ضاعف فيروس كورونا من آلام الكثير من أبناء القارة السمراء، إذ يواجهون الجائحة وهم في عراء الحياة يقاسون المرارة ويتكبدون عناءَ تخلي والديهم عنهم طوعاً أو كرها.
فالأطفال في قارة إفريقيا يفتقدون مشاعر الطفولة الفطرية، اللعب واللهو ليس قبل العمل وجلب المال لشراء الطعام، وإلا فالجوع أو الموت سيحصدهم كما حصد مَن قبلهم، فالعيش تحت وطأة العنصرية جعلهم ينسون أنهم خلقوا ليلعبوا لا خلقوا ليشقوا.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1976 خرج الآلاف من أبناء جنوب إفريقيا السود من مدارسهم في بلدة سويتو يتظاهرون ضد الأغلبية التي تضطهدهم وتعاملهم بعنصرية، وليعلنوا رفضهم الظروف المعيشية الصعبة التي كانوا وما زالوا يعيشونها.
قُتل مئات الأطفال على يد شرطة جنوب إفريقيا في تلك الانتفاضة تلك، ولا يزال هذا الحدث يشكل مرحلة فاصلة في النضال ضد نظام الفصل العنصري في البلاد. ويعد يوم ــ الطفل الإفريقي ـــ بمثابة تذكير بالتضحية القصوى التي دفعها الأطفال، وما زالوا يدفعون، من أجل حريتهم وحرية مجتمعاتهم. كما أنها رمز للتحديات الضخمة التي يواجهها الأطفال في القارة الإفريقية.
"لا أحب هذا العمل كثيراً، أضطر للاستيقاظ باكراً حتى في أيام البرد هذه"، هكذا عبر الطفل "سيبو" ابن الـ13 ربيعاً عن معاناته اليومية مع أسلوب حياته الجديد الذي الذي بات يفرض عليه الاستيقاظ المبكر والخروج لبيع زجاجات المشروبات الغازية للمحال والمارة في أحد شوارع مدينه سويتو، بجنوب إفريقيا.
دولة جنوب إفريقيا ورغم تصنيفها كدولة متقدمة بين مثيلاتها، لم تحقق سوى تقدم ضئيل في الجهود المبذولة للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال فيها عام 2018، حيث ينخرط الأطفال في جنوب إفريقيا في أسوأ أشكال العمالة، بما في ذلك الاستغلال الجنسي بغرض الإتجار والتسول القسري، الذي يعد الطفل "سيبو" أحد ضحاياه.
ويشكو الطفل سيبو لـ"عربي بوست" غياب والده عنهم وعدم وجوده لرعاية الأسرة، وأن أمه مريضة ولا تستطيع إدارة شؤون المنزل وإحضار الطعام، لذلك هو يعمل في محل بقالة ويساعد صاحبها في المشروبات الغازية" يوضح أنهم يحاولون بيع أكثر من صندوق "كل صندوق لديه ١٢ زجاجة، نحصل على بعض المال وعلبة حلويات لنا".
كورونا يفاقم عمالة الأطفال
منذ بدأ انتشار فيروس كورونا في جنوب إفريقيا، عملت الحكومة بالتنسيق مع بعض المؤسسات الاجتماعية الصغيرة المتوزعة على عدة مناطق على محاولة الحد من ظاهرة عمالة الأطفال، حيث تحاول إيجاد سبيل لتوفير الاحتياجات دون اضطرارهم للخروج والعمل، إلا لحاجة كبيرة تفوق القدرة البشرية التي تمتلكها لضبط الأمور.
الأطفال في إفريقيا يضطرون لترك منازلهم وذويهم، ويخرجون لمحاولة إيجاد طعام يقتاتونه، ويجبرهم اقتصاد بلادهم المنهك في جنوب إفريقيا على الخروج للعمل رغم توقف الجائحة، فانتشار كورونا لم يمنع الكثير من الأطفال من العمل في أية وظيفة تدر لهم أي دخل لو كان قليلاً علهم يعتاشون به، وهو ما يستغله الكثير من أصحاب الأعمال ويقومون بتوظيف الأطفال لتوفير التكاليف.
ويشار إلى أن العالم يحتفل بمناسبة اليوم العالمي للطفل الإفريقي، في 16 يونيو/حزيران من كل عام.
عمالة تحظرها القوانين
يعمل أكثر من ٩٠ ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 7 ــ17 سنة، في أعمال ووظائف يحظرها قانون العمل الأساسي في جنوب إفريقيا، فالبلد الذي لديه قرابة ١٢ مليون طفل يشارك أكثر من نصف مليون منهم في عمالة الأطفال.
فرص ومبادرات
يشير صاحب البقالة التي يعمل فيها "سيبو" وشقيقه إلى أنه يحاول مساعدتهم في أغلب الأحيان، وشارك مع "عربي بوست" صوره تقديمه لملابس الشتاء لهم ولأطفال آخرين لدعمهم في مواجهة الجو القارص.
"لا أحبذ عمل الأطفال، لكنهم يساعدون عائلاتهم ولا يوجد من يقدم أي مساعدات مجدية لهم، لذلك لا أمانع" يقول صاحب البقالة الذي فضل عدم ذكر اسمه.
وفيما تنتشر الكثير من المبادرات الاجتماعية والمؤسسات لدعم الأطفال في جنوب إفريقيا وخصوصاً في بلدة سويتو لكنها لا تستطيع تلبية حاجة البلد من الخدمات وتوفير الدعم لجميع الأطفال.
في المغرب
وفي المغرب ليس الاختلاف كبيراً، فإلى عهد قريب، كانت الطفلة سناء التي لم تتجاوز 14 عاماً من عمرها، تقصد فصلها الدراسي، إلا أن توقف والدتها عن العمل كخادمة في المنازل، بسبب جائحة كورونا، دفعها إلى الالتحاق بالحقول المترامية نواحي مدينة سلا، بالقرب من الرباط.
تقول والدة سناء، "ما كنت أقبل بأن تتوقف ابنتي عن دراستها، لولا أن الظروف أقوى مني، فأنا لا أتحمل العمل بعدد من المنازل إلا من أجلها وباقي إخوتها الصغار، لكن الحجر الصحي المفروض بالمغرب، منع العائلات التي أتكلف بتنظيف منازلها من استقبالي في بيوتهم".
لم تكن التلميذة سناء، والتي لم يسبق لها أن مارست أي عمل باستثناء الأعمال المنزلية داخل بيت أسرتها، لتتجرأ على قصد الحقول لولا أن والدتها ترافِقُها، تقول الطفلة القاصر لـ"عربي بوست": "أستيقظ باكراً، حيث أنتظر رفقة والدتي وسيلة نقل تحملنا صوب الحقول، قبل أن نبدأ العمل من الثامنة صباحاً إلى حدود الواحدة بعد الزوال".
أجور ضعيفة
بالحقول والضيعات، يرتبط الأجر بالعمل، حيث تتحصل سناء على أجر يومي يبلغ قرابة 9 دولارات، فيما تجني والدتها 13 دولاراً، ما يكفي بالكاد للإنفاق على الأسرة المكونة من 6 أفراد، وتوفير حاجياتها الأساسية.
لم يكن من السهل على اليافعة، أن تمارس هذا النوع من العمل الشاق، تحكي لـ "عربي بوست" قائلة، "كانت الأيام الأولى من العمل متعبة جداً وما زالت، أذكر أني لما عدت أنا وأمي إلى البيت خلال يوم عملي الأول، خلدت إلى النوم مباشرة ودون تناول وجبة الغذاء، لم أستيقظ إلا بعد أذان المغرب".
تحاول سناء، التوفيق بين العمل المضني بالضيعة، ومواكبة دروسها عبر "التعليم عن بُعد" عبر تتبع بعض القنوات التلفزية وتطبيق المراسلات الفورية "واتساب"، وذلك بعد قرار إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية بسبب الوباء.
آثار الجائحة على الأطفال
عبدالعالي الرامي، رئيس "منتدى الطفولة"، توقَّع أن ترتفع أعداد الأطفال في وضعية شغل بالمغرب بسبب الجائحة، لافتاً إلى أن توقف آلاف الآباء والأمهات عن ممارسة مهن وأعمال بسيطة بسبب الحجر، سيزيد الطين بلة ويجعل من الأطفال أول ضحايا الوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش وأكثرهم تأثراً.
الرامي أكد لـ "عربي بوست"، أن وسطاء قد يستغلون الأزمة الصحية والظروف الاقتصادية السيئة للآباء، ويعمدون إلى استغلال الأطفال وتشغيلهم، مُحذِّراً من مغبَّة تشغيل الأطفال داخل بيت الأسرة وكذلك خارجها.
فيما أبدى تخوُّفه من استِساغة الأطفال، للمبالغ المالية التي يَجنونها من وراء عملهم، وتفضيل العمل على المدرسة، خاصة منهم من يعملون لأول مرة، وقال: "سيرى الأطفال المبلغ القليل مُجزياً وإنجازاً عظيماً، وسيفضلونه على التَّوجه إلى الفصول الدراسية".
في الجزائر
ما كادت شمس الخامس عشر من يونيو/حزيران 2020، أن تودع بلدة قصر الأبطال النائية شرق الجزائر العاصمة، وكان يهم الطفل خير الدين بالعودة إلى بيته، بعد يوم منهك في الرعي، إلا أن القدر لم يكتب له أن يرى أهله مرة ثانية، بعد سقوطه في حفرة مائية فقد فيها روحه.
أثارت الحادثة ضجة كبيرة، وأعادت مجدداً الجدل حول ظاهرة عمالة الأطفال في الجزائر، والتي زدادت بصورة كبيرة مؤخراً في البلاد، وترتكز في أساسها، على الرعي في المناطق السهبية والصحراوية، وكذلك بيع بعض المنتجات الفلاحية المحلية، وكذا بعدد من المؤسسات الاقتصادية.
أطفال بعمر الزهور
ليس بعيداً عن منطقة قصر الأبطال 350 كلم شرق الجزائر، والتي ودعت الطفل خير الدين 15 عاماً، في حادث غرق بعد عودته من مهمة رعي الأغنام، وبالضبط في الطريق الذي يربط مدينتي العلمة وسطيف، ينصب زكرياء 14 عاماً ومراد 11 عاماً طاولات لبيع حبات الذرة بعد شويها على الجمر.
الطفلان اللذان تحدثا لـ"عربي بوست"، يؤكدان أنهما لأول مرة يقومان بهذه المهمة، والتي كانت باتفاق مسبق مع أحد التجار في المنطقة، حول توفير ثمرات الذرة مباشرة من السوق أو بساتين إنتاجها بالعلمة، أو مدن المسيلة أو من ميلة وجيجل وكلها مدن تقع بالشرق الجزائري، لتوزيعها عليهم كما هو الشأن بالنسبة لعدد من الأطفال والشباب عبر مختلف مناطق الولاية والوطن.
ويبدأ عمل هذين الطفلين حسب تصريحهما، مع شروق الشمس، خاصة بعد رفع الحظر التدريجي وتقليصه على عدد من الولايات الجزائرية، ويخرجان لشي الذرة وبيعها تحت حرارة الشمس المرتفعة.
كل هذا السعي، من أجل الحصول على دنانير معدودة كفائدة من تجارة الذرة، والتي تباع على حواف الطرق، متحدين مخاطر الحوادث وقساوة بعض التجار الذين ينتهزون فرصة صغر سنهم في نسف عرق جبينهم.
العمل محتوم
والد زكرياء، يعمل كقابض بإحدى حافلات النقل بين الولايات، والتي توقفت عن العمل بعد قرارات الحكومة بفرض الحظر إثر انتشار وباء كورونا، الذي ما زال يحصد أرواح الجزائريين ويسجل حالات جديدة بشكل يومي.
ويؤكد زكرياء لـ"عربي بوست"، بأن القرار الأخير للحكومة برفع الحجر على عدد من الأنشطة واستثناء النقل بالحافلات ما بين الولايات زاد وضع الأسرة تعقيدًا، خاصة وأن الوالد يقترب من الشهر الرابع دون عمل.
ويقول زكريا إنه مع دنو موعد الامتحانات الرسمية في سبتمبر/أيلول القادم، وبعدها الدخول المدرسي الجديد في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بدأ في البحث عن عمل، لمساعدة والده، من أجل توفير مستلزمات الحياة اليومية وأدواته الدراسة.
أما الطفل مراد ابن البناء، فيؤكد في حديثه لـ"عربي بوست" أن والده لم يعمل منذ تطبيق الحظر قبل أكثر من 3 أشهر، لذلك تحتم عليه الخروج والعمل، رغم المعاملة السيئة التي يتعرض لها من قبل بعض التجار الذين يستغلون مجهوداتهم، ولا يراعون أعمارهم.
وقال مراد "والدي حالياً يبحث عن عمل بعد رفع الحظر على نشاطه، لكننا مثقلون بالديون، ولابد من مساعدة والدي في تسديدها، والتيسير عليه في شراء الأدوات المدرسية وتوفير مستلزمات الحياة اليومية".
ارتفاع في عمالة الأطفال
يشاطر الحقوقي الجزائري وأستاذ العلوم الاجتماعية بن سالم عبدالحكيم، نظرة الأمم المتحدة لموضوع عمالة الأطفال في العالم، لا سيما أثناء وبعد أزمة تفشي فيروس كورونا، والذي غير الكثير من السلوك الاجتماعي.
ويتوقع بن سالم في حديثه لـ"عربي بوست" ارتفاع نسبة العمالة في صفوف الأطفال بالجزائر، بنسبة تزيد عن الـ10%، بسبب الظروف التي آلت إليها الأوضاع الاجتماعية، وتوقف أرباب العمل عن العمل، وإغلاق عدد من المؤسسات الاقتصادية الحيوية التي كانت تعيل أسراً بأكملها".
ويرى أن الجزائر ليست بعيدة عن الوضع العام في العالم، والذي يشهد وفق تقارير رسمية ارتفاعاً كبيراً في عمالة الأطفال، وتساءل بن سالم "إن كانت الدول المتقدمة تشهد زيادة في الظاهرة رغم القوانين والإجراءات الصارمة، فكيف يكون الحال في الدول التي كانت أصلاً تعرف عمالة الأطفال بشكل كبير حتى قبل جائحة كورونا؟".
ويضيف الرجل الحقوقي، أن "المعاناة التي يعيشها رب الأسرة بسبب الحجر الصحي الذي أفقدهم عملهم لأشهر متتالية، زاد من تعقيد التركيبة الاجتماعية وأصبح لزاماً على أطفال الفقراء التفكير في العمل، وهو ما يستغله العديد من أرباب العمل وملاك الشركات".
أما الأعمال التي انخرط فيها الأطفال مؤخراً وبشكل كبير بحسب محدثنا فتتنوع بين التجارة في الأسواق والبيع الجائل في الأزقة والطرقات، وبعدها الفلاحة وجمع المواد المسترجعة، لتأتي في أعقاب ذلك ورشات التصنيع والتحويل".
تأخر المساعدات
مع بداية تطبيق الحجر في الجزائر، أكدت الحكومة على اتخاذ إجراءات لمساعدة العائلات المتضررة من إجراءات الحجر المنزلي، إضافة إلى تعويض يمس التجار والحرفيين وحتى الفنانين.
لكن تأخر ذلك بحسب الخبير الاقتصادي الجزائري سليم حمزيني، جعل العديد من الأسر تبحث عن مداخيل لتحسين مستواها المعيشي، حتى وإن كان من باب المغامرة بالصحة، والأطفال على حد تعبيره.
الحكومة وبحسب المتحدث، وعدت بصب قيمة مليون سنتيم جزائري (90 دولاراً) في حساب كل عائلة فقيرة ومعوزة قبل شهر رمضان، مع ربط مباشر للتجار والحرفيين بمديريات التجارة لمنحهم تعويضاً عن خسائر غلق محالهم، إضافة إلى ربط الفنانين بوزارة الثقافة بغرض تسليم منحة التضرر من جمود النشاطات خلال فترة الحجر".
لكن العملية شهدت تأخراً كبيراً، إذ إن مساعدات العائلات المتضررة من الحجر حسب سليم "بدأ فيها منذ أيام، وهناك مناطق لم تصلها بعد رغم مرور قرابة 04 أشهر من الحجر، أما التجار فحتى الآن لم يتم تعويضهم رغم مسيرات الاحتجاج التي شهدتها البلاد، فيما تبقى عملية تعويض الفنانين جارية".
ويواصل:" التأخر في تقديم المساعدات للعائلات الفقيرة والمعوزة، ساهم بشكل كبير في ظهور آفة عمالة الأطفال، بعدما أرغمت الظروف عائلاتهم على البحث عن مصادر لسد حاجياتها، عكس الحرفيين والتجار والفنانين الذين على الأقل لهم مدخر من نشاط السنة".
وكان الرئيس عبدالمجيد تبون قد حذر من رفع أسعار النقل إثر الزيادات التي مست أسعار النقود، وقال "من سيرفع أسعار النقل سيدفع ثمن هذه الزيادة، والزيادات في الوقود تكاد لا تذكر مقارنة بالزيادات في الأجر الأدنى المضمون وآثار رفع الضريبة على الدخل".
إحصاءات رسمية
تتحدث وزارة التضامن في الجزائر، عن كون نسبة عمالة الأطفال في الجزائر منخفضة جداً، وأنها لا تتجاوز نصف% حسب نتائج التحقيقات التي قامت بها مفتشية العمل، وأنه لم يتم تسجيل أي حالة تتعلق بوجود أشكال عمالة الأطفال بالجزائر.
وتتحدث الوزارة أيضاً عن تدابير وسياسات وطنية متخذة في مجال مكافحة عمالة الأطفال لاسيما منها تلك المتعلقة بتحديد الحد الأدنى لسن التوظيف وتوفير التعليم الإلزامي والمجاني، إلى جانب إنشاء لجنة وطنية مشتركة بين القطاعات منذ سنة 2003 لمنع ومكافحة عمالة الأطفال.
غير أن أرقام الوزارة عن حجم عمالة الأطفال في الجزائر لا تلقى تصديقاً من المنظمات المهتمة بحقوق الطفل التي لطالما شككت في ذلك، وتعتبر أن الظاهرة منتشرة بشكل أوسع مما تتحدث عنه الحكومة.
ويعتبر البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي أن الوصول إلى تحديد الإحصاءات الحقيقية لعمالة الأطفال في الجزائر "يستدعي وجوباً التنسيق مع المجتمع المدني بمختلف مكوناته، لأن النسبة التي تقدمها وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي سنوياً لا تعكس الوضع الحقيقي لهذه الظاهرة".
ويعيب خياطي في تصريحات سابقة على اللجنة متعددة القطاعات المكلفة برصد عمالة الأطفال أنها تعمل "استناداً إلى الأرقام التي تقدمها مفتشيات العمل التي تراقب القطاع الاقتصادي المنظم، دون إشراك المجتمع المدني، وهو ما جعل الأرقام المتوصل إليها لا تخرج عن نطاق الشركات والمؤسسات الخاضعة للرقابة القانونية، في الوقت الذي يشكل فيه الإطار غير المنظم كالأسواق الفوضوية والشواطئ والمزارع والورشات وحتى التسول، الفضاء الأكثر المستقطب لهذه الفئة نتيجة عدة عوامل كالفقر والتسرب المدرسي".