في هجوم وصفوه بـ"الأكبر" على المملكة العربية السعودية، أعلن الحوثيون، الثلاثاء، استهداف مقري وزارة الدفاع والاستخبارات السعودية في الرياض، ومقار عسكرية أخرى في المملكة بعدد كبير من الطائرات المسيَّرة وصواريخ باليستية، متوعدين المملكة بالمزيد من الهجمات في العمق السعودي، كما ورد في بيان المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع. فما الذي حدث، ولماذا التصعيد الآن، وما الجديد في هذه الهجمات؟
ما الذي حدث؟
صباح الثلاثاء 23 يونيو/حزيران، أعلن "سريع" أن قواتهم استهدفت بـ"عدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة وطائرات سلاح الجو المسير" العاصمة السعودية الرياض، ضمن "العملية الهجومية الأكبر" المسماة "توازن الردع الرابعة"، وذلك "رداً على "استمرار الحصارِ الظالم والعدوان الغاشم على أبناء شعبنا اليمني العظيم وبلدنا العزيز"، وفق تعبيره.
وأضاف: "دكت صواريخُنا من نوع قدس وذوالفقار وطائرات صماد 3 المسيرة، مقرات ومراكز عسكرية في الرياض، منها وزارةُ الدفاعِ والاستخباراتُ وقاعدةُ سلمان الجويةُ ومواقع عسكرية أخرى في (منطقتي) جيزان ونجران (جنوب غربي السعودية)".
ولفت سريع إلى أن "عملية توازن الردع الرابعة تمت بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة "قدس" "وذوالفقار" وطائرات سلاح الجو المسير".
لماذا الآن؟
هدد الحوثيون بـ"تنفيذ المزيد من العملياتِ العسكرية الأشدِّ والأقوى ضد السعودية حتى رفعِ الحصارِ ووقفِ العدوانِ". وتضغط الجماعة بشكل كبير على السعودية لتسرع بانسحابها من اليمن كشريكتها الإمارات من قبل، مستغلة الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها الرياض بعد أزمة انهيار أسعار النفط مؤخراً، وما تسببت به أزمة فيروس كورونا من شلل للاقتصاد، إذ تمر المملكة حالياً بذروة كورونا، مسجلة أعلى معدلات الإصابات والوفيات منذ دخول الفيروس للمملكة.
كما يأتي التصعيد الحوثي في ظل نزاع كبير في جنوب اليمن بين المجلس الانفصالي المدعوم إماراتياً وحكومة الرئيس هادي المدعومة سعودياً، إذ بات يسيطر الانفصاليون على مواقع جديدة وواسعة، آخرها جزيرة سقطرى منتزعين إياها من إدارة الحكومة المركزية.
بماذا علقت السعودية؟
التحالف العربي أعلن، الثلاثاء، أن قواته أسقطت 8 طائرات بدون طيار "مفخخة" و4 صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية.
وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، صرح متحدث قوات التحالف تركي المالكي بأن جماعة الحوثي "قامت مساء الإثنين بإطلاق 8 طائرات بدون طيار مفخخة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة". وأضاف: "تمكنت قوات التحالف المشتركة من اعتراضها وتدميرها".
وقال المالكي: "هذه المحاولات الإرهابية من قِبل الميليشيا الحوثية الإرهابية وما سبقها من محاولات لعمليات إرهابية، تستهدف المدنيين الأبرياء والأعيان المدنية وكذلك التجمعات السكانية والتي تهدد حياة المئات من المدنيين بطريقة متعمدة وممنهجة".
واعتبر أن هذه الهجمات "تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية ومخالفاً للأعراف والقيم السماوية والإنسانية".
ما الجديد في هذه الهجمات؟
تعتبر هذه الهجمات بهذا الشكل من استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية في الوقت نفسه واستهداف مواقع حساسة جداً وفي قلب العاصمة الرياض، تصعيداً كبيراً وربما غير مسبوق، ينبئ بعدم تراجع وتيرة الحرب في اليمن بين جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً والتحالف، بعد كانت تقارير قد تحدثت عن تراجع وتيرة التصعيد واقتراب إيجاد حل سياسي دعوم دولياً، خصيصاً بعد إعلان المملكة الأشهر الماضية عن دعوتها لوقف إطلاق النار من جانب واحد، وتأثير أزمة كورونا كذلك على اقتصادات دول التحالف، والانسحاب الإماراتي العام الماضي من اليمن، الذي أضعف التحالف بشكل أو بآخر.
ويعتبر محللون عسكريون أن الهجمات الحوثية، الثلاثاء، مثلت تحدياً كبيراً للدفاعات السعودية، خصوصاً أنها ضربت أكثر من مكان في الوقت نفسه، وبأنواع مختلفة من الأسلحة الهجومية، كالصواريخ الباليستية المختلفة، والطائرات المسيرة المفخخة.
وربما ما تخشاه الرياض الآن هو تحول هذا الصعيد إلى نهج جديد أكثر جرأة على استهداف المواقع الحساسة والسيادية في المملكة، في ظل وعيد حوثي بالمزيد من نوعية هذه الهجمات.