حذّر قائد القوات الجوية الهندية مؤخراً من أوجه قصور طائرات رافال المقاتلة في أي مواجهة مع الطائرة الباكستانية JF-17 Thunder.
جاء هذا التصريح بعد عام بالضبط من تفوق باكستان على أهم طائرات مقاتلة هندية في معركة بالاكوت.
وأظهرت هذه المعركة حدود قدرات رادار طائرة Su 30 MKI، التي تعتبر أفضل نسخة من سلسلة سوخوي 27/30 الروسية الشهيرة.
إذ أظهرت المعركة مشكلات في قدرة الطائرة على التقاط مقاتلي العدو بشكل صحيح إلى جانب المشكلة الفنية التي تواجهها طائرة ميراج 2000 الهندية عند إطلاق صاروخ ميكا جو-جو.
والآن تشعر القوات الجوية الهندية بالقلق من احتمالات هزيمة الطائرات الرافال الفرنسية الباهظة الثمن، التي تستعد البلاد لاستقبال دفعات منها أمام طائرات JF-17 Thunder الباكستانية الصينية الصنع، والتي تعتبر رخيصة جداً بمعايير أسعار المقاتلات المعاصرة، والتي يعتقد أنها مبنية على تصميم مشتق من الطائرة ميغ 21 الشهيرة، التي تعود للستينيات.
قصة الطائرة الباكستانية JF-17 Thunder.
وطارت JF-17 التي تصنعها الصين وباكستان لأول مرة في عام 2003، وانضمّت للقوات الجوية الباكستانية، والسرعة القصوى لها JF-17 من 1.6 إلى 1.8 ماخ (سرعة الصوت)، ما يجعلها أبطأ بشكل هامشي من جدتها الميغ 21، لكنها لا تزال لديها قدرة على المناورة بشكل كبير، ولديها مدى متفوق عنها يبلغ حوالي 750 ميلاً، ورادار دوبلر KLJ-7 أقوى بكثير.
وفقاً لموقع Global Times والبحوث التي أجرتها صحيفة EurAsian Times، فإن أحدث نسخة مدعومة من طائرة JF-17 المقاتلة تتميز بتقنيات مأخوذة من مقاتلة J-20 الصينية الشبحية المتطورة، التي ستُعزز بشكل كبير كفاءتها القتالية.
وفقاً للصور التي تم نشرها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تم تثبيت العديد من التقنيات التجارية الجاهزة على الطائرة JF-17، من شركة صناعة الطيران الصينية المملوكة للدولة.
وتشمل شاشة عرض رأسية ثلاثية الأبعاد جديدة، وزاوية عرض كبيرة، ومقصورة قمرة القيادة مماثلة لتلك التي تستخدمها J-20، بالإضافة إلى نظام إنذار نهج صاروخ الأشعة تحت الحمراء المتقدم، الذي تستخدمه الطائرات المقاتلة J-20.
وقال محللون إن الإضافات الجديدة على طائرة JF-17 يمكن أن تمنح الطيارين مزيداً من الإدراك للمحيط، ما يسمح لهم بالتركيز أكثر على القتال بدلاً من تحليق الطائرة.
في مارس/آذار 2019، قال المصمم الصيني يانج وي، كبير المصممين للطائرة المقاتلة، إن تطوير وإنتاج JF-17 Block 3 قيد التنفيذ، والبلوك الثالث سيشهد تعزيز قدرة الأسلحة المستندة إلى المعلومات JF-17 والأسلحة.
تسليح طائرات JF-17 بصواريخ PL-15 الصينية يغير المعادلة
ذكر موقع جلوبال تايمز في وقت سابق أنَّ طائرة JF-17 التي تمت ترقيتها ستستضيف نظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء، جنباً إلى جنب مع تقليل مقطعها الراداري.
ولكن ما تسبّب بإثارة القلق لدى سلاح الجو الهندي أكثر، التقارير المتعلقة بتسليح الطائرة JF-17 بصواريخ PL-15 الصينية طويلة المدى المطورة.
ويفوق مدى هذا الصاروخ الصيني الموجه بالرادار صاروخ أمرام الأمريكي وR-77 الروسي، وكلاهما في الخدمة مع القوات الجوية الهندية.
وأفادت تقارير سابقة بأن صاروخ PL-15 تسبَّب في قلق شديد في البنتاغون.
فالمدى الواقعي الفعال لصاروخ PL-15 في الاشتباكات الجوية هو بالتأكيد أقل من الحد الأقصى المعلن، البالغ 300 كم، ولكنه مع ذلك أكبر بكثير من صواريخ AIM-120 AMRAAM الأمريكية، التي يُقدَّر مداها بحوالي 180 كم.
وسبق أن أعرب الجنرال الأمريكي هربرت كارلايل عن مخاوف خطيرة في عام 2015، عندما دخل تطوير PL-15 إلى الخدمة قائلاً: "انظروا إلى خصومنا (الصينيون) وما يطورونه، أشياء مثل PL-15 ومدى ذلك السلاح".
وقال في مقابلة مع FlightGlobal: "إن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على التفوق على هذا الصاروخ".
ويبلغ طول PL-15 أكثر من 4 أمتار، وهو أطول بكثير من AMRAAM ولديه رادار قوي ومحرك صاروخي.
ويؤكد الخبراء الذين يكتبون لصحيفة EurAsian Times، أنَّ الدور الأساسي لـ PL-15 هو استهداف الأهداف "عالية القيمة"، مثل طائرات الإنذار المبكر (أواكس)، وطائرات التزود بالوقود الجوي، والتي يمكن أن تعيق أي خصم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ويستخدم PL-15 محركاً صاروخياً تقليدياً، على عكس صاروخ ميتيور الأوروبي، الذي ستستخدمه طائرات رافال الفرنسية، التي ستنضم لسلاح الجوي الهندي.
ويمتلك صاروخ ميتيور نطاقاً معلنًا فعالاً يزيد عن 150 كلم، وفقاً لمصنّعيه، ولكنه أيضاً أقل من PL-15 في الأغلب.
خلص الخبراء الذين تحدثوا إلى EurAsian Times إلى أن PL-15 لديها مدى أكبر من ميتيور، بسبب سعة الوقود العالية لديه، ما يجعله يشكل تهديداً خطيراً للطائرات الرافال، التي سيتم تشغيلها من قِبل القوات الجوية الهندية.