لماذا كل هذا التأخير في الانتخابات الأمريكية؟ ومتى نعرف النتيجة النهائية؟

سلَّطت مزاعم دونالد ترامب المتكررة بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل اكتمال فرز الأصوات الضوء من جديد على واحدة من أكبر المسائل المحيرة في سباق 2020 الرئاسي: متى سنعرف النتيجة النهائية للانتخابات الأمريكية؟.

قد يستغرق إعلانها أياماً أو أسابيع أو حتى شهوراً، اعتماداً على ما سيحدث، حسبما ورد في تقرير الموضوع المترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.

ماذا يحدث عادة؟

التصويت الشعبي ليس العامل المسؤول عن الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. فالفائز في كل ولاية بجمع أصوات أعضائها في المجمع الانتخابي، ويحتاج إلى ما مجموعه 270 صوتاً للفوز بالرئاسة.

وغالباً ما تكون النتيجة واضحة في معظم الانتخابات- وإن لم تُؤَكَّد رسمياً- بحلول المساء. ووسائل الإعلام الأمريكية الكبرى تعلن المرشح الفائز بكل ولاية. ورغم أن هذا الإعلان لا يستند إلى فرز الأصوات النهائي، إلا أنه غالباً ما يكون دقيقاً.

وهذا يعني أنه يمكن إجراء فرز دقيق لأصوات المجمع الانتخابي وإعلان الفائز. وفي انتخابات عام 2016، حدث ذلك في الساعة 2.30 صباحاً في واشنطن حين وصل ترامب إلى الرقم المطلوب وهو 270 صوتاً.

لماذا لم يحدث هذا التأخير في الانتخابات الأمريكية هذه المرة؟

السبب الرئيسي هو جائحة كوفيد-19، إذ أدلى عدد كبير من الناخبين- حوالي 68% من الإجمالي، مقارنة بـ 34% عام 2016- بأصواتهم مبكراً، وعن طريق البريد.

وفرز الأصوات البريدية يجري بوتيرة أبطأ لأنه لا بد من مراجعة توقيعات الناخبين والشهود وعناوينهم وتسوية بطاقات الاقتراع قبل إدخالها في آلات الفرز. وتبدأ بعض الولايات عملية التحقق هذه قبل وقت طويل من يوم الانتخابات، مما يعني أن الفرز نفسه يمكن أن يبدأ فور انتهاء الاقتراع.

لكن هذا الإعداد المبكر لم تشهده عدة ولايات رئيسية في المنافسة هذا العام، لأن المجالس التشريعية للولايات التي يقودها الجمهوريون رفضت الطلبات العاجلة التي قدمها مسؤولو الانتخابات المحلية لتمرير قوانين جديدة لإتاحة وقت إضافي لإعداد أوراق الاقتراع. وأدى هذا الرفض في ولاية بنسلفانيا إلى تراكم كَمّ هائل من الأعمال المتأخرة في مدن مثل بيتسبرغ وفيلادلفيا، التي أصبح يتعين عليها فرز أكثر من 350 ألف بطاقة اقتراع بالبريد هذا العام، مقارنة بحوالي 6000 بطاقة اقتراع عام 2016.

ما هي الولايات التي لم تحسم نتائجها؟

توجد خمس ولايات لم تُحسَم نتيجتها بعد: ألاسكا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا. وأعلنت العديد من المؤسسات الإخبارية، مثل وكالة أسوشيتد برس ومكتب اتخاذ القرار في شبكة فوكس نيوز، أن أريزونا من نصيب جو بايدن. غير أن حملة ترامب تقول إن هذا الإعلان جاء قبل أوانه بكثير.

ومن شبه المؤكد أن ألاسكا ستكون من نصيب المنافس الجمهوري.

متى سنعرف النتيجة النهائية للانتخابات الأمريكية؟

غير أن السباق محتدم في ولاية جورجيا، حيث أعلن سكرتير الولاية إعادة فرز الأصوات. وتقدم بايدن على ترامب بفارق1,097 صوتاً صباح الجمعة، بعد فرز 99% من الأصوات.

والمنافس الديمقراطي متقدم في ولاية نيفادا، حيث لم يتبق سوى فرز بطاقات الاقتراع البريدية المتأخرة التي يعود معظمها لأصحاب الميول الديمقراطية. ولكن بموجب قانون الولاية، يمكن احتساب بطاقات الاقتراع المختومة بختم البريد في يوم الانتخابات طالما يتم تسلمها الساعة 5 مساءً يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني، مما يعني أن الفرز في الولاية يمكن أن يستمر حتى منتصف هذا الأسبوع.

وفي ولاية كارولينا الشمالية، رغم أنه من الواضح أن ترامب هو المرشح المفضل، تستمر الولاية في قبول الاقتراع بالبريد حتى يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني، رغم أنه من المتوقع ألا يُحدث ذلك فرقاً يُذكر. وقال مسؤولون بالولاية إن النتيجة الكاملة لن تُعرف حتى منتصف هذا الأسبوع.

وانتزع بايدن السيطرة في ولاية بنسلفانيا صباح أمس الجمعة. وهو يحقق فوزاً بأصوات الاقتراع عبر البريد بفوارق ضخمة، وفرصه في الفوز بالولاية مرتفعة. وقد توقع مسؤولون في بنسلفانيا فرز معظم الأصوات بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن العملية استمرت حتى يوم السبت وما يزال تقدم بايدن مستمراً.

ماذا يقصد بالأصوات المؤقتة؟ وهل تقبل كل الأصوات البريدية؟

من المقرر أن تَقبل نصف الولايات تقريباً الأصوات البريدية التي تصل بعد يوم الانتخابات طالما أنها تحمل ختماً بريدياً موعده لا يتجاوز 3 نوفمبر/تشرين الثاني، لذلك قد تؤدي هذه التأخيرات في أوراق الاقتراع البريدية إلى تأخُّر فرز بطاقات الاقتراع لأيام، إذ قالت ولاية بنسلفانيا إن النتائج لن تعتبر نهائية حتى يوم الجمعة، الموعد النهائي.

وتشير التقارير أيضاً إلى زيادة في عدد الأصوات المؤقتة التي أدلى بها الأشخاص الذين طلبوا التصويت بالبريد لكنهم قرروا بعدها الذهاب إلى مراكز الاقتراع بأنفسهم. ومن الضروري مراجعة هذه الأصوات مراجعة دقيقة للتأكد من عدم تصويت أي شخص مرتين.

المجهول الأكبر: نتيجة متنازع عليها

في منافسات عام 2000، خسر المرشح الديمقراطي، آل غور، فلوريدا بأكثر من 500 صوت فقط من إجمالي ما يقرب من 6 ملايين صوت، وهو ما أدى إلى خسارته الانتخابات. وبعد إعادة فرز الأصوات المتنازع عليها وقرار المحكمة العليا، أُعلن فوز جورج بوش الابن.

وقد رُفعت بالفعل أكثر من 300 دعوى قضائية بخصوص انتهاكات مزعومة لقانون الانتخابات في انتخابات 2020، وفقاً لتقارير، ومن المتوقع تقديم المزيد بشأن اتهامات بمخالفات في التصويت عبر البريد والتغييرات في قواعد التصويت بسبب الجائحة.

ورفع ترامب وحملته دعوى هذا الأسبوع بالفعل لوقف فرز الأصوات في بنسلفانيا وجورجيا (اللتين لم تعلن وكالة أسوشيتد فوز أحد المرشحين بهما بعد) وميشيغان، التي أعلنت وكالة أسوشيتد برس فوز بايدن بها. غير أن قضاة في جورجيا وميشيغان سارعوا برفض هذه الدعاوى التي رفعتها الحملة يوم الخميس.

وطلبت حملة ترامب أيضاً إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن، التي أعلنت وكالة أسوشيتد برس فوز بايدن بها.

ولا يوجد دليل على أن الطعون القانونية التي تقدمت بها الحملة سيكون لها تأثير على نتيجة الانتخابات بموجب القانون.