أصبح أسطول العراق من الطائرات الإف 16 الأمريكية مهدد بكارثة رغم أنه يمثل الوحدات الجوية الوحيدة ذات القيمة في البلاد.
وأصبح العراق أحد ملاك طائرات إف 16 عندما قرر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سحب قوات البلاد من العراق، حيث وقعت بغداد قبل توقيع أوباما قرار الانسحاب، عقداً مع البنتاغون لشراء 18 طائرة مقاتلة من طراز F-16 Falcon، في محاولة لتعزيز أسطولها الجوي.
أسطول العراق من طائرات الإف 16 كان الأمل في الاستقلال العسكري
كان المسؤولون العسكريون في كلا البلدين في ذلك الوقت قد ركزوا على تعزيز قوة القوات الجوية العراقية، لملء الفراغ قبل انسحاب القوات الأمريكية.
وفي عام 2014 استقبل العراق أسطوله الخاص من مقاتلات F-16 تحت انطباع أن البلاد ستكون قادرة أخيراً على الوقوف على قدميها عسكرياً. ومع ذلك بعد مرور ست سنوات لم يحدث ذلك.
فبعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من قبل الولايات المتحدة في بداية العام، نفذت إيران هجمات صاروخية باليستية على قاعدتين جويتين أمريكيتين في العراق، حسبما ورد في تقرير لموقع The Eurasian Times.
اغتيال سليماني يغير كل شيء.. أدوات الإصلاح في قلب المحرك
وأجبر هذا البنتاغون على سحب بعض متعهديه وقواته من المواقع العراقية، ومن هذه المواقع قاعدة بلد الجوية مقر أسطول العراق من طائرات الإف 16.
وفقاً لبيان صادر عن البنتاغون، انسحب مقاولو شركة لوكهيد مارتن من القاعدة في الفترة ما بين 4 و8 يناير/كانون الثاني 2020، بعد تعرضهم لنيران صاروخية غير مباشرة من الميليشيات المدعومة من إيران.
وفقاً للطيارين العراقيين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب عدم وجود سلطة للتحدث بشكل رسمي، فإن انسحاب جميع موظفي شركة لوكهيد الأمريكية قد أثر بشكل سلبي على حالة مقاتلات F-16 العراقية التي تحتاج إلى صيانة.
وفي غياب دعم الصيانة الأمريكي أسطول العراق من الطائرات الإف 16 الأمريكية، حاولت القوات الجوية العراقية إجراء صيانة للطائرة باستخدام مواردها الخاصة، ومع ذلك لم تتمكن من تحقيق الكثير من النجاح.
وبسبب نقص قطع غيار طائرات الإف 16، بدأت وزارة الدفاع العراقية في صنع قطع غيارها الخاصة، وهو أمر غير مسموح به وبالفعل يبطل الضمان على الطائرات.
"جراء ذلك في إحدى المرات، تُركت أداة داخل أحد المحركات"، حسبما قال طيار عراقي لقناة "فوكس نيوز".
ولكن هذه التطورات أثرت سلباً على الاستعداد القتالي للطيارين العراقيين، حسب الطيار.
فقد تم إيقاف معظم الطائرات الآن لأن فنيي القوات الجوية العراقية لا يعرفون ما يفعلونه لإعادة الصيانة، وهذا بدوره يعني أن الطيارين العراقيين لا يمكنهم القيام برحلات التدريب الخاصة بهم كل شهر وبالتالي أصبحوا غير جاهزين للقتال.
كما زعم طيار آخر كيف أن البلاد لم يتبق منها سوى سبع مقاتلات من طراز F-16 تتمتع بقدرات قتالية كاملة.
يقول: "اعتدنا أن نطير 16 طلعة جوية (مهمة إقلاع) في اليوم بطائرتين نفاثتين في وضع الاستعداد للقتال. ولكن الآن فقط مرتين يومياً لكل طائرة أي أربع طلعات جوية في اليوم، هذا إذا حلقنا أصلاً في الجو، ويرجع ذلك إلى عدم وجود صيانة مناسبة وقطع غيار للطائرات".
"والآن، يضيع الكثير من المال. الطائرات سيئة الصيانة؛ فعدد الطائرات ذات القدرات القتالية الكاملة ارتفع من 18 إلى 20 طائرة ولكن الآن أصبح لدينا سبع فقط".
البحث عن بديل روسي
وفقاً لإعلان صدر مؤخراً عن القيادة المركزية الأمريكية وقيادة القوات الجوية العراقية، شارك عدد غير معلوم من طائرات F-16 العراقية في غارات جوية ضد الإرهابيين في شمال بغداد.
وأضاف الإعلان أن طائرات F-16 العراقية هاجمت سلسلة أهداف استخدمها الإرهابيون كقواعد في منطقة الزور بمحافظة ديالى. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن جميع الأهداف التي تم تدميرها كانت تشير إلى عودة سرب إف -16 للعمل، والذي يعد حالياً الأقوى في القوات الجوية العراقية.
ولكن نتيجة للوضع الحالي، تبحث القوة الجوية العراقية الآن شراء طائرات ميج 29 من روسيا لتحل محل طائرات إف -16 الأمريكية التي كلفت البلاد مليارات الدولارات.