أعلن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح اختيار شقيقه الشيخ مشعل الأحمد الصباح ولياً للعهد له، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020. سبق ذلك بأيام تأدية الشيخ نواف اليمين الدستورية أمام البرلمان لإمارة البلاد، خلفاً للشيخ الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن بيان صادر عن ديوان أمير البلاد قوله إن اختيار الشيخ مشعل"حظي بمباركة عائلة الصباح"، فمن هو الأمير مشعل؟
من هو ولي عهد الكويت الجديد؟
رغم أن الدستور الكويتي يمنح الأمير نواف (83 عاماً)، مهلة مدتها سنة لاختيار ولي عهده، وفق المادة الرابعة من الدستور، إلا أنه لم يتأخر في حسم قراره باختيار ولي العهد، فبعد نحو أسبوع فقط على توليه الحكم، اختار الأمير نواف أخاه الأصغر الأمير مشعل لولايته.
وتنص المادة الرابعة في الدستور على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير". وتوضح ذات المادة أن "تعيين ولي العهد يكون بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس". وتشير إلى أنه "في حالة عدم التعيين على النحو السابق يُزكي الأمير لولاية العهد 3 على الأقل من الذرية المذكورة (الصباح) فيبايع المجلس أحدهم ولياً للعهد".
والشيخ مشعل الأحمد الصباح (80 عاماً) الأخ غير الشقيق للأمير الجديد، كان يشغل منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير منذ 17 عاماً، وفعلياً يعد الرئيس الفعلي للحرس، بسبب مرض رئيس الحرس عميد أسرة الصباح الشيخ سالم العلي الصباح.
ويتصف الشيخ مشعل الصباح بشخصيته الصارمة، وكانت كل التوقعات تشير إلى توليه ولاية العهد بالفعل، إذ كان الأوفر حظاً على قائمة المرشحين رغم أنه كان بعيداً عن الأوساط السياسية في البلاد.
وكان مشعل الأحمد مرافقاً دائماً للأمير الراحل خلال جميع رحلاته العلاجية ومن ضمنها رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. والشيخ مشعل هو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت في الفترة ما بين 1921 وحتى 1951، والأخ غير الشقيق للشيخ جابر الذي حكم الكويت 28 عاماً.
أبرز الشخصيات الأمنية في البلاد
درس الشيخ مشعل في بريطانيا حيث تخرج عام 1960 في كلية هندون للشرطة. وبعد التخرج تولى ابن أمير الكويت العاشر مناصب أمنية عديدة، جعلته أحد أهم الشخصيات الأمنية في البلاد، وظل بعيداً نسبياً عن الظهور الإعلامي.
ومن المناصب الأمنية التي تولاها الشيخ مشعل رئاسة المباحث العامة من عام 1967 إلى عام 1980، إذ تحول هذا الجهاز على يديه إلى إدارة "أمن الدولة" التي لا تزال تعمل تحت هذا الاسم.
وظل الشيخ مشعل يتدرج في مناصب وزارة الداخلية، قبل أن يتولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تم تعيينه ولياً للعهد.
ويعرف عن الشيخ مشعل تمتعه بنفوذ قوي داخل الحرس الوطني وهو جهاز عسكري مستقل عن قوات الجيش والشرطة، ويهدف إلى مساعدة القوات المسلحة وهيئات الأمن العام والمساهمة في أغراض الدفاع الوطني. ولم يتولّ الشيخ مشعل أي حقيبة وزارية أخرى، وظل بعيداً عن المعترك السياسي الذي خاضه كثيرون من أشقائه وأفراد الأسرة الحاكمة.
وينتظر ولي العهد الجديد الشيخ مشعل إدارة العلاقات المعقدة بين الحكومة والبرلمان في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر على البلاد جراء انهيار أسعار النفط وتبعات جائحة كورونا، في الوقت الذي تستنزف فيه البلاد الصندوق الاحتياطي العام الخاص بها لسد العجز في الميزانية.
ويقول دبلوماسيون ومحللون إنه بسبب أسلوبه المتواضع سياسياً وعمره، قد يفوض الشيخ نوافجزءًا أكبر من المسؤوليات إلى ولي عهده الشيخ مشعل، الذي سيتعين عليه التصرف بسرعة كبيرة لمعالجة القضايا المحلية الشائكة.