ماذا تعلم عن مسابقات “التقاط الراية” التي يمكن للجيوش استغلالها لتجنيد العباقرة كمقاتلين إلكترونيين؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/08/30 الساعة 21:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/30 الساعة 21:43 بتوقيت غرينتش
الحرب الإلكترونية أصبحت مجالاً مهماً للجيوش/رويترز

ويُعَد فريق الرياضات الإلكترونية الجديد التابع للجيش الأمريكي ومقاطع الفيديو الجديدة الرامية لجذب المجندين كلها جزءاً من مساعي الجيش لتحفيز الأجيال الشابة على إيجاد مكان لها في صفوفه من خلال تسليط الضوء على ما يمكن أن يوفره لهم وإلى أين قد يُوصِلهم كونهم جنوداً تابعين له. 

مع ذلك، يواجه الجيش الأمريكي تحديات في تجنيد المواهب في النطاق السيبراني (الإلكتروني). وهذا لا يعني أنَّ أصحاب المواهب غير موجودين، كما لا يشير إلى أنَّهم غير مهتمين بمتابعة مسيرة مهنية ضمن القوات السيبرانية للجيش، حسبما ورد في تقرير لموقع War On The Rocks الأمريكي.

ولكن هناك مشكلة في التواصل بين الجيش والموهوبين في هذا المجال، إذ إنَّ الجيش الأمريكي يخطئ هدفه في جهوده التجنيدية الجديدة الرامية لإيجاد وجذب هذه الفئة المهمة. 

يجب تشكيل فريق تنافسي في مسابقات التقاط العلم CAPTURING FLAGS

يقول كاتب التقرير صمويل كريسليب الذي خَدَم في الجيش الأمريكي 22 عاماً ولديه خلفية استخباراتية وسيبرانية عسكرية إنه "في ظل استمرار معاناة الجيش الأمريكي لملء وظائفه السيبرانية، يجب أن يفكر في سبل مبتكرة أخرى لجذب انتباه المحاربين السيبرانيين المستقبليين، مثل تشكيل فريق تنافسي في منافسات التقاط العَلَم أو التقاط الراية (CAPTURING FLAGS) وهي مسابقات في الأمن الإلكتروني.

 التقاط العَلَم هي مسابقة تجري عبر الإنترنت للأشخاص أو الفرق من أجل استخدام مجموعة من المهارات الحاسوبية التقنية لإيجاد الرسائل الخفية –المعروفة بالعَلَم- المُضمَّنة في الملفات أو الشيفرات. 

يوضح الكاتب في حين لا يمكن إنكار شعبية الرياضات الإلكترونية، وهي تساعد بالفعل بالمساهمة بمجموعة كبيرة من المجندين المحتملين، فإنَّ مسابقات التقاط العلم أيضاً في تصاعد. 

وتستخدم "قيادة التجنيد بالجيش الأمريكي" بالفعل فريق "Golden Knights – الفرسان الذهبيين"، وهي فرقة نخبة مظلّيّة، ووحدة "Army Marksmanship Unit – وحدة الرماية"، وهو فريق منافسات رماية دولي، وفريق الرياضات الإلكترونية التابع للجيش الأمريكي، وهو فريق من الجنود المتنافسين في مسابقات لألعاب الفيديو، وغيرها من فرق الجذب الفريدة للتواصل مع الجيل الشاب. وتلك الفرق ليست في الواقع جهات تجنيد أو توظيف، لكنَّها تعي دورها ضمن سلسلة التجنيد وتعمل على ربط المجندين المحتملين بفرص الخدمة/العمل.       

وأنشأ الجيش الأمريكي إطار عمل للمجندين الجدد المثيرين للحماس من خلال فرقه الخاصة بالتواصل، ويمكن أن يوسع مجموعة أدواته، من خلال التحدث مباشرةً مع فئات على دراية بتكنولوجيا المعلومات وفِرق التقاط العلم التنافسية. 

فوفقاً لموقع CTFtime المعنيّ بهذا النوع من المسابقات، جرت 153 فعالية التقاط علم في عام 2018 و197 فعالية في عام 2019. وهذه الزيادة تؤكد على التجمع المتنامي للمجندين التقنيين وذوي القدرات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات الذين يمكن للجيش الوصول إليهم من خلال المشاركة بفريق تنافسي. 

ومع أنَّ جزءاً فقط من تلك الفعاليات يُنظَّم على أرض الواقع (كنقيض لتلك التي تُنظَّم على الإنترنت)، فإنَّ مجتمع مسابقات التقاط العلم على الإنترنت يقدم نافذة لإبراز القدرات والكفاءة التقنية للجنود السيبرانيين. في الوقت نفسه، تُقدِّم فعاليات التقاط العلم التي تجري على أرض الواقع فرصة لفرق الجيش الأمريكي من أجل التواصل مباشرةً مع المجندين المحتملين ومناقشتهم في احتمالات الخدمة في مجال عسكري فريد وآخذ بالتنامي، حسب الكاتب.

مع ذلك، فإنَّ الاشتراك بفريق تنافسي في مسابقات التقاط العلم ليس هو الفرصة الوحيدة للجنود ذوي القدرات السيبرانية من أجل التواصل مع المجندين المحتملين. ولا يجب أن تتوقف جهود التجنيد عند هذا الحد.

العنصرية تضر بالمهمة

يقول الكاتب "يجب أن يفكر الجيش الأمريكي في إنشاء برنامج يعمل من خلاله الجنود السيبرانيين مع المجندين، ويعرفونهم بوظائفهم ومجموعات المهارات الفريدة، وفي نفس الوقت يساعدهم على العثور على الجنود المؤهلين تقنياً مستقبلاً. ويمكن أن تعمل قيادة التجنيد بالجيش مع القيادة السيبرانية بالجيش لإنشاء فرق تدريب متنقلة من الجنود السيبرانيين". 

ويمكن للقيادتين بعد ذلك تحديد مناطق في أنحاء البلاد تكون أكثر احتمالية من غيرها للعثور على أفراد ذوي كفاءة تقنية، مثل المدن ذات الكليات التكنولوجية الكبيرة، وتركيز فرق التدريب المتنقلة على المجندين في تلك المناطق أولاً. لكن لا يمكن للجيش ان يتوقف عند هذا الحد، ومن الضروري أن يركز الجيش الأمريكي على جذب المجندين أصحاب المواهب التقنية في كل ركن من الولايات المتحدة وتجنُّب التجنيد القائم على أساس الحالة الاجتماعية-الاقتصادية أو العِرق أو الجنس.

ويمكن أن تقدم فرق التدريب المتنقلة إرشادات بشأن مجموعات المهارات التي يمتلكها الجنود السيبرانيون، وأنواع التكليفات التي يضطلع بها المحاربون السيبرانيون، والفرص التي قد يتحصَّلون عليها خلال مسيراتهم المهنية. وفضلاً عن الجانب التعليمي، يمكن لفرق التدريب المتنقلة أيضاً أن تتمكن من عمل استبيانات فرز تُبسِّط عملية تقييم الكفاءة التقنية للمجندين وتُوجِّه أصحاب القدرات الملائمة منهم نحو أحد التخصصات في حرب المعلومات.   

تحميل المزيد