"العاهل السعودي يوافق على إقامة صلاة التراويح بالحرمين الشريفين".. انتشر العنوان بسرعة الصاروخ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا طبيعي، فشهر رمضان يحل علينا خلال ساعات، لكن تهديد كورونا لا يزال قائماً وبشدة، وبالتالي يحتاج الخبر إلى توضيح وشرح مفصل، فمن سيصلون التراويح في الحرمين، وبأية شروط؟
ما الجديد بشأن صلاة التراويح؟
كان مدير رئاسة الحرمين الشريفين الشيخ عبدالرحمن السديس قد أعلن في مؤتمر صحفي أمس الأول الإثنين، 20 أبريل/نيسان، أن السعودية قررت استمرار تعليق حضور المصلين لأداء الصلوات الخمس والتراويح خلال شهر رمضان، استمراراً لتفعيل إجراءات المملكة الاحترازية للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأضاف السديس أنه تقرر "استمرار تعليق حضور المصلين للصلوات الخمس والتراويح في شهر رمضان المبارك للحفاظ على صحة القاصدين، حسب التوصيات المتبعة من الجهات المختصة"، موضحاً أنه سيتم إقامة صلاتي التراويح والتهجد في الحرمين الشريفين، على أن يقتصر ذلك على موظفي رئاسة الحرمين والعمال.
وأثناء نفس المؤتمر الذي أقيم عبر الإنترنت، أشار السديس إلى وجود مقترح قيد الدراسة، باختصار صلاة التراويح إلى خمس تسليمات (أي 10 ركعات)، أي تقليلها للنصف، مؤكداً على أن خطة رئاسة الحرمين الشريفين في رمضان تتمحور حول الاحتراز والتحوط وتكثيف عمليات التعقيم.
وفيما يتعلق بالاعتكاف في الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان لهذا العام، أكد السديس أن ذلك أيضاً تم تعليقه، اتساقاً مع نفس الإجراءات الاحترازية.
واليوم الأربعاء 22 أبريل/نيسان، أعلنت رئاسة شؤون الحرمين في بيان لها، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وافق على إقامة صلاة التراويح بالحرمين الشريفين، وتخفيفها إلى خمس تسليمات "مع استمرار تعليق دخول المصلين، وذلك لمنع انتشار فيروس كورونا".
إذن، مَن سيصلي التراويح في الحرمين الشريفين؟
المسجد النبوي الشريف في المدينة، والمسجد الحرام في مكة يخضعان لرئاسة الحرمين، وهي الإدارة التي يديرها الشيخ السديس، ويعمل في تلك الإدارة الآلاف بين عامل وموظف إداري وإمام وغيرهم، وهؤلاء يقومون بأعمالهم داخل الحرمين بشكل يومي، شأنهم في ذلك شأن أي مؤسسة أخرى.
وأثناء مؤتمره الصحفي السنوي، أمس الأول الإثنين، استعرض السديس خطة رئاسة الحرمين الشريفين خلال موسم شهر رمضان، وجاءت في عشرة محاور، نصَّ المحور التشغيلي فيها على كيفية الإشراف "على الخدمات التشغيلية المقدمة في المسجد الحرام، ومهام تطهير وتعقيم المسجد الحرام ومرافقه على مدار اليوم بوجود 3500 عامل، يقومون بغسل المسجد الحرام 6 غسلات يومياً، بالإضافة لتوزيع عبوات زمزم، والإشراف على تشغيل وصيانة الأنظمة الصوتية والكهربائية والميكانيكية، وتشغيل نظام تلطيف وتعقيم الهواء، والتأكد من تطبيق وسائل الأمن والسلامة، ومتابعة إنتاج كسوة الكعبة".
لا تغيير إذن بالنسبة للمواطنين والمقيمين بالمملكة
القرارات الصادرة بشأن إقامة صلاة التراويح وشعائرها والاعتكاف في الحرمين الشريفين خلال شهر الصوم الاستثنائي هذا العام جراء جائحة كورونا لا تغير شيئاً بالنسبة للمواطنين أو المقيمين في المملكة العربية السعودية، رغم تعديل مواعيد حظر التجول بصورة تسمح للمواطنين بتأمين الحاجات الأساسية خلال شهر رمضان.
فقد نشرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أمس الثلاثاء، 21 أبريل/نيسان، بيان وزارة الداخلية الخاص بتقليل ساعات حظر التجول المفروضة على عدة مدن خلال شهر رمضان، لإتاحة مزيد من الوقت للمواطنين لشراء احتياجاتهم الأساسية داخل نطاق الحي السكني الذي يقيمون فيه.
وأوضح مسؤول في الوزارة، بحسب "واس"، أنه إلحاقاً لما سبق إعلانه عن تحديد الأوقات التي يُسمح خلالها بالتجول لقضاء الاحتياجات الضرورية في كافة المناطق والمدن، فقد تقرر تعديل الأوقات التي يسمح خلالها بالتجول خلال رمضان، مضيفاً أن "السماح بالتجول في جميع المناطق والمدن التي لا تخضع لتعليمات منع التجول على مدار اليوم سيكون من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الخامسة عصراً".
أما بالنسبة للمدن والمحافظات التي يمنع التجول فيها على مدار الساعة فسيسمح للسكان بالخروج من منازلهم لقضاء الاحتياجات الضرورية فقط، مثل الرعاية الصحية والتموين، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.
أما الأحياء الخاضعة بالكامل للعزل الصحي التام، فأكدت الداخلية على استمرار منع سكان تلك الأحياء من الخروج من منازلهم على مدار الساعة.
ويوجد في السعودية -بحسب الأرقام الرسمية- أعلى عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الدول العربية، حيث سجلت حتى اليوم الأربعاء 11631، لكن حالات الوفاة 109 فقط، في وقت وصل فيه إجمالي الوفيات جراء الفيروس القاتل 178550 حول العالم -وقت كتابة التقرير- وتجاوزت الإصابات مليونين و572 ألف حالة، بحسب موقع وورلدميترز، المخصص لرصد عدوى الفيروس حول العالم.