يعاني من ضائقة مالية وقد يعود نجماً لتلفزيون الواقع.. ماذا ينتظر “بزنس” ترامب؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/09 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/09 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/ رويترز

تُظهِر السجلات الضريبية للرئيس ترامب أنه يعاني من ضائقة مالية، ويزعم أنه خَسِر دخلاً بمليارات الدولارات خلال عمله في البيت الأبيض، يُضَاف إلى ذلك تصريح نجله الأكبر بأنَّ أعمال العائلة تكبدت عشرات الصفقات المحتملة في أنحاء العالم، كما تنقل صحيفة The New York Times الأمريكية.

والآن بعدما منعه الناخبون من الاستمرار في الرئاسة لولاية ثانية، قد يسعى ترامب للعودة إلى وظيفته السابقة المُجزِية في التلفزيون، لكن هذه المرة بنزعة سياسية بلا شك. إلى جانب ذلك، ستُتاَح لأعمال العائلة حرية التعويض عن الوقت الفائت بالتطلع لصفقات مع دول أجنبية، حيث الفنادق ونوادي الغولف ساعدتها على النمو قبل انتخابات 2016.   

ولم يرد إيريك ترامب، المتحدث باسم منظمة ترامب العقارية، يوم السبت، 7 نوفمبر/تشرين الثاني، على طلبات للتعليق على خطط العائلة في فترة ما بعد البيت الأبيض. 

تضارب المصالح

وعقب الفوز بالرئاسة قبل أربع سنوات، رفض ترامب بيع حصته في المنظمة التجارية، وتبنى بدلاً من ذلك خطة قال إنها ستقضي على تضارب المصالح. ومن بين أمور أخرى، تعهدت منظمة ترامب بالتخلي عن عقد صفقات جديدة خارج الولايات المتحدة واستعانت بمستشار للأخلاقيات للتحقق من بعض المشاريع المحلية.

ومع ذلك، أثرت الرئاسة في الشركات العائلية الخاصة، وأظهرت بيانات الإفصاح المالي لترامب أنَّ أداء ممتلكاته الأكثر إدراراً للربح تراجع تراجعاً كبيراً. ومن دون تقديم أدلة، ادعى ترامب العام الماضي أنَّ توليه الرئاسة "ربما كلَّفه ما بين 3 إلى 5 مليارات دولار".

حظر الصفقات الأجنبية

وربما جاءت الضربة الأقوى من الحظر المفروض على الصفقات الأجنبية الجديدة. قبل الرئاسة، كانت شركات ترامب تتطلع إلى توسع كبير في الصين، حتى إنها كانت ستحتفظ بحساب مصرفي صيني ومكتب غير نشط في شنغهاي خلال فترة الرئاسة. إلى جانب ذلك أجرت بعض الأعمال الاستكشافية بشأن شراكات تجارية جديدة في كولومبيا والبرازيل وتركيا.

ونظراً لأنَّ منظمة ترامب لم تعُد مقيدة بالخطة الأخلاقية التي فرضتها على نفسها، من المتوقع الآن أن تسعى لإبرام صفقات فندقية وأعمال أخرى، وفقاً للعديد من الأشخاص المقربين من الشركة. ومع ذلك، تبقى هناك عقبات عديدة أمام انتعاش أعمال المنظمة، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا المستجد، وتحقيقات إنفاذ القانون في الشركة، ووجهات نظر شديدة الانقسام حول ترامب بين الجمهور الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، إذا قرر ترامب ترشيح نفسه للبيت الأبيض في عام 2024 فقد يحتاج إلى تجنب ارتباطات أجنبية جديدة قد تعطي ذخيرة للمنافسين السياسيين لاستخدامها ضده.

ومع استعداد ترامب للعودة إلى وضع المواطن مرة أخرى، فيما يلي المشهد المحيط بأعمال العائلة: 

قد يعود ترامب لاستغلال اسمه كعلامة تجارية 

أسرع طريقة قد تتيح لمنظمة ترامب جمع أموال هي تشغيل آلة الصفقات الدولية الخاصة بها، وترخيص استغلال اسم ترامب في مشروعات عقارية مثل الفنادق والأبراج السكنية. ويتمتع ترامب بالشعبية في بعض الدول، حيث علامته التجارية معروفة على نطاق واسع، ويمكنه عقد صفقات لتوسيع هذه العلامة.  

وتُعتَبَر صفقات العلامات التجارية خالية من المخاطر إلى حد كبير بالنسبة للشركة؛ لأنها لا تتطلب استثمارات رأسمالية وتحقق عامةً ما بين 500 ألف دولار ومليون دولار في السنة، على الأقل في البداية. وغالباً ما تنخفض المدفوعات بعد بيع الوحدات في المباني السكنية، ما لم تعقد منظمة ترامب اتفاقيات موازية لإدارة العقارات.

لكن شركة ترامب لا تزال تواجه تحقيقاً قانونياً  

بالرغم من أنَّ الكونغرس لن يُركِّز على نشاطات ترامب التجارية مثل السابق، سيواصل المدعون في نيويورك تحقيقاتهم. 

إذ يحقق مكتب المدعي العام في مانهاتن مع ترامب وشركته في مجموعة من الجرائم المالية المحتملة ويسعى للحصول على إقراراته الضريبية. ويُجري مكتب المدعي العام لولاية نيويورك تحقيقاً مدنياً منفصلاً في اشتباهات بأنَّ الشركة أخطأت في التصريح عن أصولها، ربما بهدف تقليل الضرائب أو الحصول على قروض.

ونفت الشركة ارتكابها أية تجاوزات، لكنها ربما تعزف عن تقديم تفاصيل الصفقات الجديدة للمحققين ليدققوا النظر فيها.

ويمكن أن تقود التحقيقات أيضاً إلى دعاية سلبية في الوقت الذي تتطلع فيه الشركة للتوسع.

الاستقطاب والجائحة يمكن أن يعرقلا انتعاش الأعمال

تقع بعض ممتلكات ترامب المُربِحة في معاقل الديمقراطيين، مثل نيويورك وشيكاغو، حيث لا يزال غير محبوب على الإطلاق. وقد عانى أكبر مصادره المُدِرة للإيرادات، وهو منتجع دورال للغولف في فلوريدا، من انخفاض العائدات المرتبطة بالمؤتمرات؛ إذ فضلت بعض الشركات والمؤسسات الكبرى النأي بنفسها بعيداً بسبب الانقسام السياسي.

وخلال رئاسته، حاول ترامب سد هذه الفجوة جزئياً على الأقل، من خلال حجوزات استضافة الفعاليات في ممتلكاته التي أجرتها مجموعات مرتبطة به وبسياسات الجمهوريين. وغالباً ما كان فندق ترامب الدولي بالقرب من البيت الأبيض يمتلئ بحلفاء حزبه.

ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه المحسوبية ستستمر، أو ما إذا كان منتقدو ترامب سيعودون إلى ممتلكاته بمجرد مغادرته منصبه. بالإضافة إلى ذلك، كان العام الجاري صعباً على مجال الضيافة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، إلى جانب الرياح المعاكسة التي هبت على العقارات التجارية أيضاً. وكلاهما أساسيان لمحفظة أعمال ترامب.

قد يكون هناك تحرك سياسي لترامب أو أحد أبنائه 

في الآونة الأخيرة تحدث ترامب سراً عن فكرة الترشح مرة أخرى في عام 2024. ويمكن أن يكون لاحتمال خوض ترامب سباقاً رئاسياً آخر تأثيرٌ مخيف على أعماله في السنوات الفاصلة، على الأقل في بلدان مثل الصين، حيث تتشابك الأخلاقيات ويمكن أن تنشأ نزاعات قانونية.

إضافة إلى ذلك، قد لا يكون الرئيس آخر أفراد عائلة ترامب الذي يترشح لمنصب مُنتخَب. قد يكون لنجل دونالد ترامب جونيور وابنته إيفانكا ترامب تطلعات سياسية مستقبلية، وقد يحِد ذلك من بعض خطط النمو. وتزداد مخاطر ذلك على الصعيد الدولي، حيث تكثر احتمالات تضارب المصالح.

وأخيراً.. هناك حب ترامب للتلفزيون

ويظل السؤال حول أين وكيف سيعيد ترامب التأكيد على مكانته في الشركة العائلية أحد الأسئلة المثيرة للفضول التي تدور حول عودته إلى الحياة الخاصة. وقد يعود نجم تلفزيون الواقع إلى التلفزيون مرة أخرى في صورة محلل سياسي أو في دور آخر، كما يقول من حوله.

على سبيل المثال، كانت هناك مناقشات أولية حول حيازة شبكة إعلامية تحمل علامة ترامب التجارية أو تأسيس واحدة. وأظهرت سجلات الضرائب أنَّ عمله في برنامج مسابقات "المبتدئ" جلب له مصادر أموال جديدة وروَّجت للحكايات الأسطورية عنه التي ساعدته على الوصول إلى البيت الأبيض، حسبما ذكرت صحيفة The Times في سبتمبر/أيلول. ويمكن أن يكون بانتظاره أيضاً خطابات مدفوعة الأجر وصفقة كتاب.

تحميل المزيد