اختار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الجنرال المتقاعد لويد أوستن وزيراً للدفاع في إدارته، بحسب ما نشرت وسائل إعلام أمريكية، الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2020. وسيصبح أوستن (67 عاماً) أول شخص أسود البشرة يرأس وزارة الدفاع الأمريكية أو "البنتاغون". وإليكم في هذا التقرير كل ما نعرفه عنه.
من هو لويد أوستن المرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي؟
لويد أوستن هو جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي، وهو القائد الثاني عشر للقيادة المركزية الأمريكية، وهو أول أمريكي من أصول إفريقية يتولى هذا المنصب.
وقبل شغله لهذا المنصب عمل أوستن، نائباً لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة. وقبلها كان الجنرال أوستن آخر قائد للقوات الأمريكية في العراق، وتحت إمرته جرت عملية "الفجر الجديد" والتي استمرت حتى 15 ديسمبر/كانون الأول 2011 وخلالها تم سحب آخر جندي أمريكي من العراق.
وفي 6 كانون الأول/ديسمبر 2012 أعلن البنتاغون إن الرئيس باراك أوباما رشح الجنرال لويد أوستن لمنصب قائد القيادة المركزية الأمريكية. وأقره مجلس الشيوخ الأمريكي في هذا المنصب 5 مارس/آذار.
ومن 2013 إلى 2016، ترأس الجنرال أوستن القيادة المركزية الأمريكية، التي تشمل مسؤولياتها الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجزء من جنوب آسيا. وعمل أوستن خلال هذه السنوات مع بايدن عن قرب، عندما كان الأخير نائباً للرئيس في إدارة أوباما.
كما واجه أسئلة صعبة بشكل خاص في عام 2015 حول دور الجيش الأمريكي في تدريب المجموعات الكردية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة خلال الحرب الأهلية في البلاد، معترفاً بأن الولايات المتحدة أنفقت حوالي 500 مليون دولار، لكنها دربت حفنة فقط من المقاتلين.
كانت الأزمة التي سادت في أوساط القيادة الأمريكية في ذلك الوقت هي المزاعم بأن القيادة المركزية للجيش الأمريكي قللت من أهمية التقارير الاستخباراتية حول التهديد الذي تشكله مجموعات داعش، ورسمت صورة أكثر إشراقًا لتقدم الجهود العسكرية الأمريكية. لكن تمت تبرئة لويد أوستن في تحقيق أجراه المفتش العام لوزارة الدفاع في عام 2017.
كيف اختار بايدن أوستن لهذا المنصب؟
تقول شبكة "بوليتيكو" الأمريكية والتي كانت أوّل من أفاد بأن بايدن اختار أوستن وزيرا للدفاع، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، إنه كان يُنظر إلى حظوظ أوستن في المنصب على أنها ضئيلة، لكنه بدا في الأيام القليلة الماضية منافساً من الدرجة الأولى وخياراً آمناً.
وفي وقت لاحق، نقلت شبكة "سي بي إس"، عن عدد من المصادر المطلعة تأكيد اختيار أوستن. وقالت إن ظهور الجنرال أوستن كخيار محتمل جاء وسط دعوات متزايدة من منظمات الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، ومن تكتلات الحزب الديمقراطي ذات الأصول الآسيوية والإفريقية واللاتينية لضمان أن يرشح بايدن أشخاصاً من الأقليات وكذلك النساء في المناصب الوزارية العليا. فيما قالت شبكة "سي إن إن" إن بايدن قدّم عرضه لأوستن خلال مطلع الأسبوع وإن الأخير وافق.
وتأتي التقارير عن اختيار أوستن بعد أسبوعين من إعلان بايدن أسماء أعضاء آخرين في فريقه للأمن القومي. وفاز بايدن على دونالد ترامب في السباق الانتخابي الذي جرى في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، ومن المرتقب أن تقام مراسم تنصيبه رئيساً في 20 يناير/ كانون الثاني.
هل سيواجه لويد أوستن مشاكل في تثبيته بمنصب وزير الدفاع؟
يواجه الجنرال أوستن عقبات بالفعل، إحداها منصبه في السنوات القليلة الماضية كعضو في مجلس إدارة شركة "رايثون" للتعهدات الدفاعية، بحسب سي بي إس. كما سيحتاج تعيينه موافقة الكونغرس، إذ لم تمرّ سبع سنوات على تقاعده.
وقد أشار المشرعون الأمريكيون إلى حذرهم من منح استثناء آخر لجنرال متقاعد لقيادة البنتاغون بعد أربع سنوات فقط من سعي دونالد ترامب للحصول على استثناء لوزير دفاعه الأول، جيم ماتيس.
كما قوبل ترشيح أوستن بمقاومة من بعض خبراء الأمن القومي، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن توازن القوة المدنية العسكرية في البنتاغون تحت قيادة جنرال متقاعد آخر.
وغرّدت روزا بروكس، الأستاذة في جامعة جورج تاون والمسؤولة السابقة في البنتاغون، التي كتبت مقالة رأي في صحيفة نيويورك تايمز تدعو فيها إلى اختيار امرأة وزيرة للدفاع، وتقول: "من منظور العلاقات المدنية العسكرية، تبدو هذه فكرة مروعة". فيما يرى البعض أن أوستن لا يتمتع بنفس قوة النجوم التي يمتلكها ماتيس أو الضباط الأربعة نجوم الآخرين بفترات أوباما وترامب.