حاز الانهيار العالمي في أسعار النفط صدارة العناوين الرئيسية منذ بداية أزمة فيروس كورونا، ومع ذلك فإن عودة الارتفاع السريعة في الأسعار مع بدء مرحلة التعافي الاقتصادي لم تجذب كثيراً من الاهتمام.
وكانت بيانات كُشف عنها الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، أظهرت أن أسعار النفط الأمريكية حققت أكبر مكاسب شهرية في تاريخها في شهر مايو/أيار، وبذلك تستعيد جزءاً كبيراً من خسائرها المتراكمة في مارس/آذار وأبريل/نيسان بفعل الإغلاق الاقتصادي المرتبط بمواجهة فيروس كورونا وحرب أسعار النفط التي اندلعت بين السعودية وروسيا، بحسب تقرير لمجلة Forbes الأمريكية.
خلال هذين الشهرين، كان النفط مخزناً في الصهاريج والمصافي في جميع أنحاء العالم دون استخدام، في انتظار انتهاء إجراءات الإغلاق. وانخفضت أسعار النفط إلى أرقام بالسالب للمرة الأولى. ونتيجة لذلك، عمد منتجو النفط إلى إبطاء الإنتاج وتقليصه بدرجة كبيرة. الآن، ومع انتعاش النشاط الاقتصادي بانتهاء عمليات الإغلاق، فإن البراميل المخزنة على أهبة الاستعداد للعودة إلى الاستخدام مرة أخرى.
جاءت تقديرات "معهد البترول الأمريكي" (API) في 2 يونيو/حزيران، لتشير إلى سحب كمية من مخزون النفط الخام تبلغ نحو 483 ألف طن (3.381 مليون برميل) للأسبوع المنتهي في 29 مايو/أيار، وهو أعلى بكثير من تقديرات المحللين التي توقعت 3.038 مليون برميل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار التداول ارتفاعاً كبيراً. وبحلول نهاية اليوم، تم تداول سعر خام برنت الأمريكي عند 39.66 دولار.
وبالطبع ستكون العودة السريعة إلى "الوضع الطبيعي" أنباءً غير مرحب بها لدعاة حماية المناخ، الذين كانوا يأملون أن تحفز الأزمة انعطافاً جذرياً للابتعاد عن مسار الاعتماد على الطاقة الأحفورية. وعلى مدى الشهرين الماضيين، ارتفعت أسهم شركات الطاقة المتجددة بدرجة كبيرة. كما يتوقع خبراء أن تظل الطاقة المتجددة المصدر الوحيد للطاقة الذي يشهد نمواً هذا العام.
ومع ذلك، سيتعين علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان المستثمرون سيرون في تعافي أسعار النفط فرصةً للاندفاع إلى عودة "العمل كالمعتاد" مع انتهاء إجراءات الإغلاق العالمية المتعلقة بمواجهة فيروس كورونا.