فقدت الولايات المتحدة كثيراً من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط منذ وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، لكن يبدو أن هيبتها العسكرية ذاتها أصبحت مهددة بالوجود الروسي المؤثر.
مجلة The National Interest الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "هل بإمكان إيران إسقاط طائرات F-22 أو F-35 أو قاذفة القنابل B-2 الأمريكية؟"، رصد التهديد الذي يمكن أن تتعرض له أقوى القاذفات العسكرية الأمريكية ورمز السيطرة المطلقة من جانب الدفاعات الإيرانية في حالة إتمام صفقة الدفاع الصاروخي.
روسيا لا تخاف من التهديدات الأمريكية
هل ستكون الطائرات الأمريكية F-22 وقاذفات القنابل B-2، وحتى طائرات F-35 الأمريكية معرضةً للخطر عند تحليقها فوق إيران أو غيرها من المناطق المعادية في الشرق الأوسط؟ لم يكن الوضع كذلك خلال السنوات الأخيرة وفقاً لكل التقديرات، ولكن هذا الوضع الراهن قد لا يستمر طويلاً.
فقد قال السفير الروسي في إيران ليفان جاجاريان لجريدة إيرانية أن بلاده قد لا تمانع بيع أنظمة الدفاع الجوي S-400 لإيران، رغم المخاوف الأمريكية، ووفقاً لوكالة تسنيم الإخبارية الإيرانية، قال جاجاريان: "نحن لا نخاف من تهديدات الولايات المتحدة ونفي بالتزاماتنا".
وأدى فشل إدارة ترامب في الدفع نحو تجديد خطة العمل الشاملة المشتركة 2015 في عام 2018 إلى إدخال آليات جديدة في النقاشات بشأن المخاوف من أن إيران قد تبيع أسلحة لبعض وكلائها، وأشارت إدارة ترامب في السابق إلى أن الأسلحة الإيرانية سوف تتدفق إلى العراق واليمن ولبنان وغيرها من المناطق التي تنشط فيها الجماعات المسلحة التابعة لطهران، حسبما ذكرت الصحيفة الإيرانية.
ماذا يعني امتلاك طهران لتلك المنظومة؟
ما الذي يعنيه امتلاك إيران نظام صواريخ S-400 المتطورة؟ يبدو أن الإجابة تعتمد بشكل كبير على مدى تطور أنظمة الدفاع روسية الصنع، إذ تستخدم الإصدارات الأحدث من صواريخ S-400 جيلاً جديداً من المعالجات الرقمية، والشبكات الحاسوبية وكشف ترددات الرادار، ما جعل بعض وسائل الإعلام الروسية تزعم أنها قادرة على تدمير الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة الشبحية وقاذفات القنابل B-2.
فعندما يتعلق الأمر بالدفاعات الجوية الروسية القديمة أو الحالية، التي من المعروف أن إيران تمتلكها، يصبح الادعاء بأن الطائرات الشبحية ستكون معرضة للخطر، على الأقل، موضع شك كبير، غير أن نظام الدفاع الجوي المطور S-400، وS-500 بالتأكيد، قد يقدمان سيناريو مختلفاً قليلاً. ولكن لم يتحقق أحد من ذلك بعد.
إضافة إلى أن وجود المزيد من أنظمة الدفاع الجوي S-400 في المنطقة يمثّل تهديداً إضافياً للقوات الجوية الإسرائيلية ودعماً للجماعات شبه العسكرية المسلحة أو غيرها من قوات حرب العصابات المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل.
ويبدو أن الخطر الحقيقي لأنظمة S-400 المطورة يتمثل في سرعات المعالجة الحاسوبية ومدى اتصال بعضها ببعض، فإذا تحسنت القدرة على تتبع "مسار" الطائرات على سرعات كبيرة وعلى نطاقات واسعة بفضل القدرة على دمج وتوصيل المعلومات بسرعة أكبر، ستصبح الطائرات أكثر عرضة للخطر حتى إذا لم تتغير المعدات أو الأسلحة نفسها كثيراً.
على سبيل المثال، تعمل تقنية ربط البيانات بسرعة عالية على تحسين قدرة إحدى نقاط نظام الدفاع الجوي في تحديد ومشاركة التفاصيل مع "نقطة" أخرى داخل النظام، وبالتالي يصبح النظام قادراً على تغطية نطاق أوسع وتصبح الطائرات داخل هذا النطاق عرضة للخطر وتتلاشى قدراتها على التهرب من الرادارات عند الطيران بسرعة كبيرة.