أعاد الجيش الروسي، مؤخراً، إحياء منصة تيرميناتور (مركبة دعم الدبابات القتالية)، لكن جهوده لتطوير روبوت قاتل حقيقي ما تزال جاريةً أيضاً على قدمٍ وساق. إذ أُعلِنَ الأسبوع الجاري، أن تجارب الحكومة لمركبة القتال البري المرصودة غير المأهولة "أوران 9″، تُحرز تقدماً كبيراً، وهي ليست المنصة الروبوتية الوحيدة الخاضعة للتطوير حالياً.
إذ قال القائد العام للقوات البرية الجنرال أوليغ ساليوكوف، في مقابلةٍ مع صحيفة Krasnaya Zverda الروسية، وفقاً لما نقلته وكالة Tass الروسية: "ستنتهي تجارب الحكومة على مركبة القتال البري المرصودة غير المأهولة (أوران 9) في العام الجاري. وبالتوازي مع ذلك، يجري العمل على بناء مركبات قتال بري غير مأهولة من الفئتين المتوسطة والثقيلة (شتورم وسوراتنيك)، بهدف تكوين وحدات متقدمة بين صفوف القوات البرية"، بحسب تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
مواصفات المركبة "أوران 9"
وطُوِّرت "أوران 9″، التي يبلغ وزنها 12 طناً، بصفتها منصةً متعددة الأغراض يمكن التحكم فيها عن بُعد، وتعمل بمحرك ديزل يسمح لها بالتسارع حتى 35 كيلومتراً في الساعة على الأراضي الممهدة، و24 كيلومتراً في الساعة على الطرق الوعرة. وهي مدرعةٌ بصفائح فولاذية يمكن أن تُساعد في حمايتها من شظايا القذائف والأسلحة الخفيفة، لكنها تظل عرضةً للخطر في مواجهة الأسلحة الأثقل، مثل قاذفات الـ"آر بي جي"، والمدافع الرشاشة الثقيلة، والعبوات الناسفة.
ورغم وصفها بأنها مركبة روبوتية، فإنها ليست مُسيّرةً بالكامل، حيث يتم تحريكها عن بُعد بواسطة مُشغّل وقائد يستطيعان البقاء على مسافةٍ كافية داخل مركبة مُدرعة يُمكنها المساعدة في نقل الدبابة الصغيرة. وتستطيع المركبة المناورة حول العوائق أثناء الحركة على طول المسارات المُبرمجة مسبقاً. بينما اقترحت بعض المصادر أن "أوران 9" ربما تستطيع رصد، والتعرّف على، والاشتباك مع قوات العدو دون توجيهٍ بشري يدوي. لكن تلك المزاعم ليست مدعومةً إلى حدٍّ كبير.
وهناك أدوات رؤية ومستشعرات حرارية وإلكترونية بصرية مثبتة في أعلى برج الدبابة، وهذا يسمح للمُشغّل بأن يتمتع برؤية مستمرة لساحة المعركة. كما تسمح تلك الأدوات والمستشعرات باستخدام "أوران 9" في مهمات الاستطلاع، وتقديم الدعم النيراني، وتنفيذ المهمات المضادة للدبابات. والمركبة مسلحةٌ كذلك بمدفع آلي من طراز 2A42 عيار 30 مم، ومدفع رشاش عيار 7.62 مم، وقاذفة لهب مدعومة بصواريخ من طراز شميل-إم، وقاذفة صواريخ موجهة مضادة للدبابات من طراز آتاكا.
بينما يسمح نظام الإدارة التكتيكية الموحدة بالربط بين أربع مركبات أوران 9 من أجل مشاركة المعلومات.
اختبرت بسوريا
ونُشِرَت مركبات أوران 9 في سوريا من أجل اختبارها ميدانياً، ولكن المنصة "لم تتمكن من تنفيذ المهام الموكلة إليها في أنواع العمليات القتالية الكلاسيكية" وفقاً للتقارير. واقترح البعض أنّ المركبة قد تستغرق ما يتراوح بين 10 و15 عاماً حتى تنجح في تأدية مهام معقدة من هذا النوع، مما يُشير بالتالي إلى أنّ اشتباكها المُسيّر سيكون محدوداً في أفضل الأحوال.
ورغم ذلك، ضاعف الجيش الروسي جهوده لتطوير أسلحة مُسيّرة، وشمل ذلك نسخة "غير مأهولة" من مقاتلتها النفاثة سوخوي سو-35 والدبابة أرماتا تي-14. وفي أغسطس/آب، أعلنت شركة UralVagonZavod التي تصنع الدبابة تي-14 أنّ المختصين بالأبحاث والتطوير في الشركة يعملون على نسخة من الدبابة يُمكن تشغيلها بالكامل دون الحاجة إلى طاقم.
ولا أحد يعلم بعد ما إن كانت ستصير أكثر فاعلية من "أوران 9″، لكن تي-14 واجهت كذلك بعض المشكلات في سوريا، حين تعرّضت إحدى دبابات أرماتا المتقدمة للتدمير أثناء الاشتباكات في وقتٍ مبكر من العام الجاري.