لماذا تتأخر نتائج الفرز في بعض الولايات الأمريكية، وكيف نعرف لمن ستذهب أصواتها؟

جعلت زيادة التصويت عن طريق البريد في الانتخابات الأمريكية ليلة الانتخاب أصعب بكثير في متابعتها. 

وفي أغلب الولايات، ستنحرف النتائج بقوة نحو مرشحٍ بعينه في مراحل معينة، اعتماداً على موعد فرز الولاية للأصوات بالبريد، والأصوات المبكرة في مقارّ الاقتراع، وأصوات يوم الانتخابات. 

بعبارة أخرى، هذه النتائج يمكن أن تكون مضللة للغاية، وفي بعض الولايات قد يستغرق العدّ أياماً طوالاً، حسبما ورد في تقرير لموقع New York Times الأمريكي.

كيف يمكن قراءة نتائج الانتخابات الأمريكية حتى الآن؟

هناك ثلاثة أمور يجب مراعاتها في محاولة رصد نتائج فرز الأصوات:

العديد من الولايات ستُغير طريقة إدارتها لهذه الانتخابات، وحتى الخبراء لا يعرفون بالضبط كيف ستسير كل هذه الأمور.

يجب التركيز على قراءة النتائج في المقاطعات الصحيحة، حيث تم فرز كل الأصوات.

إذ ستكون النتائج الجزئية منحازة بشدة اعتماداً على طريقة الإدلاء بالأصوات التي تم عدّها أولاً.

يجب التركيز على الولايات التي تعدّ الأصوات المبكرة والأصوات بالبريد قبل عد أصوات يوم الانتخاب. لماذا؟ لأنها ستنتهي من فرز كل الأصوات في ليلة الانتخابات، ومقاطعاتها ستخبرنا على الأرجح بكل الأصوات التي وردت. فلوريدا وآيوا وأوهايو وتكساس أمثلة جيدة، لكن بنسلفانيا وأريزونا ليستا كذلك.

تستعمل صحيفة نيويورك تايمز مؤشرات التصويت في جورجيا وفلوريدا ونورث كارولاينا، التي تحلل النتائج غير المكتملة وتحاول تقدير النتيجة المحتملة أكثر. 

الولايات التي ستتأخر

ستأتي نتيجة ولاية جورجيا متأخرة، لأنها من الولايات التي تعد الأصوات ببطء. تعد جورجيا الأصوات المبكرة في مقارّ الاقتراع أولاً، وخاصة في المناطق الريفية، فلا عجب إن تصدّر ترامب المشهد فيها، ولكن يجب انتظار مقاطعات منطقة أتلانتا (عاصمة الولاية) لتبلغ بنتائجها كاملة، ثم الأصوات الغيابية التي تميل إلى الديمقراطيين. قد يستغرق إعلان نتيجة الولاية الليل بطوله.

والاقتراع الغيابي هو تصويت يدلي به شخص غير قادر أو غير راغب في حضور مركز الاقتراع الرسمي الذي يُخصص له الناخب عادة. تتضمن الأساليب التصويت في موقع مختلف، والتصويت بالبريد، والتصويت بالوكالة، والتصويت عبر الإنترنت.

في نورث كارولاينا، العدّ سريع مثل فلوريدا، حيث تم عدّ كافة الأصوات المبكرة وكل الأصوات البريدية أولاً وسريعاً. ولذا تصدّر بايدن أولاً، وبعد ذلك جاء تصويت يوم الانتخابات وعاد ترامب إلى الصدارة. 

سنرى ما إذا كان هذا كافياً لفوزه بأصوات الولاية في المجمع الانتخابي، لكن يمكنه الحصول على أصوات كافية بعد إعلان الأصوات بحلول منتصف الليل بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حتى إن كان السباق محتدماً، لكن هناك ملاحظة واحدة، وهي أن الولاية ستستقبل الأصوات الغيابية حتى بعد عدة أيامٍ من يوم الانتخابات، ما سيساعد بايدن.

لماذا تتأخر بنسلفانيا؟

أما عن بنسلفانيا فقد يكون الانتظار مؤلماً، ستعدّ الولاية أصوات يوم الانتخابات (اليوم الأخير) في ليلتها أولاً، لأن قانون الولاية يحظر على مديري الانتخابات فتح الأصوات البريدية حتى يوم الانتخابات. 

وهذا يعني أننا سنستغرق وقتاً طويلاً حتى ينتهوا من عد كل الأصوات البريدية، وهي ثلث الأصوات الكلية. وفي آخر استطلاع رأي من تايمز/سيينا، تصدر بايدن بين الناخبين الذين طلبوا التصويت غيابياً بنسبة 75% إلى 19% لترامب، وبنسبة 80% مقابل 13% بين من سلموا أصواتهم بالفعل. يمكن أن يتصدر ترامب طوال الليل كله، حتى إن كان في طريقه إلى خسارة حاسمة لبنسلفانيا.

وكشف حاكم الولاية أن هناك أكثر من مليون بطاقة اقتراع عبر البريد من الولاية، مشدداً على أنها سيتم فرزها كلها جميعاً.

وولاية ميشيغان من الولايات الغريبة، فبعض المناطق الكبرى بالولاية تبدأ معالجة الأصوات الغيابية قبل الانتخابات، لذا لا ينبغي أن تستغرق وقتاً طويلاً مثل بنسلفانيا، لكن يقابل ذلك أن الأصوات الغيابية قد تأتي بصورة أبطأ، ويتم عدها في وقتٍ لاحق، وإن تصدر بايدن في أي وقتٍ هذه الولاية في ليلة الانتخابات فسيكون مؤشراً جيداً له، لكن سيتعين علينا الانتظار لنعرف عدد الأصوات الغيابية التي تم الإدلاء بها.

أما ويسكونسن التي يتفوق فيها بايدن ولكن لم يحسمها فقد تكون أقل صعوبة، إذ قالت أغلب المقاطعات إنها ستتمكن من عد كل الأصوات في ليلة الانتخابات، وأغلب المقاطعات تعد الأصوات الغيابية وأصوات يوم الانتخابات معاً. وإن كان هذا صحيحاً فينبغي علينا أن نحصل على صورة واضحة بسرعة كبيرة، لكن لن تقوم كل بلدة أو مقاطعة بنقل الأصوات الغيابية أو أصوات يوم الانتخاب معاً. 

وفي حال كانت مقاطعة ما زالت بها حصة كبيرة من الأصوات التي لم تُعدّ من الأصوات الغيابية، فإن هذا يصب عادةً في صالح الديمقراطيين، وهذا يشمل مقاطعتي ميلووكي وغرين بايز براون.

وبالنسبة لولاية نيفادا، فقد كانت في السابق من الولايات المباشرة في إعلان نتيجتها، لكن التصويت بالبريد سيعقد هذا السباق أيضاً. ينبغي أن تعد الولاية بسرعة كبيرة كل الأصوات المبكرة، وعلى الأقل الأصوات الغيابية في مقاطعة كلارك كاونتي (لاس فيغاس). ثم سننتظر عدّ باقي الأصوات، وهذا قد يستغرق حتى ساعات الصباح الأولى على الساحل الشرقي. وحتى بعد الانتهاء من ذلك ستتبقى أصوات بريدية متأخرة لعدها، فالولاية تقبل الأصوات حتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني.

جورجيا مهمة جداً لترامب، وموقف بايدن سيعتمد على ترامب

إن صحت استطلاعات الرأي، واستمر عدّ الأصوات في الجدول المعتاد، فقد يربح ترامب ويسكونسن ونيفادا في ليلة الانتخابات. أما جورجيا فهي احتمالية أخرى. إن فاز بايدن بالانتخابات في الولاية فهو على الأرجح سيكون على مسافة قريبة جداً من الفوز بإجمالي السباق.

أما عن ميشيغان وبنسلفانيا، فسيتعين علينا ببساطة أن ننتظر لنرى. ومن بين الاثنين، تبدو ميشيغان أقرب إلى بايدن من بنسلفانيا.

ويعتمد موقف بايدن في ميشيغان وبنسلفانيا في هذه اللحظة على عدد الأصوات الغيابية التي تم عدها بالطبع. وإن لم يتم عد الكثير من الأصوات البريدية، من الممكن أن يتصدر ترامب بفارقٍ كبير في لحظة ما قبل الانتهاء من عد الأصوات.

وإذا كان بايدن في طريقه إلى الفوز بولاية بنسلفانيا، فستكون أول علامة على ذلك أن يتجاوز عدد من صوّتوا له في المقاطعات التي تفرز الأصوات الغيابية أولاً من صوتوا لهيلاري كلينتون في 2016.

وإن تحسّن موقف الرئيس ترامب وعاد إلى السباق، فقد يكون السباق في نيفادا وويسكونسن محتدماً لدرجة لا يمكن معها إعلان الفائز. وحتى إن خسر ترامب ويسكونسن في النهاية فقد يحتفظ بصدارته حتى يتم عد الأصوات الانتخابية في مقاطعة مليووكي. 

وعلى الأرجح فإن ترامب حقق نصراً في قائمة من الولايات التي كان بايدن يأمل أن ينتزع فيها الفوز، مثل أوهايو وغيرها.

أهم علامة ستكون التقدم في بنسلفانيا وميشيغان، في بنسلفانيا قد تكون الصدارة بفارق كبير، اعتماداً على عدد الأصوات الغيابية التي تم عدها بالفعل (التي تميل لأن تكون لبايدن). ومع حصول بايدن على أغلب أصوات ثلث الناخبين الذين صوتوا مبكراً، فإن انتصار ترامب في هذه الولاية سيتضمن على الأرجح تقدم بفارق كبير في يوم الانتخابات.