حتى أوباما نفسه استغرب منحها له.. خمسة اختيارات مثيرة للجدل لجائزة نوبل

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/13 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/13 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونائبه بايدن/رويترز

وقع اختيار اللجنة النرويجية المسؤولة عن جائزة نوبل للسلام، ما لا يقل عن 6 مرات في العقود الأخيرة، على فائزين اعتُبِرَت تحركاتهم وتصرفاتهم -سواء صدرت عنهم قبل الفوز بالجائزة أو بعده- غير جديرة بهذا التكريم، وفي بعض الأحيان حتى سخيفة.

وقال هنريك أوردال، أستاذ ومدير أبحاث في معهد أوسلو لأبحاث السلام، الذي يحلل اختيارات لجنة نوبل: "يمكن للجنة البقاء في منطقة الأمان باختيار مرشحين بعيدين عن الجدل تماماً".

لكن، لفت أوردال إلى أنَّ اللجنة، خاصة في السنوات الأخيرة، "سعت لمنح الجائزة على نشاطات؛ في محاولة منها لتشجيع الفائزين على الارتقاء إلى مستوى الجائزة، وهذه مجازفة خطيرة".  

وفي ما يلي، بعض الأمثلة على خيارات مثيرة للجدل بترتيب زمني عكسي، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

آبي أحمد (2019): حروب داخلية والتلاعب بالنيل

اختارت اللجنة آبي؛ لنشاطاته في الأشهر القليلة الأولى بعد توليه منصبه في 2018، إذ أدخل تغييرات ديمقراطية بعد حقبة من القمع، وأطلق سراح السجناء السياسيين، وخفَّف القيود على وسائل الإعلام، والأهم أنه حلَّ النزاع الحدودي الذي طال أمده مع إريتريا المجاورة.

لكن في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، أمر آبي بتنفيذ عمليات عسكرية وشن غارات جوية في تيغراي، وهي منطقة تحداه قادتها من خلال المضي قدماً في انتخابات أُلغِيَت بسبب الجائحة.

آبي أحمد رواغ مصر والسودان في قضية سد النهضة/رويترز

ومع تصاعد القتال وتدفق اللاجئين إلى السودان المجاور، أعلنت حكومة آبي حالة الطوارئ وقطعت الاتصالات عن المنطقة.

اللافت أن الصحف الغربية حتى في انتقادها لآبي لا تركز كثيراً على مراوغاته مع مصر والسودان في مسألة بناء سد النهضة كسبب يجعل تقديم جائزة نوبل أمراً غريباً.

خوان مانويل سانتوس (2016): سلام مزعزع

كرَّمت لجنة جائزة نوبل للسلام سانتوس، رئيس كولومبيا في ذلك الوقت؛ "لجهوده الحازمة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من 50 عاماً في البلاد"، من خلال محاولته إحلال السلام مع القوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك)، وهي جماعة حرب عصابات يسارية.

وأُعلِن عن الجائزة بعد أيام قليلة من رفض الكولومبيين بفارق ضئيل، اتفاقية السلام في استفتاء، مما وضع سانتوس في موقف محرج للغاية. وعلى الرغم من أنَّ الهيئة التشريعية في الدولة دفعت باتفاق السلام، في النهاية، تشير التطورات الأخيرة في كولومبيا إلى أنها تنحدر مرة أخرى إلى الصراع.

باراك أوباما (2009): استغرب الترشيح

بالكاد دخل أوباما ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة، حتى فاز بالجائزة؛ "لجهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب". لكن العديد من النقاد وبعض المؤيدين وحتى أوباما نفسه شكَّكوا في الاختيار؛ بالنظر إلى أنه لم يكن قد حقَّق بعدُ أية نتيجة مهمة لقضية السلام العالمي. 

وكتب أوباما في سيرته الذاتية، أنه تساءل: "على ماذا؟!"، عندما علم بترشيحه للجائزة.

وفي هذا الصدد، قال بعض المعلقين إنَّ لجنة نوبل اتخذت "خياراً طموحاً" لدى رؤية الإمكانات التي تحملها آمال أوباما في عالم أهدأ، ورغبته في إنهاء الحروب بالعراق وأفغانستان. لكن أوباما سمح بزيادة القوات الأمريكية في أفغانستان وترأس توسعاً كبيراً في برنامج غارات الطائرات من دون طيار.

كيم داي-جونغ (2000): نزاع نووي لم يحسم

فاز كيم، الذي انتقل من كونه سجيناً منشقاً ومنفياً ومحكوماً عليه بالإعدام خلال الحقبة الاستبدادية لكوريا الجنوبية إلى رئيس للدولة، بالجائزة لعمله على تعزيز "الديمقراطية وحقوق الإنسان في كوريا الجنوبية وفي شرق آسيا عامة، ومن أجل تحقيق السلام والمصالحة مع كوريا الشمالية على وجه الخصوص". وذهب في رحلة غير مسبوقة إلى كوريا الشمالية، حيث التقى نظيره كيم جونغ إيل؛ مما أدى إلى تحسن العلاقات ودعم هدف إعادة التوحيد في نهاية المطاف.

لكن البلدين بقيا في حالة حرب تقنية، وتحت قيادة كيم جونغ-أون طوَّرت كوريا الشمالية ترسانة من الأسلحة والصواريخ النووية. وفي بعض الأصعدة، يبدو احتمال السلام بين الكوريتين بعيداً جداً، على الرغم من الاجتماعات في السنوات القليلة الماضية بين كيم جونغ-أون ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن.

ياسر عرفات وشيمون بيريز وإسحاق رابين (1994): الصراع يتفاقم

مُنِحَت جائزة نوبل بالشراكة إلى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية واثنين من رجال الدولة الإسرائيليين على "جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط"، من خلال التوقيع على ما يسمى اتفاقات أوسلو الهادفة إلى المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

واغتيل رابين، رئيس الوزراء آنذاك، في عام 1995 على يد متطرف إسرائيلي عارض اتفاق السلام.

عرفات ورابين في البيض الأبيض/رويترز

ومنذ ذلك الحين، تعثرت جهود حل الصراع مراراً وتكراراً وتخلَّلتها نوبات من العنف والاتهامات المتبادلة المريرة.

وازدادت الشكوك في إمكانية تحقيق حل الدولتين المقترح في السنوات الأخيرة، وسط تهديدات إسرائيل بضم أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة.

داو أونغ سان سو تشي (1991): تدافع عن اضطهاد المسلمين

كانت أونغ سان سو تشي، مُؤسِّسة الرابطة الوطنية للديمقراطية في ميانمار، بطلة المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم خلال سنوات القمع الوحشي من قبل المجلس العسكري، الذي أبقاها قيد الإقامة الجبرية. 

واستشهدت لجنة نوبل بـ"نضالها غير العنيف من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" في منحها الجائزة. ولم يُفرِج عنها جنرالات ميانمار حتى عام 2010، ومنذ ذلك الحين أصبحت الزعيمة المدنية الأولى في الدولة.

لكن منذ صعودها إلى السلطة، خضعت أونغ سان سو تشي لما يصفه العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان بأنه تحول كامل؛ إذ رفضت الأدلة على أنَّ ميانمار مارست الاضطهاد الممنهج والوحشي لأقلية الروهينغا المسلمة في البلاد. ودافعت عن ميانمار أمام محكمة العدل الدولية، العام الماضي، ضد اتهامات الإبادة الجماعية، وقالت إنه لم تكن هناك حملة منظمة ضد هذه الأقلية.

ومع ذلك، قال بعض الباحثين في تاريخ جائزة نوبل، إنَّ جائزة السلام لا تزال تتمتع بمكانة عالية أصيلة، برغم هذه الخيارات المعيبة.

وقال ريتشارد جوندرمان، الأستاذ في جامعة إنديانا: "أود أن أقول إنَّ جائزة نوبل للسلام قد مُنِحَت لأفراد ومنظمات لم تلتزم دائماً بمُثلها العليا، لكن الجائزة نفسها لا تزال تُركِّز على السلام باعتباره الطموح الأكبر في العلاقات الدولية".

تحميل المزيد