"الأطفال في الحجر الصحي أصبحوا مكتئبين، وبلغ إدمانهم للهواتف المحمولة حداً لا يطاق"، نعم كلنا نعاني من ذلك، ولكنك يمكن أن تحوّل الحجر الصحي إلى فرصة لتغيير حياتهم.
فقد أصبحت مثل هذه الشكاوى من الآباء منتشرة جراء طول فترة بقاء الأطفال في الحجر الصحي.
فبقاء الأطفال في الحجر الصحي يمكن أن يتحول إلى مشكلة كبيرة تعوق تطور أطفالك، وتشوّه علاقتك بهم، ولكن يمكنك أن تحوّل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز علاقاتك بهم وتطوير مهاراتهم.
هناك 7 استراتيجيات تربوية محددة تحتاج للتعرف عليها من أجل التعامل مع الأطفال في الحجر الصحي، تحدث عنها الدكتور فواز العواد، أستاذ جامعي في التربية وعلم النفس.
هذه الاستراتيجات ستقلل المشكلات التي قد يسببها احتجاز الأطفال في الحجر الصحي، وابتعادهم عن أماكن وجودهم الطبيعية في المدارس والأندية، خاصة مع قدوم الصيف، والأهم أنها قد تفتح الباب لتعليمهم مهارات جديدة وتحسين علاقتك بهم.
عليك أن تحوّل الحجر الصحي إلى فرصة، ولكن يجب أن تلاحظ أن هذه الاستراتيجيات أنت اللاعب الرئيسي في تنفيذها.
7 استراتيجيات تربوية مهمة في التعامل مع الأطفال في الحجر الصحي
1- التثقيف الذاتي للآباء في علوم التربية: عليك التدرب شخصياً
– عملية التربية هي عملية صعبة، بل هي أهم ما يقوم به الآباء في حياتهم كلها.
– علماء التربية لديهم أساليب يجب أن يعرفها الآباء لاستخدامها لتربية أبنائهم في زمن صعبٍ انتشرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي، والمؤثرات الإعلامية التي تشارك الآباء في تربية أبنائهم، والتدرب على كيفية تربية أبنائهم وفق منظومة القيم التي يقرها المجتمع.
– هذه الظروف الاستثنائية من وجود الآباء مع أبنائهم تحتّم عليهم المزيد من القراءة والتثقف حول مفاهيم علم النفس والنمو واحتياجات فلذات أكبادهم، وأساليب التربية الحديثة، وكيفية تعديل السلوك، وغيرها من المفاهيم، فلا تربية صحيحة من دون علم صحيح.
2– الخطة المسبقة: شاورهم بالأمر
– لا يمكن أن تستقيم الحياة الأسرية من دون تنظيم وتخطيط صحيحين، لذا يطالب الآباء بأن يخططوا لكيفية تنظيم حياة أبنائهم، من خلال تحديد وتوزيع الأوقات بين التعلم واللهو وممارسة النشاطات وغيرها.
– من الجيد أن تكون الخطة بالتشاور مع الأبناء، وجعلهم جزءاً من القرار الناظم لنشاطاتهم.
3– المحبة بلا حدود: لا تخجل
– أهم ما يحتاجه الأطفال في حياتهم هو الحب غير المشروط من آبائهم، وعلى قدر ما يعطيهم الآباء من حب تكون النتيجة شعور الأبناء بالأمان والسعادة والقدرة على الإبداع والانطلاق.
– تعرُّض الأبناء للحرمان العاطفي يعد أكبر جريمة يرتكبها الآباء في حياتهم بحق أبنائهم، لأنه يقتل فيهم التوازن والثقة بالنفس والقدرة على التفكير السليم، كثير من الآباء يعتقدون أنّ تأمين الحاجات الأساسية من لباس وطعام وألعاب كافية في التعبير عن الحب، وهي أقصى ما يحتاجه أبناؤهم، وهذا خطأ فادح.
– في هذه الظروف ننصح الآباء بالتعبير عن حبهم لأبنائهم، وليجعلوا لسانهم كريماً بألفاظ الحب لهم.
4– الحوار دائماً: ليسوا أتباعك
– يعتقد كثير من الآباء أنّ أسلوب التربية يقتضي وجود طرف حاكم وقائد للأسرة هو الأب والأم، ومتبوعين هم الأبناء، وهذه الفكرة الخاطئة ينتج عنها في أسرنا علاقة حاكم يعطي الأوامر ومحكوم عليه التنفيذ.
– يجب أن تقوم العلاقة على أساس الحب والتفاهم والحوار الدائم، لأن الحوار فيه احترام لإنسانية الأبناء، وتعليمهم أساليب راقية في التعامل مع الآخرين في الحياة.
– الحوار لا ينتقص من رجولة الآباء ومكانة الأمهات، بل هو أسلوب تربوي صحي ينمي عند الأبناء شعورهم بذواتهم، فيزيدهم ثقة بأنفسهم واحترامهم لقيمة الحوار في الحياة.
5 – إدمان الأجهزة الإلكترونية: ضع جدولاً محدداً وحوّل الأمر لفرصة
– أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً من حياة الأبناء اليوم، وتعد من أخطر ما ابتُلي به الجيل الحديث، حيث التنقل طول الوقت بين الألعاب، ووَهْم الفوز ونشوته بمردود معرفي ونفسي مقداره صفر.
– لتكن الأجهزة الذكية ضمن خطة منظمة يتم استخدامها تحت إشراف الأبوين، لوقت محدد لا يتجاوزه الأبناء، ومنحها كمكافأة عن سلوك إيجابي يقومون به على صعيد الدراسة أو الانضباط بالقوانين الأسرية.
– لنتابع وندقق بالمحتوى الذي يتعامل معه الأبناء في أجهزتهم الذكية، ولنتحاور معهم، موجهين لهم باقتصارها على ألعاب الذكاء والمسابقات الثقافية والبرامج العلمية.
6– اللعب جزء من نمو الشخصية: مسرحية في البيت
– يعتقد كثير من الآباء أن الحالة المُثلى للأبناء هي أن يجلسوا من دون حِراك، وهذه من المفاهيم الخاطئة في التربية، يقول علماء النفس إنّ اللعب الحر الإبداعي يمثل عنصراً أساسيّاً للتطور الاجتماعي والعاطفي والإدراكي الطبيعي.
– ترك الأطفال يلعبون بما يتاح لهم في بيئة المنزل من أوراق ومكعبات وأشكال وألبسة وألوان وغيرها، إضافة إلى توفر أدوات للأنشطة الحركية هو جزء من تحقيق نمو سليم لشخصية الأبناء.
– نقول للآباء اتركوا أبناءكم يلعبون بما يتوفر في بيئتهم المنزلية، وتابعوهم كيف يمارسون أدواراً مختلفة تنمي لديهم مهارات الحياة، كما تحقق لهم منفذاً للخلاص من التوتر والقلق الناتج عن الحجر الصحي.
7- كسر الروتين: تلاعب بأثاث المنزل
– لا شك أنّ طول مدة الحجر الصحي ومنع الأطفال من الخروج للتمتع بالحياة والألعاب والأصدقاء يصيبهم بالملل والضجر، وحتى نخلصهم منه ننصح الآباء بكسر الروتين المنزلي.
– تغيير نمط توزيع مفروشات المنزل واتجاهات الأسرّة والطاولات، وصنع أنواع من الأطعمة الجديدة التي تنتمي لثقافات أخرى بمشاركة الأبناء.
– تنظيم مسرحيات منزلية بمشاركة الآباء تتضمن الفكاهة والقيم والعلوم، المسابقات اليومية للأبناء، سواء أكانت ثقافية أو نشاطات حركية، أو مضحكة، أو شطرنج وغيرها.