول الأمريكي من قبل أنصار الرئيس، حسبما نقلت مجلة Forbes عن صحيفة نيويورك تايمز.
وقال مصدر لصحيفة نيويورك تايمز، إن البنك الذي كان المقرض الرئيسي لترامب لأكثر من عقدين سيتوقف عن التعامل مع الرئيس المنتهية ولايته وشركاته.
وذكرت وكالة رويترز بشكل منفصل أن منظمة ترامب مدينة بنحو 340 مليون دولار من القروض غير المسددة للبنك.
مقرض آخر يدعوه للاستقالة
وأفادت تقارير بأن شريكاً مالياً آخر وثيقاً لعائلة ترامب انضم إلى مقاطعة أعمال ترامب التجارية.
فقد ذكر أن بنك Signature، الذي كانت تعمل إيفانكا ترامب كعضو في مجلس إدارته، قطع العلاقات مع الرئيس.
بل دعا البنك ترامب إلى الاستقالة من منصب الرئيس، قائلاً إن "هذا في مصلحة أمتنا والشعب الأمريكي".
Stripe
أعلنت شركة معالجة الدفع عبر الإنترنت أنها لن تقوم بعد الآن بمعالجة المدفوعات الخاصة بموقع حملة ترامب، مشيرةً إلى انتهاكات سياسة المستخدم الخاصة بالشركة، التي تحظر على المستخدمين الترويج للعنف على نظامها الأساسي.
Shopify
أغلقت منصة التجارة الإلكترونية المتاجر عبر الإنترنت التي تبيع سلع ترامب، بما في ذلك التي تديرها منظمة ترامب وحملة ترامب ضمن حملة مقاطعة أعمال ترامب التجارية.
وأشار متحدث باسم الشركة في بيان: "Shopify لا تتسامح مع الأعمال التي تحرض على العنف.
وقال المتحدث: "بناءً على الأحداث الأخيرة، قررنا أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب تنتهك سياسة الاستخدام المقبول لدينا، والتي تحظر الترويج أو الدعم للمنظمات أو المنصات أو الأشخاص الذين يهددون بالعنف أو يتغاضون عنه لدعم قضية".
حلفاء الرئيس في الكونغرس محاصرون
لا يقتصر الأمر على مقاطعة أعمال ترامب التجارية، بل يواجه حلفاء الرئيس المنتهية ولايته في الكونغرس أيضاً معوقات بسبب رفضهم التصديق على فوز بايدن.
فقد أعلنت العديد من الشركات الكبرى تعليق التبرعات للمشرعين الجمهوريين الذين طعنوا في التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
ويشمل ذلك شركة ماريوت العملاقة للفنادق، وشبكة التأمين الصحي بلو كروس بلو شيلد، وشركة كوميرس بانكشيرز المصرفية.
ومن بين الشركات الأخرى التي تتخذ إجراءات مماثلة، AirBnB وVerizon وAT&T وComcast وAmerican Express وMastercard وDow.
وأشارت شركة هولمارك لبطاقات المعايدة في بيان إلى أن "الإجراءات الأخيرة للسيناتور جوش هاولي [من ميسوري] وروجر مارشال [من كانساس] المؤيدين لترامب لا تعكس قيم شركتنا"، وقالت إنها "طلبت من السيناتور هاولي ومارشال إعادة جميع مساهمات هولمارك في حملتها".
كما حجبت شركة كومكاست للكابلات والمجموعة الإعلامية الكبرى التبرعات لأعضاء الكونغرس الذين صوتوا ضد التصديق على الانتخابات الرئاسية.
وأشار كومكاست في بيان إلى أن "الانتقال السلمي للسلطة هو أساس الديمقراطية الأمريكية".
وأضافت الشركة "تماشياً مع هذا الرأي، سنعلق جميع مساهماتنا السياسية لهؤلاء المسؤولين المنتخبين الذين صوتوا ضد التصديق على أصوات الهيئة الانتخابية، ما سيُتيح لنا الفرصة لمراجعة سياساتنا وممارساتنا في العطاء السياسي".
شركات تعلق التمويل للجانبين الجمهوري والديمقراطي
قامت بعض الشركات مثل فنادق هيلتون، وأمريكان إيرلاينز، وبي بي، وكوكا كولا، وغولدمان ساكس، وبوسطن العلمية، ومايكروسوفت، وهولمارك، وفيسبوك، وفيزا بتعليق التمويل السياسي لكلا الطرفين الجمهوري والديمقراطي على السواء في انتظار المراجعة.