هل يؤدي فوز بايدن إلى سقوط نتنياهو ولو بعد حين؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/07 الساعة 16:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/07 الساعة 16:32 بتوقيت غرينتش
المرشح الديمقراطي جو بايدن مع رئيس وزراء إسرائيل بينيامين نتنياهو/رويترز

ستتردد أصداء الانتصار المحتمل للمرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية في مناطق أبعد بكثير من شواطئ الولايات المتحدة، إذ إن فوز بايدن قد يؤدي إلى سقوط نتنياهو ولو بعد حين.   

فمع توجه المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن إلى الفوز- ما لم توجد تحديات قانونية غير متوقعة- والانتقال إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، ستكون إسرائيل من البلاد التي ستتأثر فيها الحسابات السياسية مباشرة وبأكبر صورة ممكنة، بالتغيرات السياسية المقبلة في واشنطن، حسبما ورد في تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية.

على جانب آخر فإن التأخير المتزايد في إعلان الفائز لم يصدم الإسرائيليين صدمة كبيرة، فقد اعتادوا الانتظار لأسابيع، إن لم يكن أشهراً، بعد يوم الانتخابات الإسرائيلية حتى تتضح الصورة النهائية، حسب مجلة Foreign Policy الأمريكية.

فوز بايدن قد يؤدي إلى سقوط نتنياهو.. لماذا؟

يرأس بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، منذ مارس/آذار 2020، حكومة تحالفٍ غير مستقرة إطلاقاً. 

فزعماؤها في خلافاتٍ مستمرة وعلنية حول كل شيء، من الموازنة العامة إلى التعيينات في المناصب الرفيعة إلى الإستراتيجية الإقليمية، وحتى فيما يخص استجابة إسرائيل لكوفيد-19.

والاعتقاد السائد يُشير إلى أن الإسرائيليين متجهون إلى انتخاباتٍ وشيكة هي الرابعة منذ أبريل/نيسان 2019. لكن انتخاب بايدن للرئاسة قد يؤدي إلى وقفٍ مؤقت لإطلاق النيران بين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس، الذي من المقرر أن يحل محل نتنياهو برئاسة الوزراء في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

مكاسب غير متوقعة حققها نتنياهو

وقد أدت الأعوام الأربعة الماضية، إلى مكاسب دبلوماسية غير متوقعة لإسرائيل. وتمكن نتنياهو، الذي نجح في استقطاب ترامب وكسب وده بمهارة من بين زعماء العالم الآخرين، من استغلال هذه المكاسب داخلياً، إذ قدَّم نفسه على أنه السياسي الإسرائيلي الأقدر على إدارة وتوجيه علاقة إسرائيل بالغة الأهمية بواشنطن.

لكن هذه الحجة من شبه المستحيل الاقتناع بها في وجود رئيس ديمقراطي بالبيت الأبيض. فعلاقة نتنياهو مع بيل كلينتون وباراك أوباما كانت متوترة بوضوح

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو/رويترز

وفي نهاية فترة أوباما الرئاسية الثانية في ديسمبر/كانون الأول 2016، امتنعت الولايات المتحدة، في حدثٍ نادر، عن استعمال حق الفيتو بخصوص قرارٍ من مجلس الأمن بالأمم المتحدة يخص الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، ما أدى بنتنياهو إلى صب غضبه على إدارة أوباما، متهماً إياها بـ"التآمر مع الأمم المتحدة خلف الكواليس" وأنها "عصابة" تكونت ضد إسرائيل.

ولم تغِب الاستطلاعات التي تتوقع هزيمة دونالد ترامب عن نتنياهو. وليست مصادفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اختار أن يعبر الأسبوع الماضي، عن أن الدعم الأمريكي من الحزبين لإسرائيل "من دعائم التحالف الأمريكي الإسرائيلي". (جاء هذا عقب محاولة خرقاء من ترامب في 23 أكتوبر/تشرين الأول، لتوريط نتنياهو في حملته الانتخابية حين سأله، أمام كاميرات وسائل الإعلام: "هل تظن أن جو النعسان كان يقدر على إتمام هذه الصفقة مع السودان يا بيبي؟"، لكن نتنياهو تفادى الإجابة عن السؤال).

بايدن قد يصطدم مع نتنياهو

والتوقعات تشير إلى أن سياسة بايدن بالشرق الأوسط ستضعه في مسار تصادم مع نتنياهو وداعميه اليمينيين. فتجدد تركيز الولايات المتحدة على "المسار الدبلوماسي" مع إيران وإعادة تنشيط المفاوضات النائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين- وضمن ذلك التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين- سيؤدي بكل تأكيد إلى صدامٍ بين بايدن ونتنياهو، الذي قال عنه بايدن ذات مرة: "لا أتفق مع حرفٍ واحد لَعين مما تقوله".

إنَّ تراجع سهم نتنياهو على الساحة العالمية قد يجعل الإسرائيليين أكثر استعداداً للنظر في استثمارٍ بديل. قد يحاول نتنياهو إقناع القوى السياسية بالاستمرار رئيساً للوزراء على أساس أنه أفضل شخص لخوض معارك مع الولايات المتحدة إن كان من المقدَّر لإسرائيل الاختلاف مع الإدارة الأمريكية. 

جو بايدن مع يصطدم مع نتنياهو/رويترز

لكن هذا قد لا يكفي لينجو نتنياهو. وقد التقى غانتس، يوم الأربعاء، عدوَّ نتنياهو اللدود، وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت، في إشارة واضحة إلى تجمُّع الغربان بالفعل حول نتنياهو والتخطيط للإطاحة به في البرلمان.

وإن انضم الأعضاء الأربعة عشر من تحالف أزرق أبيض بقيادة غانتس، إلى المعارضة في تصويت بناء على سحب الثقة، فقد تكون هذه نهاية نتنياهو كرئيس للوزراء.

إن أي محاولة للإطاحة بنتنياهو ستُقابَل بمقاومة شرسة. فنتنياهو سياسي متمرس، وخصومه سيواجهون صعوبات بكل تأكيد في حل خلافاتهم الداخلية في الطريق إلى توحيد الجبهة بمواجهة رئيس الوزراء. وهو على الأرجح لن يجعل مهتهم أسهل عن طريق الإسراع بالدعوة إلى التصويت. ومع ذلك، فإن الاضطراب السياسي الواقع حالياً في الولايات المتحدة قد يدفع بإسرائيل- حيث الأوضاع غير مستقرة- إلى دوامة انتخاباتٍ أخرى قريباً.

تحميل المزيد